مزورون وقراصنة لتحريف التاريخ

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7345 - 2022 / 8 / 19 - 01:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

لسنا بحاجة إلى مراجعة سجلات التاريخ لاستعراض أمجاد العظماء، لكننا نقف حيارى مذهولين هذه الأيام إزاء ظاهرة غير مسبوقة، ظاهرة طغت على منصات التواصل، وتعرض فيها إرث عظماؤنا للسطو والسرقة، ومنهم من سُحبت منه الألقاب كلها، واصبحت من نصيب رجالات السياسة في هذا الزمن الغادر، الذي إنقلبت فيه القواعد والموازين رأساً على عقب. .
تعزى أسباب دهشتنا وحيرتنا إلى عوامل عدة، نذكر منها:-
- أن العظماء الحقيقيين هم الذين غيروا مجرى التاريخ، وهم الذين خلدهم المؤرخون لمواقفهم وأعمالهم البطولية، التي كان لها أكبر الأثر في ذاكرة الشعوب والأمم، فكانت لهم بصمات واضحة في جميع المجالات. .
- لا يقبل أي عاقل بسرقة تاريخ العظماء، سيما ان هذا النمط من السرقات المكشوفة والمفضوحة يُعد من أسوأ ما روجته القرصنة السياسية، التي زحفت منذ منذ زمن بعيد على ارثنا الحضاري مثل السرطان، ولم تترك صفحة واحدة إلا وزيفتها بقدر ما تستطيع، حتى نهبت كل ما استطاعت الوصول إليه. .
- كنا ننتظر أن يُقابل هذا الزحف السافر بالرفض الحاسم من قبل أساتذة التاريخ، وكنت أتوقع ان يطالبوا بالمساءلة الأدبية، إلى أن يجيء وقت المساءلة القانونية. لكن انتظارنا كان بلا جدوى، في خضم الاستيلاء التام على حقوق الخلفاء والأئمة. .
أنا شخصيا كنت أتمنى ان اقرأ أو أشاهد اعتراضاً على حملات تزييف التاريخ، على غرار اعتراضات الدكتور علي النشمي، الذي كان لاعتراضه على سيناريو مسلسل (المختار) الأثر الكبير في توعية المشاهدين، وتنبيههم حول تضخيم شخصية (كيسان) التي أقحموها عنوة في الرواية الاصلية. .
وكان لمحاضرات الدكتور النشمي والدكتور فاضل الربيعي الأثر الإيجابي الكبير في تصحيح التحريف المقصود، الذي طرأ على الجغرافية التوراتية. .
وما أكثر المزورين الذين ظهروا علينا هذه الأيام لتبرئة يزيد من دم سيد شباب أهل الجنة عليه السلام، بانتظار من يتصدى لهم ويدحض مزاعمهم الباطلة بالحجج العقلية والمنطقية الدامغة. .
وللحديث بقية. . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات