أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - دلير زنكنة - كم عدد الأشخاص الذين قتلهم جوزيف ستالين حقًا















المزيد.....

كم عدد الأشخاص الذين قتلهم جوزيف ستالين حقًا


دلير زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 7351 - 2022 / 8 / 25 - 10:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عند مناقشة مزايا وإنجازات الاتحاد السوفيتي ، غالبًا ما يشير المنتقدون من مختلف الأطياف ، من مناهضي الشيوعية إلى مناهضي اللينينية ، إلى مقال نشر في 2013 في انترناشيونال بزنس تايمس International Business Times بعنوان  " كم عدد الأشخاص الذين قتلهم جوزيف ستالين؟"  بقلم پالاش گوش Palash Ghosh . يزعم المقال ، الذي يصور الزعيم السوفيتي ستالين على أنه قاتل جماعي، غير إنساني ، بدم بارد ، أن ما يصل إلى 60 مليون شخص ، أي ما يقرب من ثلث سكان الاتحاد السوفيتي عام 1941 ، قتلوا على يد الحكومة وقيادة البلاد. . [1] [2]  لكن هل هذه الأرقام تصمد امام الحقائق ؟ من خلال القراءة المتأنية للمقال ، يمكن للمرء أن يجد مشاكل صارخة في المنطق والاستنتاج ويستنتج أن المقال ليس أكثر من مجرد دعاية فجة.

المقال ، الذي نُشر في الذكرى الستين لوفاة ستالين ، يعرّف ستالين بأنه "واحد من اكبر القتلة في التاريخ" ، بادئًا في سرد الأحداث المختلفة على أنها فظائع. وتشمل القائمة "السجن في معسكرات العمل" ، و "المجاعات المصنعة" و "التهجير القسري" ، وكلها فظيعة بطبيعتها. في حين أن هذه أحداث فظيعة بالفعل ، فإن هذا يجب أن يثير مسألة النفاق ، حيث تسرد هذه النشرة الإخبارية الليبرالية الجديدة هذه الأحداث بقصد تصوير زعيم اشتراكي على أنه "قاتل جماعي" في الوقت الذي حدث احداث مثل هذا في عدد من المناسبات في الدول الإمبريالية ومستعمراتها شبه الإقطاعية ، مثل الاعتقال الجماعي لليابانيين والألمان من اصل امريكي في الحرب العالمية الثانية ، والتهجير المنهجي لسكان امريكا الاصليين من أراضيهم من قبل حكومة الولايات المتحدة ، و العديد من المجاعات في الهند البريطانية في القرنين التاسع عشر والعشرين. قد يقول المرء ايضا رداً على المقال بأن الاتحاد السوفيتي لم يكن الوحيد الذي فعل مثل هذه الفظائع ، ولكن ، ومع ذلك ، فإن تصرفات الدول الأخرى لا تعفي الاتحاد السوفيتي من المسؤلية. لذلك ، لننتقل و نرى ادلة غوش لتأكيد ادانة ستالين كقاتل جماعي.

يقدم گوش التأكيد التالي ، وهي وجهة نظر شخصية بحتة، و منحازة ، بانه "سيكوباثي ،فاقد للحس الأخلاقي ومصاب بجنون الشك ،صاحب عقلية إجرامية، ستالين ،الذي قضى على أي شخص وكل من كان يمثل تهديدًا لسلطته - بما في ذلك (وخاصة) الحلفاء السابقين. لم يكن لديه أي اعتبار لقدسية الحياة البشرية ". يبدو أن السيكوباتية ، وهو اضطراب حقيقي في الشخصية يتطلب علاجا طويل الأمد ، هو الاتهام المفضل الذي لا أساس له من الليبراليين ومعادي الشيوعية ضد القادة غير الغربيين مثل ستالين. وبالمثل ، فإن ادعاء المؤلف بإقصاء ستالين لجميع المعارضين والحلفاء السابقين يفتقر إلى الأسماء والتفاصيل. يمكن للمرء أن يفترض أن غوش يشير إلى محاكمات موسكو و ادانة قادة البلاشفة في تلك المحاكمات كمؤامرة شخصية لستالين ، ولكن مع هذا يجب عليه ان يعطي ادلة و تفاصيل داعمة.

بعد ثلاث فقرات من التشويه المطلق ، يصل المؤلف أخيرًا إلى البيانات. تكلم گوش في البداية عن 40 مليون حالة وفاة ، وفقًا لما أورده مؤرخ جيورجي {روي ميدفيديف}، والذي يلوم الحكومة السوفيتية بشكل علني على جميع الوفيات السوفيتية في الحرب العالمية الثانية ، على الرغم من حقيقة أن هذه الوفيات في زمن الحرب حدثت بسبب ألمانيا الهتلرية، التي احتلت أجزاء من البلاد لما يقرب من أربع سنوات وكانت لديها خطة لإخلاء البلاد عن طريق القتل والترحيل الجماعي لإفساح المجال لمستوطنات ألمانية. ثم يعرض غوش النتائج التي توصل إليها المؤرخ الجورجي ، وهي المرة الأولى التي نرى فيها بيانات واسعة النطاق في هذه المقالة. تظهر مشاكل البيانات على الفور تقريبًا ، حيث يتم سرد معظم الأرقام على أنها اعتقالات وسجن ونفي ، ولا يعني أي منها القتل. وكما يعترف المؤلف نفسه " على الرغم من أنه ليس كل من تم شموله بالأحداث المذكورة مات لأسباب غير طبيعية ، فإن تقدير ميدفيديف للوفيات من المدنيين البالغ 20 مليونًا هو على الأرجح تخمين متحفظ ".

الحدثان الرئيسيان الوحيدان المذكوران هنا حيث حدثت وفيات جماعية هما المجاعة الأوكرانية 1932-1933 ، والتي تم إدراجها على أنها "مصطنعة" وبالتالي تم إلقاء اللوم فيها على ستالين والحزب الشيوعي ، والإرهاب الكبير 1937-1938 الذي تم إلقاء اللوم فيه أيضًا على ستالين. بينما حدث كلا الحدثين في الثلاثينيات ، فإن طبيعة الأحداث مطروحة للتساؤل. هناك دليل قاطع على أن مجاعة عام 1932 كانت لها أسباب طبيعية ، حيث سبقتها عدة مجاعات أخرى في أوائل القرن العشرين . وانتهت خلال سنة واحدة مع البدء بتجميع الزراعة. على عكس التصور السائد حول هولودومور كانها المجاعة الكبرى الوحيدة في أوكرانيا أو المجاعة الأولى ، كانت في الواقع آخر مجاعة . [4) عدد القتلى متنازع عليه ، مع تقدير معقول يبلغ 1-2 مليون شخص. أما بالنسبة للإرهاب العظيم فمن المرجح أنه قتل ما يقرب من مليون شخص ، الكثيرين منهم أبرياء.

ومع ذلك ، ربما كانت عمليات القتل هذه جزءًا من مؤامرة ضد القيادة السوفيتية بدلاً من مؤامرة من جانبها ، حيث كان ولاء قيادة استخبارات NKVD للحكومة السوفياتية أمرًا مشكوكًا فيه [5]. حتى لو كان كلا الحدثين بناء على أوامر صريحة من ستالين ونتج عنهما الحد الأقصى لعدد القتلى الذي زعمه هذا المؤرخ ، فإن المجموع سيكون 8 ملايين شخص ، أي أقل من نصف الادعاء الأصلي البالغ 20 مليونًا. في الواقع ، لا يمكن الوصول إلى ما مجموعه 20 مليونًا إلا بافتراض أن جميع الأشخاص الذين تم اعتقالهم وسجنهم وإرسالهم إلى المعسكرات والنفي قد قُتلوا لاحقًا بناءً على أوامر ستالين ، الأمر الذي يتطلب دليلًا مطلقًا لا جدال فيه. نظرًا لأن عبء الإثبات يقع على عاتق أولئك الذين يقدمون الادعاء والذي لم يتم إظهار الدليل عليه، فليس هناك سبب وجيه للتصديق بأن 20 مليون شخص ماتوا.

في الفقرات القصيرة العديدة التالية ، يرتكب گوش مغالطة التوسل بالاكثرية من خلال سرد تقديرات الكتاب المختلفين دون شرح البيانات ، بدلاً من ذلك يشير إلى أن قراء المقالة يجب أن يتصفحوا جميع الأعمال بأنفسهم. ومع ذلك ، فإن القيام بذلك لا يجيب على سؤال گوش في عنوان المقال ، بل إنه يشوش عليه من خلال الإشارة إلى أن ما بين 20 مليون و 60 مليون يمكن أن يكون الرقم الصحيح.
ومع ذلك ، فإن الجزء الأكثر إدانة في مقالة گوش هو الإسناد الخاطئ لاقتباسين إلى ستالين. الأول هو اقتباس {الموت هو الحل لكل المشاكل. لا يوجد إنسان - لا توجد مشكلة} تم كشف زيفه في عام 1998 في رسالة كتبها المؤلف سيميون ليبكين ، الذي أقر بأنه كتب من قبل المؤلف أناتولي ريباكوف. [6] الاقتباس الثاني { مقتل شخص واحد مأساة و مقتل الملايين مجرد إحصائية }مستمد من كتاب  فرانزوسيشير ويتز (نكت فرنسية)[7]عام 1925 للمؤلف كورت توشولسكي. يحاول گوش التهرب من النقد باستخدام كلمة "يقال" ، و لكن مع هذا يعامل الاقتباسات كدليل على أن ستالين لم يكن مهتمًا بالحياة البشرية.

في نهاية المقال ، يتناقض گوش مع كلامه السابق حول "المجاعة الكبرى" كشيء مصطنع ، قائلاً إن المجاعة"ربما تكون أو لا تكون مرتبطة بشكل مباشر بسياسات ستالين" ، قبل الانتقال إلى تحديد النطاق الهائل من 20 إلى 60 مليونًا، كرقم نهائي ، والذي يتعارض بشكل مباشر تقريبًا مع السؤال الذي سعى المؤلف للإجابة عليه.

ويختتم المؤلف بإشارة مقتضبة للغاية إلى ماو تسي تونغ ، باعتباره بالمثل "قاتلًا جماعيًا" دون أي دليل أو دعم من أي نوع ، وبذلك اختتم مقالًا مبنيًا على مغالطات و تصريحات وادعاءات غير مثبتة كمحاولة هزيلة واضحة لمهاجمة الاشتراكية معتبرا أن ماو وستالين كانا قائدين في أكبر ثورتين اشتراكيتين في التاريخ.

إذا أردنا أن نصدق معلومات المقال ، فإن أكثر حصيلة قتلى منطقية يمكننا الوصول إليها هي مجموع الوفيات من مجاعة 1932-1933 و الارهاب الكبير 1937-1938 كما حسبه المؤرخ ورواه گوش ، والذي من الممكن ان يكون 8 ملايين. إذا أردنا أن نذهب مع الأكثر منطقية والأسهل اثباتا اي إدعاء 1-2 مليون للمجاعة والعدد الموثق 680.000 حالة إعدام في الإرهاب العظيم ، فإن عدد القتلى سيكون أقل من ثلاثة ملايين. لا يقترب اي من الرقمين من 20 مليون "حد أدنى" الذي ادعاه المؤلف ، وبالنظر إلى الجهود التي بذلتها الدولة السوفيتية لإنهاء المجاعة ، و احتمال عدم اصدار ستالين لاوامر الإرهاب العظيم ، لا يوجد اذن دليل يذكر على فكرة أن جوزيف ستالين كان قاتلًا جماعيًا بدم بارد.

1. http://www.ibtimes.com/how-many-people-did-joseph-stalin-kill-1111789
2. Andreev،  EM، et al.، Naselenie Sovetskogo Soiuza، 1922-1991 . موسكو ، نوكا ، 1993.
3. http://www.dfg.de/pub/generalplan/planung_1.html
4. http://sputniknews.com/politics/20151019/1028730561/holodomor-hoax-invented-hitler-west.html
5. https://msuweb.montclair.edu/~furrg/research/trials_ezhovshchina_update0710.html
6. http://magazines.russ.ru/znamia/1998/1/lipkin.html
7. https://de.wikisource.org/wiki/Franz٪C3٪B6sischer_Witz
الملاحظات بين { } من عمل المترجم

المصدر

https://anti-imperialism.org/2016/02/16/how-many-people-did-joseph-stalin-really-kill/

ترجمة دلير زنكنة



#دلير_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرث الفاسد للفاشي سولجينتسين
- لم يتحالف ستالين مع هتلر أبدًا.الحقيقة حول معاهدة مولوتوف-ري ...
- مسالة بولونجير أو اعادة احياء البونابارتية. إنجلس ينقذ الموق ...
- الليبرالية وماركس في حديث مع دومينيكو لوسوردو
- الاتحاد السوفيتي. رأسمالية دولة أم اشتراكية حصار
- كيف تلقي بإله في الجحيم. تقرير خروتشوف
- التخطيط للحرب مع الصين
- لماذا نحتاج إلى فلسفة للعلوم الطبيعية
- -كل السلطة للسوفييتات-: سيرة شعار
- ردا على بلاغ اتحاد العمال الموالي لحكومة مادورو في فنزويلا : ...
- شريعتي وماركس . نقد النقد الإسلامي للماركسية
- الانتخابات الرئاسية البرازيلية: تعرف على مرشحي الحزب الشيوعي ...
- فنزويلا: هجوم مناهض للشيوعية جديد ضد الحزب الشيوعي الفنزويلي ...
- يجب إغلاق قائمة الموت الأوكرانية -myrotvorets-!
- الاقتصاد السياسي للتحالف الاميركي الإسرائيلي - جول بينين
- الراديكالية الزائفة ليانيس فاروفاكيس وحزبه - نيكوس موتاس
- الطفيليات الملكية والرأسمالية - نيكوس موتاس
- ‎مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومات البرجوازية استراتيجية خ ...
- اليسار المناهض للشيوعية - مايكل بارينتي
- موقف الشيوعيين من الحرب الإمبريالية في أوكرانيا بقلم نيكوس م ...


المزيد.....




- مسؤولون إسرائيليون في أمريكا لتسوية خلافات حرب غزة ونتنياهو: ...
- مراهقون أوكرانيون يتدربون لخوض حرب طويلة ضد روسيا في ناد عسك ...
- وزير الدفاع الإيطالي يحذر من استيلاء روسيا والصين على إفريقي ...
- جدل في الجيش الإسرائيلي بعد تصريحات متتابعة عن -القضاء على ح ...
- -رويترز-: بكين وواشنطن تستأنفان المباحثات النووية بعد انقطاع ...
- الاستعدادات مستمرة لنشر أسلحة نووية أمريكية في بريطانيا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /21.06.2024/ ...
- تقرير إسرائيلي: قوات المراقبة رصدت مناورة -غير طبيعية- قبل 4 ...
- سيول تطلق طلقات تحذيرية بعد عبور جنود كوريين شماليين الحدود ...
- قيادة بوتين وزعيم كوريا الشمالية لسيارة ليموزين روسية الصنع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - دلير زنكنة - كم عدد الأشخاص الذين قتلهم جوزيف ستالين حقًا