|
الانروا تكافح الارهاب الفلسطيني..!!
خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 1685 - 2006 / 9 / 26 - 09:55
المحور:
القضية الفلسطينية
احمد سعيد الصوالحي وحسن عاصم منصور ومحمود موسى أبو عليان.. فتيان من مخيم الفارعة.. الواقع شمالي مدينة نابلس-- وعلى بعد 17 كم منها-- لا تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر عاما.. أصابهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص الحي والمطاطي. أثناء مواجهة حامية وقعت بين أطفال المخيم والجنود-- وذلك على الطريق الموصلة بين مخيمهم ومدينة نابلس.. حيث كان الأطفال-- وكما تعودوا-- يقومون بقذف سيارات المحتلين-- المارة على الطريق-- بالحجارة.. ويهاجموا نقاط التفتيش التي يقيمها الجيش ( بقصد التضييق على السكان وإذلالهم أحيانا.. وبهدف إلقاء القبض على بعض المطلوبين أحيانا أخر ).. ولفاشية الجنود وساديّتهم.. فقد ردوا على ضربهم بالحجارة-- بإطلاق الرصاص الغزير على الأطفال.. وأصابوا الفتية الثلاث بسيقانهم.. ولم يكتفوا بذلك بل القوا القبض على احدهم ( وهو الفتى حسن عاصم منصور)-- وهو جريح-- وأشبعوه ضربا.. لولا تدخل احد الأطباء الذي صادف تواجده في منطقة الحدث .. وأكثر من ذلك فقد توعد احد ضباط القوة الإسرائيلية الفتى احمد سعيد الصوالحي بعد أن أصابه برصاصتين في ساقيه.. توعده بالقتل في المرة القادمة.. إلى هنا تبقى القصة عادية في هذا الزمن الرديء-- الذي يبرئ فيه العالم-- المتحضر-- الجلاد ويتهم الضحية بالإرهاب.. ولكن القصة الأكثر إيلاما هي أن بعض هؤلاء الجرحى لم يجدوا من يسعفهم .. فالفتى حسن نقله ذويه إلى المستشفى الحكومي بسيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر.. وعندما وصل الى المستشفى واجه حالة الإضراب التي يقوم بها العاملون في القطاع الحكومي-- ومنهم العاملون في القطاع الصحي.. ولان الفتى جريح برصاص جنود الاحتلال-- وهناك خطر على حياته بسبب نزف الدم-- فقد قام بعض الممرضين واحد الأطباء بإسعافه.. ونزعوا الرصاصة من ساقه.. وتم إعادته إلى منزله مباشرة-- لان العاملين في المستشفى مضربين ( وقد شكر ذوي الفتى الممرضين على ما بذلوه من جهد واحترموا حالة الإضراب التي يقومون بها ).. أما الفتى سعيد صوالحه.. فقد نقله ذويه إلى مستشفى الرازي الخصوصي-- وذلك لصعوبة حالته-- حيث أصيب برصاصتين في ساقيه اخترقتا وهشمتا عظامه.. لكن المستشفى وبعد نزع الرصاصتين لم يبقي على الجريح إلا لليلة واحدة.. حيث أن المستشفى هو قطاع خاص والعلاج به ليس مجانيا.. ولان حالة الجريح تتطلب عملية أخرى-- اكبر من الأولى-- وبحاجة إلى زرع قضيبي بلاتين في عظام ساقيه.. واضطر والد الفتى-- العامل في قسم التنظيفات بوكالة الغوث في المخيم-- أن يعيد ابنه إلى بيته وهو في حالة صعبة.. حيث بدا الجرح يلتهب وبدأت بعض أطراف اللحم بالتلف.. فتوجه في اليوم التالي إلى إدارة الصحة في وكالة الغوث لعلاج ولده على نفقة الوكالة.. لكن رئيس الأطباء في الوكالة بمنطقة نابلس ابلغه بان الوكالة لا تغطي تكاليف العمليات لحالات الإصابة برصاص الجيش الإسرائيلي.. وتوجه الوالد إلى مؤسسة التامين الخاص-- التي يدفع لها أقساطا شهرية-- وطلب منها المساهمة في تكاليف علاج ابنه.. لكنها هي الأخرى قالت أن التامين الخاص بها لا يغطي الإصابات الناتجة عن الاشتباكات مع الجيش.. فعاد سعيد الصوالحي بابنه إلى البيت-- وقلبه يتقطع ألما لعجزه عن إنقاذ ساقي ابنه. فلماذا لا تغطي وكالة الغوث تكاليف علاج الحالات الناجمة عن الاشتباكات مع جيش الاحتلال..؟؟ وهل غيرت الوكالة قوانينها..؟؟ هذا سؤال موجه إلى مفوض وكالة الغوث في فلسطين.. قبل أن يكون موجه إلى مدير الوكالة في منطقة نابلس.. والى رئيس الأطباء فيها.. أليست مهمة الوكالة هي تامين العلاج للاجئين لتتماشى وقوانين مكافحة الإرهاب الأمريكية..؟؟ وهل تعتبر الوكالة أن هؤلاء الفتية إرهابيين..!! لأنهم يمارسون حقهم الطبيعي برفض الاحتلال.. ويقومون بقذف جنوده بالحجارة.. هل الأطفال قاذفي الحجارة هم الإرهابيين المعتدين... أم أن جنود الاحتلال المدججين بكل أنواع الأسلحة-- والذين لا يتورعون عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ.. والاعتداء على الجرحى-- هم الإرهابيين..؟؟ وهل يعني تصرف وكالة الغوث على هذا النحو أنها ملتزمة بالمعايير الأمريكية وبالادعاءات الإسرائيلية الباطلة التي تنظر إلى نضال الشعب الفلسطيني ( وبكل أشكاله ) ضد غاصبي أرضه على انه إرهاب..؟؟ انه سؤال كبير وعلى وكالة الغوث أن تجيب عليه بوضوح.. وبناء على إجابتها فان على اللاجئين وممثليهم في اللجان الشعبية واطر حق العودة.. إعادة النظر في شكل العلاقة مع وكالة الغوث.. التي ولغاية اليوم ينظر إليها كجهاز وظيفي-- أوجدته الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين—وفي نفس الوقت فان اللاجئين وممثليهم يطالبون بان تستمر الوكالة في عملها الذي انتدبت من اجله.. وذلك إلى حين إعادتهم إلى ديارهم.. وهم يرفضون بشدة إعطاءها أي دور سياسي يتناقض وآمال وطموحات شعبهم الفلسطيني. أما بالنسبة للقطاع الصحي الخاص.. فان سياسته المبنية على أساس جمع الأرباح.. هي سياسة لا تتفق-- ومنذ زمن طويل-- والظروف التي يعيشها شعبنا الفلسطيني.. فكيف يسمح مستشفى فلسطيني خاص لنفسه أن يشترط على ذوي جريح دفع تكاليف عمليته الجراحية..؟؟ وهو يعرف إن المصاب سقط وهو يناضل ضد الاحتلال..!! ألا يكفي أن يستمر الأطباء الخصوصيون والمستشفيات الاستثمارية الخاصة بتلقي أتعاب العلاج كما كانت-- بل وأكثر مما كانت-- عليه في السنين التي سبقت الانتفاضة..؟؟ وبخصوص المستشفيات الحكومية.. فان المواطنين ورغم حاجتهم الماسة للعلاج في هذه المستشفيات-- بسبب ارتفاع معدلات الفقر.. وتفاقم حالة البطالة التي أصبحت تطبق على خناق أكثر من 60% من السكان.. إن السكان يقدرون ظروف العاملين المعيشية.. ويحترموا قرارهم بالإضراب.. ويعتبروا إضرابهم وسيلة مشروعة للحصول على رواتبهم.. لكن السكان يطالبون نقابة العاملين في القطاع الصحي الحكومي أن تبقي على أقسام الطوارئ لاستقبال حالات خاصة-- كحالات الإصابة الناجمة عن اعتداءات جيش الاحتلال-- وتوفير كامل العلاج لها-- بما فيها المبيت في المستشفى-- إذا تطلبت الحالة الصحية ذلك.
خالد منصور مخيم الفارعة – نابلس 24/9/2006
#خالد_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من حق المضربين رفض توجيهات الرئيس
-
الاضراب ليس كفرا ولا خيانة
-
بين حانا ومانا
-
لا مقاومة ولا مساومة
-
ولى زمن الاوغاد
-
إنها شيطانة.. فارجموها
-
آن الأوان ليقوم الفلسطينيون مجتمعون بإعلان حل السلطة وتحميل
...
-
فتح وحماس.. دمع على الحكومة ولعاب على المنظمة
-
وثيقة الاسرى الفلسطينيين.. تحليل وموقف وتوقعات
-
الحوار الحقيقي لم يبدأ.. وفتيل الانفجار لم ينزع
-
هتافات لمسيرة بمناسبة بدء الحوار الوطني الفلسطيني
-
كلمة في مهرجان مخيم الفارعة بالذكرى ال 58 للنكبة
-
هنيئا لاولمرت بيوم الأرض
-
اللعنة على السياسة
-
استحداث وزارة لشئون اللاجئين في فلسطين خطوة بالاتجاه الصحيح
-
سعدات والشوبكي ورفاقهما ضحايا التواطؤ الدولي والصمت العربي و
...
-
الخلاف مع حماس لا يبرر لأحد الانضمام لركب المنادين بإلزامها
...
-
حزب الشعب الفلسطيني - والتحدي الصعب
-
من موقع المعارضة يمكن لحزب الشعب الفلسطيني النجاح في ترميم ب
...
-
استثناء حماس لحزب الشعب من مشاورات تشكيل الحكومة
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|