محمد مرزوق
الحوار المتمدن-العدد: 7341 - 2022 / 8 / 15 - 14:05
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
يعد صلاح عبد الله قوش أهم رجالات السودان الذين كانوا لهم دور كبير في إنجاح عملية الإنقلاب علي البشير، بل هو من أتي بفكرة التغيير عندما تم إطلاق سراحه من السجن عام 2018 وتم تعيينه علي رأس جهاز الأمن والإستخبارات، ويجدر بالذكر أن سبب سجنه من قبل في 2013 كان محاولة انقلاب فاشلة ضد البشير، أي أنه لم يكن راضيا هو الآخر عن أداء حكومة البشير، وبعد أن أتيحت له الفرصة في ربيع 2019 لم يتردد في عزل البشير، ولكن سرعان ما تم إبعاده وعزله هو الآخر من منصبه وإعطاء الأمر بالقبض عليه من طرف البرهان الذي غدر بالأخير لبسط يده علي السلطة، وهو ما دفع صلاح قوش إلي الفرار إلي مصر واللجوء إليها.
ومنذ ثبوت استقراره بمصر إلا أن الكثير من المواقع الإخبارية السودانية والعربية تطرقت في العديد من المرات إلي موضوع احتمال عودته إلي السودان وقيامه بزيارات سرية إليها ولقاءه مع شخصيات بارزة في الدولة وهو ما أربك القادة العسكريين والسياسيين وعلي رأسهم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الذي يتخوف من إمكانية عودة صلاح قوش لصدارة المشهد السياسي في السودان فهو علي دراية جيدة بقوة قوش ونفوذه داخل أجهزة ومؤسسات الدولة وكذا اختراقه لكثير من الأحزاب السياسية، فلا يجب أن ننسى أن هناك الكثير من الأحزاب السياسية كانت من صناعته وعلي رأسها الموتمر السوداني وتجمع المهنيين حسب ما تداولته مواقع إخبارية سودانية.
ويري المحلل السياسي السوداني عبد الواحد ود أحمد أن لصلاح قوش الخبرة الكافية في مجال التفاوض مع مختلف الأحزاب السياسية المدنية في السودان في حال ما إذا عاد للوطن كقائد، وهو قادر علي صناعة فرق كبير في المشهد السياسي السوداني على عكس البرهان الذي أبدى إخفاقا وعجزا كبيرين في تسيير شؤون البلاد، كما أن لصلاح قوش علاقات قوية مع أشخاص بارزين في الساحة السياسية السودانية على غرار وزير الإعلام السابق ووجدي صالح وبعض أعضاء لجنة إزالة التمكين الذي كان هو من أفادها وساعدها بمختلف الملفات عن الأشخاص المتورطين في قضايا الفساد من حكومة البشير، وهو ما يجعل منه الحل الأمثل لقيادة البلاد إلي بر الأمان والقضاء على مختلف الأزمات المحيطة بها، وكذا التصدي للتدخل الأجنبي في البلاد والقضاء علي الفتن والصراعات القبلية في البلاد.
#محمد_مرزوق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟