راني ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 7342 - 2022 / 8 / 16 - 11:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتجلى كذبة ما يسمى وساطات العربية" الحريصة على المصالح الفلسطينية عندما يقوم الوسطاء العرب، وعلى الأخص مصر في الضغط...فقط...على المقاومة الفلسطينية لثنيها عن التصدي، او الرد على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل وقيادات المقاومة من بطش وتنكيل وقتل من قبل الصهاينة في القدس، والضفة الغربية، والداخل المحتل، وغزة.
فالوسطاء العرب غير معنيين بالأساس في دعم القضية الفلسطينية؛ فهم لم يقدموا طلقةً واحدة للمقاومة الفلسطينية، ولم يمارسوا الحد الأدنى من الضغط على دولة الاحتلال، ولا على الدول الغربية كالولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها التي تجاهر بعدائها للشعب الفلسطيني وحقه في الثبات على ارضه في كل مرة تشن إسرائيل حرباً على غزة.
ولذلك لا يمكن لمصر أن تتزعم الوساطات بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال لو أخذنا بعين الاعتبار حصارها لغزة، ووضع المقاومة الفلسطينية على لائحتها الإرهابية، وتشجيع دول عربية وإسلامية أخرى على التطبع مع الكيان المحتل، وحماية حدود دولة الاحتلال من أي عمليات تسلل للمقاومين او تهريب الأسلحة، وتخليها بالكمال عن دورها التاريخي في قيادة الامة العربية والدفاع عن قضاياها.
واما الأهداف الحقيقية للوساطات العربية كما حدث في هجوم دولة الاحتلال الأخير على قطاع غزة وتسابق دول كمصر وقطر والأردن والمغرب ومن لف لفيفهم من المطبعين العرب على الضغط فقط على الفلسطينيين فهي:
أولا: قطع الطريق على المقاومة الفلسطينية بمنعها من استنهاض الشارع العربي الذي اثقلته أنظمته الحاكمة بالهزائم والذل والهوان من خلال تحقيق انتصارات مهمة على دولة الاحتلال بالرغم من امكانياتها العسكرية المتواضعة؛ مما قد يهدد استقرار عروش الوسطاء العرب، ويفضح زيف شعارات العروبة الرنانة التي ارضعونا ايها منذ الولادة.
ثانيا: ممارسة دول التطبيع العربية دورها الوظيفي او الخدمي كوسيط لدعم الاملاءات الإسرائيلية ومحاولة ارغام الفلسطينيين على قبولها.
ثالثا: محاولة دولة الاحتلال تكريس العقيدة الانهزامية في الشارع العربي، وتعزيز صورة جيشها الذي لا يقهر من خلال تحقيقها انتصارات على المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية دون تكبدها أي خسائر بشرية.
رابعا: استخدام إسرائيل لإعلام دول التطبيع لتشويه المقاومة الفلسطينية ووصمها بالإرهاب، وتغير الصورة النمطية الراسخة في وجدان الشعوب العربية ككون إسرائيل عدوة للامة العربية.
ولهذا على الفلسطينيين ان لا يعولوا على الوسطاء العرب في نصرة قضيتهم، وان يبذلوا قصارى جهدهم في ترتيب بيتهم الداخلي، وان يتفقوا على مشروع وطني تحرري شامل يضم كل أطياف المجتمع الفلسطيني.
#راني_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟