أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - العقل الخالي... تخبط السياسة الأمريكية بين نموذجي خاتمي ونجاد














المزيد.....


العقل الخالي... تخبط السياسة الأمريكية بين نموذجي خاتمي ونجاد


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبقى السياسة ميداناً واسعاً للغيلان، ويبقى غيلان السياسة مشروعاً مفتوحاً على الدمار والمجهول.
عندما افتتح نجاد رئاسته بالشعارات الرنانة الموجهة لإسرائيل، اعتقد الكثيرون، أن إيران وقعت بمأزق القائد الـ(بوّاق) على شاكلة (صدام). القليلون فقط احتملوا أن تكون تهديدات نجاد أكثر من مجرد ضجيج سياسي، القليلون احتملوا أن بجعبته مشروعاً يتحول بإيران من كونها فريسة لكونها مفترس، بل ومفترس بشع. يتحول بها لـ(غول) شرق أوسطي يُحاوِل معادلة الكفّة التي تُثْقِلُها أمريكا لوحدها.
إنَّ أيَّ مسح بسيط لإستراتيجية أمريكا، تكشف عن أنها في صراعها مع الآخر لا تتوقف عند مطلب أو مكسب، بل إنها وكلما حقق لها عدو مطلب ما، طالبته وبسرعة فائقة بغيره، حتى دون أن تُمْهِلَه فرصة يترقب فيها شكرها له. هكذا تعاملت أمريكا مع صدّام ومع سوريا، وهكذا فعلت وتفعل مع السعودية اليوم ومع الجميع. أمريكا لا تشكر لغريم تنازلاً ما، بل هي فوق ذلك تتقدم باتجاهه خطوة كلما انسحب هو نصف خطوة إلى الوراء.
سياسة خاتمي لم تنجح مع أمريكا؛ فخاتمي كان يقاتل من داخل إيران، يدافع عن مواقف إيران، يريد أن يثبت لأمريكا حسن نوايا إيران، يعدها بإسلام إيراني معتدل.. الخ. وكلما نجح برفع تهمة كالت لإيران تهمة غيرها. وكان خطأها فادحا عندما فعلت ذلك. لأنها حمَّلته أكثر مما استطاع أن يتحمَّل وتتحمَّل معه إيران، كان خطأ أمريكا فادحاً عندما جعلت إيران تشعر بأن وجودها مهدد، ما دفعها لاستدعاء نموذج نجاد. نموذج القائد (الشعاراتي) المتهور. هذا النموذج من القادة خطير (هتلر، موسوليني، صدّام، شارون... الخ) كل هؤلاء عرَّضوا العالم لتجارب تدميرية، والمشكلة أن الشعب إذا خاف على وجوده طلب منقذا من هذا القبيل، وخطورة هذا النموذج لا تطاق عندما يصبح وجوده مطلباً شعبياًً.
أمريكا أعطت لنموذج نجاد فرصة للظهور بمحاصرتها نموذج خاتمي. وها هي الآن تغصُّ (باللقمة الشرق أوسطية) بعد أن أصبحت غير قابلة (للبلع) بسبب الغول الإيراني الكبير.
هذا الخطأ لم تقع به أمريكا وحدها، بل وجميع من يحمل عقلاً بطولياً، جميع من يعتقد أن البطولة حكرٌ عليه، وأن الشجاعة مخلوقة له وحسب. الفلسطينيون ساعدوا على إعادة شارون، بسبب بطولاتهم، كانوا يحسبون أن اليهود سَيُلْقُون بأنفسهم في البحر المتوسط هرباً من أبطال حماس وأجسادهم المفخخة. لكنَّ اليهود بدلاً من ذلك صوتوا لشارون، أي استدعوا نموذجهم البطولي المتهور. شارون الذي يحمل عقلاً كالذي تحمله حماس، أيضاً وقع بنفس الخطأ عندما أفشل ياسر عرفات، أيضاً ببطولاته. فقدم بذلك السلطة، لحماس على طبق من ذهب...
يا لله ويا للمغفلين! لماذا يفكرون بهذه السطحية دائماً؟ فهكذا فكر مغفلوا العراق، عندما فتحو بوابة العنف، ضناً منهم أن محاصرة مكون ما، بنار التفجير من شأنها أن تلقي به خارج الحدود، لكن نار التفجير خلقت نار الخطف والقتل.. مستدعية نموذجاً بطولياً جديداً.
لكن.. هل أخطأت أمريكا عندما ضربت إيران ثقافياً، وحاصرتها سياسياً، وهددتها عسكرياً؟
هل تعاملت معها ببطولة مفرطة؟
إزاء تلك الضغوط لم تنهزم إيران، بل أفرزت نجاد، الذي فتح الملف الإسرائيلي، مباغتاً أمريكا، وفي الوقت الذي حاولت فيه أن تُعِدَّ العدة لرد صفعة، فتح هو من جهته الملف النووي، وبينما راحت أمريكا تجمع بين ورقة البرادعي (البالية) وبين الضغوط السياسية والتهديدات العسكرية، لتحجيم الخطر النوي. لعب معها بورقة حماس، ثم بورقة حزب الله، وكان في كل هذه التحركات، يغطي على سير عملياته (التغلغلية) في العراق بدأ من التغلغل في الواقع الشعبي الجماهيري وانتهاء بالاستحواذ على مقاعد البرلمان.
إيران نجحت بالخروج من عقدة الخوف التي سببها (مصير صدام)، العقدة التي هدمت القذافي وأرعبت الأسد وأخرست السعودية، وهي بنجاحها هذا فتحت الباب أمام الجميع للتفكير بليّّ الذراع الأمريكي. إن الأذرع الإيرانية التي تمتدُّ الآن في المنطقة تهدِّد شعوباً بالإبادة، وتنذر بالويل والثبور، فصراع أبطال السياسية ليس كأي صراع؛ صراع العقل البطولي صراع مريض؛ فهو خالي من الحكمة ومليء بالعجرفة. ونحن العراقيين نعرف الآن أكثر من أي وقت مضى جنون هذا العقل وعنجهيته، ومقدار الخسائر التي يتسبب بها. لدى إيران مصالحها في المنطقة، وهي تريد أن تحمي وجودها، وقد انتدبت لذلك أحد أبطال التاريخ، الذين يحسنون (سحل) آلاف الجثث خلفهم وهم يتجهون صوب انتصاراتهم.
سعي إيران لأن تكون (غولاً شرق أوسطياً) ليس وليد هذه الأيام، بل هو مشروع مطروح إيرانياً ومعروف خارجياً. لكن مثل هذه المشاريع تبقى دائماً بحاجة لمن يحولها لواقع ناجح، وها هو نجاد يسعى لذلك، بإخراج إيران من منطقة الدفاع لمنطقة الهجوم. مستخدماً نفس الأسلوب الذي استخدمته أمريكا في تجاوزها قرارات المجتمع الدولي عند ضربها للعراق. (بالمنطق والعقل البطوليين). بهذا الاسلوب يقود نجاد إيران الآن نحو الهاوية، ذلك أن الخيارات الأخرى غير ممكنة أبداً، فما دامت أمريكا القوية هي اللاعب الوحيد، تبقى خيارات السلام معدومة ويبقى العقل البطولي هو الفاعل الأول في الساحة الدولية.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - العقل الخالي... تخبط السياسة الأمريكية بين نموذجي خاتمي ونجاد