|
11 – مدخل . . الى العقل المتصنم / 12 - الزواج ، الأسرة – التوافق
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7355 - 2022 / 8 / 29 - 03:53
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
لا يحضر لدى العقل العربي وخاصة اليمني أي اهتمام او تعرف إدراكي لهذه الاصطلاحات الثلاث ، فهو وفق فهمه واعتقاده وسلوكه الواقعي الحسي يقوم على ما لقن به من التربية الاسرية والتعليمية – المسيدة ايديولوجيا – والاعراف والتقاليد الاجتماعية . . بما فيها المعتقدية الدينية – بينما لا يمتلك عقل كل فرد منا ما يؤسس قناعاته الفكرية والاخلاقية الذاتية الحرة دون سيطرة ما سبق ذكره على قناعاته الشخصية – وعموما فيما هو خاص بنا دونا عن الشعوب الاخرى . . ما هي موسومة بها شخصيتنا العربية ب ( الثنائية الانفصامية ) بين ما نطلقه ونعلنه موقفا نظريا مجردا ( في قولنا الخطابي الشفهي او المكتوب ) ، المبني عادة على مورث اخلاقي مطلق المثالية الاخلاقية ، وبين الموقف فيما نسلكه واقعيا بشكل محسوس وملموس يكون وفق مورثنا الاجتماعي – سي السيد – ووفق مورثنا العائلي او الاجتماعي الملقن لعقولنا كقناعات ذاتيه تتحرك عليها سلوكياتنا – التمييزية المجتمعية كأبعاد تحيزية عصبوية من حيث اللون والمنحدر والعرق والقبيلة والفقر او الغنى ودرجته والمكانة التنفذية للتاريخ العائلي – حيث تنكشف فصاميتنا الثنائية من خلال : متضادية ما نعلنه كقول نظري مجرد – يظهر كل فرد منا كما لو انه ملاك قيمي الاخلاق بإطلاق وليس بشرا – حيث يلعب هذا القناع المخادع كوجه يعبر عنا ، بينما في الاصل يلعب دورا إخفائي تحايلي لحقيقتنا المنكشفة خلال تعاملنا وسلوكياتنا ومسلكياتنا ، والتي تقوم على قيم نقيضة لتلك التي نطلقها – بمعنى ما اصبح طبعا تاريخيا معلم بنا ( نظهر ما لا نضمر او نبطن به ) – لغرضية نوهم بها الغير عكس حقيقتنا المخفية او لنفعية نريد تحقيقها بترخيص انفسنا او استعراضا وتباهيا فيما نحن لسنا اهلا له .
هذا الجمود الجاهل لعقولنا بقناعاتها المتشكلة عبر غير انفسنا ، وتوهمنا بأنا نمتلك المعرفة الصحيحة التي تجعلنا لا نحتاج البحث فيما نعرفه ونعتقده أكان مؤكدا لثقتنا فيما نعتقده او انه يكشف أنا لا نفكر ابدا بقدر ما نخزن ما نلقن به خلال حياتنا .
كيف يمكن أن تكون معتقداتنا وتصوراتنا وقناعاتنا سليمة وفهمنا – مثلا في اطار موضوعنا المطروق – ونحن لم نقف عليها ونخضعها للتحليل والتقييم والاستنتاج الذاتي ، كيف ونحن لا وجود في عقولنا مفككات كل مصطلح بعينه – سبحانك اعتزازنا بعظمة عقولنا المفرغة !!!!!!!
إن المفاهيم الثلاثة السابقة – معنى ومدلولا - ذات بعدين اساسيين ، احدهما طبيعي والاخر بشري الدماغ عاقل في ادراكاته – فالزواج طبيعيا مقرون بلفظ التزاوج – طالما أن نوعنا الحي كائن ثنائي الجنس – حيث الوجود والبقاء والاستمرار لنوعنا لن يكون إلا من خلال علاقة ارتباط الاتصال الجنسي ، وعليه فالتزاوج حاجة طبيعية كغيرنا من الكائنات الحية ثنائية الجنس – أي ذكر وانثى – وتعد ضرورة رئيسية للوجود والاستمرار – ألا تلاحظون عند عقد القران في اخر الاديان السماوية يلزم نطق اب او ولي امر الفتاة بقوله الصريح انكحتك ابنتي او ابنتنا ويرد الاخر قبلت نكاحها على سنة الله ورسوله – إذا لماذا نخجل من طبيعتنا الحية ونحتمي بأقنعة من المثل الاخلاقية المطلقة ؟ - حتى أن نظاميتنا البيولوجية – الغدية الافرازية ، العصبية اللا إرادية – النفسية العصبية . . إلخ . . حتى آلياتنا الحيوية والخلوية والعضوية مثل – مثلها الاسرة ، لماذا نلغي سمتها الطبيعية - كغيرنا من الكائنات الحيوية ثنائية الجنس – ونهرب نخادع انفسنا ونخادع الاخرين للتخفي وراء ادعاءاتنا بالمثل الاخلاقية المطلقة ، فالأسرة يقف عليها اب وام او اب وعدة امهات او زوجات على الابناء – وقديما كانت الاسرة تقوم على تعدد الازواج للمرأة الوحيدة الزوجة – أما العائلة فهي تضم كبير العائلة كقائد القطيع ، والتي تحتوي العديد من الاسر إن لم تكن العائلة الموجودة محدودة العدد في اسرة مصغرة واحدة ، فما نغالط فيه اخلاقيا بدور الاب والام عندنا هو ما يحدث في عالم الحيوان – كالحماية والرعاية والتنشئة والتدريب على المهارات والحركة واتخاذ القياس للمواقف . . إلخ ، حتى فيما نسميه بالغيرة والتملك يسلكها الحيوان ايضا ومثلها العاطفة للأبناء او في علاقة العشرة .
إذا كنا نكذب ونخفي حقيقتنا فيما نحن عليه طبيعيا ، نرى أنا في البعد او الجانب الثاني لحقيقة نوعنا البشري – العاقل المحلل تجريدا والمفكر حرا لاستنطاق ما يعبر عن نفسه ، وهو ما ليس فينا – أن اخلاقياتنا ( البشرية ) تتغير مع تغير حياتنا الزمكاني في التاريخ ، تغير للقيم يتجه دوما في صالح الانسان ووجوده وحياته – فلسنا ملائكة لا نوازع عندنا وتحكمنا قيم ثابتة مطلقة على طول مدى تاريخ وجودنا البشري – إذا فنحن نخادع ونكذب وندعي بسمونا القيمي الاخلاقي الى مصاف الملائكة ، بينما نخفي وجه حقيقتنا البشرية النوع أنا اكثر الكائنات انانية ووحشية وشراهة للتملك والاستقواء والتمتع الشهواتي مقارنة بكل كائنات هذا الكوكب – لن نفصل في هذا الامر - يمكن وجود التفاصيل المغرقة الدقة في مؤلفي ( إعادة تخليق العقل ) ، المكون من الف وثلاثمائة صفحة بالتقريب .
إن مصطلح التوافق هنا ليس كما هو في المنطق الرياضي ، والمأخوذ بدرجتين لفظا ( التماثل ، التشابه ) ، بينما هنا فيما يخص نوعنا البشري فيحتوي مختلف قوانين وعوامل رياضية ، حيث يتمثل التوافق – بين الرجل والمرأة في الزواج والاسرة – بالتقارب التشابهي او التماثلي ، والتكامل ، واحيانا التضاد النوعي او التعارض يمثل حالة من التكامل الامثل ، مثل زوج ترابي وزوجة نارية ، وايضا الاختلاف النوعي في الطباع والفهم والقناعات – بينما تكون ذات العوامل سابقة الذكر اساسا لحدوث انعدام التوافق بين الزوجين .
وخلاصة ، أن إدراك حقيقة أي امر او شيء او طبع او تطبع او سمة او صفة اساسية او ثانوية او عارضة في الانسان – وهنا فيما نختصه بموضوعنا – لا وجود له في بنانا العقلية وما أنتجته ايضا مؤلفاتنا الفكرية والعلمية عبر التاريخ ، فكل ما سطر ظاهراتي وسطحي ولا يبتعد عن ما هو متعارف عليه ومورث في عقولنا تلقينا . وهنا يحتاج البحث التصويبي للأمر منهجا ودخولا مغايرا كليا كما نعرفه وما يصل إلينا حتى من الاخرين .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
10 - مدخل الى العقل المتصنم / 11- البلد الملعون بأبنائه
-
وجوه مفقودة . . بإحلال قناعي
-
المخلوق . . المعادي للخلق
-
9 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
-
في السر . . صدى 7اغسطس2022م/صباح يوم غائم
-
مدينتي وأنا . . على ضفاف النائمين
-
فك اشتباكات معاصرة جدلية التحرر الفكري عند الشباب
-
8 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
-
طريق الطهارة . . ماطر
-
7 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
-
ميمون . . يس عليك . . ياسين قصة قصيرة 18/7/2022م.
-
5 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
-
يتبع ....4 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
-
4 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
-
3 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
-
مدخل . . فتح العقل المتصنم
-
2 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
-
جوهر اساسي من جواهر طبعنا بالانقياد الطوعي
-
عرب التواصل الاجتماعي . . تطبعا معاصرا للانقياد العقلي
-
عيد مصادرة حق العيش . . للطبقة المثقفة النظيفة
المزيد.....
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|