أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - استمرار القمع وتجدد الحرب بالنيل الأزرق















المزيد.....

استمرار القمع وتجدد الحرب بالنيل الأزرق


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 14:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


1
أشرنا سابقا الي أن التسوية الجارية لإعادة هيمنة العسكر علي السلطة ، واتفاق جوبا، وايجاد مخرج من المحاسبة علي جرائم الابادة الجماعية وضد الانسانية، هدفها استمرار القمع وتصفية الثورة، للمزيد من نهب ثروات وأراضي السودان والتفريط في السيادة الوطنية، كما هو جارى الآن في استمرار القمع الوحشي للمواكب السلمية للثوار، وتجدد الحرب في جنوب النيل الأزرق.
فقد استمر القمع الوحشي للمواكب السلمية كما حدث في مليونية 31 أغسطس باسم المفقودين وضحايا الاخفاء القسري في العاصمة والأقاليم التي توجهت في الخرطوم الي "شارع المطار" ، وتعرضت للقمع الوحشي المفرط بالرصاص المطاطي والدهس بالمدرعات ، واستخدام المياه الملوثة بمواد كيميائية حارقة للجسم ، والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والهراوات ، واعتقال العشرات وضربهم وتعذيبهم بتقليم الأظافر كما حدث في بحري ، مما أدي لجرحي واستشهاد حاتم نجم الدين عبيد، من مدني، في شارع المطار باصابة بعبوة بمبان في الرأس والدهس بالمدرعة، مما أدي لتعلن لجان مقاومة مدني في بيانها التصعيد الشامل، وحاولت قوات الانقلاب عرقلة اجراءات تشريح الشهيد حاتم بتزوير شهادة وفاة بحادث مروري ، لكن تواجد الثوار احبط هذا المخطط.
وهذا القمع المفرط امتداد للقمع منذ بداية الانقلاب الدموي في 25 أكتوبر 2021 والتي استخدمت فيه قوات الانقلاب المدعومة من " فلول الكيزان"، وقوات حركات جوبا سلاح :الدوشكا، الخرطوش ، الرصاص الحي والمطاطي ، والدهس بالمدرعات ، الضرب بالبمبان، والقنابل الصوتية، والذي أدي الي استشهاد (117) شهيدا بعد الشهيد حاتم الأخير ، واصابة أكثر من (5 الف) شخص ، واعنقال وتعذيب المئات ، اضافة لحالات الاغتصاب ، والمفقودين ، التي تحاول السلطات الانقلابية طمس معالمها بالدفن السريع للجثث في المشرحة.
هذا اضافة لضحايا وشهداء مجزرة فض الاعتصام وبقية الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبتها انقلاب الانقاذ منذ 1989 ، وامتداده في انقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019 ، التي تستوجب المحاسبة والتى لن تسقط بالتقادم. .
كما تجدد الصراع القبلي بين ( البرتا والهوسا – الهوسا والانقسنا) في جنوب النيل الأزرق بمدينة قنيص شرق ومحلية الروصيرص ، وسقط علي اثره عدد من الشهداء والجرحي ، اضافة للنزوح من القرى، مع تحميل جماهير المنطقة حاكم النيل الأزرق والحكومة مسؤولية ما حدث ، وحديث عن توزيع سلاح لاطراف النزاع لتأجيج الفتنة القبلية ، التي هدفها خلق الفوضي لاستمرار نهب اراضي وموارد الاقليم .
والفتنة القبلية في النيل الأزرق ايضا امتداد لما يحدث في دارفور والشرق وجنوب كردفان و نهر النيل والجزيرة هدفها نهب الأراضي والموارد و مناجم المعادن، وتمليكها للاجانب ، وازاحة وابادة السكان المحليين، وهي في جوهرها امتداد لسياسة النظام البائد في القمع والنهب والنفريط في السيادة الوطنية.
2
أشرنا سابقا في مقال عن الذكرى الثالثة للوثيقة الدستورية "المعيبة" ، الي أن انقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019 قطع الطريق أمام الثورة لصالح النظام المدحور، بعد أن فشل النظام في قمع الثورة رغم القمع المفرط ، وادعاء الشراكة مع الثوار!!، وأبقي علي المصالح الطبقية للرأسمالية الطفيلية الإسلاموية ، ودولة التمكين ، والمليشيات (دعم سريع، كتائب الظل، دفاع شعبي. الخ) والهيمنة علي السلطة القضائية والنيابة، والاعلام ، وابقي علي القوانين المقيدة علي الحريات.
جاء ذلك متوافقا مع المحاور الاقليمية والدولية التي كانت تسعي ل "الهبوط الناعم" الذي طرحه الأمريكي برنستون ليمان العام 2012 ، والذي يهدف الي توسيع الحوار ليشمل الاسلامويين ، وتغييرات شكلية لا تمس جوهر النظام القائم علي القمع والسياسة الاقتصادية القائمة علي التبعية والتفريط في ثروات وسيادة البلاد ، بربط البلاد بالاحلاف العسكرية الخارجية، مع حريات شكلية دون وجود نظام ديمقراطي حقيقي، وتغيير جذري يخرج شعب السودان من مسار التبعية ، ويحدث التنمية المستقلة التي توفر احتياجات الجماهير الأساسية في المعيشة والتعليم والصحة والخدمات والتنمية المتوازنة بين اقاليم السودان، وقيام المجتمع الزراعي الصناعي الزراعي المتطور، والحل الشامل والعادل في السلام .
اضافة لوقف تأثير ثورة شعب السودان علي شعوب المنطقة ، وعدم ايقاظها من سباتها لحماية استقلالها والحفاظ علي مورادها من النهب الاستعماري، وقد سارت قوى "الهبوط الناعم " في "نداء السودان" في "حوار الوثبة" الذي طرحه النظام بديلا لاسقاط النظام الذي طرحه الحزب الشيوعي وقوى الاجماع الوطني، وبعد فشل حوار الوثبة سارت في حوار خريطة الطريق لامبيكي ، وبعد الثورة واصلت الحوار مع اللجنة الأمنية.
لعب محور ( الامارات –السعودية - مصر) دورا كبيرا مع بعض عناصر قوى الحرية و التغيير، وبعض منظمات المجتمع المدني في دعم المجلس العسكري ، بهدف استمرار الجنود لحرب اليمن ، وقطع الطريق أمام التغيير الجذري، كما ضغطت مع أمريكا ودول الاتحاد الاوربي والاتحاد الافريقي والجامعة العربية للحوار مع العسكر وافراغ الثورة من مضمونها.
اضافة لقوى "الهبوط الناعم" استعانت الدوائر الرأسمالية والاستخباراتية العالمية ببعض المثقفين الذين كان بعضهم مرتبطين بالأحزاب الثورية ، وبعض العاملين في منظمات المجتمع المدني الممولة من الخارج، بهدف تخريب الثورة واجهاض واختراق التنظيمات النقابية ، ولجان الأحياء والمقاومة ، والتنظيمات الجماهيرية والديمقراطية.
3
مع تصاعد الثورة والفشل في المراهنة علي انحسار الاعتصام والحراك الثوري في الداخل والخارج، ارتكب المجلس العسكري مجزرة فض الاعتصام بهدف اجهاض الثورة ، وكان بيان الفريق البرهان الذي الغي الاتفاق الأولي ، وأعلن عن قيام انتخابات عامة بعد 9 شهور، ولكنه تراجع بعد العصيان المدني ، وموكب 30 يونيو الذي ثبت اقدام الثورة رغم المجزرة البشعة التي مازالت تنتظر التحقيق ومحاكمة المجرمين والقصاص للشهداء، رغم المحاولات هذه الأيام لطمس معالم الجريمة ، بدفن اكثر من 3 الف جثة ، دون تشريح والتحقق من هوّية الجثث، ولكن هيهات.
تراجعت قوى الحرية والتغيير عن شروطها لمواصلة التفاوض بعد مجزرة الاعتصام ، لمواصلة التفاوض عبر الوسيط الاثيوبي الذي اشار الي فشل المساعي ، ولا بد من التفاوض لتقاسم السلطة ، علما بأنه خرج من صلاحياته ، وهي تسليم السلطة للمدنيين ، وليس تقاسم السلطة. واستمرت الضغوط من المحاور الاقليمية والدلية حتى تم التوقيع علي الوثيقة الدستورية المعيبة ، التي اشرنا لفشلها سابقا بعد أن مزقها العسكر ، واجهز عليها بعد اتفاق جوبا وانقلاب 25 أكتوبر 2021 ، الذي اعاد إنتاج الأزمة بشكل اعمق من السابق، وتدهورت الأوضاع المعيشية والاقتصادية والأمنية والخدمية.
4
ورغم الفشل الواضح في الشراكة مع العسكر ، وضرورة عودة العسكر للثكنات ، وحل الجنجويد ، وبقية جيوش الحركات، ومليشيات الكيزان ، وقيام الجيش القومي المهني الموحد ، وعودة شركات الجيش والأمن والشرطة والجنجويد لولاية وزارة المالية، تحاول المحاور الاقليمية والدولية مع "قوى الهبوط الناعم " مرة أخري" تجريب المجرب" وبنفس الاسلوب، لاعادة إنتاج الفشل ب"حوار الوثبة " الذي يشمل حنى المؤتمر الشعبي والاتحادي الاصل وانصار السنة وغيرهم من القوى التي كانت مشاركة في نظام الانقاذ حتى سقوطه ، بهدف إعادة إنتاج الفشل والفوضي، و لحماية مصالح القوى الاستعمارية الخارجية واتباعها في الداخل في نهب موارد السودان باعادة الشراكة مع العسكر وتحت هيمنته ، واستمرار نهب ثروات البلاد والقمع للحركة الجماهيرية والابادة الجماعية لنهب الاراضي الموارد ، وقطع الطريق أمام المقاومة الجماهيرية المتنامية من أجل تحقيق أهداف الثورة ومهام الفترة الانتقالية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسارع التسوية لنهب ثروات السودان
- الذكرى الثالثة للوثيقة الدستورية
- معركة انتخابات الصحفيين وانتزاع الحريات
- وحدة وديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية
- وحدة وديمقراطية واستقلالية العمل النقابي
- سلاح الاضراب والعصيان لاسقاط الانقلاب
- ثم ماذا بعد مسرحية المبادرات العبثية؟
- الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني (2) وا ...
- الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني
- الذكرى الخامسة لرحيل المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم
- إعلان دستوري لشراكة دم جديدة!!
- اليقظة لمواجهة المبادرات الهادفة لتصفية الثورة
- الانقلاب والتفريط في السيادة الوطنية
- وُلد الانقلاب ميتا وفاشلا
- سيول بشرية هادرة صوب اسقاط الانقلاب
- ما الهدف من الهجوم علي الحزب الشيوعي (٢)..والاخيرة
- ما الهدف من الهجوم علي الحزب الشيوعي؟
- الإعلان الختامي لورشة قوي الحرية والتغيير
- زيادة اسعار المحروقات مزيد من الافقار
- خطاب حميدتي واتفاق جوبا


المزيد.....




- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...
- شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
- الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل ...
- العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها ...
- روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال ...
- لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين ...
- الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - استمرار القمع وتجدد الحرب بالنيل الأزرق