عبد اللطيف بن سالم
الحوار المتمدن-العدد: 7349 - 2022 / 8 / 23 - 22:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رأي في السياسة
أنا لست سياسيا لكن من واجبي الوطني أن يكون لي رأي في السياسة:
المرأة التونسية الحرة لا تُلدغ من جحرها مرتين .
_ لما ظهر في تونس حزبُ " النداء " كان للتونسيين بمثابة صرخة مدوّية في طلب النجدة لإنقاذ تونس من خطر انتشار الفكر الظلامي فيها وتخليصها من حكم " الترويكا " الذي كان فاشلا على كل مستوى وكان النساء أكثر عدد من الرجال في تلبية هذا " النداء " لأنهن كنّ الأكثر تضررا من الرجال في حكم "الترويكا" التي عبثت بالبلاد وعاثت فيها فسادا.وناصبت المرأة بكل عداء .
لكن هذا " النداء" الذي استنجدنا به قد نقض العهد وغدر بنا هو أيضا في سبيل مصلحته في تأكيد ذاته في الحكم واستمرار البقاء وذلك بواسطة التحالف مع " النهضة " والوقوع في قبضتها ليتعاونا معا على الإطاحة بنا والانتقام منا كما تأكد ذلك بالفعل لاحقا .
وهكذا قد وقع الغدر بالشعب التونسي مرتين منذ انطلاق هذه " الثورة - الطفرة " التي شوهت وجه تونس داخلا وخارجا :
الأولى لما صوّت للنهضة أملا منها في خير جزاء في الدنيا اليوم وفي الآخرة غدا فغدرت به وانقلبت عليه نقمة منه ولا نهضة به أبدا .
والثانية لما عوّل على حزب " النداء " ليُنقذه من مخالب " النهضة " ويأخذ بيده إلى شاطئ الأمن والرخاء فأسلم نفسه إليها عساه يمنع نفسه هو أيضا من الأذى .
_ لهذا فإن ما صرح به السيد الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية الحالي أخيرا حول مساواة المرأة مع الرجل في الميراث ( وغيره من الحقوق والواجبات ) لا ينوي به سبقا حضاريا كما يعتقد البعض بقدر ما ينوي به خُدعة سياسية جديدة علها تنطوي مرة أخرى على الشعب التونسي " الكريم دائما "وعلى المرأة فيه بالخصوص فيزدادوا به تعلقا إذا كانوا لا يزالون على نفس المستوى من " الفطنة " و" النباهة " الذي كانوا عليه سابقا وربما طالبوا بتجديد انتخابه مرة أخرى على رأس هذه الدولة المسكينة أو بانتخاب ممثل عنه من نفس ذلك "النداء"وتلك هي اللعبة السياسية احببنا ذلك أم كرهنا .
فهل يدري أحد منا اليوم كم سيتحمل رأس تونس هذا من الضربات الموجعة قبل أن يتعافى ويأخذ في الشفاء؟
#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟