أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - نقطة ضوء على الابادة الايزيدية














المزيد.....

نقطة ضوء على الابادة الايزيدية


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7336 - 2022 / 8 / 10 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أَبَادَ أَعْدَاءهُ: أَهْلَكَهُمْ، دَمَّرَهُمْ.... معاجم اللغة

عندما تقال مفردة "إبادة" فهي كلمة موجعة جدا، هي تعني "قتل، اغتصاب، تهجير، تشريد، استعباد، نفي"؛ والمعنى الكامل لها هو "إلغاء" هذه المجموعة البشرية؛ والإبادات التي تعرضت لها المجاميع البشرية كثيرة، فالتاريخ يذكرنا بإبادة السكان الأصليين للقارة الامريكية من قبل الغزاة الاوربيين، تشير بعض المصادر الى قتل أكثر من ثلاثين مليون انسان، فضلا عمن جلب منهم كعبيد؛ وهناك الإبادة النازية لليهود، او ما تسمى بمحرقة "الهولوكوست"؛ أيضا الإبادة العثمانية للأرمن، وقد قتل فيها اكثر من مليون انسان، وإبادة مسلمي الروهينغا في ميانمار.

في العراق أيضا فأن التاريخ يذكر لنا ما نستطيع ان نطلق عليه تسمية الإبادة، فمذبحة "سيميل" التي وقعت عام 1933 والتي راح ضحيتها الالاف من الاشوريين هي إبادة "أكثر من ثلاثة الاف قتيل، وتدمير وتهجير 63 قرية اشورية"؛ او عمليات ما تسمى ب "الانفال" في مدينة "حلبچه" وعدة مدن أخرى، وقد ذهب ضحيتها أكثر من 180 ألف انسان.

لم تتوقف الإبادات الجماعية في العراق، فبعد احتلاله من قبل الامريكان تم تنصيب قوى إسلامية وقومية متطرفة، زادت من الاحتقان الطائفي والديني والقومي، فبدأ الصراع يأخذ اشكالا أكثر دموية، خصوصا أيام الحرب الاهلية 2005-2006، والتي جرت الويلات على الناس، فالتنظيمات المسلحة كان قد تم تجهيزها واعدادها من قبل دول إقليمية ودولية، وهي من قادت هذا الصراع المميت، وحتما هو الذي مهد لمجازر طائفية ودينية، منها الإبادة الايزيدية.

لم تتحقق في العراق دولة علمانية خالصة وغير قومية، تفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، فاغلب الدول التي مرت به كانت ذات توجه اما ديني او قومي، وهو ما ساعد في نمو تلك الحركات المتطرفة، وقد وجدت أمريكا وحلفاؤها الذين احتلوا العراق عام 2003 الأجواء مهيأة لبناء دولة دينية-طائفية-قومية تامة، والذين قد ساهموا بها سابقا، وهو ما عملوا عليه ونجحوا في ذلك.

هذه الدولة العصاباتية من قوى الإسلام السياسي والقوميين الشوفينيين، اباحت كل شيء: قتل، نهب، فساد، مخدرات، اتجار بالنساء، تهجير، دمار؛ تحول البلد في زمنهم الى خراب تام؛ هجرت مدن بأكملها، وسكنت ناسها في مخيمات، ومدن أخرى تصحرت وأصبحت بورا؛ لكن أكثر شيء صنعته القوى العالمية ولفتت به الانتباه هو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مشاهد الناس وهي تركض هاربة لتنجو بنفسها حاضرة لا تغيب عن البال، لم يستطيعوا حمل شيء من اشيائهم الثمينة، فقط ارواحهم؛ أطفال ونساء وشيوخ ورجال وفتية من كل الاعمار، يهربون، يقتلهم الخوف والرعب من مصير البقاء او ان يمسكهم التنظيم، لقد رأوا بأم اعينهم عمليات الإعدام الميدانية لأقربائهم واصدقائهم.

أكثر الذين عانوا من تلك المحنة هم الايزيديون، لقد عانوا الامرين، تاهوا في الجبال والبراري، اغتصبت النساء واتخذت سبايا وبيعت جواري في الأسواق، واخذ الأطفال رهائن، اما الرجال فقد أعدموا، او ارغموهم على دخول الإسلام، كانت ابادة بكل ما تعنيه الكلمة، العالم كان يشاهد ما يجري، لكنه لم يحرك ساكنا، فقد كان سيناريو معدا بشكل دقيق من قبل الدول الإقليمية والدولية، وكان له وقت محدد.

ها قد مرت ثمان سنوات على تلك الفاجعة، والتي لم تندمل بعد جروحها، فهناك أكثر من الفي امرأة إيزيدية في الاسر، او لم يٌعثر عليهن؛
كوجو، القرية
النائية على الحدود السورية العراقية، والتي كان يقطنها 1700 انسان، ابيدت إبادة كاملة، هي اليوم قرية اشباح؛ يقول أحد الناجين من مجزرة كوجو: "النساء اللواتي عمرهن فوق الخمسين قتلن فلم يستفيدوا منهن، الفتيات والحريم الصغار أخذوهن، ولم نعرف عن معظمهن شيئا فترة طويلة، ثم سمعنا عن بعضهن، من قتلت بقصف طائرة، ومن انتحرت، وهناك من عادت بعد الاختطاف عن طريق مبادرات الناس الخيرين، وهناك من قتلت مع المسلحين أو في طريق الهروب، ومنهن مفقودات حتى الآن لا نعرف عنهن شيئا"؛ والعشرات من المأسي التي يندى لها جبين الإنسانية.

ان بقاء القوى الإسلامية والقومية المتطرفة في السلطة هو بقاء للموت والخراب، فهذه القوى مستعدة لفعل أي شيء من شأنه ان يزيد من حجم معاناة الناس، هذه المعاناة في تفاقم واستفحال، ان هذه القوى الرجعية والمتخلفة هي قوى ذيلية وتابعة لهذه الدولة او تلك، وهي بالتالي خادمة ومطيعة لفعل كل السيناريوهات التي تمليها عليهم تلك الدول، خلاص المجتمع يكمن بالخلاص من هذه القوى.

#طارق_فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتخيل فقط
- جموح الخيال وسرحانه
- وماذا بعد ذلك؟
- ذات المشاهد المسرحية
- في بيتنا قاآني ومظاهرات قوى السلطة
- العملية السياسية.... نعل مقلوب
- جفاف وتصحر وصراع القوى الإسلامية والقومية على حصص النهب
- نقابات الأطباء... عجز ام موافقة ضمنية
- هل وقعت قوى الانتفاضة بمأزق؟
- العمل النقابي
- هل تمر ازمة النظام بسلام؟
- الحياة في سجن التاجي
- الحرية لحيدر الزيدي
- الموت الرحيم
- (الدين والسلطة)
- مفهوم -التداول السلمي للسلطة- لدى الإسلاميين
- (نمو اقتصادي، تجريم التطبيع) من هزليات سلطة الإسلاميين
- انسداد سياسي ام طريق مسدود
- الوشاح والعامري وحرية التعبير والعمل السياسي
- تماثيل لرجال دين


المزيد.....




- الدفاع السورية تعلن مقتل 5 عسكريين في هجوم إسرائيلي قرب الحد ...
- مصر.. مقتل ضابط حصل على ترقية قبل عام (صور)
- الجاسوس المحتجز في شبه جزيرة القرم كان يحصل على أجره بالعملة ...
- الأعنف منذ 173 عاما.. إعصار -هيلين- القوي يضرب فلوريدا (فيدي ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 88 وجرح 153 في الغارات الإسرائيل ...
- لماذا تثير كبسولة -ساركو- التي تساعد على إنهاء الحياة الجدل؟ ...
- هاريس تؤكد لزيلينسكي دعمها -الراسخ- لأوكرانيا وتنتقد دعاة اس ...
- ما هي أدوات إسرائيل في ممارسة الحرب النفسية؟
- -مثل كيّ النار-.. جرحى غزة يصفون أثر البلاتين في عظامهم
- رئيس فنزويلا يدعو الجيش لاستخلاص العبر من -بيجر- حزب الله


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - نقطة ضوء على الابادة الايزيدية