أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 97














المزيد.....


القرآن محاولة لقراءة مغايرة 97


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 11:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إِنَّ الَّذينَ يَكفُرونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقتُلونَ النَّبِيّينَ بِغَيرِ حَقٍّ وَّيَقتُلونَ الَّذينَ يَأمُرونَ بِالقِسطِ مِنَ النّاسِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَليمٍ (21) أُلائِكَ الَّذينَ حَبِطَت أَعمالُهُم فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَما لَهُم مِّن نّاصِرينَ (22)
هنا إدانة ووعيد لأهل الكتاب الذين ينسب إليهم القرآن قتلهم الأنبياء، كما يروى عن قتلهم ليحيى، والبعض يضيف أباه زكريا، وبكل تأكيد لا يشمل ذلك عيسى، لأن القرآن ينفي قصة صلبه. أما بالنسبة للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، فهل يشمل هذا إدانة قتل كل الداعين للقسط والعدل والمساواة، حتى لو كانوا غير مسلمين، وحتى لو كانوا ملحدين، بحيث يشمل هذا قتل سپارتاكوس وقتل چي ڠيڤارا؟ هذا بكل تأكيد ما لا تقبله الأكثرية الساحقة من المفسرين والفقهاء، باستثناء التنويريين الذين يتكلفون تأويل القرآن ليجعلوه متوافقا مع مبادئ العدل والمساواة والمثل الإنسانية والحداثة.
أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ أوتوا نَصيبًا مِّنَ الكِتابِ يُدعَونَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم ثُمَّ يَتَوَلّى فَريقٌ مِّنهُم وَهُم مُّعرِضونَ (23)
هذا طبعا مع التسليم بأن ما يُدَّعى أو يُعتَقَد أنه كتاب الله هو حقا كتابه. نعم هناك حالة من الازدواجية عند الكثير من الناس، فمن المؤمنين بالإسلام إذا اختلفوا وقيل لهم تعالوا إلى أحكام الدين الإسلامي لا يقبلون بذلك إذا علموا أن الرجوع إلى أحكام الدين يتعارض مع مصالحهم، سواء كانوا هؤلاء مسلمين أو مسيحيين أو يهودا أم من أي دين آخر يعتنقونه عن قناعة، وهكذا نجد ثمة ازدواجية عند فريق من المؤمنين بالديمقراطية أو حقوق الإنسان أو المساواة بين المرأة والرجل أو المؤمنين بالقوانين الوضعية لدولة ما أو المؤمنين بالاشتراكية والعدالة الاجتماعية. فظاهرة الازدواجية ليست مقتصرة على أتباع دين ما أو على مؤمنين بثمة إيمان أو كافرين بثمة قضايا يرى آخرون وجوب الإيمان بها. والازدواجية بلا شك تمثل ظاهرة مدانة، وقد تكون مقبولة بنسبة دون أن تكون الحالة الغالبة لحاملها، بل لكون وجود التزام مطلق ومثالي بالمباني الفكرية يكاد يكون معدوما. نعم، ينبغي أن يسعى الإنسان ما استطاع إلى ذلك سبيلا أن يوجد أكبر قدر ممكن من الانسجام بين كل من مبادئه وقيمه وعواطفه ومواقفه وسلوكياته في الحياة. ومن الازدواجية المرفوضة أن يتسامح المرء مع ظاهرة الازدواجية ويبرر لها إذا ظهرت عنده وعند قومه، ويدينها ويستنكرها إذا ظهرت عند غيره وعند قوم غير قومه. لكن هنا يدان أهل الكتاب، كما يبدو، ليس لأنهم يرفضون الرجوع إلى ما عندهم، مما يعتبرونه كتاب الله، بل كتاب الله هنا يعني القرآن، فلا ندري كيف يريد يلزمهم بالرجوع إلى ما لم يؤمنوا به أنه كتاب الله.
ذالِكَ بِأَنَّهُم قالوا لَن تَمَسَّنَا النّارُ إِلّا أَيّامًا مَّعدوداتٍ وَّغَرَّهُم في دينِهِم مّا كانوا يَفتَرونَ (24)
هذه الدعوى نجدها عند فريق من أتباع كل دين يؤمن بنار جهنم، فمعظم فقهاء المسلمين يقولون بعدم خلود صاحب المعاصي المستحق مرتكبها لدخول النار فيها، إذا كان مسلما، بل يذهب البعض إلى نفي الخلود في النار لأتباع مذهب من المذاهب دون غيره من مذاهب المسلمين. فليس من اليهود والمسيحيين وحدهم من غرهم في دينهم ما كانوا يفترون، بل يشمل هذا أيضا الكثير من المسلمين. ولكن سواء هؤلاء أو أولئك، لا يمكن تعميم الافتراء على من يكون على عقيدة خطأ أو دين خطأ، فمنهم من يعتقد صادقا بما هو ليس بحقيقة، مسلما كان أو يهوديا أو مسيحيا أو ما سواهم.
فَكَيفَ إِذا جَمَعناهُم لِيَومٍ لّا رَيبَ فيهِ وَوُفّيت كُلُّ نَفسٍ مّا كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمونَ (25)
إشكال أول على هذه الآية كما على الكثير غيرها، هو نسبة كلام لله بضمير الجمع، وثاني الإشكالات هو دعوى وجود يوم أسمته الأديان بيوم الحساب أو يوم القيامة أو يوم الدين أو يوم الدينونة، بينما تحقق العدل الإلهي غير المتحقق في هذه الحياة في ثمة حياة أخرى من طبيعة أخرى لا نعرف كنهها، لا يستوجب وجود يوم حساب لكل البشر، بقطع النظر عن أمد هذا اليوم في حساب الله كما يدعون أو يعتقدون. والإشكال الثالث هو عدّ هذا اليوم لا ريب ولا شك فيه، ولا ندري كيف جعله معصوما من أن يشك الناس به. لكن أن تُوَفّى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، فهذا ما يتفق كليا مع ضرورات العقل. ولكننا نجد في التفاصيل إن القرآن الذي يثبت كون الله لا يظلم مثقال ذرة، يعرض الله ظالما أيما ظلم بسبب تعذيبه للناس الذين لم يستطيعوا أن يقتنعوا بقضايا ميتافيزيقية، وتخليدهم في العذاب، علاوة على تعذيبه بسبب ذنوب لا تعد بمعايير العدل جرما يستحق صاحبه العقاب، ناهيك عن العذاب الأبدي وبتلك الصور المرعبة التي عرضها القرآن. أفليلام من يقول أني وجدت تناقضا كبيرا في هذا الكتاب، مما يجعله عندي ممتنع الصدور عن الله؟



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 96
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 95
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 94
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 93
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 92
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 91
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 90
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 89
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 88
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 87
- العراق بين نار الصدر ونار الإطار
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 86
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 85
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 84
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 83
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 82
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 81
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 80
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 79
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 78


المزيد.....




- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 97