أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تامر خرمه - غورباتشوف.. الشخصية الرئيسية لاستعادة الرأسمالية في الاتحاد السوفياتي السابق














المزيد.....

غورباتشوف.. الشخصية الرئيسية لاستعادة الرأسمالية في الاتحاد السوفياتي السابق


تامر خرمه

الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 22:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



توفي ميخائيل سيرجيفيتش جورباتشوف، رئيس الاتحاد السوفياتي السابق في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، مؤخرا في موسكو، عن عمر يناهز 91 عاما.

بقلم الكسندر إيتوربي

تشيد وسائل الإعلام الغربية به باعتباره “أحد أهم الرجال في تاريخ العالم بنهاية القرن العشرين”. لكن ذكراه في روسيا والاتحاد السوفياتي السابق ليست مرضية للغاية.
ولد غورباتشوف في المناطق الروسية النائية. انضم إلى الكومسومول (الشبيبة الشيوعية) في سن مبكرة للغاية، أثناء هيمنة الجهاز البيروقراطي الستاليني المطلقة على البلاد. ومضى في مسيرة مهنية مكثفة وناجحة في الحزب الشيوعي السوفياتي، وقد بلغت مسيرته ذروتها عند انتخابه لمنصب الأمين العام عام 1985. بعد ذلك بوقت قصير، تم انتخابه أيضا رئيسا للاتحاد السوفياتي.
من المنظور التاريخي يمكننا أن ندرك أن صعود غورباتشوف إلى قمة السلطة يمثل مشروعا محددا تماما: استعادة الرأسمالية في الاتحاد السوفياتي السابق. ما يعني تحويل الاقتصاد المركزي المخطط من قبل الدولة إلى ما يسمى بطريقة ملطفة بـ “اقتصاد السوق” (خدمة الربح الرأسمالي). هذا المشروع كان يدعى “بيريسترويكا”.

كان هذا أحد البدائل التي توقعها الثوري الروسي ليون تروتسكي في كتابه “الثورة المغدورة” في ثلاثينيات القرن الماضي: إما أن تطيح الطبقة العاملة بسلطة البيروقراطية الستالينية، وتعود إلى طريق بناء الاشتراكية، أو أن هذه البيروقراطية ستنتهي باستعادة الرأسمالية.

كان مشروع غورباتشوف هو تقليد النموذج الذي تم تطبيقه في الصين في عهد دينغ شياو بينغ في أواخر السبعينيات: استعادة الرأسمالية بالشراكة مع الإمبريالية، مع الحفاظ على سيطرة الحزب الشيوعي على جهاز الدولة. ولكن، بينما كان هذا النموذج ناجحا تماما في الصين، بات الأمر معقدا للغاية في الاتحاد السوفياتي السابق.

من جهة، برز خلاف بين الشرائح المختلفة للبيروقراطية حول إيقاع عملية استعادة الرأسمالية، والانتفاع من فوائدها. ومن جهة أخرى، خرجت الجماهير في الاتحاد السوفياتي لمواجهة العواقب الاقتصادية والاجتماعية لإجراءات استعادة الرأسمالية، وفقدان الإنجازات كانت قد تحققت، وكذلك للمطالبة بمزيد من الحريات الديمقراطية بعد مرور عقود تحت وطأة الستالينية.
نتيجة لذلك، انهار النظام الستاليني الإصلاحي للحزب الشيوعي، وفي عام 1991 تم حل الاتحاد السوفياتي. وكانت هذه الصيرورة قد امتدت بالفعل إلى بلدان أخرى في ما يسمى بالكتلة الشرقية: على سبيل المثال، سقوط جدار برلين عام 1989، وإعادة توحيد ألمانيا في ظل الحكم الإمبريالي.

الصراع بين الفصائل المتنازعة على غنائم استعادة الرأسمالية أصبح أكثر حدة وعنفا. وقد انتهى هذا الوضع بهيمنة فصيل فلاديمير بوتين بعد حرب الثورة المضادة في الشيشان. بهذا المعنى، يمكن القول أنه في خدمة مجموعة من الأوليغارشية البرجوازية، بات بوتين بنظامه الديكتاتوري أحد ورثة غورباتشوف.

كما سبق وأن قلنا، استعادة الرأسمالية أدت إلى خسارة الطبقة العاملة والجماهير لإنجازات كانت قد تحققت في مجالات مثل الصحة العامة، والتعليم، والحق في العمل. من منظور الاقتصاد الكلي، انخفض الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 1985 و 1991 بنسبة 11٪ ، وانخفضت قيمة الروبل مقابل الدولار مائة ضعف. بالنسبة للعمال والجماهير، كان لهذه الأرقام معنى بالغ القسوة: انخفاض حاد في متوسط ​​العمر المتوقع، وتقلص عدد السكان، وزيادة هائلة في الآفات الاجتماعية، كإدمان الكحول والدعارة.

في غضون ذلك، أشادت الإمبريالية بغورباتشوف على “الخدمات التي تم تقديمها”: منحته جائزة نوبل للسلام عام 1990، ومنحته البرتغال وسام الحرية عام 1995.. وبعد محاولته الفاشلة للعودة إلى السياسة الروسية (حصل في ترشيحه للرئاسة على 1٪ فقط من الأصوات في العام 1996)، أنشأ مؤسسة باسمه، وكرس نفسه لإلقاء محاضرات في كافة أنحاء العالم، والحصول على عشرات الآلاف من الدولارات لكل واحدة منها.

صورة غورباتشوف تلاشت تدريجيا من الصفحات الأولى لوسائل الإعلام؛ لم يتم تذكره إلا في سنويات للأحداث التاريخية كسقوط جدار برلين، أو تفكك الاتحاد السوفياتي. واليوم تشيد به وسائل الإعلام الإمبريالية وتذرف الدمع لذكراه. إننا نرفض دوره الكارثي في ​​التاريخ كممثل لبيروقراطية انتهت بتصفية أهم تجربة أنتجتها الإنسانية حتى الآن في محاولتها التقدم نحو الاشتراكية. لم نذرف دمعة واحدة على وفاته، بل على العكس، كما قال أحد الشعراء: “ليسوا هؤلاء هم الموتى الذين نرثيهم”.



ترجمة تامر خرمه
مراجعة فيكتوريوس شمس



#تامر_خرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوبا| عام على احتجاجات 11 تموز
- مجموعة العمال الأوكرانيين| وحده عمل الطبقة العاملة المستقل م ...
- الصين.. نظام رأسمالي، أم “اشتراكية قائمة بالفعل”، أم نظام اج ...
- النضال في الشتات.. صفعات على وجه الصهيونية
- فنزويلا | حكومة مادورو تسرع عملية إعادة الخصخصة ونهب موارد ا ...
- الولايات المتحدة | تحشيد في الشوارع لدحر الاعتداءات على حقوق ...
- عيد العمال في أوكرانيا يحتفي بالتضامن الأممي للعمال
- بوتين يحيي ذكرى هزيمة النازية عبر تطبيق الأساليب النازية في ...
- مجموعة فاغنر: المرتزقة الروس في أفريقيا
- ماذا تخبرنا التدخلات الروسية في سورية وأوكرانيا عن العلاقة ب ...
- فاليريا وأليكس يسلطان الضوء على مقاومة شعبيهما في أوكرانيا و ...
- مقابلة مع قيادي أوكراني من عمال المناجم
- اجتياح أوكرانيا.. الفصائل الفلسطينية ولعنة القياصرة الجدد!
- بيان صادر عن الشبكة النقابية العالمية للتضامن والنضال
- تسقط الديكتاتورية ودستورها
- من جمهورية السوفييتات إلى الثورة الستالينية المضادة
- الدعم للثورة السودانية
- فلسطين 2021.. المقاومة الشعبية وآفاق الثورة المستمرة
- تشيلي | يجب أن يعترف الدستور الجديد بحقوق التشيليين في النحا ...
- تشيلي اهزموا كاست في الشوارع وفي صناديق الاقتراع! الثقة معدو ...


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 574
- مبعوث أممي يقترح تقسيم الصحراء الغربية بين المغرب والبوليسار ...
- م.م.ن.ص// متابعة الرفيقة سميرة قاسمي في حالة اعتقال وايداعها ...
- اقرا الاشتراكي
- رغم معاناتهن.. السودانيات الأجدر بالمقاومة سلمًا وحربًا
- انقذوا شمال غزة من الموت بالجوع والقصف
- الشرطة تفض احتجاجًا لأهالي جبل تقوق النوبية
- الفصائل الفلسطينية تدين العدوان الأمريكي البريطاني الجديد عل ...
- مصادر لبنانية: غارة لطيران الاحتلال على بلدة اليسارية جنوبي ...
- المبعوث الأممي للصحراء يقترح تقسيم الإقليم بين المغرب وجبهة ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تامر خرمه - غورباتشوف.. الشخصية الرئيسية لاستعادة الرأسمالية في الاتحاد السوفياتي السابق