أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حاجي - هل تموت اللغة !؟














المزيد.....


هل تموت اللغة !؟


يوسف حاجي

الحوار المتمدن-العدد: 7350 - 2022 / 8 / 24 - 02:33
المحور: الادب والفن
    


في لقاء متلفز بثته إحدى القنوات التي تزعم التنوع وقبول الرأي المخالف للرأي الذي تطرحه،أطل علينا ضيف برتبة بروفيسور يحاوره مذيع برتبة دكتور، حول مسألة اللغات واللهجات وبعد مرور 20 دقيقة الحديث الذي أقل ما يُقال عنه إنه فارغ، قال معالي البروفيسور: إن اللغة الفلانية ماتت وأنه لا جدوا من تعلمها،وأن اللغة العلانية لن تموت وليست ميتة وستبقى، وأرجع سعادة البروفيسور علة وفاة الأولى إلى عدد ألفاظها القليل!!، بينما نجده يرجع عدم قدرة ملك الموت على تخطف روح الثانية إلى أنها لغة غنية بالألفاظ والمفردات بل ويزيد على ذلك بقوله : أنها اكثر اللغات تعبيرا مكنونات النفس البشرية من مشاعر جياشة على حد تعبيره؛ والأسوء من هذا كله كان الدكتور المحاور لصاحب السعادة البروفيسور يهز برأسه كدليل على أنه فاهم مع تكريره عبارة: طيب، جميل جداً ، وصلت الفكرة.
فتبادر إلى ذهني جملة من الأسئلة سأختصرها في سؤالين أو ثلاث حتى لا أطيل :هل فعلاً اللغة تموت ؟ ومتى نحكم على لغة بالموت ؟أليس من المنطقي أن نقول أن مستخدموا اللغة هم الأموات لا اللغة ؟
اللغة من وجهة نظري ولا ألزم بها أحد هي : وسيلة يستخدمها أفراد معينون بمصطلحات تم الاصطلاح عليها من قبلهم خاضعة للعقل الذي يميزها عن الهرمونات والشطحات والإشارات التي يقوم بها الحيونات؛ وعليه فاللغة وسيلة تخاطب والسيارة وسيلة نقل وساعة اليد وسيلة لمعرفة الوقت، فكل هذه الوسائل فعدم استعمالها لا يعني بالضرورة موتها كما تفضل صاحب رتبة بروفيسور فساعة اليد مثلا : عندما يضعها صاحبها في الدرج ويتوفاه الموت لا يعني الساعة هي من ماتت وإنما الذي مات هو صاحب الساعة ، فالساعة لو عدنا إليها وفتحنا الدرج لا وجدنها تعمل بكل هدوء على الرغم من أن صاحبها قد توفي منذ سنتين أو أكثر ولا يعني هنا الموت الحقيقي وإنما قد يكون استغنى عنها بشراء ساعة أخرى أو عدم وضع ساعة في اليد، في الحقيقة أن القول بموت الساعة في الدرج هو تجني على الساعة ، ولك أن تقيس ذلك على اللغة من غير المعقول و المقبول القول بموت لغة من اللغات.
فاللغة يتراجع استعمالها متى ما قل الإنتاج بها وليس التخاطب بها في الشارع وفي المقاهي والمؤسسات كما شائع بين من يرون أنفسهم زبدة المجتمع العربي فكلما تحدث أحد منهم عن تراجع اللغة العربية قال: يرجع السبب لعدم استعمالها في الأسرة والمجتمع والمؤسسات حقيقة طرحهم هذا كثيرا ما يصيبوني بالغثيان الفكري.
نعود ونقول تراجع لغة ما من لغات العالم أو عدم انتشارها يرجع إلى عدم الإنتاج بها وليس لعدم استعمالها في الشارع والمقاهي والمؤسسات و...، فحجة عدم استعمال اللغة في الشارع والنوادي والملاهي على تراجع اللغة هي حجة واهية تنم على تستر وتملص من الحقيقة التي مفادها أن الذي مات وتعفن هو مستخدم اللغة وليس اللغة لأنهم لا يخترعون بلغتهم ولا يبدعون بها ولا يسجلون بحوث علمية رصينة في مجلات عالمية وعلمية بلغتهم
هب أن العرب قاطبة من المحيط إلى الخليج ،ينتجون الهواتف والبرامج التي تحويها والأدوية والعقاقير المركبة لها، الحواسيب والسيارات والطائرات والمركبات الفضائية والغواصات وقطع غيارها والأدوات الطبية، فكل هذه المنتجات وغيرها ستكون بأسماء عربية فهنا ستكون حاجة أمريكا وأوربا وأسيا والهند والصين إلى اللغة العربية أكثر من حاجتها للمنتجات اللعربية فمن غير لغة عربية لن يتمكنوا من قيادة المركبة الفضائية ولن يتمكنوا من تشغيل الحاسوب وإقلاع السيارة .
فالعلة في مستخدم اللغة وليس في اللغة،



#يوسف_حاجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تضعون المكياج!؟
- شي چن بينغ
- تعريف السياسة
- لماذا عجز العرب عن اللاحق بالركب !؟
- -مُعضلة القنفذ Hedgehogs dilemma -
- اليوم العالمي للفساد
- بوتين والإسلام
- عندما يظلمك الإعلام (الحجاج بن يوسف الثقفي نموذجاً )
- الزيادة والزيادة المضادة
- هكذا تكلم شرحبيل (البرغي الفصيح)
- واقع التعليم في الجزائر
- الردة بين العقل والنقل


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حاجي - هل تموت اللغة !؟