حسين هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28 - 09:43
المحور:
الادب والفن
باكراًجداً ينهضون
يوزعون أجسادهم المتعبة
على السفح الأجرد
يتلمسون الشاهدات الباردة
وعندما يتبينون الخيط الأبيض من الخيط الأسود
يجرّون أجسادهم المتعبة
يدخلون القبور دون ندم
هرباً من الموتى الذين في البيوت
وكلّ صباح أمرّ به
أجول بعيني الزائغتين
على ترابه
وأنتقي على مهل
مكاناً آمناً لجسدي المتعب أيضاً
مهيّئاً هروبي القادم
من موتى البيوت
السابحة في مدار الضغينة.
جميلاً ,مشرفاً على بساتينها
يسجّل في ذاكرته:
ألعاب طفولتنا
وعدد المرّات التي صعدناه فيها لاهثين
والجراح التي وشم بها أجسادنا
وألعابنا الليلية
وخلافاتنا
ودواليب الهواء التنكيّة التي صنعناها
ولعبنا بها
على رأسه المليء بالخوف
والحكايات الممزوجة بالجن
التي حكتها الجدّات عن أيامه القديمة
والنيران التي أشعلها الناس
على قمّته
للإنذار وقت الغزوات
طلباً للمساندة
والأسرار التي لايبوح بها أبداً .
أرق
في الدقيقة الأولى
من الألفية الثالثة
رموني في البئر الموحشة
وكسروا قلبي
أنا المنذور للفرح
الضالع بالحنين إلى الوردة
أجدني راجفاً, منقاداً
إلى الوحل
ضائعاً في مدار النشيج
يشربون كؤوسي في المساء
ناصبين شراكهم
على طريق عودتي إلى الأناشيد
خارجاً على خنوع القطيع
أجهر بالمعصية
حالماً, بمطر السحابة البعيدة
منشدّاً ...إلى ترجيعها الموغل
في الهروب إلى الهاوية
#حسين_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟