محمد أبو مهادي
الحوار المتمدن-العدد: 7346 - 2022 / 8 / 20 - 16:01
المحور:
القضية الفلسطينية
ألمانيا النازية التي تسببت بمقتل ملايين البشر ، من بينهم يهود، هي نفسها التي تدعم عسكرياً ومالياً وسياسياً "كتيبة آزوف النازية" والعصابات المتطرفة الأوكرانية التي شاركت في ذبح وحرق اليهود، وتتحالف مع بولندا، البلد الشريك في ابادة ثلاثة ملايين يهودي بولندي، حسب احصاءات اسرائيلية.
وهي التي تشارك في حلف عسكري يواجه روسيا، البلد الذي وأد التمدد النازي وأنقذ أوروبا والعالم من أخطاره في ملاحم بطولية راح ضحيتها ملايين المواطنين والجنود الروس. هذا الحلف الذي تسبب في مئات المحارق ونشر الموت والجوع والنزوح الجماعي في عشرات البلدان.
ألمانيا الكذبة الديمقراطية والأخلاقية والحقوقية على المجتمعات العالمية، تحارب بخوف البلد الذي وفّر لها الطاقة الرخيصة لتبني الاقتصاد الأوّل في أوروبا وتحقق الرفاه والاستقرار لمواطنيها.
ألمانيا التي يتعرض مستشارها لحالة ضياع، وتعاني مع نظيراتها الأوروبية هستيريا سياسية بسبب الحرب في أوكرانيا، هي نفسها التي تدافع عن الحركة الصهيونية المصنّفة كحركة عنصرية، وتلاحق نشطاء حركة BDS بسبب رفضهم للاحتلال ودعواتهم لمقاطعة منتجاته، وتعتبر مناهضة الصهيونية شكلاً من أشكال معادة السامية.
ألمانيا النازية هي نفسها الحديثة، لم تتغير ولم تتخل عن نازيتها، مع اختلاف الوقت والأحزاب التي تحكم، العقيدة واحدة، لكنها وجدت ضالتها لافراغ أزمة مستشارها في الحكم على رأس محمود عباس، الرئيس الذي تخلى عن كل أسلحته كي يحافظ على علاقة مودّة مع الاحتلال، أملاً في الحصول على قنينة زيت زيتون جديدة من وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس.
قلنا ونكرر، أن الارتباك السياسي هو السّمة الأبرز التي تطغى على مواقف السلطة الفلسطينية ورئيسها عباس، مع غياب الوحدة الشاملة والخطاب السياسي المتماسك الذي يستند لحقيقة وجود الاحتلال وضرورات مواجهته، الأمر الذي سيجعل منه ملطشة للحكومات والقادة في العالم.
موقف عباس بحضرة المستشار الألماني لم يصمد يوماً واحداً حتى لحظة تراجعه، الأمر الذي يؤكد مستوى الضعف الذي سكن عقله ومواقفه، وأفسح مجالاً لأن تتعامل معه الشرطة الألمانية بمنظور جنائي، وتعامله إسرائيل كولد عاقّ.
#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟