أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - حتمية انهيار النظام السياسي في العراق














المزيد.....


حتمية انهيار النظام السياسي في العراق


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7351 - 2022 / 8 / 25 - 02:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على وفق قانون الاستمرارية لنيوتن
عندما نقوم بركل الكرة بقوة تستمر بالتحرك بسرعة ثم تأخذ بالتناقص حتى تنخفض سرعتها الى الصفر أخيراً . 
وهكذا قام الامريكان بدفع نظام الحكم في العراق بقوة ، وبقي مستمرا بالتناقص مع الزمن ، حتى وصل بعد تسعة عشر عاما الى نقطة الصفر . 
وهذه حقيقة لاتخفى على كل مراقب للعملية السياسية في العراق فهي الان في مرحلة الاحتضار فلا الحوار ولا مجلس النواب ولا الميليشيات ولا الجارة الشرقية قادرين على ايقاف التدهور الى حد الصفر .
   حيث ان الشعب قد اصيب بخيبة امل كبرى بنظام الحكم الديموقراطي الذي كان يصبوا اليه ، عندما تم تفريغه من محتواه نتيجة حرف الدستور ، وتشريع القوانين التي تخدم سلطة الاحزاب الفاسدة . ونهب خيرات البلد .

فبعد تقاسم موارد العراق الضخمة تم القضاء على الصناعة ثم التعليم والصحة .
واضعفوا الدولة الى حد تمكين دول الجوار من التدخل في الشؤون الداخلية حتى فقد العراق استقلاله وسيادته .

انها عملية ممنهجة لتدمير الدولة والبنى التحتية لها ، مما جعل قطاعات واسعة من الشعب تحت خط الفقر ، مع تفشي الامية والبطالة ، ومارافقها من تعاطي المخدرات وانتشار العصابات المنظمة والقضاء على الثقافة والعلوم والفنون . 
    وكذلك اهمال مصادر الثروة المائية حتى تجاسرت دول الجوار على قطع الانهار والجداول .

وعمت الفوضى بعد تكريس الحس الطائفي . واتباع سياسة تكميم الأفواه ومصادرة حرية التعبير ، واغتيال المعارضين وقمع الاحتجاجات، مع عجز القضاء عن توفير العدالة .

لقد أصبح الفساد جزءًا لا يتجزأ من النظام السياسي في ظاهرة غير مسبوقة ، مما جعل العراق من بين أكثر دول العالم فسادًا وتخلفا .

فالطبقة السياسية تحولت الى مجاميع من المافيات تحرسها ميليشيات خاصة تتولى عمليات النهب المنظم .

      اما الخلافات الحزبية فقد وصلت الى حد كسر العظم واصبح النظام على حافة الهاوية ، بعد ان انهارت كل محاولات اصلاح النظام من الداخل وانتهت الترقيعات والفتاوى والقرارات القضائية ، وانكشفت الاعيب قادة الاحزاب فأخذوا يدورون في حلقة مفرغة لانهاية لها ، ولم نجد فيهم رجل رشيد لتدارك الوضع وانتشال الوطن من بؤر الفساد والتخلف والعمالة .

لقد تسلط على حكم العراق منذ عام 2003 شخصيات مغمورة تافهة جلبها المحتل الامريكي من مايسمى بالمعارضة ، وماهم سوى لصوص وقتلة هاربين من الوطن تحت شعارات دينية ، سرعان ما انكشفت وظهر للعيان زيف الادعاءات .
فعملوا على تخريب كل المظاهر الحضارية لهذا البلد الاصيل . وعارضوا كل محاولة لاعادة تشكيل الدولة او بناء نظام سياسي رصين . تحت شعارات قدسية زائفة لسلب حق الشعب في الحياة الحرة الكريمة .
وهكذا تم تشويه الديموقراطية وحكم الشعب ، حتى وصلوا الى نقطة الصفر واللاعودة . وهم في كل مرة يعيدون تدوير نفس الوجوه ، ويكررون نفس الاطروحات القديمة التي عفى عنها الزمن في محاولات رخيصة لكسب تأييد الناس البسطاء ، ولكن دون جدوى .
ومع كل ذلك فمازالوا يحاولون بشتى الوسائل والطرق ايقاف الانهيار الشامل لمنظومتهم السياسية الفاسدة المتخلفة .

ومع ادراكهم لنهايتهم القريبة ، فهم مازالوا يسعون حتى النفس الاخير للبقاء في سلطة لم تكن في اي يوم من الايام على مقاسهم .
فقد لبسوا لبوس الديمقراطية والورع والحديث باسم الاغلبية . ولكنهم خانوا الشعب وسرقوه واضطهدوه ، وانقلبت الاغلبية التي ادعوا تمثيلها عليهم بعدما تكشفت اوراقهم وتدينهم الزائف وادعاءاتهم الكاذبة .

وبعد ازمات الحكم المتكررة نتيجة المحاصصة وتقاسم الثروات ، كان اخرها فشل الاحزاب والكتل الحاكمة من الاتفاق على تشكيل الحكومة لمعارضتهم اي بادرة اصلاح للخروج من نظام تقاسم قوت الشعب ، فاصبح النظام السياسي مشلولا" تمامًا .
ولم يعد بالامكان انقاذ هذا النظام المتهرئ باي وسيلة كانت ، ووصل الى نهايته المحتومة .

وهكذا فان الركلة الامريكية التي اوصلت سياسي الصدفة الى سدة الحكم ، واستمرارهم لتسعة عشر عاما قد توقفت لفشلهم في حكم البلد ، او تطوير انفسهم مع عجزهم عن تحقيق اية مكاسب للشعب تمكنهم من الاستمرار لفترة اطول .

والان يقع على عاتق الجماهير مهمة اطلاق رصاصة الرحمة على رأس النظام ،  وازاحة الفاسدين عن السلطة نهائيا ، والمباشرة في بناء الدولة على انقاض عبثهم وفسادهم .
دولة تليق بالعراق واهله ، وليس ذلك ببعيد .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين الاحتلال البريطاني والاحتلال الامريكي للعراق
- التكنولوجيا الحديثة واثرها على مصادر السلطة
- في العراق. . الشارع على فوهة بركان
- بغداد من حاضرة الدنيا الى مدينة مهملة
- الانسداد السياسي في العراق. . أسبابه وآفاقه
- لماذا نحتاج إلى ثورة فكرية؟
- الحرب في اوكرانيا. . مولد نظام عالمي جديد
- النفوذ الايراني في العراق واثره على العملية السياسية
- أضواء على اعادة انتخاب ايمانويل ماكرون
- الدوافع الحقيقية للصراع السني الشيعي في المنطقة
- انسداد الافق السياسي في العراق
- إنهم يسرقون انتباهنا
- اشكالية التدين والأخلاق في مجتمعنا
- الحرب الروسية الاوكرانية. الاصطفاف مع من؟
- ازمة اوكرانيا وحافة الهاوية
- الفصائل المسلحة والاغتيالات والسلاح المنفلت
- صناعة الدكتاتور وتقديس الفرد
- الأسباب الكامنة وراء عدم ابداع العرب في اوطانهم
- الهوس بالمال
- انهم اعداء الحياة والفرح


المزيد.....




- ياسمين عبدالعزيز بمسلسل -وتقابل حبيب- في رمضان
- ياسين أقطاي: تركيا والنظام السوري الجديد أكثر دراية بمحاربة ...
- السويد- الإفراج عن مشتبه بهم فى حادث مقتل حارق القرآن
- عمّان.. لا لتهجير الفلسطينيين
- ترمب: بلادنا ليست منخرطة في أحداث سوريا
- لماذا يصر ترمب على تهجير الفلسطينيين من غزة لمصر والأردن؟
- كشف جرائم جنود أوكران بحق مدنيين بكورسك
- مئات اليمنيين يصلون على رئيس الجناح العسكري لحركة -حماس- بعد ...
- البيت الأبيض: واشنطن ستفرض رسوما جمركية إضافية على كندا والم ...
- مصر.. أسد يفترس حارسه بحديقة الحيوان


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - حتمية انهيار النظام السياسي في العراق