أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - إسمي بديعة














المزيد.....


إسمي بديعة


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 7341 - 2022 / 8 / 15 - 17:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا، لست بديعة مصابني الراقصة اللبنانية وإن كنت من جيلها وعاصرتها، إنما أنا بديعة أخرى، ولدت وشقيقتي التوأم التي توفيت فور ولادتنا، لا أستطيع أن اتنبأ بما ستكون عليه ملامحها أو قدرها لو كانت قد عاشت، وهل كانت ستحمل إسمي وقدري بدلاً عني،،
كل منا يفتح عينيه على بدايات توحي وتشي بما سيكون عليه مشوار حياته، بمستقبله وقدره، فأن تولد في أسرة فقيرة أو غنية، متحضرة أو متخلفة، متماسكة أو مفتته، هو الأمر الذي سيحدد فيما بعد من ستكون وكيف ستقضي مشوار حياتك سلفاً..
لا أذكر سوى أنني أصبحت صبية جميلة رغم لوني الأسمر الذي أجده جذاباً على أية حال، لكني سواء كنت جميلة أم قبيحة بالطبع لم أكن لأحلم بالتعليم أو العمل في تلك الظروف والحقبة من الزمن التي تشردنا فيها من أرضنا، فهي رفاهية لا يحصل عليها سوى الذكور إذا حالفهم الحظ.
ولأن الفتاة ليس لها أو عليها سوى أن تتزوج فقد سبقتني أختي الكبرى للزواج وأنجبت ثلاث فتيات جميلات، ثم جائت الرابعة قبل أن يهجرها زوجها ويسافر بعيداً هارباً من مسؤوليات الزواج الذي لم يرقه على ما يبدو.
انضممت تلقائياً إلى أسرة أختي المنكوبة ثم عشنا حياة قاسية لم يخفف من حدة فقرنا وعوزنا سوى مساعدات أخوتنا الذكور في بلاد المهجر..
صحيح، لم أخبركم بعد عن أمي العمياء، لا أبداً بالطبع لم تولد كذلك، لكن سؤ حظها ساقها إلى حياة الكفيفين بخطأ طبي أثناء عملية جراحية لعينيها، كانت المرأة الهادئة الصامدة القابعة بلا شكوى! لكن هل كنت ساسمح بأن تعاني وتشتكي؟
بالطبع لم أفعل، بل تطوعت أيضاً لخدمة أمي الكفيفة المقعدة أرافقها أينما حلت وكانت، كنت عينيها وسلواها والضؤ الذي يتسلل إلى عالمها المظلم ليطمئنها أنها ليست وحيدة ،، أما لماذا فعلت؟
لا تسألوني فنحن نتبع قدرنا من خلال مشاعرنا وأحداث حياتنا التي تأخذنا إلى حيث يجب أن نكون.
نعم،إلى حيث يجب، وليس أمامنا سوى الرضا أو السخط، خياران لا ثالث لهما طالما لا نستطيع تغيير الواقع، وإذا ما اخترنا الرضا يصبح العطاء مصدر سعادتنا حينما تخلو حياتنا من كل مقومات الحياة، فامرأة مثلي في مجتمع منكوب ومحافظ يصبح من الترف أن تسافر أو تعشق أو تعمل أو تكون الصداقات والهوايات، تلقائياً أصبحت الخادمة التي ترافق والدتها،، إلى النهاية.

ومع الزمن لم أعد أشعر بأنني مظلومة، طردت هذه الأفكار الثورية من رأسي، كيف لا فأنا آنسة فاضلة في الأربعين وأي تمرد قد يوحي بشبهات أنا في غنى عنها، بت أحيا حياة جافة وربما غير سوية، ثم تعودت أو استسلمت، لا فرق،
لكن لا أعلم لماذا أشعر وكأني فقاعة غاز ممتلئة، كنت أحتاج إلى لحظات صراخ وعصبية وربما كلمات جارحة انطق بها بلا حساب، كلمات باتت توحي بأني إنسانة عصبية سليطة اللسان!
نعم لم أعد في نظر أحد بديعة القديسة، أصبحت بديعة العصبية سليطة اللسان،،
أنا تلك الإنسانة العصبية أتفوه بأي شىء وكل شىء أحياناً، وإذا لم أفعل أكاد أنفجر أو أنتحر، ثم ماذا لو فعلت؟
إذا فعلت ستشعر أمي العمياء بالخذلان، أما المجتمع فسيجود بكافة التهم الجارحة لفتاة عزباء ليس لها حظ من الحياة،، مضى أربعين عاماً..
وما زلت بديعة العصبية سليطة اللسان، حياتي خالية من أي أحداث ولا تصلح سوى لفيلم مدته عشر دقائق لا أكثر.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الحياة
- المرأةالعنكبوت
- كلام خطير ومهم
- الإنسان مؤلف حياته الخاصة
- الثقة بالآخرين براءة أم تآمر على النفس؟
- الفضفضة ليست مجرد ثرثرة
- الحب أسطورة من الماضي
- العنف ضد الرجل
- أسرار الدماغ الهرمونية
- الخروج عن القطيع
- سيكولوجية الهفوات
- اقترب فقط حين تطمئن
- وصفة أينشتاين للسعادة 
- زحام شديد في رؤسنا
- هل للحروب والقتال أخلاق؟؟
- ما الذي يفعله الحزن فينا؟
- كيف غلبت علينا التفاهة؟
- عالم التناقضات
- هل للخيانة ما يبررها؟
- التطرف التكنولوجي


المزيد.....




- فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ ...
- رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح ...
- روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
- رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو ...
- وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - إسمي بديعة