أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - الحرب -الإلهية-!














المزيد.....


الحرب -الإلهية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1685 - 2006 / 9 / 26 - 09:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قبل أن يتحدث وليد جنبلاط عن "الحرب الإلهية"، بحسب جزء من الوصف الذي وصف به الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله قتال مقاتليه ضد الجيش الإسرائيلي في أقصى جنوب لبنان، كنتُ أود الكتابة في هذا الأمر لكونه أثار سؤالا يخالطه كثير من الدهشة عن الأسباب والدوافع التي حملت نصر الله على إضافة الصفة الإلهية إلى الصفة السابقة التي وصف بها تلك الحرب، وهي صفة "التاريخية والإستراتيجية الكبيرة".

جنبلاط، وإن كان قد أقر، غير مرة، حتى في حديثه الأخير، بأن "حزب الله" قد خرج منتصرا من الحرب، فقد حرص هذه المرة، ولأسباب سياسية في المقام الأول، على أن "يُعَلْمِن" سبب النصر إذ قال إن الحزب أحرزه بفضل "الأسلحة المتطورة" التي مدته بها إيران عبر سورية، فالزعيم السياسي الدرزي، في المحتوى والقلب من مواقفه السياسية، لا يريد للحرب الأخيرة أن تخرج في تعليلها وتفسيرها عن السبب الإيراني ـ السوري الذي قال به مذ بدأت.

نصر الله، وفي تعليله وتفسيره المضادين، لم يضرب صفحا عن "الأسباب الدنيوية" للنصر، فهو، وانطلاقا من إيمانه الديني بأهمية وضرورة "الأخذ بالأسباب"، تحدث، واستفاض في الحديث، عن التجهيز، والتسليح، والإعداد، والتخطيط، والتدريب، والوعي السياسي، وعن غير ذلك من أسباب واقعية لا بد من الأخذ بها من أجل الانتصار في الحرب.

ولكن نصر الله أراد، في الوقت نفسه، أن يفسِّر بعضا من "الوقائع الميدانية"، المثيرة لدهشة العقل السياسي والعسكري، تفسيرا دينيا، لا شك في أنه هو شخصيا مقتنعا بوجاهته، ويعود بكثير من النفع السياسي والقتالي والشعبي على الحزب.

ولعل أهم تلك الوقائع التي تحدث عنها نصر الله هو الصمود الأسطوري لمقاتلي "حزب الله" في القرى الجنوبية في مواجهة جيش يفوقهم عددا وعدة، وتحت سماء مكشوفة، أي تحت سماء يتمتع بها سلاح الجو الإسرائيلي بسيطرة مطلقة تقريبا، ولا يملك الحزب من وسائل دفاعية في مواجهته.

هذه الواقعة لا بد لنصر الله من أن يفهمها، وأن يدعو جمهور حزبه إلى فهمها، على أنها هي ذاتها، أو تشبه كثيرا، واقعة قتالية إسلامية، تمكَّنت فيها "فئة قليلة" بعددها وعدتها، هي المقاتلين المسلمين، من أن تغلب وتهزم "فئة كثيرة" بعددها وعدتها، هي المقاتلون من الكفار.

وقد فُسِّرت دينيا هذه الواقعة، التي عرفتها حروب عديدة لم يشارك فيها مقاتلون مسلمون، على أنها دليل على مساعدة سماوية، أو إلهية، خفية تلقتها "الفئة القليلة" من المقاتلين المسلمين، فمن ينصر الله ينصره.

إنني مقتنع بما يعدل الاقتناع المضاد لدى نصر الله بأن السماء لم ترسل لنجدة مقاتلي "حزب الله" طيرا أبابيل، ترمي الجيش الإسرائيلي بحجارة من سجيل، أو ملائكة، أو ما شابه ذلك من مساعدات سماوية خفية.

على أن اقتناعي هذا لا يعني أن "السبب الإلهي" للصمود الأسطوري الذي أظهره مقاتلو "حزب الله" لم يكن كامنا في نفوسهم، وعقولهم، وإرادتهم، وقتالهم، فكل مقاتل منهم كان يفهم الموت في قتال إسرائيل فهما دينيا جعله في منتهى الشجاعة والإقدام والجرأة والبسالة.

وهذا التفوق المعنوي والروحي لدى مقاتلي "حزب الله" أدهش العدو، قيادة وجيشا، وجعله يقر به ويعترف، وينسب إليه جزءا كبيرا من أسباب إخفاقه العسكري الكبير في مواجهة تلك "الفئة القليلة" من المقاتلين.

على أن اكتمال الفهم الموضوعي لتلك الواقعة يلزمنا ألا نضرب صفحا عن أهمية المواقع القتالية لـ "حزب الله" لجهة تحصينها ومنعتها وحُسن تجهيزها، ولجهة سرِّيتها التي أعجزت سلاح الجو الإسرائيلي عن كشفها، وضربها من ثمَّ، فـ "الميدان غير المكشوف" درأ عن مقاتلي "حزب الله" خطر "السماء المكشوفة".

وقيادة "حزب الله" المؤمنة بـ "السبب الإلهي" للنصر تحتاج إلى أن تُظْهِر نفسها لمؤيِّديها وأنصارها من المقاتلين والمدنيين على أنها قيادة ترضي الله، ويرضى عنا الله، فنصرها الله هذا النصر، فالمقاتل الذي يؤمن بأنه مستوفٍ للشروط الإلهية في قتاله سيُظْهِر مزيدا من الصلابة القتالية إن هو اقتنع بأنه يقاتل في وجود قيادة مستوفية هي أيضا لشروط الاعتراف الإلهي بها على أنها قيادة حسنة.

هل أؤيِّد هذا التفسير الإلهي للنصر الكبير الذي أحرزه "حزب الله"؟ ليس مهما أن أجيب بـ "نعم"، أو "لا"، فلون القط لا يهمني كثيرا ما دام يأكل الفأر.. لا يهمني ما دامت النتيجة هي قتال إسرائيل، وإلحاق الهزيمة بها. لا يهمني كثيرا ما دام المقاتل العربي لا يملك من أسباب النصر إلا ما يشدِّد لديه الحاجة إلى ذاك السبب الذي أكده وأبرزه السيد حسن نصر الله.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميزان الفلسطيني المفقود!
- -حزب الله- ينتقل إلى الهجوم!
- مرض -التسليم بما هو في حاجة إلى إثبات-!
- جدل الاعتراف بإسرائيل!
- ثنائية -الإيمان والعقل- لدى البابا!
- الخطأ والاعتذار!
- -الفَرْد- و-السياسة-!
- -العصر الوسيط- يُبعث حيا!
- الفرصة التي يتيحها ضعف أولمرت!
- في -النسبية-
- بعضٌ من النقاط فوق وتحت حروف -الإرهاب-!
- بين الكوزمولوجيا والميثولوجيا
- الحل الذي يتحدى الفلسطينيين على الأخذ به!
- بعض من تجربتي في الفساد!
- -العَلَم العراقي-.. قصة ظلٍّ فقد جسمه!
- لِمَ تعادي الولايات المتحدة -إيران النووية-؟
- حلالٌ أن يتزوَّج الرجل ابنته.. حرام أن يتزوَّج مجتمعنا الديم ...
- صناعة تسمَّى -الاحتواء الإيديولوجي-!
- الحوار المستوفي لشروطه
- لهذا السبب ينبغي لإسرائيل استئناف الحرب!


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - الحرب -الإلهية-!