أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية أفاعي النار حكاية العاشق علي بن محمود القصاد جلال برجس















المزيد.....



رواية أفاعي النار حكاية العاشق علي بن محمود القصاد جلال برجس


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7348 - 2022 / 8 / 22 - 08:05
المحور: الادب والفن
    


رواية أفاعي النار حكاية العاشق علي بن محمود القصاد

جلال برجس

هناك روايات جميلة وأخرى ممتعة، وبعضها مدهشة، والصنف الأخير أصبح نادرا، من هنا تأتي مكانة رواية "أفاعي النار" فرغم أن العنوان منفر للقارئ، إلا أن متن الرواية وطريقة تقديمها كان مثيرا، فهناك تداخل بين الشخصيات، وهذا أعطاها بعدا صوفيا، وكأن السارد أراد به الرد على "أفاعي النار" الذين لا يتوانون عن حرق وقتل كل من لا ينسجم معهم أو يعارضهم، فالعنوان له مدلول سلبي "أفاعي النار" وآخر إيجابي "حكاية العاشق علي بن محمود القصاد" فالصراع بين العاشق وبين الأفاعي هو محور الرواية، من هنا كان هناك صورة الخير المتمثلة بعلي وببارعة وبلمعة وبسعدون وخضر" والشر المتمثل برجال الدين "محمد القميحي ويوسف النداح" وهذا التوزيع يستوقف القارئ فكل الشخصيات النسوية "أم السارد، لمعة، بارعة، حنة، فاطمة" جاءت بصورة إيجابية، بينما الشخصيات الذكورية جاء بعضها سلبي، وهذا يعد انحياز السارد للمرأة التي قدمها بصورة مثالية، حتى "حنة" التي مارست الجنس مع أكثر من شخص كانت تنحاز للخير المتمثل في "علي بن محمود القصاد" وهي التي قدمته على أنه صاحب كرامة، وهذا انعكس على رؤية أهل القرية له.

دلالة اسماء النساء

إذا ما توقفنا عند أسماء النساء سنجدها مقسومة إلى قسمين، الأول "بارعة، لمعة" له دلالة بالإبداع والسطوع، وكان انحياز السارد ل"بارعة" أكثر من "لمعة" والتي يحمل معنى اسمها معنى استمرار الإبداع، بينما لمعة له معنى السطوع المؤقت، من هنا كانت بارعة هي حب الحقيقي ل"علي القصاد".

وفي القسم الآخر نجد "حنة، وفاطمة" وهما يحملان مدلولا دينيا، فالأولى "حنة" اعطاها السارد بعدا دينيا قديما، (كاهنة المعبد) التي تمنح الآخرين اللذة وتزيد من خصوبتهم، دون أن تفقد مكانتها الاجتماعية أو الدينية، من هنا وجدناها تقف مع "علي بن محمود القصاد" وتعمل على تقديمه بصورة (الكاهن الأكبر) المقدس الذي يمنح البركة والخير للآخرين.

بينما "فاطمة" وهي أخت "علي القصاد" تعامل معها السارد بصورة دينية حديثة/معاصرة، فحاول قدر الإمكان تجنب الخوض في تفاصيل حياتها، وإبقاءها في مكانة محترمة بحيث يشعر القارئ بأن هنا (قدسية) ما تحيط بهذه الشخصية.

حدث الرواية

الحدث الرئيسي في الرواية يتمثل بحرق منزل خاطر/علي بن محمود القصاد في باريس من قبل "يوسف النداح" الذي ينتمي لجماعة دينية متطرفة، من هنا نجد الحرق والنار حاضرة في الرواية، فأثر النار لم يقصر على "خاطر/علي" بل طال أيضا صورة أمه والرواية التي كتبها على الحاسوب، فكانت خسارة في الحريق على أكثر من صعيد، صورة أمه، الرواية التي عكف على كتابتها، وجهه الذي شوه وأصبحت معالمه مخيفة ومرعبة، وهذا جعل السارد (يخترع) شخصيات رديفة بحيث تكون صورة منسوخه عنه، ف"خاطر" السارد الرئيسي يتماثل مع "علي بن محمود القصاد" "وعلي بين محمود القصاد" يتماثل التشويه الذي أصابه مع جهاز الحاسوب، كما أن صورة أمه تتماثل مع الحكاءة التي روت قصة "علي بين محمود القصاد" ونجد التداخل والتماثل بين الشخصيات النسائية، "فلمعة وبارعة" يتماثلان في العديد من الصفات، وهذا التوحد يقابله تكتل آخر نقيض في تفكيره وسلوكه يتمثل في "يوسف النداح ومحمد القميحي" فهما ينظران للشر ويمارسانه باسم الدين، كما أنهما كانا قد تزوجا لمعة وبارعة، من هنا كان حنقهما على "علي" مضاعفا، فبارعة قبل أن يتركها النداح تعلقت ب"علي" وعندما أصابتها الحمى أخذت تردد اسمه وهذا ما جعل النداح يقوم بالتطوع للتخلص من "علي" أما "محمد القميحي" الذي تركته لمعه لتكون عاشقة "علي" رغم ما فيه من تشويهات جسدية، فرأى أن يقوم بحرقة "علي" في منزله بعد أن استعان بمجموعة من أنصاره ليقوموا باقتحام البيت وحرقه ومن فيه، فأتت النار على المنزل وعلى علي وكانت نهاياته.

لمعة

يقدم السارد أكثر من امرأة في الرواية وكلهن أخذن أدوارا إيجابية، كما أنهن يتمتعن بثقافة متميزة، ف"لمعة" التي عشقت "علي" حتى أنها عملت على تزويجه من "بارعة" رغم أنها كانت قاب قوسين على اقترانه به، ففضلت أن تمنحه المرأة التي عشقها ليسعد معها، فأنكرت ذاتها في سبيل "علي" حبيبها.

بداية القوة عند لمعة نجدها عندما تصدت المحمد القميحي ولجماعته عندما أتوا لطرد "علي" فكان ردها عليهم: "...الغول هناك في رؤوس الجبال، وفي البستان المهجور، هذا الدكتور علي بن محمود القصاد، الذي كان مفكروا فرنسا ينحنون له احتراما، وها انتم تصوبون إلى رأسه المليء بالعلم بندقيتكم، بينما رؤوسكم تمتلئ بالوهم والخرفات" ص 60، وهذه القوة في مواجهة الجموع العامة لا تأتي إلا من شخص قوي، قوي في الإرادة، وقوي في منطقه. القوة والجراءة متلازمتان، من هنا نجدها تصالح "علي" بمشاعرها تجاهه: "ـ لم استطع النوم يا علي قلقت عليك

ـ لكنك تغامرين يا لمعة.

ـ لا يهم فما عدت أبهة بأي شيء يمكن أن يحدث" ص64، وهذه إشارة إلى أن لمعة امرأة قوة تبدي مشاعرها وتظهرها لحبيبها دون خوف أو رهبة، من هنا نجدها تتقدم بخطوة جريئة: "...نهضت من مكانها وأمسكت بيديه

ـ وأنا أكتفي بهذا الصدر يا علي، لقد اكتفيت بطيفك قديما... لم تشوه منك النار سوى الجلد، أريد قلبك وروحك، اللذين لن تصبهما النار" ص65، نلاحظ الفلسفة التي تتمتع بها لمعة من خلال قدرتها على التميز بين الشكل والجوهر، فهي تبدي منطق أقرب إلى الفلسفة منه إلى الكلام العادي، كما أننا نجد البعد الصوفي في كلامها من خلال استخدامها: "أريد قبلك روحك"

إذن من خصائص "لمعة" منطقها الفلسفي والصوفي، فهي امرأة مثقفة تعلمت من "علي" الأدب والمعرفة، من هنا نجدها تتحدث بلغة راقية رفيعة: "ـ وأنت أضأت بي مساحة كنت أعتقد أنها لن تضاء" ص70، فالعلاقة بينهما علاقة حب نقي/صافي، فالتلميذة "لمعة" التي تعلمت من معلمها "علي" تكن له المحبة وتقدير، لهذا لا بأس من أن يتفوق الطالب على المعلم: "أدركت معنى أن يتفوق التلميذ على معلمه" ص70، بهذا الاعتراف يكون "علي" قد أكد على أنه يتمتع بمنطق وسلوك أخلاقي، بحيث يجد في تفوقها عليه إنجازا له.

منطقها الفلسفي لم يقتصر على مشاعر الحب فحسب بل طال أيضا رغبتها كامرأة بالرجل، لهذا تحدث علي بما تريده منه كرجل: "ما الذي تريده المرأة من الحب، سوى أن تدخل تلك الغرفة السرية التي طالما حلمت بها، فتجني ثمار احتواء، لا تقدمه غير يدين تأخذانها لذلك الصدر الحاني، وتحس بعينين تحرسان خطواتها، بعناية رسام يقترب من لوحته ويبتعد، ليضع كل ضربة في مكانها، ...ما الذي تريده، غير قلب يدثر روحها بصوف الأمان، يعدها بزمن يشبه جريان النهر بين العشب... فالمرأة لا تحتاج سوى حضن، وعين، وقلب،...فعلى صدر الحبيب يولد الشجر...أريدك يا ابن القصاد، فشوقي لك يكاد يقتلني" ص91، اللافت في هذا القول أنه يحمل رغبات المرأة وحاجاتها الجسدية بطريقة صريحة وبالإيحاء معا، فالطريقة الصريحة تشير إلى أن هناك أنثى تتحدث عن غريزتها وما تحتاجه من الذكر، وطريقة الإيحاء تشير إلى أن هناك امرأة تتمتع بثقافة جعلها تتحدث بصورة أدبية بعيدا عن المباشرة والوضوح.

لم يقتصر عطاء لمعة على الروحانيات/العاطفة، بل طال أيضا المادة، لهذا نجدها تشتري بستان لعلي: "ـ أنا من سيمنحك المال، قلت لك إن ذلك لن يكلف كثيرا، فقد ادخرت مبلعا، سنشتري بجزء منه البستان، ونبني لك بيتا متواضعا بالجزء الباقي" ص106، من هنا كان عطاء لمعة عطاء مطلق، عاطفي/روحي، وعطاء مادي، وهذا له علاقة بالحالة السابقة التي تحدثت بها عن حاجتها للرجل، فهي تريد بيتا خاصا بهما لتأخذ حاجتها كأنثى من علي.

وبعد أن عرفت أن "علي ابن محمود القصاد" مازال متعلق ببارعة تتخذ قرارا بالذهاب إلى بارعة وإخبارها بأن علي ما زال حيا، لتحضر إلى القرية ولتكون معه كزوجة، تحدثها نفسها عن هذه الخطوة: "الحب هو أن تفعل ما بوسعك، لتثبت كم كنت وفيا لقلبك" ص111، نلاحظ أن العطاء عند لمعة مقرون بمنطق أخلاقي، وهذا يشير إلى حالة الانسجام بين القول/التفكير والفعل، وهذا يعطيها صفة النبوة، التي تعطي لمجرد العطاء، فهي لا تريد من الآخرين لا جزاء ولا شكورا.

وعندما تقابل بارعة تحدثها بمنطق الحبيب الذي ما زال محتفظا بحبه: "...ما سمعته قبل أيام وهو يهذي باسمك، النار لم تطل حبه لك يا بارعة" ص114، وهذا يؤكد على أنها تقوم بالتضحية بحبها على أكمل وجه، فحديثها ومنطقها جعل "بارعة" تندفع بالعودة إلى القرية للتكون زوجة لعلي.

حنة

"حنة" مارست الجنس مع أكثر من رجل، لكن علاقتها مع "سعدون الغاني" هي التي تم التركيز عليها، يشاهدهما "علي ابن القصاد" وهما في حالة مثيرة، ينقل لنا السارد حدثها كأنثى تحتاج إلى إرواء جسدها من ماء رجل: "ـ يكفي أنك الرجل الوحيد الذي جعل جسدي يخضر من جديد، بعد أن اعتقد أنه مات" ص37، فهنا نجد اعترافها بأنها عرفت أكثر من رجل، وأيضا لأن جسدها بحاجة إلى من يحرثه ليكون أخضر.

عندما حاول محمد القميحي تشويه صورة "علي" نجدها تدافع عنه وتقدمه بهذه الصورة: "ابن القاصد صاحب كرامات، وأن أهل القرية اخطؤوا بحقه... فرأته يمشي وحوله هالة من نور، بينما يلف الغول ألسنة نار، وهو يزمجر ويتوعدنا بالموت، ما إن اقترب ابن القصاد من الغول، حتى رأيت النار تتلاشى أمام النور الذي رق له قلبي، إلى أن بكيت ومسحت دموعي بغزارة، فقد غلب النور النار، ما عاد للغول من أثر، كأنه لم يكن" ص95، يبدو حديث "حنة" عن "علي والغول" كأنه مأخوذ عن ملحمة "البعل" حيث يتصارع "البعل" مع الإله "يم" وينتصر عليه، وهذا ما أعطا حديثها لمسة تراثية تخدم فكرة (الخرافة) التي تنتشر في المجتمعات القروية.

ولم يقتصر تعلق "حنة" بعلي عند إعطاءه صفات خارقة، بل فكرت فيه كرجل: "..حتى أنها باتت تراه في أحلامها وهو يضاجعها، إلى درجة أن أفاقها ابنها وهي تصرخ ذات ليلة بلذة في فراشها...رأته أبلغ من اللذة التي حظيت بها بحضن سعدون الغاني، والمختار، وعبد الله المسكوت وآخرون" ص101، من هنا نجد أن نساء الرواية كن صريحات في التعبير عن حاجتهن الجسدية، وهذه الجراءة تمثل مطلب كل امرأة، فأرادت "حنة ولمعة" أن يكون حديثهما ممثلا لكل النساء.

بارعة

ترك ابن القصاد القرية وفيها محبوبته "بارعة" حفاظا على حقن الدماء بعد أن اتهمهما الناس بإقامة علاقة غير شرعبة معه، فاختار الرحيل إلى فرنسا، لكن حبه لها لم يخفت: "ـ ما زالت لمعة تحبك يا ابن القصاد، رغم أنها تعلم أن قلبك رهينة عند ابنة عاهد المشاي" ص53، هذا ما قاله سعدون لصديقه علي، فالماضي الذي جمعه ببارعة ما زال يداعب ذاكرته، وأثرها عليه استمر فاعلا فيه، يحدثنا ابن القصاد عن تعرفه على بارعة وهي تلميذة عنده بقوله: "...لكن الصوت الذي سمعته، مغاير لما حظيت به ذاكرتي، صوت يشبه مرور الريح في قصب معتق صار نايا، إيقاعه واثق، ومخارجه متزنة، حينما التفت إليها، رأيتني أحدق بملامحها، وكأنني أراها للمرة الأولى، عينان لهما نظرة تكاد تكون سهما يخترق أي قلب، مهما أدعى القسوة أمام لغة العيون، وعنق طويلة غطاها منديل بانت منه خصلات شعر، انسدلت على وجه فيه من براءة الطفولة، ما يوازي تورد وجه المرأة، حينما تعرف أنها جميلة، تظاهرت بالرزانة، وبي يقين أن أمري قد افتضح أمام الطالبات....برمت القلم بين إصبعيها، واتسع جبينها، فأشرق كأن كهرباء اشتعلت به" ص67، هذه التفاصيل تؤكد على أن وقع بارعة على علي كان كبيرا، لهذا جاء حديثه عنها وكأنه حاصل الآن، وليس قبل أعوام مضت، فرغم وجوده في فرنسا وما يمكنه أن يرى ويتعرف على نساء، إلا أن بارعة هي التي بقيت حاضرة فيه.

(التخاطر) بين شخصين يشير إلى أن هناك حالة تماهي بينهما، "بارعة" أثناء مرضها أخذت تهذي باسم "علي القصاد"، وهذا ما دفع زوجها "يوسف النداح" ليقتحمها اغتصابا وليس اختيارا، ومن ثم يندفع لينتقم من هذا الرجل الذي تهذي باسمه زوجته "بارعة" فيقرر الذهاب إلى فرنسا ليحرقه في بيته، مما سبب أضرارا جسدية بالغة فيه، أثناء وجود "علي ابن القصاد" في المستشفى وأثناء صراعة مع الموت يتكلم عن شيء واحد فقط: "حينما مددت يدي في الهواء فشعرت بك بقربي، وشعرت بملمس وجهك الدافئ، ورأيت عيناك المتقدتين برغبة عارمة بالحياة، رحت أتساءل، أما كان لهم أن يفهموا، أن أحببتك، بكل ما يملك عابر الصحراء من أمل في العثور على بركة ماء، يلقى فيها بدنه، فتورق في كتفه شجرة الحياة" ص90، من خلال هذا المقطع نتأكد أن بارعة كانت الحياة بالنسبة لعلي، لهذا ذكر "الحياة، ماء، فتورق" وهذا يشير إلى نظرته الجمالية للحياة، للمرأة، فهي ليست جسدا لتفريغ الغريزة، بل هي من تمنح الروح الشعور برونق الجمال والتمتع به.

يتأثر ابن "بارعة" بحالة التخاطر التي جرت بين أمه وبين ابن القصاد، فيتخذ موقفا متقدما، ينم على انحيازه وتفهمه لما جرى من أحداث لأمه ولحبها "علي ابن القصاد": "ـ لم تخبريني يا أمي بكثير من الأشياء التي سمعتها هنا... بسبب أخوالي، والناس وسليم المشاي، عشت كل هذا العذاب، الأبوة ليست فعلا بيولوجيا، كما تعلمنا في المدرسة، إنها ذاك الإحساس الذي طالما سألتك عنه، وأنت تهذين باسم ابن القصاد، الأبوة هي الإحساس الذي يمر عبر قلب الأم، علي ابن القصاد هو أبي، وليس ذلك المتطرف لذلك أذهبي إليه وتزوجا" ص115، أن يأتي هذا الكلام من شاب مترع بالعاطفة والحيوية فهو إشارة إلى أنه متأثر بحب أمه الذي انعكس فيه، فجعله يتخلى عن أبيه (الحقيقي) ويختار أب آخر، أب اختارته أمه وأحبته، فما دامت الأم أحبت هذا الرجل فهو يرى فيه أبا له، من هنا أرادهما أن تكون علاقتهما شرعية من خلال تزويجهما.

كما تأثر ابن "بارعة" بالتخاطر بين أمه وبين ابن القصاد، تأثر به "لمعة" فأثناء عودتها إلى القرية لتكون زوجة لابن القصاد، حدث نفسيها بحديث طويل تكشف فيه كل ما تحمله من مشاعر وحب لابن القصاد، إلا أن "لمعة" التي تتشارك معها في حب ابن القصاد تحدث نفسها بحديث مماثل: "...لا يهم، سأعرفه مهما تغيرت ملامحه، أنا لم أراه إلا بعين قلبي، وعين القلب لا تخطئ، سأضمه إلى صدري وأرخي جسدي ليضمني إلى صدره، لأشم رائحته التي لم تفارق مخيلتي، لكل آدمي رائحة، وللعاشق رائحة لا يخطئها القلب. .. سأرخي لقلبي جديلته، أقرصه بكتفه أعاتبه على كل ذلك الغياب، سأهمس له بأنني ما زلت عذراء، هو يعلم أن العذرية شأن القلب فقط، سأقول له أنني الآن عدت البنت في ذلك الصف المدرسي، الشغوفة بالروايات، وبالعوالم التي تمجد الحب، والحرية، والإنسانية، لن أنتظر حتى يقدم لي خاتم الزواج، سأزوجه نفسي، مادمت أمتلكها، ونسافر حينها إلى جزيرة لا تضم سوانا، سأقول له دعني أشبع منك، فقد جعتك بما يكفي يا حبيبي.

تظاهرت لمعة بالنوم، هي ترخي مسامعها لذلك الصوت الموسيقي الآسر، لقد أحببتك يا علي، كما لا يمكن لامرأة أن تفعل، لكنك لست لي، أحببتك، بقدر ما أنا سعيدة الآن، بأني سأجعلك سعيدا كما لم تتوقع، فالحب هو أن تكمل طريقك إلى حيث يعتقد الأخرون أنه النهاية، ... سأتزوج هذه المرة من رجل غيرك، وأقفل فلبي على كل تلك السنين، أداريها بركن قصي لن يصل إليها أحد... إنك أنت يا ابن القصاد، أنت ضوئي الذي لن يخبو" ص123و124، إذا ما توقفنا عند الحديثين سنجدهما متماثلين في: "حبيبي/أحببتك، سأزوجه نفسي/سأتزوج، ذلك الغياب/تلك السنين، جعتك بما يكفي/أنت ضوئي الذي لن يخبو" وهذا يعطي دلالة إلى مشاعر "بارعة ولمعة" تتوافق تجاه ابن القصاد، وهذه له أساب (مادية) تتمثل في وجودهما في نفس السيارة التي تقلهما إلى القرية، وأخرى تتمثل بتلبية رغبات الحبيب، بارعة التي ستعيده إلى أيام الدراسة، ولمعة التي أعادته إلى بارعة حبه الأول، فرغم أن الأولى قامة إلى ابن القاصد، والثانية مفارقة/مودعة إلا أن مشاعرهما التقيا، فكان حديثهما متقارب ومتماثل، وما كان هنا ليحدث دون وجود ما هو الجامع/الموحد لهما والمتمثل ابن القصاد.

الحكاءة

الحكاءة هي التي أعادة قراءة رواية "خاطر" المحترقة، وقدمتها لخاطر ولنا نحن القراء، فهي من جمع خاطر بروايته من جديد، وهي من ساعده على استعادة صورة أمه المحترقة، فالحكاءة أخذت اكثر من حالة/صورة تماهي، فالذي قدم الرواية هو صاحب الفضل على الجميع، على كاتبها، على الرواية نفسها، على أبطالها، على مضمونها، على قرائها، لكن بالنسبة "لخاطر" لكاتب الرواية كانت الأهم، لأنها استعادة صورة أمه المحترقة.

"خاطر" يحدثنا عن بداية تعرفه عليها: "صعقت عندما سمعتها تنطق باسمي، ورحت أتساءل كيف عرفت هذه المرأة اسمي؟" ص 18، لم تقتصر قدرات الحكاءة عند هذا الأمر فقد وجدها تستطيع أن: "تقرأ أفكاري، وتعلم بأمر يساورني حول روايتي، فعاودني الشعور بأن هذه المرأة تعني لي شيئا" ص45، من هنا نشأت علاقة بينهما، علاقة لا تخضع لعقل، بل لما هو أبعد من العقل:

"ـ تنظر إليك الحكاءة كأنها تعرفك

ـ كدت أخبرهم عن حادثة الحريق، لكن رغبتي باسترداد روايتي عبر الحكاءة منعني من قول ذلك" ص74، رغم أن "خاطر" يتحدث عن شيء (مادي) رواية، إلا أن هذه المادة هي من يحمل الروح، فالجسد الحي هو من يشير إلى وجود الحياة، وهذا ما أرادنا السارد الوصول إليه، فالرواية ليست بقيمتها الورقة/المادية بل ما تحتويه/ بجوهرها الأخلاقي، بما قدمته من حلات تماهي روحية بين شخصياتها وأحداثها، بينها كرواية أدبية روحية وبين القارئ الذي وجد فيها ضالته، التي افتقدها في زمن يمارس فيه الشر من قبل ناس متخلفين، يقتلون ويمجدون قتلهم للآخرين.

تتقدم حالة التوحد بين "خاطر والحكاءة" أكثر فتصل إلى: " ذهلت حين رأيت الشاب الذي يمشي بقرب الحكاءة، كما لو أنه نسخ عني، أو ربما كنت أنا. ودهشت أكثر حينما راحت ذاكرتي تمنحني إشارات تفيد بأن هذا الحدث رأيته من قبل، في مشهد أرافق فيه أمي نحو بوابة البيت وهي على قيد الحياة" ص98، فهنا تتجاوز حالة التماهي بينهما إلى ما هو روحي، فحضور الأم يمثل حالة استثنائية، يستعيد فيها "خاطر" أهم ما فقده في حياته كلها.

وهناك خطوة أخرى تقدم "خاطر" أكثر من الحكاءة بحيث يراها شبيهة بأمه: " حينما جلست الحكاءة قبالتنا، وجدت أن لوجهها وجه أمي، فغرقت في تأملها، وفكرت للحظة أن أذهب لسلة القش وآخذ هاتفي النقال، وألتقط لها صورة، لتصبح بديلا عن صورة أمي التي إلتهمتها النار... ثم جاء صوتها حانيا رقيقا، تماما كصوت أمي، بل يكاد يكون هو" ص99، الحديث يدور عن الشبه/التماثل/التقارب الشكلي والروحي بين الحكاءة وأم خاطر، فالدافع لتقربه منها هو الشبه، لكن لم يقتصر الأمر عند الشبه فقد تعداه إلى الحلول والوجود المادي والروحي في الحكاءة: "...وأنا ألقي بي في حضن الحكاءة:

ـ أمي، نعم هذه أمي" وهنا يكتمل الحلول بين الحكاءة وأم خاطر، وبين الحكاءة وخاطر، بحيث يراها أمه الحقيقية.

فاطمة

الأخت الوحيدة لعلي ابن القصاد هي "فاطمة"، وقد تعمد السارد عدم الدخول إلى تفاصيل ما جرى معها، وكأنه يريدها أن تبقى في مكانة خاصة، بحيث لا تمسها (النار) التي أكلت الرواية وصورة الأم، ترسل رسالة لعلي الموجود في فرنسا تخبره بوفاة أمه: "وصلتني رسالة من فاطمة تنبئني فيها أن أمي مات، وأن علي العودة إلى الأردن، هل تعلمين يا حبيبتي ما معنى أن تموت الأم؟!... أنها الأذن الوسطى للكون، للفلك" ص99، هذه المشاعر التي يبدها "علي" عندما يجد "خاطر أمه في الحكاءة: "فأرواح الأمهات طيور لا تتوقف عن التحليق في سماواتنا، ونحن لا ندري أنها تراقبنا من بعيد، فتتدخل في اللحظات التي نصاب فيها بالعجر والخسارة" ص126، وهذا المشهد يأخذنا إلى علاقة خاطر بعلي القصاد، وإلى علاقة أم خاطر بأم علي القصاد، فهما متماثلان ومتداخلان، وهذا ما يجعل شخصيات الرواية الحقيقية والافتراضية منصهرة فيما بينها ومتماهية، بحيث يصعب على المتلقي الفصل بينها، فالشخصيات النسائية توحدت معا كما توحد "خاطر" كاتب الرواية مع بطله "علي بن القصاد" فنحن أمام تحالف شخصيات متعددة، لكنها منسجمة فيما بينها ومتوحدة في عطاءها وفهما وسلوكها، وهذا التحالف يقابله تحالف آخر يتمثل برجال الدين الذين لم يتوانوا عن إحراق بطل الرواية وقتله، فيوسف النداح ومحمد القميحي متماثلان في طريقة تفكيرهما وفي سلوكهما، وهما قد تزوجا عاشقات علي بن القصاد، الأول تزوج بارعة، والثاني تزوج لمعة، والأول أقدم على حرق منزل علي في فرنسا، والثاني أقدم على حرق منزله في القرية مما أدى إلى وفاته.

الأم

الأم كانت حاضرة في الرواية في أكثر من موضع، وهذا أعطا الروية بعدا إنسانية، يخفف من وطأة القسوة التي لحقت ببطل الرواية وبخاطر كاتبها، فكانت حاضرة في الكثير من المواضع، وما جاء في فاتحها حول الحسرة التي أصابت "خاطر" بعد أن احترقت صورة أمه، إلا تأكيدا على مكانتها وأثرها الروحي ودورها في خلق مساحة من الجمال في أحداث دامة وقاسة.

جاء في فاتحة الرواية: "عندما ترحل الأمهات، أتركوا باب القلوب مواربا، إنهن يأتين ليلا، ويرتبن ما خلفته يد الخسارة" بهذه الفاتحة يمكننا القول أننا أمام رؤية استثنائية للأم، فهي تراها حاضرة رغم الغياب، وما جاء في الفقرة السابقة: "فأرواح الأمهات طيور لا تتوقف عن التحليق في سماواتنا، ونحن لا ندري أنها تراقبنا من بعيد، فتتدخل في اللحظات التي نصاب فيها بالعجر والخسارة" ص126، وهنا يتلاقى "خاطر" وبطله "علي" في رؤيتهما للأم، ولقاء الأم هو لقاء حقيقي، واقعي، بحيث يلمس ويحس بها كل من فقد أمه، فالأم تأتينا عندما نكون في ذروة التعب/العجز/القهر/اليأس وتساعدنا على تجاوز ما نحن فيه من بؤس، وهذا الحضور يشعر به فقط الشخص المعني، لهذا هو حقيقة بالنسبة له وليس وهما أو تخيلا.

بداية الحريق يفكر "خاطر" بالأشياء النفيسة التي فقدها وهي: "أول ما خطر ببالي بعد أن أخرجوا أطفالي ورحاب مغمى عليها فاستفاقوا، "صورة أمي الوحيدة، المعلقة في الغرفة" ص7، فالصورة بالنسبة لخاطر لم تكن مجرد صورة، بل هي شيء حي له وجوده ومكانته: "...عندما رأيت النار قد أتت على صورة أمي كاملة، كأنها ماتت للتو...فالصورة رديف ما تخبئه الذاكرة من تفاصيل وملامح" ص8، وبهذا التوضيح يمكن للمتلقي (فهم) موقف حرق الصورة، التي أخذت معنى حرق كائن حي وليس مجرد صورة.

"يقول خطار عن أمه: "هناك أشياء لا تتكرر مرتين، إنها رائحتك يا أمي، التي ما زالت تدلني إلى الطريق الآمنة كلما هجمت على الحياة عواصف الوجع" ص118، نلاحظ أن غالبية ما جاء عن الأم متعلق "بخاطر" كاتب الرواية، وكأنه (لا يثق) ببطله "علي بن القصاد" لينوب عنه في الحديث عن امه، لهذا وجدناه متمسك بالحديث عنها بصورة واضحة، مؤكدا على دورها في إمداده بالقوة اللازمة لمواجهة الصعاب والشدائد.

الحاسوب والسارد

لم يقتصر التماهي في الروايات على شخصيات فحسب، بل طال أيضا الحاسوب، الذي احترق وتشوه كما تشوه "علي القصاد" فالحاسوب كان الوجهة الآخر "لعلي": "بقيت محدقا به، أراقب انكماشه البلاستيكي، الذي يشبه شكل رأس مشوة، يشبه رأس (أبو حطمة) ص31، بداية التماثل بين الحاسوب وعلي (عادي/طبيعي) أحيانا نجد تشابه بين الجمادات والكائنات الحية، وهذا الأمر ما كان ليتم التوقف عنده لو استمر على هذا الحال، لكن السارد يتقدم اكثر من الحاسوب المحروق ويجعله يتكلم وحتى يتحرك: "..جاءني صوتي عبر بقايا الحاسوب، هذه المرة غاضبا:

ـ ألم أقل لك هناك ما هو ناقص في الحكاية؟ هناك أشياء لم تقلها الحكاءة، لماذا تغاضيت عنها فما عاد يمكن تدوينها، وذاكرتك فقدت الرواية بأكملها؟

أشعلت ضوء الغرفة فوجدته في زاوية أخرى من الغرفة" ص45، هذه الفانتازيا كان لها أثر إيجابي على المتلقي، الذي وجد فيها شيء يخفف عليه من قسوة الأحداث، فالحرق الذي طال منزل خاطر ومنزل بطله علي وشوه جسده كان يمكن أن يكون وقعه أقسى على المتلقي دون وجود هذا الشكل من التقديم.

وهناك حوار مطول بين خاطر وحاسوبه جاء فيه: " ـ أنظر إلي جيدا، تعي لماذا أغدو الآن أكثر جرأة منك، رغم أني أنا أنت، وأنت أنا، النار عندما تلتهم شيئا ما، تغادر وقد خلقت وراءها روحا متردة...كان عليك أن تقتلني يا خاطر، فلا كتابة حقيقة تولد بوجودي.

ـ كيف أقتلك وأنت جزء مني

ـ لا لست جزء منك، خوفك الذي تداريه في أقبيتك الداخلية هو الذي صنعني، خوفك ذلك الذي تكون على مهل منذ طفولتك، كما تتراكم ذرات الغبار على لوح زجاج.

... قال ذلك ولاذ بصمته، فرحت أهزه وإذا به أخرسا لا يقوى على شيء، سوى شكله المشوه، وقد فعلت به النار ما فعلت" ص97و98، كما قدمت الأم من خلال "خاطر" أيضا كان الحاسوب متعلق به، وهذا يعود إلى ارتباط السارد الرئيسي "خاطر" بحادثة حرق روايته وحرق صورة أمه، لكن هذا التشوه الذي حدث للحاسوب هو عين التشويه الذي حدث لبطل الرواية "علي" وما تمرد الحاسوب إلا انعكاس لتمرد "علي" على مجريات الرواية، "فخاطر" كان قاسيا جدا على بطله "علي" بعد أن أنهى الرواية بمقتله على يد شيوخ الإرهاب، وكان أقسى على القارئ الذي اندمج مع الأحداث ووجد فسحة من الفرح ستحدث في الرواية، بعد أن ذهبت "لمعة" لإحضار "بارعة" ليتم زواجها من حبيبها علي، لكن حرق منزله الجديد وحرقه فيه ومقتله، جعل الرواية في غاية القسوة، فبدا "خاطر" وكأنه يمارس عين الإرهاب الذي مارسه "محمد القميحي ويوسف النداح" فهو لم يقتل "علي" فحسب، بل قتل عطاء "لمعة" وحبها الصوفي لحبيها "علي" كما قتل الفرح الذي كان يمكن أن يغير حياة "بارعة" ويقلب بؤسها إلى سعادة.

من هنا يمكننا فهم الطريق المباشرة والآمرة التي خاطب بها الحاسوب "خاطر" ومطالبته بقتله، فهو كان يمهد للحدث النهائي في الرواية من خلال قتل مثيله وشبيه المشوه "علي بن القصاد".

المخففات

المخففات التي يلجأ إليها الأدباء تتمثل في المرأة، الطبيعة، الكتابة، التمرد، وبما أن الرواية قاسية بأحداثها، فالحرق الذي أصاب "علي" مرتين والحرق الذي وقع لمنزل "خاطر" كاتب الرواية، وحرق الرواية وصورة أمه مشاهد قاسية ومؤلمة، فكان لا بد من وجود مخففات تسهم في محو شيء من هذه القسوة فكانت الفانتازيا التي وجدناها من خلال أنسنة الحاسوب وإعادته للحياة بعد أن أحترق وتشوه، تمثل حالة تمرد ثورة على ما يجري، وأيضا المرأة التي وجدناها في أكثر من شخصية تمثل عنصر تخفيف لما منحته من هدوء ونعومة للبطل وللقارئ، أما الكتابة فنجدها في اختزال السارد لمجموعة أفكار قدمها بصورة مختزلة ومكثفة، فجاءت على شكل حكم، تمثل رؤيته لما يجري في الحياة.

فهناك أكثر من حكمة تتعلق بواقع المواطن في المنطقة العربية، وبما أن بعضها متعلق بالحب والعشق، فإن أثرها كان جميل على المتلقي الذي استمتع بها: من هذه الحكم: "الغربة هو أن تموت في بلاد لا تجد فيها حد" ص34، هذا حال الشخص لذي يعاني من الغربة، فالسارد أراد بهذا القول أن يشير إلى حجم الجريمة التي اقترفها "القميحي والنداح" بحرقهما علي ومنزله.

فعودة "علي" من فرنسا إلى قريته كان فيه مشقة جسدية واقتصادية نفسية، لهذا كان من المفترض أن يقابل باحترام وتقدير على عودته، يصف لنا "سعدون" هذه العودة بقوله: "يا علي، تركت هذه القرية محروق القلب، وها أنت تعود إليها محروق الجسد يا صديقي" ص44، من هنا لم يستوعب حالة "علي" القاسية إلا "لمعة" المرأة التي أحبته: تقول عما أصابه: "لم تشوه منك النار سوى الجلد، أريد قلبك وروحك، اللذان لم تصلهما النار" ص65، بهذا المنطق استطاعت "لمعة" أن تزيل التشويه الذي حدث لعلي، وتقدمه بفلسفة الاهتمام الجوهر، المضمون وليس الشكل.

وهناك حكمة تتمثل بحالة الطفولة: "والأشياء التي تتكون على مهل منذ الصغر، تكبر معنا، وتصبح شيئا منا" ص97.

وبما يخص الحب تحدثنا "لمعه" عنه بقولها: " الحب هو أن تفعل ما بوسعك، لتثبت كم كنت وفيا لقلبك" ص111، فهذا القول الذي أقرنته بالفعل يؤكد على أن المرأة إذا أحب أعطت، حتى أنها تنكر ذاتها في سبيل الحب وفي سبيل حبيبها.

وعن القراءة وأثرها نجد هذا القول: " هناك روايات نقرأها عدة مرات في حياتنا، القراءة الأولى تكون بالعادة قراءة لأجل الرواية ذاتها، أما القراءة اللاحقة، فهي لأجلنا" ص112.

وعن حاجة الإنسان للوطن وللمرأة نجد هذه القول: " في حياة المرء وطنان، امرأة نرخي لصدرها الرأس، فيغمره الدفء، ووطن حينما تتبعثر شظايانا، يلملمها على غفلة من خسارتنا ومن فقدان الأمل" ص119.

وعن واقع المنطقة العربية وما فيها من قتل وخراب وجهل: "كل هذه الكتب، ونرى رؤوسا تجز بكل هذه الوحشية! ثمة خلل إذن، خلل كبير" ص127، بهذا الاحتجاج الذي جاء في خاتمة الرواية ننهي هذه المداخلة.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخلاق في رواية هاني بعل الكنعاني لصبحي فحماوي
- مناقشة رواية الصدور العارية في دار الفاروق
- القيمة المعرفية والتحليلية في كتاب -سميح القاسم شاعر الغضب ا ...
- العبرة التاريخية في رواية هاني بعل الكنعاني ل صبحي فحماوي
- اللفظ ا والمضمون في قصيدة -قرقوزات- منصور الريكان
- الملحمة والمعاصرة في رواية -البكاء بين يدي عزرائيل- حسام الر ...
- المطارد في رواية -العاصي- سائد سلامة
- مناقشة رواية -هاني بعل الكنعاني- للروائي -صبحي فحماوي-
- المثنى في -قال الناس- أحمد سعيد محمد بوكيزي
- التنوع في مجموعة -حديقة بلا سياج- فيصل سليم التلاوي
- رسائل من القدس وإليها جميل السلحوت وصباح بشير
- رواية عودة ستي مدللة مصطفى عبد الفتاح
- الفلسطيني في كتاب -ذاكرة المنفى- تيسير نصر الله
- جمال التقديم في كتاب -الدهيشي- عيسى قراقع
- الاسم وأثره في قصيدة -فيء الفاء- وجيه مسعود
- التغريب والدهشة في قصة -الخبر السيئ لنبيل عودة
- السيرة الغيرية في كتاب -الطيور لا تغرد بعيدا عن أوطانها- للك ...
- إليكِ: فالحبّ ليس وجهاً واحداً فراس حج محمد
- رائد الحواري يقرأ أدب محمود شاهين في كتاب جديد
- رواية فتى الغور 67 كامل أبو صقر


المزيد.....




- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية أفاعي النار حكاية العاشق علي بن محمود القصاد جلال برجس