أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حلبجة . . .ترحب بكم ... !!!!















المزيد.....

حلبجة . . .ترحب بكم ... !!!!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 499 - 2003 / 5 / 26 - 03:39
المحور: الادب والفن
    



 
بكل السلاسل
بكل الذرى
يأتي الجبل
بكل الحجل  وأشجار البلوط
والمخبرين ، والوجوه
بالنجوم المعلقة
     فوق
 تأتي الأصابع
تملأ الأرصفة
تطل من علوّ الشرفات
تتدلى من الشجر
      ثم تشرش
      في
الأصابع
والأمكنة
       
                    . . . . . . . . .
بعد طائرة مروحية
لا تشبه الحمام والملائكة
احتست القرية كيميائها العجول
       من
       ظمأ
ثم سارت الى المقبرة
بالممرات
والبيوت
 والأشجار
وأنباء لا تنقلها وكالة الأنباء
و" حقبة " من صمت
     على
     روح الشهيد
 
                 . . . . . . . . . . .
 
الجثث هي الجثث
وجهكم لم يعد جبلاً
     أو وهدة
وأنتم لاكما أشتهي
المياه يعكرها سقط الأصابع
والأصابع هي الأصابع
الأصابع على الأرصفة
الأصابع على الشجر
الأصابع على التخوم
الأصابع بين التراب
        الأصابع
        في
        الأصابع
تشيخ الطفولة
       إصبعاً
تبوء القبيلة
      بالأصابع
الأصابع هناك ، وهنا
موت يصير ... أصابع
ولادة تصير ...أصابع
أصابع تصير ...أصابع
               . . . . . . . . . . . .
واضحاً نواحنا يأتي
جهراً تثب القصيدة
من رؤوس الأصابع
كل كلامها تنثره فوق الوجوه
كل نارها يغلي هدأتي
وأنا أبطأ من كان في القافلة
لا أنا وقفت ، ولا أنتم وصلتم
لا البارودة لاذت بالنوم
ولا الغاز المحرّم قال : سلاماً لكائن
            . . . . . . . . . . . . . .
تأتي الدموع الى حلبجة
تنسى بكاءها ومناديلها الورقية
تنسى الأظافر في الأصابع
والأصابع تكتظ
    بأيد
وحديداً يعود الحديد
قرب انصهاره
بلا علم تباغتنا الغيمة
بلا ريح ولقلق وحوذيين
تهل بحذائها الوحلي
وبروق اعوامها
       الخوالي
             . . . . . . . . . . . . .
كلكم وسمتم الفصل من ياقته
بالربيع ، ينفض  الغبار من بيادركم
بموائد عامرة بالخراب
بمدينة نفضت مدينتها
كلكم
أشعلتم الأصابع من عروقها
وقلتم للمساء
   هلّم
كلكم تأتون بلا كلكم
تبهركم السلالة
وتتباهون بالامتلاء
على الطريق تركتم خطواتكم
ثم جئتم سرباً يشي بالسبات للورق
الأصابع
هي الأصابع
وأنتم غيركم
لا صوتي يصل ... ولا أنتم تأتون
لا أنتم أتيتم ... ولا أنا وصلت
بي منيتم نوافذكم
بزجاجي عرفتم الكسر
وبطيئين كنا ننوسّ الدوائر
      والفراغ
حيث لا أشكال في العدسة
لا خرائط في الجغرافيا لكم
وأنتم كما أنا
نترك للمحطة
   تأخرنا
ويلّوح لنا القطار
بكل العربات
نملأ بأشباحنا غبار المقاعد
كي نبقى
للرسائل
لهزائمنا
للنساء
للمراثي
نتنزه
في المدى المجدي للقناصة
اشجار تشرب نخب
       الجذور
 
                    . . . . . . . . . . . . .
وصلت قنبلة قبل الطائرة
وصلت طائرة قبل الطائر
وصلت طيور قبل الذباب
وصل الذباب ... قبلكم
صورنا وصلت – للصحافة
للأنوف
 
                   . . . . . . . . . . . . . . .
زكاماًس – وموتاً – وحدوداً
حديقة دعت الى مائدتها الخريف
نفضت أشجارها في الترعة
ثم علقت صور الأمس في شوارع المدن
كتبت على مخارجها بعد آخر قنبلة وشجرة
كان هنا :
        شجر
        سلاماً : كان هنا ب...
وأنتم كما أنتم
دهر من حداد
حديد
ولا حداد !!!
               . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ترتل الشهداء
-       وبغداد  تسند ظهرها للبواريد
تستظهر الكهوف والأسماء
" تتوزع علينا
مآذن
وشرطة
لايذكرون سلمان
تلوّح لنا في صلاة الجمعة
بيد تقسّم أصابعها
            طائرات
وحلبجة
تنزل من شاشة التلفاز
 بثيابها الجبلية
تحتسيها الطائرة
وصوت الأئمة
      تيبّس
      في المآذن …"
 
                   . . . . . . . . . . . . .
من خلف نّظارتين : كان الشاعر يصرخ في الجريدة
لم يكن الكلام ناراً ، وما ارتبك الورق
   من احتراق
: نار للأعالي وللقيعان
نار ٌ للشروخ وللّحمة
نارٌ لكلامنا وللثلج
نار ٌ للطقوس البدائية
     فوقنا
للأعياد
تقرع الباب
ويتبعها
الحداد
 
                . . . . . . . . . . . . . . .
أشارت حلبجة : أن جيئوا
فما فما
حططتم
الليلة صبغتها
الأنثى
لم يحمل أحدكم موشوره
كي يقرأ الضوء في أصابعه
كثر العرّافون
لم يسق وجه ُ أحد
     خرنوبة
" بلون القهوة كان دمها "
والمشهد أكملته
    طائرة
            . . . . . . . . . . . . . . . .   
 
حلبجة جاءت سعلى وجهها
على وجوهنا راحت حلبجة
حلبجة بادت بنا
حلبجة باءت بنا
حلبجة عادت  دوننا
: عمّروا الأشداق بالترقب
         والكلام
هي ذي المرأة
            مترملة
جاءت تنفخ في الألوان
وتقول : سلاماً
للتمهل – سلام
لرجولتكم
للتوثب
للطلل
     سلام
سلاماً للهيئة  تدخل تداعيها
للنقر وللأصابع لا تصل زجاج البهو
حلبجة تصرخ في الصوت
صوت ٌُيصرخ في حلبجة
( حلبجة يا كلبشة – كانت من أهل
البيت – فشدّي على المعصم – من دمها
وقولي : اعبري من ممرنا
وارفعي الاسم
واستميحي بما تيسر من الركام
                                  …………
عم صوراً يا معرض
عم قنابل وفاشست
                                  …………
أو مأتم للهاون
للقنبلة
للحاصدة : أن تعالي
( وجاءت على الحقول والمدنيين
وسكاكر العيد والأغاني
ولم تنس زارا - )
 
قلتم للحياض : هي ساعة … ونحتفل
مارأيتم ماوراء الهضاب والنخيل
قلتم : هاهي !!
ارسلتم نحوها أصابعكم
وكنتم الدليل لهم
لوحتم للقنابل : ان اهبطي بسلام
وهبطت على السلام !!
( والقنابل أكبر من القبائل ، وأعتى
لقد جوّعتكم من شبع
وخوفتكم من أمان
كانت أصابعكم المفاتيح
لكي تمرّ على حلبجة
لقد مرّت على كل ماء وسنديان
لذتم بالقضية لماماً
وكتبتم : عاش الشهيد !!
- عاش الشهيد ، قلتموها على النحيب
       بكيتم
وتراشقتم بدمع ، وحريم
امنحتم مائدة الناس
وامتهنتكم أشباه الأحزاب
تم تقاسمكم
شعراء
 ومخبرون
                        . . . . . . . . . . . . . . . .
هواء القرية
علق على مشاجبه
     حلبجة
من أنفها ، وأديمها
وأصابعها
لأنوفنا
        حملت الرائحة
لأراشيفنا الصور
للأقلام يماً تئن من وقوف
وتبكي على
       ضحك !!!
                  
 
                    . . . . . . . . . . . . . . . . . .
من الاصبع دخل الطيار النشوة
سماء القرية ما هطلت تفاحاً
أصابع القائد لم تكن غيماً
الكاميرات ، والفوسفور ، وأنفاس القائد
والجرائد ... هطلت
( آب الزر ، واعتذر الى القتلى
عجلاً
الاصابع ركضت  في ترابها
( وانما القاتل و القتلى
         اخوة !!!
 
                    . . . . . . . . . . . . . . . . . .             
 
عاد الفم بلاقبلة !!
الأشياء عادت بلا أشياء
الأغنية عادت من المذياع بلا رقص
 والمذيع ، نجا " المرّة "
     بلا شتائم
الهواء لم يكن هواءً هناك
قالها الشهيق – والشهيق شهيد – أيضاً
أجل قالها الشهيق ولم يتبع
      بزفير .
                  . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
 
وكالة الغوث : ستأتي
وكالة الغوث : تأخرت
وكالة الغوث : لم تصل
الجبل أسرع الى الجبل
مرتفعاً بالأساطير والدم
أسرع
لا البروتوكول الشّيخ
لا البرد الطفل
لا النتن ، لا القرى ، لا الكلوم
قرأتها الوكالة في
           بوصلتها
الطرق استعصت
القراءة والحساب ، والتقرير الصحفي
سبق الجبل الساعة ، وعقربها
وصل الجبل ، لثم القرية من دمها
الوكالة وصلت
وصلت الوكالة " هي ...!
- القرية وصلت للمقبرة !
 
                 . . .. . . . . . . . . . . . . . .
 
جبلٌ  هو الجبل
جبلٌ انك أيها الجبل
" انّا أنزلنا الفوسفور على جبل ٍ
ورأيناه سراجاً وهاجا ً
خاشعاً متصدعاً من خجل ... وأكراد
جبل ٌ انك أيها الجبل
شهدك الممر أباً للطمي
محجراً للأحذية ووجوه النساء
 الأطيار تصلك
وتئم بالريش والعشب  والبيض
( الفارس ، الشمس ، العنب ، الغزال ، الزيتون
الجوز ، الشمس ، العنب ، الأصابع
تبصق نارك / ترشف الزمهرير
يطرقك من الباب ... ظلام
تدثّر بالسحاب ... بعد غيم
كهفاً استحلت تملؤك الملوحة
   والقرى والعفن والأسماء
   الله والقراصنة
أباً كنت للشجر  وقداسة الجذر
احتسيت في شوكك المنافي
    نسغاً
( ما دخلت داراً ووصلاً ، خلعت النجم
والوعل والخريطة عن فم ٍ
ارتقاء كنت ، وما صعدت السلالم ، والاصابع
تثلّم وجهك بالفؤوس
بالطائرة ، والبرير
زفرت من جهامة ، وزففت سبيلاً للسهل
وجرساً
صرت احتمالاً ، وكنت اليقين
استغفر بخريرك من هجعة
وطمي
وسبحان براريك تنشد الجبهة
تعني بالزئير والبروق
سبحانك وانك لعلى حتٍّ ومدنيين عزل
والريح
لفي خسران
                 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يا قائد
هاهم الجبليون جاؤوك
بصباح من السهول
وعيون جمد تها المحاجر
-       قد نعلن الشجب
-       سنعلن الشجب
-        أعلنا الشجب
-       أعلنوا الشجب !!!
وتوقفوا عن قبل لقليل من الجنازة  !!
كفي إذاً يا حلبجة !
عن شجر ٍ يذرف أوراقه
مدن تنزف بيوتها
راية ٍ تشرب ألوانها
يوم ، ونجمع ما تريدين
سنة ، قرن ، وكاملة
       نسميك
ونلّم وجهك من المجازر !
من أشغلك بالبارج يا حلبجة
ها / جئناك
قارئين أشكالنا
في غبش المرايا
يا قائد !
وابتسامة للقائد!
يا ابتسامة القائد
ترفعها الوجوه
          حداداً
وجوه سمّرها الظلام
والموت العشائري
قائد للخراب
ولاء للقائد
وشاشة على نحيبكم
( ويا قائد أنك لعلى خلق ...)
قادة للقائد
موت كرمى لشارب القائد
وعول لمائدة القائد
وقائد قائد ..للخراب
وخراب للقائد
                   . . . . . . . . . . . . . . .
حداد
ويرشفني المشهد
بالأطفال
وجنائز البنفسج
لأبقى أرتكن الخوف ، عريشة
حتى يليني صباح
حن لتقويم من دمي
لا أنا وقفت
ولا أنتم وصلتم
ولا الغاز المحرّم قال : سلاماً
تركتم على وجهي اسم الليل
وقلتم : صباح الخير
صباح الخير
لأخضركم في يباسه
صباح الخير للمدن تسترد مياسمها
صباح الضجيج على سكنتكم
صباح الخير أيها الجبل
ثم تنهض من جراح
يغادرك الشلال
ويعود
تغدرك التلال
وتمضي
وتقول ائتلفنا
ترددّ : اختلفنا
صباح الائتلاف والقهوة
وحديداً
يؤوب سحديدك بعد انصهار
جبلاً تعود من الهواء والمعركة
أيها الجبل
وتزنر القرى
مطلقاً براريك للطيور
وانك لعلى حتّ
       أيها الجبل .

 



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل إلى مفهوم الوحدة الوطنية الأكراد والحالة السورية أنموذج ...
- مقدمات أولى من أجل سورية أقوى في مواجهة التحديات


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حلبجة . . .ترحب بكم ... !!!!