أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - السياسيين .. ومذكراتهم التى لم يكتبوها














المزيد.....

السياسيين .. ومذكراتهم التى لم يكتبوها


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7336 - 2022 / 8 / 10 - 22:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك عادة سياسية مصرية قبيحة ، وهى عدم كتابة السياسيين والمسئولين السابقين لمذكراتهم ، أو عدم - وهو الأهم - تركهم لاوراقهم التى كتبوها أثناء توليهم لمسئولياتهم ، إن كانوا كتبوا شيئاً من الأساس ..

فى الغرب نادرا ما نجد مسئولاً كبيراً فى الدولة فى قطاعها التنفيذي أو التشريعي أو العلمى أو حتى الثقافى والرياضى من لم يقل كلمته بعد تركه منصبه سواء فى مذكرات - لا مجرد ذكريات - أو فى أوراق أو يوميات كتبها اثناء عمله يذكر فيها تجربته ، وماذا حدث وكيف حدث ، وكيف تصرف وفيم اخطأ أو أصاب ..

ولهذا الموضوع فوائد عديدة :
١ - ازدياد خبرة ووعى الشعوب ، وفهمها لمنطق الدولة الذي يختلف تماما عن منطق الأفراد ، وفهمها للمصاعب المختلفة من منظور الرجال المسئولين عن التعامل معها ، والممكن والمستحيل فى السياسة ، وهى خبرة للشعوب لا تقدر بثمن ..

٢ - البديل لعدم قول المسئولين السابقين لكلمتهم عن زمنهم وماذا فعلوا فيه هو وجود حقب مصرية كاملة مجهولة ، واقربها لنا هو عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك ، فأغلبنا عاش فى ذلك العصر ، وكلنا لدينا فكرة ما - كشعب - عن العصر وما فيه ، ولكن المؤثرين فى ذلك العصر وقادته لم يتكلموا حتى الآن ، ويبدو أنهم لن يفعلوا ، ليس بغرض تبرئة ساحتهم ، ولكن لمغزى أهم ، وهو ذكر المسكوت عنه فى عصرهم ، والصعاب التى واجهتم ، وما الذى حكم تصرفهم فى المواقف المختلفة .. كل ذلك يدخل في ذاكرة الشعوب ، ويرفع من منسوب فهمها للواقع ..

طبعا من المتوقع أن يكون فى كلام المسئول عن نفسه بعض المبالغات وربما الأكاذيب ، وهو ما سيتكشف حتما مع كلام الجميع عن نفس العصر والمقارنات المتوقعة بين كلام هذا السياسى وآخر ..

إن مكتبات الولايات المتحدة مليئة بأوراق ايزنهاور وكينيدى وترومان وجونسون الخاصة ، كما كتب كلينتون وكارتر وبوش وأوباما مذكراتهم الطويلة ، وكذلك فعل وزراء الخارجية والدفاع ومديرى ال cia ، وفعل مثلهم علماء وفنانين وأدباء ..

وكذلك فعل أغلب قادة أوربا وبعض قادة آسيا ، الذين تركوا لشعوبهم أوراق تعبر عن هموم ومشاكل أصحاب السلطة وهم فيها ، وطبيعة ممارسة هذا المسئول أو ذلك للسلطة التى في يده ، بل وطموحه ومخاوفه وهواجسه ، وقدرت الشعوب صنيعهم هذا ..

ولكن هنا فى مصر يسدل المسئول على نفسه ستار الصمت بعد تركه منصبه ، ولا يتكلم أو يشرح لأحد تجربته وماذا حدث ، وإن كان مذنباً - فى نظر شعبه - لا يبرئ حتى نفسه أمام الناس ، ويترك كل شئ للظنون ثم للنسيان ، ويعيش الشعب فى مجموعة لا تنتهى من التخمينات والقيل والقال ، وما نسميه النميمة السياسية ، والنتيجة أن تظل حقب كاملة نائمة في حضن الظلام ، فلن تجد أحدا من عهد الملك فؤاد سوى أثنين أو ثلاثة من كتب يوميات أو مذكرات أثناء وجوده في الحكم ، وكذلك فى عهد الملك فاروق ، وحتى من فعل ذلك فقد كتب مجرد ذكريات أو أجرى بعض الحوارات فى الصحف عن الفترة التى كان فيها فى السلطة ..

ربما كان الاستثناء الوحيد نسبياً هو عصر جمال عبد الناصر ، الذى ترك هو أوراقه الخاصة بخطه ويومياته ، وقد نشرتها ابنته الدكتورة هدى فى عدة مجلدات ، ثم عاد الأمر سيرته الأولى مع السادات ومبارك وطنطاوى ومرسى وعدلى منصور ، وكلهم تركوا مناصبهم - اياً كانت الطريقة التى ذهبوا بها - ولم يقولوا كلمتهم بصدق - أو حتى بكذب - أمام الشعب الذى حكموه لفترة طالت أو قصرت ..

ومازلنا نعيش في غموض حتى حول أقرب الفترات عن زمننا ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السادات .. مجرد ملاحظات
- الجانب الآخر من الصورة
- الانقطاع والاستمرارية فى السياسة والاقتصاد المصرى
- هل كان الأمر طبيعياً ؟!
- وجهين لعملة واحدة ..
- إعادة بعث الماضى .. فى السياسة
- مقتل رجل ليست له قيمة ..
- أستاذ الجامعة ... نماذج
- لماذا تتعثر الديموقراطية فى العالم الثالث ؟
- كيرة والجن ..
- هل الديموقراطية هى الحل ؟ نعم ولكن ..
- المطالبة بالديموقراطية
- معضلة التنظيم السياسي
- تركيا .. وقصتها الطويلة معنا
- حرب الأفكار
- أشك !!
- الدرس الجديد
- أمر مريب ..
- جمال عبد الناصر وونستون تشرشل ..
- 30 يونيو 2013 ... أسئلة وأجوبة .


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - السياسيين .. ومذكراتهم التى لم يكتبوها