خيرالله قاسم المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 7350 - 2022 / 8 / 24 - 10:30
المحور:
الادب والفن
كنت مرتبك حين مددت يدي لأساعدها على حمل الصرة السوداء الملقاة على حافة الرصيف المقرنص الفاقد لونه البني والملطخ ببقايا الطين المعجون بمطر الامس عند المساء, كان مطر فاقد لونه ومحتسي لون التراب.التراب هذا لا يدع الناس البسطاءيمارسون طقوسهم في التسول يقض مضاجعم متى ما شاء ,لكنهم لا يبالون فالحاجة لا تنقرض بين لهيب النار وزمجرة التراب قد يكون قاني يلطخون بيه ملابسهم أو حنطي بلون القمح أم ذو سحنة ليلية معذبة سمراء.
كل هذا لا يهم ففي المطر ماء ينبت الزرع ويسقي جمهرة الفقراء هم الاحوج لانهم ضمآى فلا ضير فيه أن حل ضيف مؤنس وأن كان ثقيل.
زال الارتباك عند حمل الصرة لم تكن ثقيلة وكل ما فيها بقايا عمر عجوز قاربت سن اليأس لو عدة كما يعدها طفل يحسب الايام سنين بأصابع يده المبتورة ورجليه عندما يتسنى العد ويلهو بلعبة مهداة في يوم مولده الاول, المولد الأول وليس الأيام الأخرة التي تعد وبعدد أصابع يده المبتورة وقدميه المخفية .يعد أيامه دون عناء متناسيا يوم مولده.
يا للهول هكذا يحسب المطر؟ زرع وسقي لا غير ؟
وماذا عن صرة العجوز اليست ملقية على الرصيف,ألم تكن ملطخة ببقايا الطين صرة سمراء سوداوية .
ولأجل مسح العرق الممزوج مع التراب في جبهتي وهضم التردد والأرتباك راودتني نفسي عن ماهية الصرة وعمر العجوز هل هما سيان فارغان أم في العمر والصرة بقية. يقضيان الحاجة ويسدان ثقوب فاغرة تنتمي لأيادٍ في الافق لا تزال مسيجة بأغلال يراد منها بقاء خريف جاف غير ممطر.
#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟