عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7349 - 2022 / 8 / 23 - 16:01
المحور:
الادب والفن
كما كانَ يحدثُ دائماً
في الحروبِ الرديئة..
عندما كانَ بعضُ الجنودُ
يُقتَلونَ في"الأراضي الحرام"
كان جنودٌ آخرون
في "المواضِع" الخلفية
يبكونَ عليهم بمرارة
وفي ذاتِ الوقت
"يتقاسمونَ" أشياءهم
ويقومونَ بسبيِّ "اليَطَغاتِ" الملفوفةِ بعناية
في انتظار عودةِ أصحابها..
هذا يأخذُ "البسطالَ"
وذاكَ يأخذُ البطّانيّةَ
والآخرُ يضَعُ "بيريّةَ"المقتولِ،على الفور، فوق رأسه
والآخرَ يأخُذُ قميصَ وبنطلونَ الإجازةِ، وما تبقّى من الرائحة الوحيدة
في قنينة "الأولد سبايس"، في الكتيبةِ كُلِّها
وآخرُ يفتَحُ "المحفظة"
ويرى صورَ العائلة
يذرِفُ دمعتانِ على صورةِ الزوجةِ أو الأختِ أو الحبيبةِ
ويَضَعُ واحدةً منها
خِلسةً في جيبه.
وهكذا لا يبقى من "الشهيدِ"
غيرُ أشياءهِ المُنتَهكاتِ تلك
في "خنادق" أصدقاءه.
ما كان يحدثُ يومها.. هناك
يحدثُ الآنَ.. هنا
ذاتُ "الجنودِ" الموتى
وذاتُ "الأصدقاءِ"
وذاتُ "اللصوصِ" الذين يبكون عليهم
ويتقاسَمونَ "أسلابهم".
أولئكَ اللصوصُ"الجنودُ" الصِغارُ
وهؤلاءِ اللصوصِ "الآمرينَ" الكبار.
أولئكَ الجنودُ الذينَ "استَشهَدوا" آنذاكَ
وأولئكَ الجنودُ الذينَ تمَّ "تشهيدَهُم" لاحِقاً
وهؤلاءِ الجنودِ الذينَ لم "يُقتَلوا" بعد.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟