|
مجازر مدينة الصدر مسؤولية من ؟و متى نتجاوز خطابات المعارضة؟
طالب الوحيلي
الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:59
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مجازر مدينة الصدر مسؤولية من ؟و متى نتجاوز خطابات المعارضة؟ المحامي طالب الوحيلي مدينة الصدر ،اقتران ذاكرة الطفولة بإحزانها البعيدة وملاذات المبدعين من أبناء شعبنا الذين رسموا وجه العراق الحديث بكل تفاصيله السياسية وتقاطيعه القاسية وآلام وأحلام وأحزان أجيال عاصرت أصعب المتغيرات فنزفت دماء لا مثيل لها وتنفست عن غم جاش في الصدور فانداح صراخا او هتافا او عويلا. خرجت من العدم بعد ان لملمت بغداد اطراف مدن الجنوب ،فتجمع أبناءه عند تخومها بعد ان تمردوا على خوفهم وقحطهم الأزلي ليمنحوها هويتها بعد ان وجد (الزعيم عبد الكريم قاسم) إنهم أهل لتملك أمتار من الأرض تلم أحلامهم وما يمكن ان تثمر به أغصانهم من نسل عراقي أصيل واسماها مدينة الثورة.. لتكون فيما بعد مصدر الثورة ضد الطغاة ومثار قلقهم ورعبهم منذ اول مظاهرة في عام 1973 وحتى اخر مسيرة مليونية من السدة حتى مرقد سيد الشهداء (ع) وبين ذلك يعرف ابنائها ما جرى وما طمرت المقابر الجماعية وما صهر التيزاب من اجساد وما اذاب سم الثاليوم من أكباد وما لفت حبال المشانق من أعناق وما انبثق من دم عبر ميازيب رصاص الإعدام وما ابتلعته جبهات الموت من شباب وكهول و.و.. مدينة الثورة او مدينة الصدر يعرفها كل المبدعون وجل كتاب صفحات الانترنت في المنافي البعيدة وكل الفنانون وكل أبناء المقابر الجماعية وورثة مذكرات الإعدام ،ويعرفها الطغاة والطائفيون ومن لم يقرأ تأريخ النضال او الجهاد العراقي او لم يتمكن من استنباط حقيقة هذا الشعب الذي فاق كل الايديلوجيات وتحليلات الساسة المحترفين للجلوس أمام الكاميرات والمستجدون ريع الفضائيات الهجينة،حيث مازالوا يغمطون عليه حقه ويحاولون ان ينصبوا أنفسهم أوصياء او قيمون عليه وهم مجرد سقط متاع ،ومازال بعضهم يستخف بثورته الأرجوانية التي تستحق ان تكون لون رايته وشعاره ،ويجهل ما يعني خروج الشيوخ والعجائز وهم يتوسلون بعصيهم ومفاصلهم ان تحملهم الى صناديق الاقتراع دون ان يخدعهم خادع او يخيفهم شرطي ،لاشيء أمامهم يرعبهم ماداموا يؤمنون بان الانتخاب واجب وطني طالما حرموا منه في غضون سنيهم العجاف،فانتخبوا قائمتهم التي أملوا فيها جوابا عن أسئلة لا حل لها ،وملتمسا لبلسم يشفي كل أسقامهم وجراحهم ،وصادقوا على دستورهم واشرئبت أعناقهم لممثليهم في قبة البرلمان ،وعلى بركة الله تشكلت حكومتهم ،فانفرجت جبهتان ،جبهة للقاتل الذي اعتراه داء الكلب فراح ينهش ويعيث الفساد دون رادع او مقتص ،وجبهة المقتولين ابدا ،والذين تمردت عليهم الظروف ليكونوا محكومين حتى ولو تسنموا كرسي العراق وسيادته بعد ان ارتجّت لدى البعض الصورة فلم يميزوا بين ان يكونوا حكاما يحكمون باسم هذا الشعب الذي طالما انتظر هذه الفرصة التاريخية ،او يبقون معارضين لأنفسهم وهم يحرقون بذلك شجرة الحياة بعدما أحرقتها مفخخات أعدائهم ،ليقعوا فريسة مكر وخديعة ومؤامرات جنس من البشر لم تستقيم حياته الا على الانقلابات والكيل بمكاييل الشيطان ،فما ظنك بأكبر كتلة برلمانية وأكثرها عمقا شعبيا واصلبها لما لديها من موروث جهادي وهي تتشقق الى أربعة آراء حول مشروع قانون بسيط ؟! ابناء مدينة الصدر يقرؤون ما تحت السطور قبل ممثليهم ،وقد غابت عنهم الفرحة بما يقر أعينهم واعين أطفالهم ليكونوا هدف الانتحاريين في مساطر عمال البناء او في مواسم، عجز الطغاة عن ثنيهم في احيائها ،وفي أسواقهم الفقيرة وأزقتهم المهملة وفي ترحالهم اليومي حيث القتل على الهوية ويكفي ذلك أسمائهم ووجوههم ولهجتم لتكون سببا للقتل الطائفي او العنصري،وإحزان مدينتي تكفي العالم مآسي ،فانفجار لسيارة مفخخة في سوق شعبي يعني اكثر من سبعين او مائة شهيد وضعفه من الجرحى ،وذلك مأرب الطائفيون او التكفيريون او البعثيون او الخصوم السياسيون او لنسميهم ما نشاء فما دام المقتولون هم ابناء مدينة الصدر. عند الصباح ألحّت عليه والدته بالذهاب الى محطة تعبئة الوقود لغرض جلب حصة النفط بالبطاقة التموينية ،بعد ان يئست عن الحصول على لتر واحد بالسعر التجاري ،وكان يوم السبت عطلته من المدرسة التي لم ينتظم دوامها ،وبعد مماطلة منه خرج مكرها ليقف في نهاية طابور طويل من الأطفال والنساء بانتظار قدوم صهريج النفط بجوار محطة التعبئة في منطقة الداخل ،وفي غمرة التزاحم على استلام حصة النفط ،حدث الانفجار وتطايرت الأشلاء واحترقت الأشياء من حوله لينقل الى مستشفى الجوادر وهو محترق بكامل مساماته وفمه يدمدم بعتب مر على أمه التي أجبرته على الذهاب لجلب النفط .. انها ليست قصة قصيرة جدا ،ولكنها لحظة روتها لي طبيبة في المستشفى عدّت الجثث المتفحمة والجثث المقطعة والأشلاء بما يزيد على خمسة وثلاثين ضحية ومعظمهم من الأطفال والنساء.. وبعد ،كيف يبرر فرقاؤنا هذه المجزرة في اول يوم رمضاني لهم بعد ان أعلنت مجموعة مسلحة سنية مسؤوليتها عن أول اعتداء في بغداد خلال شهر رمضان ،ويؤكد بيان نشر على موقع (إسلامي) إلكتروني أن هذه العملية تأتي ردا على جرائم (تهجير وحرق للمساجد وعمليات الخطف والاغتيال). وكانت جماعة جند الصحابة السنية أعلنت مسؤوليتها عن عدة عمليات استهدفت الشيعة.. فيما تأتي عملية التفجير في أعقاب بيان لشبكة القاعدة يدعو إلى مضاعفة الهجمات خلال شهر رمضان الذي بدأ السبت لدى السنة العرب والأكراد. ووعد البيان بتحقيق المزيد من (الفتوحات والنصر)" خلال رمضان ،وقال بيان الجماعة الارهابية "ونقول للروافض الحاقدين ان سيوفنا قادرة على الوصول الى عمق مناطقكم فكفوا ايديكم عن (قتل) العزل من اهل السنة وانتهوا عن (مناصرة) الصليبيين."وكان المتحدث باسم القوة المتعددة الجنسيات الجنرال الأميركي وليام كالدويل أعلن في وقت سابق أنه يتوقع تصاعد أعمال العنف والهجمات خلال شهر رمضان . (تقرير خبري) فاي شهر حرام يؤمنون به وهو شهر الله وليلة القدر وشهر السلام والمحبة .. والسؤال الاهم متى نعي مسؤوليتنا التأريخية ونكون حكاما دستوريين لا معارضين لأنفسنا او محكومين مغلوبين على أمرنا ؟؟
#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى نتعلم من غيرنا كيف نحمي نظامنا ونطبق قانوننا؟
-
الطاقات العراقية ثروة مهدورة تضاف لنزيف الدم وضياع المال الع
...
-
دكتاتورية صدام لاتحتاج لقاض ينفيها
-
الملف الأمني وملفات ساخنة أخرى
-
دساتير بلا شعوب وحكام انتهت صلاحياتهم!!
-
الشأن العراقي واطراف المعادلة الجديدة
-
الحكومة الدستورية وأوهام الآخرين في العودة الى الوراء
-
نبض الشارع المتفجر ومساحات المصالحة
-
الانفال والدجيل ادلة الحسم ووحدة القصاص
-
الشعب اللبناني ..ما بعد انتصار المقاومة
-
المرافعة الاولى في قضية الانفال..محامي الدفاع خصم شخصي للشعب
-
الاعلام المضاد متاجرة رخيصة بدمائنا
-
مكابدات المواطن العراقي بين المشروع واللامشروع
-
اللجان الشعبية ودورها في ترسيخ الأمن والوحدة الوطنية
-
احداث لبنان وعمقها الاستراتيجي
-
بين دعاوى المرجعية للمحبة وجرائم تهجير - الرافضة
-
فلسفة الجريمة والعقاب وعوالم الخطط الامنية وسط شريعة الغاب
-
قانا ..وقنوات الدم العراقي
-
القضاء العراقي ومتطلبات الواقع الجديد
-
الصحافة ارشيف حي
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|