علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 02:38
المحور:
الادب والفن
أنت مدعو لحفلة زفافي الخميس المقبل , فاجأني صديق لي وهو يتخذ مقعده قبالتي على طاولة في المقهى . طويت الكتاب الذي بيدي هنأته بهذا الخبر السعيد . جلس مرتبكا ً قليلا ً كمن يخفي سرا ً يخشى إفتضاحه ثم وكأنه قرر أن يقول كل شيء عتني من يدي بشيء ٍ من خشونة غير متوقعة , حدق بي بعينين متوسلتين وهمس بأذني :
_ لو كنت في مكاني ماذا ستفعل معها ؟
الحقيقة كان السؤال مباغتا ً لي لا أدري هل يجب أن أسخر منه أم أتلطف معه كأنه في مأزق يود الخروج منه . أجبته مبتسما ً :
_ تفعل كما يفعل عريس مع عروسه ..
_ كيف ولا وقت لدي َّ ليلتها تعرف الأهل والأصدقاء خلف الأبواب ينتظرون أن يروا ثوبي الأبيض ملطخا ً بدم البكارة حينها أتوج ملكا ً وهي تتوج ملكة وتنطلق الزغارد من حناجر النسوة المنتظرات هذا الحدث السعيد ..
_ هي عروس وليس سبية ينتظر منك فض بكارتها , خذها على مهل ٍ تحدث معها أولا ً لعلها ليست على مزاج رائق أو في حالة مشوشة التفكير أو لعلها خائفة يجب أن تكون لطيفا ً معها خصوصا ً هي ليلتها الإولى مع رجل ٍ غريب ٍ عنها ..
_ شكد بطران أنت لخاطر الله . أقول له تيس يقول لي أحلبه . أخي الناس خلف الأبواب أهلي وأهلها كلهم ينتظرون خروجي ظافرا ً مرفوع الرأس ..
_ لست َ في معركة يا صاحبي . لو تطلب نصحيتي أقول لك قبل أن الزفاف بقليل تقرأ ديوان ( سرير الغريبة ) لمحمود درويش ..
_ لا تسخر مني أرجوك لست ذاهبا ً لأمسية شعرية ..
_ لكنك ذاهب إلى موعد ٍ مع حبيبة . تلقي على مسامعها أعذب الكلام ثم تلاطفها وتأخذ وقتك معها حتى ترق وتتناغم معك بكل حواسها ولا بأس عليك لو أطلقت بعض النكات واحدة منها بذيئة لتلطيف الجو ..
_ إذا لم تسجب لكل الملاطفات ماذا أفعل وقتها ؟
_ لو كنت محلك أقدم لها كأس نبيذ حلو ولا أقول لها هذه خمرة إنما هي عصير عنب , تشرب أنت قبلها وإذا أعجبها العصير تضع القارورة كلها بين يديها وتدعها تسقيك وتتساقى معك ولا تنس مع كل رشفة نبيذ ترشف خمر الشفاه تستثير معها العواطف قبل أن تهب العواصف تدلها على مكامن جمالها كأنك في حضرة آلهة لا امرأة من لحم ٍ ودم ٍ . أقبل عليها كعاشق ٍ لا كثور جامح تغزل بها الليل أمامك طويل وليذهب الآخرون إلى الجحيم هم وقطرات دم البكارة ..
#علوان_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟