أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الهلالي - ثَلاثَة عَشَر أطروحَة دِفَاعًا عَنْ المَارْكْسِيَّة النّسْوِيَّة* (فريغا هوغ)















المزيد.....

ثَلاثَة عَشَر أطروحَة دِفَاعًا عَنْ المَارْكْسِيَّة النّسْوِيَّة* (فريغا هوغ)


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 7349 - 2022 / 8 / 23 - 02:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


-I-
الماركسية والنسوية وجهان لقطعة نقدية واحدة، لكن ينبغي أن نضيف أن هذه القطعة النقدية تحتاج لتغييرات. فالماركسية-النسوية تندرج ضمن إرث كارل ماركس، وبالتالي فهي تُقرّ بأهمية تحليل العمل في صيغته كعمل مأجور، وباعتباره قوة محركة للحركة العمالية. ومع ذلك، فإن محاولة الماركسية-النسوية الهادفة لمَحْوَرَة التحليل حول الأنشطة التي لازالت تُنجز من طرف النساء، تستأصل الأنشطة المنزلية وغير المنزلية من المحاولات غير المفيدة الهادفة للتفكير فيها إما كأنشطة موحدة، أو عكس ذلك كأنشطة متمايزة عن بعضها البعض (نقاش حول الاقتصاد الثنائي، أو نقاش حول العمل المنزلي) لبلوغ التحدي الأساسي والذي هو "احتلال وغزو" مفهوم علاقات الإنتاج وملاءمته مع القضايا النسائية.
-II-
نُسلمُ بوجود نوعين من الإنتاج: إنتاج الحياة، وإنتاج الوسائل التي تبقي الإنسان على قيد الحياة. وهما نوعان مترابطان فيما بينهما، بحيث أنه من الممكن فحص الممارسات إما من خلال فحص كل حالة على حدة، أو من خلال التفاعل فيما بينهما. وهذا يفتح أبواب حقل شاسع لبحث يمكن أن يدرس أنماط خاصة من السيطرة واستكشاف مسارات التغيير من خلال طرق خاصة تاريخيا وثقافيا.
-III-
من الواضح أن علاقات النوع/الجندر هي علاقات إنتاج، وليست إضافة إلى علاقات الإنتاج. فجميع الممارسات والمعايير والقيم والمؤسسات واللغات والثقافات...إلخ، تجد نفسها مكتوبة بشفرة هي علاقات النوع/الجندر. وهذه المسلمة تجعل البحث الماركسي-النسوي خِصبا وضروريا. فالطابع الراهن والمعاصر والمتشابك للعلاقات الدولية وطابع التباين والتفاوت للصيغ التاريخية الملموسة لقمع النساء، يفرضان على المناضلات على الصعيد العالمي تجميع وتنسيق معارفهن وخبراتهن.
-IV-
ليست الماركسية نافعة للمجتمع الرأسمالي ولا لحقول البحث التي تضفي الشرعية على السيطرة. وبما أن الماركسية-النّسوية تنطلق من أن البشر يصوغون تاريخهم بأنفسهم (وإذا منعوا من تحقيق ذلك فعليهم النضال حتى التحرر) فإنها لا تتلاءم مع البنيات التي تقوم على التراتبية. لذلك فالأبحاث الموجودة، مثل الاشتغال على الذاكرة أو المعالجة التاريخية-النقدية للذات داخل الجماعة، أي فكر النقد الذاتي، هي قوى إنتاج.
-V-
إن إجبار جميع أعضاء المجتمع (الذين يريدون إنجاز أفعال مؤثرة) على المساهمة في علاقات السيطرة يستدعي القيام بدراسة ملموسة لعُقد السيطرة المُعطلة أو المُعيقة لكل رغبة في تغيير النظام الأبوي (البطريركي) الرأسمالي. تتمتع النسويات في هذه الحالة بامتياز هو كونهن تستفدن من أقل الامتيازات المرتبطة بالسلطة، وبالتالي فليس لهن الكثير مما سيخسرنه، إضافة إلى امتلاكهن لخبرة كبيرة فيما يتعلق برؤية العالم من الأسفل.
-VI-
يعاني أعضاء المجتمع الرأسمالي من خسائر ناتجة عن علاقات السيطرة والخضوع، ولذلك لا أحد سيعيش في وقت قريب في مجتمع مُحرّر. توجد في حاضرنا صيغ مترسبة للسيطرة والعنف يستحيل اختزالها إلى تقدم مسترسل ومتلاحق، ولا إلى تناقض رئيسي.
ينبغي التعامل مع الصيغ المتوحشة للعنف (ضد النساء) والتعنيف والاستعداد للحرب كفظائع مجزأة تاريخيا وناتجة عن علاقات قديمة. ينبغي أن تشكل هذه العلاقات العنيفة بالنسبة للماركسيات-النسويات جزءا نظريا وعمليا رئيسيا من نضالهن من أجل التحرر، ومن النضال من أجل الحصول على مكانة "الذوات"، بعيدا عن تخلف المذكر-الإنساني وضده.
غير أن العنف ليس هو فقط التعبير عن العلاقات التقليدية والمتجاوزة وإنما هو أيضا التعبير عن علاقات الإنتاج في الحاضر. ولهذا السبب، هناك ضرورة لمقاربة خاصة للنقد وللتحليل من أجل تجنب النزعات القائمة على فكرة الماهيات. لقد عادت صيغ العنف الأكثر قسوة عَودةً فظيعة تسببت فيها علاقات اعتقدنا أننا هزمناها، ونتجت كذلك عن علاقات قائمة حاليا.
-VII-
تتبنى الماركسية-النسوية الفكرة القائلة بأولوية الحركة العمالية باعتبارها فاعلا (ذاتا) تاريخيا وعاملا يحقق التغيير. فإدخال النسوية في الماركسية، وتغيير الثانية اعتمادا على الأولى يقتضي بالضرورة وجود تصور نقدي تّجاه الماركسية التقليدية، التي ترتكز فقط على الحركة العمالية. إن الماركسية هي نقد ماركس للاقتصاد السياسي إضافة إلى الحركة العمالية، وهو ما يمنحها قوة لا نظير لها. لكن، هنا تظهر الحدود. إن مصير الطبقة العاملة يشهد –من بين عوامل أخرى- على عجزها عن التعرف وعن تطوير قضايا تتجاوز الأفق التاريخي لصراع الطبقات. إن هذه الماركسية التقليدية لم تعد تستجيب وتتجاوب مع القضايا النسائية الجديدة، ولا مع قضايا البيئة، ولهذا السبب علينا أن نتابع عملنا.
تتطلب مختلف الحركات وكذا ثروات الإرث الثقافي لماركس التي لم تُستغل بعد، متابعة العمل بدون توقف. إنه تحدي تواجهه كل النسويات الماركسيات.
-VIII-
ينبغي تعميق النقاش حول مفاهيم "العرق والطبقة والجنس/النوع" (تضافر أشكال التمييز أو التقاطعية*). ومن المناسب القيام بدراسة مفصلة للرابط الذي يربط بين الطبقة والجنس في جميع المجتمعات التي سيطرت عليها الرأسمالية، كما ينبغي تقديم جواب ملموس، في كل مجتمع وفي كل ثقافة على حدة، عن المسألة التي تظهر "كمشكلة أعراق"، ثم ربطها بالنوعين الآخرين من أنواع الاضطهاد (الاضطهاد الطبقي والاضطهاد الجنسي). هناك ضرورة لوجود تفكير يراعي التعقيد أي لا يتبع مسارا مستقيما (خطيا).
-IX-
تعتبر النساء، في ظل الاضطرابات المتتالية منذ أزمة "الفوردية"*، تلك الاضطرابات التي تبدو بديهية من خلال سلسلة الأزمات التي واجهها الاقتصاد إبان تحوله السريع إلى العولمة، مجبرا الأفراد على أن يعيشوا في ظروف غير مستقرة، من أكبر الخاسرين مثلهن في ذلك مثل مجموعات مهمشة أخرى.
-X-
على إثر تفكيك "دولة الرعاية" الغربية في ظل الاقتصاد المُعولم، تمّ التخلي عن رعاية حياة الأفراد لتقوم بها النساء من خلال العمل المنزلي الذي هو عمل بدون أجر، ومِهَن بأجور ضعيفة، وهو ما تشهد عليه "المؤسسات العالمية المتخصصة في الرعاية".
يتعلق الأمر "بأزمة في مسألة الرعاية وتقديم المساعدة للآخر"، وهذا الأمر هو نتيجة ضرورية لمجتمع رأسمالي يقوم بتكديس الأرباح (في الوقت الذي انتقل فيه مركزه الاقتصادي إلى الخدمات)، بينما يستعمل صيغا متوحشة لتدبير الأزمات من خلال خلق مستويات غير متكافئة في القيمة.
-XI-
تشترك النسويات في وضع الحياة في مركز نضالاتهن، وبالتالي تخصيص مدة زمنية للنضالات تُحَددُ بحرية جماعيا. يمكننا أن نقبل الاقتراح المُطالِب بتحليل الأزمات المتعلقة بالحياة باعتبارها نتيجة منطق زمني ظالم يمارس الاضطهاد داخل مجالات ترابية بنيويا. وتقترح "فريغا هوغ" تبني سياسية تتمثل في "منظور أربعة-في-واحد"، ويعني ذلك إخضاع الآليات السياسية المعتمدة في اتخاذ القرار لكمية الزمن المتوفر، وليس اعتمادا على إعادة تنظيم المجالات بمقارنة بعضها ببعض، ولكن بتحريرها من كل تراتبية عبر تعميمها. فلن يكون هناك مجتمع مُحرّر فعليا إلا إذا أصبح جميع الأفراد نشطين في كل المجالات.
-XII-
إن نضالات الماركسيات-النسويات الموجهة ضد السيطرة هي بطبيعتها ديمقراطية راديكاليا، وهو الأمر الذي يفرض ممارسة السياسة من الأسفل. إن مقاومة الماركسيات-النسويات تتم من زاوية ثقافية وزمنية. إنهن في اتحاد مع ماركس "من أجل قلب كل الأوضاع الاجتماعية حيث الإنسان مُهان ومستعبد ومهجور ومحتقر". إن تنظيم مؤتمر "ماركس-الاتجاه النسوي" والتفكير في أنماط التعاون والصراع، التي تتبناها الماركسيات-النسويات في هذا الإطار، هي وسائل تستهدف تأطير مقاومة الماركسيات-النسويات في مجال تطوير حركة ماركسية-نسوية تمتلك مقومات الاستمرارية.
-XIII-
لم تعد النسويات-الماركسيات يقبلن بالموقع الذي خصصته لهن الحركة العمالية بسبب تقسيم العمل، أي أن النساء يجسدن السلم وهن مسؤولات عن الحفاظ عليه، بينما يستمر الرجال في خوض الحروب. ويرفضن أن يُختزلن إلى ما تريده منهن هذه السياسية، فهن يردن تحمل مسؤولية الجميع. وفي الوضع العالمي الراهن والمتميز بالأزمات والحروب، ترى النسويات-الماركسيات أن السلطة النسوية ضرورية. ولكونهن حاملات لمسؤوليات فإنهن يتمتعن أيضا بإمكانيات جبّارة.
ترجمة: محمد الهلالي
------------------------------------------------------------
هوامش:
*) فريغا هوغ Frigga Haug: عالمة اجتماع وفيلسوفة اشتراكية نسوية المانية، ازدادت سنة 1937. ومن مؤلفاتها:
- Luxemburg-Gramsci Line
- Beyond Female Masochism: Memory-Work and Politic
*) هذه الأطروحات هي بمثابة أسس لفكر وممارسة الماركسيات-النسويات، صاغتها فريغا هوغ، وهي نتيجة عمل جماعي أنجز في إطار "ندوات ماركس-النسوية".
*) تضافر أشكال التمييز أو التقاطعية (Intersectionnalité): تداخل العوامل السلبية المؤثرة على حياة شخص ما (وخصوصا المرأة)، يعتبر تضافر اشكال التمييز منهجا نسويا بالأساس يستعمل لتحليل وفهم خضوع النساء لعدة عوامل سلبية، مثلا: حالة امرأة تعاني من السيطرة الذكورية، والتمييز على أساس الجنس، والتمييز على اساس الانتماء الطبقي إذا كانت تنتمي للطبقة الكادحة، والتمييز على أساس اللون في حالة كونها سوداء اللون...
*) اعتمادا على نموذج "هنري فورد" (1863 – 1947) في مجال تنظيم وتطوير المقاولات.



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب السياسية المغربية كيف نشأت ولماذا فشلت وما علاقتها ب ...
- رسالة من -ميرلو بونتي- إلى -جورج لوكاش-
- الجينيالوجيا حسب نيتشه
- عين الاختلاف نصوص شعرية على عتبة الفلسفة
- هتلر والإسلام: هتلر هو حامي الإسلام (حسب الدعاية النازية)
- الفلسفة والإلحاد: 5- سبينوزا
- الفلسفة والإلحاد: 4 - كارل ماركس
- الفلسفة والإلحاد: 3 - لودفيغ فويرباخ
- الفلسفة والإلحاد: 2- نيتشه
- الفلسفة والإلحاد: 1- جون بول سارتر
- سمير أمين: النهضة العربية الإسلامية، عن التحديث، التراث، الق ...
- حزبُ سبينوزا: علاقة اللاهوت بالفلسَفة (كانتْ هذه التجربَة مُ ...
- كارل ماركس: مفهومُ الوَعْي الطبَقي (تَجدُ الفلسفة في العُمال ...
- جاك إيلول: الأحزاب السياسية هي مجرد آلات ضخمة تمكن من الوصول ...
- الفيلسوف كانط: نقد العقل العملي (الأفكار الأساسية للكتاب)
- جاك دريدا: هل للفلاسفة حياة خاصة؟ (لا أقول أنه ينبغي إنجاز ش ...
- نيتشه: أخْلاقُ الأسياد حَسَبَ نِيتْشه (إنَّ دمقرطة أوروبا تُ ...
- إلياس صنبر Elias Sambar: الصداقة، الأصدقاء، الإخوة والرفاق ( ...
- جورج سيمل: فلسفة المال (لم يَعُد المالُ وسيلةً وإنما صارَ غا ...
- الفيلسوف ألان باديو: مفهوم الشعب (24 ملاحظة حول الاستعمالات ...


المزيد.....




- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...
- نائبة أمريكية تسعى لمنع أول امراة متحولة جنسيا في الكونغرس م ...
- نهاية مروعة لامرأة في الصين.. سحبها سلم متحرك


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الهلالي - ثَلاثَة عَشَر أطروحَة دِفَاعًا عَنْ المَارْكْسِيَّة النّسْوِيَّة* (فريغا هوغ)