محمد مرزوق
الحوار المتمدن-العدد: 7343 - 2022 / 8 / 17 - 23:47
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
تميزت فترة انسحاب المؤسسة العسكرية السودانية من الحوار السياسي الرامي إلي تكوين حكومة كفاءات وحكومة تكنوقراط لتسيير ما تبقى من الفترة الانتقالية بالانشقاقات والخلافات بين مختلف الأحزاب الفاعلة في المشهد السياسي السوداني والتي يعتبر المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير طرفا فيها وهو الذي شهد بدوره انقسامات كثيرة سابقا حتى صار يحوي أربعة أحزاب فقط والآن انتقل الصراع داخل المجلس المركزي في حد ذاته، وذلك بعد أن بدأت بعض القيادات فيه بإبرام لقاءات واتفاقات سرية مع ممثلين وسفراء لدول أوروبية في محاولة لتصدر المشهد السياسي السوداني علي حساب بقية أحزاب قحت.
ومن بين اللقاءات السرية التي أحدثت ضجة كبيرة في وسط قوى الحرية والتغيير وأدت إلي إحداث شرخ كبير وسط صفوفها هو ما قام به رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي مؤخرا، حيث التقى بالسفير البريطاني في الخرطوم وتم النقاش حول الدعم الذي سيتلقاه حزب الأمة من بريطانيا لدفعه لواجهة الحكم في السودان، حيث يرى السياسيون الأوروبيون والخبراء أن مبارك الفاضل هو الرجل السياسي المحنك الذي يمتلك خبرة كبيرة في مجال التسيير، كما أن علاقتهم به وطيدة وتعود لفترة طويلة، علي عكس باقي قيادات أحزاب قحت الذين لا يملكون الخبرة الكافية في التسيير وتشكيل علاقات دبلوماسية فعالة مع الدول الأوروبية، وكنا قد شاهدنا منذ أيام مضت الحملة الشرسة التي قادها بعض قيادات المجلس المركزي ضد خالد يوسف، والتي تبين فعلا هشاشة العلاقة بين مكونات المجلس وانعدام الثقة بينهم.
وما يثير الدهشة هو ما قام به فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، حين عمد إلي الدفاع بشكل غير واضح عن خالد يوسف لما انتشرت أخبار عن التخطيط لطرده من المجلس المركزي، وقد توصل بعض الصحفيين الذين قاموا بتحقيق عقب مسح المنشورات التي كانت تحمل موضوع طرد خالد لمعرفة من له مصلحة في التستر عن خالد يوسف ودعمه، وتم الوصول غلي أن بعثة الأمم المتحدة في السودان هي من كانت خلف هذا، ليتم بعد ذلك طرح السؤال حول أسباب الدعم والمساعدة لخالد يوسف وماهي العلاقة التي تربطهما ببعض؟ .
#محمد_مرزوق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟