أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين معزة - إعادة انتاج الفشل














المزيد.....

إعادة انتاج الفشل


عزالدين معزة
كاتب

(Maza Azzeddine)


الحوار المتمدن-العدد: 7342 - 2022 / 8 / 16 - 21:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ابقت جميع الحيل التي استخدمت في تنويم الشعب الجزائري منذ استرجاع السيادة الوطنية سنة 1962 ، الى اندلاع حراك 22 فيفري2019 السلمي الذي ابهر العالم كله بسلميته ومطالبه المشروعة قبل ان يخرج عن مجراه إلى أمور رفضها الشعب والنظام معا بدعوته إلى تجريم كل قواتنا المسلحة ، والدعوة كذلك الى طرد كل من هم في الحكم ، كان يجب أن يكون الصاعق المفجر القوي للتغيير الفعلي القادم في الأفق ، لولا لم تنتصر عليه الثورة المضادة ، وأن يجعل الجزائر في مصاف الدول التي لم تستطع تحقيق اقلاعها والتخلص من تخلفها الذي ارتبط بصعود وهبوط سعر البرميل ومعه : عجز الميزانية ، الميزان التجاري ، ميزان المدفوعات ، نسبة النمو والبطالة علاوة على مشاكل أخرى تفلت من أدوات القياس .
لقد انتهت تلك الحيل الى تهديد السيادة الوطنية وجعل الديمقراطية والحريات أمنيات ومنوّم مغناطيسي لامتصاص الغضب الذي يتصاعد من حين لآخر هنا وهناك من صدور رعايا الدولة الرعوية التي تراوح مكانها مند عقود.
كما أدى التسيير على طريقة جحا والحرامية الأربعين الى الإبقاء على الجزائر معلقة بين الصعود والهبوط، تبدو قوقعة فارغة خالية من المعرفة والكفاءة والخبرات وشعبها يعيش ضنك الحياة ويحترق تدمرا وقلقا وخوفا على مستقبله.
فالنظام الذي يفشل في معرفة الخطوات الواجب اتخادها للخروج من فوضى فيروس كورونا واقناع شعبه بضرورة تفضيل الصحة والحياة على كيس سميد على جلب الدمار لبقية افراد العائلة، لن يكون بمقدوره غدا التعامل مع فوضى ما بعد كورونا لا قدّر الله ، فلا زلنا بعد بصدد سياسات الحلول الخاطئة في الاقتصاد من الزمن السوفييتي ( الدولة تتظاهر بالدفع ونحن نتظاهر بالعمل ) وقد رأينا كيف نقلت ميزانية 2016/2017 الجزائر الى اعتاب عدم القابلية للتسيير وجعلها تستأنف مع اختلالات جميع حساباتها ثم اللجوء الى طبع النقود بدون مقابل أو الاستدانة دون القدرة على سداد الأصول وخدمات الديون مثلما حدث في صدر التسعينات حيث فاقت الفائدة أصل الدين .
فالجزائر من البلدان القلائل في العالم التي تراكم خبرة طويلة في انتاج الفشل وإعادة انتاج الأزمات وتدويرها وبالتالي يمكنها استخلاص العبر بسهولة من الماضي القريب ومن تجارب الآخرين وذلك لتفادي المزيد من هشاشة المجتمع بالقرارات الخاطئة، فالتوازن الذي يقوم على التنكر للحقوق لن يؤدي سوى الى الفوضى العارمة.في المستقبل القريب لا قدر الله.
فالرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون، في حاجة الى الشجاعة أكثر من حاجته الى الأموال في التعامل مع زمر الانتهازيين والوصوليين والمافويين والحد من الامتيازات الأميرية والسلطانية للسادة الجدد من ذوي الانتاجية غير الظاهرة في الادارة الجزائرية وكذلك في التعامل
مع ترسانة القوانين المعيقة للتطور والتقدم التي وضعها سحرة جدد وطفيليون من أجل فرض نظام كارثي جديد.هدفه تعطيل التنمية ونشر الفقر في أوساط الشعب والآفات الاجتماعية التي تزداد انتشارا ومعها يزداد رواد السجون خاصة من فئة شبانا في عمر الزهور.
فلا نخال السيد الرئيس تبون، الذي قضى نصف قرن في مختلف أروقة هذا النظام، لا يعرف أن قوانين المالية لم تستطع التوفيق بين آفاق النمو ومتطلبات الميزانية التي تقوم على نظام منسجم للتوقعات على المديين القصير والطويل وهو ما تفتقد اليه الجزائر لكي تستأنف مع النمو المستدام والتنمية.
كما لا نخاله يجهل المظالم الكبيرة في ميدان الأجور والامتيازات الملكية التي تستفيد منها فئات كبيرة ممن يسمونهم قسرا اطارات سامية وبين فئة المهندسين والاطباء على سبيل الحصر ، إذ نجد هناك حزمة من العلاوات غير المبررة وغير الموجودة في أي بلد في العالم ما عدا في الجزائر ، هذا الى جانب استفادة تلك الفئة من الإطارات السامية في الدولة التي تؤطر الخراب الماثل من المجانية في السكن والماء والكهرباء والأكل والشرب والهاتف والبنزين والخادمة والسيارة والسائق للأسرة وهذا ظلم وسفور وتقليص هذه الامتيازات غير المستحقة من شأنه أن يوفر على الخزينة مئات الملايير التي توجه للمشاريع التي تمتص البطالة وتقضي على الفقر والحد من انتشار أمراض الفقر دون أن تؤثر على نمط حياة السادة الجدد.
فالرئيس يعلم أن مقابل المزايا الأميرية التي يستفيد منها مئات الالاف من الإطارات السامية بدون انتاجية ظاهرة،
يكلف الخزينة مبالغ خيالية وهذا اجحاف في حق الدولة والأمة وظلم صارخ وجب تصحيحه وتوقفيه فورا ..فمضاره اكثر من نفعه بكثير .
فالجزائر تمتلك خزانا من الموارد البشرية الكفؤة التي جرى تهميشها عمدا مما جعل معظمها يغادر أرض الوطن سواء الى دول الخليج او الى الدول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الامريكية ، يمكن للرئيس الاستعانة بها في القطاعات ذات العجز الملحوظ مثل البلديات والدوائر والولايات التي يفترض الغاؤها و من هنا فقط يبدأ التغيير الذي يجنب الجزائر السقوط في الهاوية.



#عزالدين_معزة (هاشتاغ)       Maza_Azzeddine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانظمة الملكية والانظمة الجمهورية في الوطن العربي
- ضرورة اعادة قراءة تاريخنا قراءة اكاديمية
- نحن شعب لا نستحي احمد النعيمي
- حال شعوبنا العربية
- ثروتنا ليست لشعوبنا
- مذكراتنا ومذكراتهم
- لا حياة للانسان بلا كرامة
- من باع كرامته فقد شرفه
- ثقافة الأمة العربية الإسلامية تكرارية لا إبداعية
- الملياردير الحاج المحتال
- الآخر هو الفاسد
- إشكالية الهوية في الجزائر: ازمة سياسية أم صراع ثقافي؟
- إشكالية الهوية في الجزائر: ازمة سياسية أم صراع ثقافي؟
- بمناسبة راس السنة الهجرية
- هل نحن حرامية ؟
- متى نبني مجتمعا عقلانيا ؟
- ما فاز إلا الفاسدون
- ضرورة اصلاح منظومتنا التعليمية
- ما أ عظم ثورتنا التحريرية
- التعليم الجيد نور وتقدم وحرية والجهل ظلام وفقر واستبداد.


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين معزة - إعادة انتاج الفشل