أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - جريدة الاستقلال أول جريدة بغدادية معارضة














المزيد.....

جريدة الاستقلال أول جريدة بغدادية معارضة


حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن جريدة الاستقلال جريدة اعتيادية، بل كانت أشبه بمنظمة سياسية يجتمع في دارها الوطنيون ويساهمون في كتابتها. فكانت أول جريدة معارضة للسياسة البريطانية في العراق. صاحب الجريدة كان، عبدالغفور البدري، ولم يستطع الحصول على امتياز الجريدة إلا بعد تردد ومماطلة من المسؤولين. وقد صدر العدد الاول منها في 28 ايلول 1920. وكانت ادارتها تقع على شاطئ نهر دجلة في جانب الرصافة، قرب المحكمة الشرعية.
لم يكن عبدالغفور البدري يتقن الكتابة جيداً، لكنه كان رجلاً ذا حزم ورأي واستطاع أن يجمع حوله عدداً من الكتاب ليساهموا في تحرير جريدته، وكان من جانبه يتحمل تبعة ما يكتبون ويحميهم. وكان رئيس تحرير الجريدة في أول أمرها قاسم العلوي، يساعده في التحرير كثيرون، منهم علي محمود الشيخ علي وطالب مشتاق ومهدي البصير وسامي خونده ورشيد الصوفي وعوني بكر صدقي وحسين الرحال ومصطفى علي وباقر الشبيبي وآخرون.
يقول رفائيل بطي، وهو أديب وصحفي من أهالي الموصل، يقول في وصف جريدة الاستقلال: كان المرء يحس وهو في إدارة هذه الجريدة، أنها مؤسسة شعبية وطنية ونادي سياسي مكتظ بالمكافحين، كانت تتمتع بحركة نشطة يشترك فيها جماعات مميزة من طبقات الشعب، هذا يتبرع بالمال وذاك يكتب وآخرون يتبرعون بتسيير ادارة الجريدة.
لافتة الجريدة على باب مبناها كتبت بأربعة ألوان (الابيض والاسود والاخضر والاحمر) وهي ألوان العلم العربي الذي حمل إبان الثورة في الحجاز، قبل أن يرفرف في سماء العراق عمل عراقي. ويضيف رفائيل بطي الى ذلك قائلاً: وهناك حقيقة يحسن تسجيلها، ألا وهي أن صدر حكومة الاحتلال الانجليزية كان رحباً إزاء ما تكتبه جريدة الاستقلال، فأفسحت مجالا رحبا لا بأس به من حرية الصحافة، ما لم نجده بعد ذلك.
وقد أعطتنا المس بيل في إحدى رسائلها وصفاً عجيباً للجماعة التي كانت تلتف حول الجريدة، حيث قالت: إن القوميين التقدميين هنا، وهم الذين لا يريدون الاتراك ولكنهم غير راضين عن وضعهم الحالي، يستعملون اسطورة البعبع التركي على أمل ان يأتي الاتراك لإخراجنا من البلاد ثم يأتون هم بدورهم ليخرجوا الاتراك منها.
كانت جريدة الاستقلال، تكثر من ترديد اسم الامير فيصل على صفحاتها، وتطنب في مدحه وتبدي تألمها لما جرى على سوريا عقب اخراجه منها. وكانت فوق ذلك تشير بصورة مباشرة الى ان فيصل هو المرشح اللائق لعرش العراق.
وقد نشرت في 11 آب 1920 برقية مصدرها لندن، فحواها أن فيصل في طريقه الى سويسرا لمقابلة رئيس الوزارة البريطانية للمداولة في شأن إجلاسه على عرش العراق. ويروي طالب مشتاق في مذكراته: إن السيد طالب عرض على عبدالغفور البدري اثني عشر ألف روبية لقاء الامتناع عن ذكر فيصل، فرفض البدري.
هذا هو العراق، قبل مائة عام تقريباً.. صحافة وكتّاب وحركات سياسية نشطة ومعارضة.. وهذا ما يغيظ أعداء العراق من عرب الجنسية، الذين لا يزالون الى اليوم، يدفعون ملايين الدولارات للخونة والمتآمرين لتأزيم الاوضاع يوماً بعد يوم.



#حسام_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن التهميش في المجتمعات العربية
- جائحة الشاف ما شاف
- بغداد.. يا جبهة الشمس للوجود
- لماذا هرب الفيل من العراق؟
- أفكار خارج شرنقة
- شيء من التأريخ
- الشك واللاأدرية
- أمريكا وخيانات العرب
- الجهل وانحدار الحضارات..
- اليابان.. أمة لا تنام، العراق.. أمة تريد أن تنام
- إنسان الغرب لا يبيع عالم الدنيا بطموح عالم الآخرة
- أفول عقول..
- الصورة الإلهية بنظر الماديين
- بين مطار الانبار ومطار دبي الدوليين.. مليارات
- ظاهرة وعاظ السلاطين الأبدية
- أصل الصراع الديني الدنيوي.. أطماع بشر!!
- من كوكس الى برايمر.. العراق تحت الانتداب
- حكم العسكر وسلطة الجيش
- دع فاسدون.. دعني أحكم
- سر لقاء برسي كوكس بالملك فيصل قبل إجراء العملية الجراحية له ...


المزيد.....




- مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكي: لن أستقيل من منصبي
- ماسك يتعهد بـ 45 مليون دولار شهريا لدعم ترامب
- باكستان.. مقتل 4 جنود و5 متمردين في هجوم مسلح على منشأة عسك ...
- مسيرة أوكرانية تستهدف مصنعا بمقاطعة كورسك غربي روسيا (فيديو) ...
- جندي فرنسي يتعرض لعملية طعن بسكين في العاصمة باريس (فيديو + ...
- هاريس تدعو مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس للمناظرة التلفزيونية ...
- ماسك يعلق على قرار ترامب ترشيح السيناتور جي دي فانس لمنصب نا ...
- ترشيح ترامب للسيناتور فانس لمنصب نائب الرئيس يتصدر عناوين ا ...
- انقلاب ناقلة نفط قبالة سواحل سلطنة عمان
- الحزب الجمهوري يتعهد بإقامة -القبة الحديدية- فوق الولايات ال ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - جريدة الاستقلال أول جريدة بغدادية معارضة