|
ثلاث حكايات ساخره ...الجزء الثاني
عبد الرزاق حرج
الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:32
المحور:
كتابات ساخرة
الحكايه الثانيه بعدما تم خروجنا من السجن عام 92 الى الحياة الجديده ...كانت دروب الحياة تتوهج بنيران حارقه تحت أقدامنا الفحطانه ..كل شئ أصبح ماده حارقه أمام أنظارك ويلسع يديك ويشوي جسدك وينزف رأسك الجاف ليلا من أتعاب اليوم ..كل شئ زال وأخذ صور وحشيه حتى الاهل تغيرت نكهتم ضمن تقلبات الدولار وأمنياتهم في لمس وشم هذا الورق الآخضر الموشوم بدروب النور !!! .. كنا نلتقي أصدقاء السجن بأماكن عامه وخاصه ورفقة البطاله تقودنا الى هذه الجلسات الماطره بمذكراتنا ونعدها من الآيام العسليه لهذا الواقع المر والحرج ... كان لي صديق كثير الشكوى من والده ...والده ركب الدين ومبدأ التقيه في عدم محاربة النظام وترك هذا الآمر الى سبحانه وتعالى ...الله ..جله جلاله... أبان الحمله الآيمانيه أنذاك ...شرع والده تعاليم الى العائله هي ..يجب على الجميع الصلاة والصوم والالتزام بالشرائع الآسلاميه ..أمر أن ترتدي جميع شقيقاته الحجاب ولبس الكفوف السوداء والزي الآسلامي أما بالنسبه الى الآولاد فيجب أن يكونوا في البيت الساعه الثامنه فكل من يخالف هذه التعليمات أما يخرج من البيت طوعا أو يتم طرده أجبارا ..هكذا نزلت تعاليم ..والدهم جبار ....أما أنا فسوف أواجه الرب بالصلاة والدعاوي والسبحانيات يوميا.. ليلا وصباحا حتى ألحق وأتوسل أليه بالصفح عنكم لكي يمحي عنكم رجس الشيطان ..هذا ماقاله لهم والدهم جبار ..في أحد الآيام كانت لنا جلسه خاصه... نحتفل ونشرب الزئبق الآبيض ويطوف فوق ألسنتنا الكيمياء البارد وننتزع ما يجيش من أحتقان في صدورنا التي أثقلها أكوام التعب ونتعاتب بأصوات طالب وكوكب والنواب وحسين وياس ... شحنات أديسون تضيء قناديل معبد الخمر ونفوقه المظلمه ..توقف طنيننا لقد حل رحيلنا الساعه تداعب الفجر ...أطفأ صاحب المعبد روح أديسون ..أقترح أحد أصدقاء الجلسه أن يذهب معه ..كريم تفاديا من الآشكال الذي يقع مع والده ...لكن صديقنا المخمور ..أصر بالذهاب الى البيت ...أشارت أحد يديه الراجفه الى أنوار التاكسي القادمه توقفت عن السير وفتح بابها وركب وبقى وميضها الخلفي معنا ...ترجل كريم من السياره بعد دفع الآجره الى السائق بعد وصوله الى البيت ...أخرج كوم المفاتيح الفضيه وأدخل واحدا في ثقب الباب الرئيسي وأطبقه عندما أصبحت جثته في ساحة البيت تقدم لبعض خطوات وفي أصابعه مفتاح الباب الداخلي ويمشي الهويدا لكي يفتح الباب الداخلي ...لكن توقفت أصابعه بغرز المفتاح عن الباب ..عندما شاهد أنعكاس ضياء من أحد شبابيك الغرف القريبه من الجدار الخارجي للبيت المظلم ..أنسحب من الباب الداخلي وأقترب من الضياء المشع من الشباك المفتوح قليلا ومد رأسه التي تحجب عن الدخول أضلع شباك الحديد المغلوقه بالزجاج المطلي باللون ألآبيض الفاقع بحرارة الضوء.. نظر كريم الى داخل الغرفه شاهد جسمه الخلفي محبوس بثوب أبيض يتفذ منه بخار الآدعيه والكوفيه ذو الخيوط الدقيقه تعتمر بلونها الثلجي على رأسه الشاقولي وساقيه حاضنه موخرته في جلوسه السبحاني وأبهام يده اليمنى تداعب تكتكات سبحته الطويله وتعد السبحانيات المقروءه والمنزله من شفتيه المخضره من سهر الليالي تسنى وجه ولده الخاتل بين توهج الضياء وشباك الحبس ..ومضت عينيه الشيطانيه والمغسوله بماء المالح بأفكار المشهد والعجب ..رجع رأسه الى الخلف وكور شفتيه وخرج منه صوت كأنسياب الثعبان الليلي بكلمة ..أقرأ ....!!! شل وجه المبروك وأنتفخت أوداجه وثقل لسانه ورجفت شفتيه وألتفت بلحيته المشذبه وينظر بعيونه كعيون ثديات الليل الى فتحة الشباك الى بقايا الفجر والنجوم ونسمات الهواء اللاسعه تفرش شعيرات لحيته المشذبه ...نهض والده بقامته الفارعه ونسى أن يسحب بقايا ثوبه الداخله في مؤخرته رافعا يديه الى سقف الغرفه وصفقت وجنتيه الضاحكه وتبرطم شفتيه بأيات قصيره من سور قرأنيه طويله وحبات عينيه تطالبه بالسجود والقعود وأستقبلت رجليه على شكل رقم 11 مؤخرته الضاجه في الحركه الكروباتيكيه ..أخذت أحدى يديه السبحه المتروكه مع حجر الصلاة على الفرشه المكيه وهو يتلو سبحان الله سبحان الله سبحان الله ومحمدا عزيزا الله ... أردفه ولده بصوت أقوى من الآول ..بكلمة ..أقرأ ... تحرك سقف الغرفه من ثقل جناح الوحي ..أنجلت صور طفولته أمام شق عينيه وأمانته عندما يذهب بالمحصول الزراعي من القريه الى المدينه ويرجع بالبضاعه المقايضه من تجار المدينه وكيف كان والده يثني على أمانته وشجاعته وتفانيه في سبيل العائله الفقيره ولم يزني ويسرق لكن مرتا واحدا داعب بيديه جسد بنت جيرانه وهذه أعتقد أيام المراهقه فقط .. ظلت الآصوات الناجيه ترقرق وتشحذ تلاليف شاشات فصوص عينيه بمقامات ...الخضر والمسيح والمهدي المنتظر ورجلا أخر أستشهد في سبيل قومه وهو معلق على أوتاد الموت قبل ظهور المسيحيه والآمام علي وملاقاته بالسيد المسيح والزواج من مريم العذراء بالآخره والشكوك بجبرائيل حول أمانته للنبوه هي من أستحقاق الآمام علي ليس محمد... هؤلاء أجمعهم يحاربون الآعور الدجال وذو الوجوه الصفراء واليهود وكيف يتوقف الحديد وينطق الحجر على الذين مخفيين بجانبه في قوله وأشارته على هذه الآقوام الخاتله والخائفه من عقاب القوم الصالحين كلهم يلفضهم التراب والهواء والنار والماء قوم الكافرين وكذب شهادة الآمام الخوئي حين قال في أحدى جلساته الخاصه حول الجنه والنار ..لاتوجد هذه المسميات بل هناك شريط سينمائي تستحضر الطفوله والمراهقه والرجوله والكهوله في ثواني معدوده حين ينتهي عقد الحياة !!!..توقف عن المساجلات والحوارات المتداخله مع نفسه وهو يسأل روحه هل أنا مرشح من الرب لقلب هذه الموازين الفاسده ..بهذه الصومعه والتعبد الذي يطرد شرور الشيطان ليلا وظهرا ومساءا كان السجود والقعود قائم لم يتوقف ألآ ..لقضاء الحاجه والآكل وحتى النوم قل وبدأ الجسد يضعف ويتعب من هذا التعبد المنذور الى الله ...سمع صوتا أكثر قوه ... أقرأ تخلخلت موازين الغرفه وزلزلت الآرض تحت أقدامه وسقف الغرفه أصبح كخيمه متحركه من ثقل أجنحة الوحي ..ظهرت أمام عينيه النديه القبب الذهبيه والمنارات الموصله لمقام الرب عبر الخيوط الدخانيه المنزوعه توا من رأسه الطولاني وجبينه الموشوم بحجر الصلاة يفرز علامته السوداء وتخشب صوته ولم يقدر فمه يكمل عبارة ....أنا ..أنا ..أنا ..ليس ....بببقارئئئئئئئئئئئئئ .. أجابه أبنه كريم ..طيط ..طيييييييييييييييييييط ..جبار أيريد أيصير نبي ..فز من حلمه المكهرب على هذا الصوت الغليظ ...وصاح ..ولك أكريم ...وترك الغرفه راكضا الى ملاقات ولده كريم ..العائله كلها أستيقظت على هذه الآصوات العاليه وهي تفتش بجميع الغرف وهي تتسائل عن الذي حدث ..فر كريم بأسرع وقت الى الشارع العام ..التقى فينا صباحا وهو يطلب منا أن نوفر له مكان لكي ينام وبعدها سوف يحكي لنا الحكايه ....لكن حرم على كريم بعدم دخول البيت بعدما عرفت المنطقه ..جبار أنضرب بوري ..لآن أيريد أيصير ...نبي
#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاث حكايات ساخره ... الجزء الآول
-
العزوف السياسي ....الجزء الآخير
-
العزوف السياسي ...الجزء الثاني
-
العزوف السياسي ... الجزء الآول
-
رسالة قارئة..... من خراب الوطن
-
صور أسلاميه
-
شخصيات والكوميديا السوداء .....الجزء الخامس
-
شخصيات والكوميديا السوداء ....الجزء الرابع
-
شخصيات والكوميديا السوداء .....الجزء الثالث
-
شخصيات والكوميديا السوداء .... الجزء الثاني
-
شخصيات و الكوميدا السوداء...الجزء الآول
-
مجانين ومساجين أبي غريب
-
حكايات وطرائف
-
رساله من قارئه حول .. المرأة والدين
-
رساله من أ مرأة مجهوله
-
بمناسبة عيد المرأءة العالمي _المرأءه والدين
-
رجال في الذاكره _ابو احسان ... هل أستشهدا سهوا
-
خالتي ......وتوم وجيري
-
رجال في الذاكره _محمد رضا أحمد
-
رجال في الذاكره _طعمه لفته دعبال ....القسم الآخير
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|