أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كافكا














المزيد.....

أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كافكا


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7342 - 2022 / 8 / 16 - 21:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


4: كافكا
الغرائبية هي السّمة العامة التي تتسم بها أعمال كافكا؛ فهو أديب التشاؤم والسوداوية، كما يصفه بعض النقاد.
إنّ الأفكار والأطر الذهنية التي يطرحها، في كل أعماله، لا يبوح بسرها للعلن، أو يوضحها بيسر وسلاسة، وانما يرمز لها برموز، حتى نستطيع القول بأنه كاتب الرمزية، هذا بالإضافة إلى السّمات والنعوت الأخرى، التي عُرف بها.
فأنت، حين تقرأ له، وتتعايش مع رواياته وقصصه، ستشعر بالصداع، وتعيش في دوامة، كأنك لست في هذا الكوكب الذي نعيش على سطحه، وليس هذا فحسب، بل أنّه يجعلك تشعر بالسأم والملل، وتكره حتى المحيط الذي تعيش فيه، وأن كل الذي يدور من حولك هو عبارة عن تفاهات، وواقع أليم يفترض بك أن ترفضه.
الأعمال التي قرأتها له هي" تحريات كلب، القلعة، المحاكمة، المسخ، ورسائل إلى ميلينا".
ويظهر الكاتب في هذه الأعمال بأنّه كاتب غير تقليدي، فهو لا يشبه أي أحد، سوى نفسه. ومن هذا حاول الكثير من الكتاب والروائيين أن يقلدوه في طريقة كتابته، والحذو حذوه، فأصاب معظمهم النجاح، وشق طريقه في تقديم نتاجه الفكري والابداعي.
فالذين تأثروا به كثير، ومنهم على سبيل المثال، البير كامو إذ كتب "الغريب" و"الطاعون" و "الإنسان المتمرد". وكلّ هذه الأعمال كُتب لها النجاح، ومن الذين تأثروا به، أيضًا الروائي جبرا ابراهيم جبرا، وقدم أعمال روائية لاقت نجاحًا باهرًا، ومنها روايته "صراخ في ليل طويل".
وبخصوص الغرائبية والكابوسية التي يكتب بها، متذرعًا بما يعده مناسبًا للوضع الذي يعيشه الإنسان اليوم، من ضياع وتغريب نفسي، ويروم طرحه يقول: "إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتها، فلماذا نقرأ إذن؟ إننا نحتاج إلى تلك الكتب التي تنزل علينا كالصاعقة، التي تجعلنا نشعر وكأننا طردنا إلى الغابات بعيدًا عن الناس، على الكتاب أن يكون كالفأس التي تحطم البحر المتجمد في داخلنا".
وفي قصة "المسخ" التي شكلت لديّ حضورًا كبيرًا، هذا مفادها: "غريغور" الموظف الشاب البسيط، يقضي ليلة حافلة بالكوابيس والأحلام الثقيلة المزعجة. وحين يصحو يجد نفسه وقد تحول إلى حشرة كبيرة، فقرر أن لا يخرج من غرفته، فيفضل البقاء منعزلا، فلا يسمح لأحد بالدخول، سوى شقيقته، التي راحت تعتني به وتقدم له الطعام، وتنظف له المكان. إلا أنه قطع المأكل والمشرب، قطعا تاما حتى أشرف على الهلاك، ثم أن دائرته بعثت مبعوثا خاصا له، لتقصي الحقائق عن غيابه المفاجئ، فلم يسمح له بالدخول، وما هي إلّا أيامًا حتى فارق الحياة، فحزن عليه الأب والأم والشقيقة.
وهي نهاية القصة الطويلة.
هنا، في هذه القصة، ماذا أراد أنّ يقول لنا المؤلف؟، وماذا يروم أن يوصل من رسالة؟.
نعتقد أنه أراد أن يصف متاهة الحياة، وضبابية الوجود، والإنسان، بين هذا وذاك، هو عبارة عن حشرة صغيرة في هذا الوجود المترامي الأطراف، فضلاً عن المتاهات التي يعيشها، يوميًا، وهو لا يدري ما هي الجدوى من كل هذا، فيضمحل، بالتالي، وينتهي دوره في هذه الحياة، وهو مغلوب على أمره.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ دوستويفسكي
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ فرويد
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم(1)
- رسائل إلى ن- ح (1)
- السادرون.. يثيرون الأسئلة
- من سجلات البتاويين
- وجودية المعرّي: إنّ للإنسان قيمة عليا في ذاته وفي صيرورته
- وعدنا نجتر ليالينا
- لا أحد يتكهن !
- مع دوستويفسكي في سجنه1/ 2
- مع دوستويفسكي في سجنه2/ 2
- أنتِ تبالغينَ في تماديكِ
- نحن الميتون بلا علامة استدلال
- تشريح جنة الخذلان
- نصوص (1)
- أنا لا أحتاج كلّ هذا الذهول
- الشاعر وليد حسين - للآن يلتمس بريقًا
- الإنسان فاقد الإنسانية هو أقل قدرًا من أي حيوان
- المديّات الصّوفيّة في (مُكَابَدَاتُ الحَافِي) للشاعر عبد الأ ...
- الحرمان الثقافي


المزيد.....




- ريابكوف: خطر وقوع صدام نووي مرتفع حاليا
- إعلام إسرائيلي: دوي صافرات الإنذار في إيلات خشية تسلل طائرة ...
- إفراج موقت عن عارضة أزياء باليمن بعد ظهورها من دون حجاب
- أطباء لا يستطيعون التعرف على هوية أسير مفرج عنه بسبب التعذيب ...
- حريق كبير قرب قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقدس
- استشهاد طفل فلسطيني بسبب نفاد الحليب والدواء
- هل اقترب عصر الأسلحة الذرية من نهايته؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة -إسرائيلية- في بحر العرب
- حماس ووجهتها المقبلة.. ما علاقة بغداد؟
- مصر.. اعترافات صادمة للطفل المتهم بتحريض قاتل -صغير شبرا-


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كافكا