كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7336 - 2022 / 8 / 10 - 01:24
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
كاد أن ينفجر صمام الأمان بين السفن الحربية الصينية والتايوانية قبل بضعة أيام. .
جاءت تحركات الاسطول الصيني متزامنة مع زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي (نانسي بيلوسي) إلى تايوان، لكن حجم وقوة المناورات الصينية أثارت الفزع في قلوب التايوانيين. .
فالصينيون يعتبرون الجزيرة التايوانية المتمتعة بالحكم الذاتي من ممتلكاتهم الوطنية، ويطالبون باستعادتها، فانطلقت صواريخهم الباليستية لتحلق في سماء الجزيرة وتزيد من حدة التوتر. بينما تجاوزت 14 سفينة حربية صينية خط الوسط في المضيق الساخن، ورافقتها 55 طائرة صينية مقاتلة، ومعها أسراب من الطائرات المسيرة، حلقت جميعها فوق البحر بذريعة التدريب، لكنها كانت تحت المراقبة التايوانية، التي اطلقت مقاتلاتها من طراز إف -16، وكانت مجهزة بصواريخ متطورة مضادة للطائرات، وصواريخ هاربون المضادة للسفن. فوجدت وزارة النقل التايوانية نفسها مضطرة لرفع القيود المفروضة على الرحلات الجوية عبر مجالها الجوي، حفاظا على متطلبات أمن المسافرين من والى الجزيرة التي خيم عليها الخوف والفزع. وكان لابد من تغيير مسارات خطوط الشحن الجوي بعيدا عن الساحل الشرقي المحفوف بالمخاطر. في حين قال الجيش الصيني إن المناورات البحرية والجوية، شمال وجنوب غرب وشرق تايوان، ركزت على اختبار قدرات ضرباتها البرية وهجماتها البحرية. التي لم تكن تخلو من التصعيد والاستفزاز، وتزيد من مخاطر سوء التقدير، وتتقاطع مع متطلبات الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان. فالصين تتصرف الآن وكأنما تايوان تابعة لها بالفعل، وترى انها تمتلك الحق التاريخي في إخضاع الجزيرة لسيطرتها بالقوة إذا لزم الأمر. بينما ترفض حكومة تايوان هذه المزاعم الصينية، قائلة إن شعب تايوان هو الوحيد الذي يمكنه تقرير مصيره. .
تجدر الاشارة ان الصين نفسها حذرت الولايات المتحدة من التصرف بتهور، وخلق أزمة أكبر من ازمة اوكرانيا. والحقيقة ان الاوضاع المتشنجة هناك توحي بما لا تحمد عقباه، وأغلب الظن ان الخبر التي تدور رحاها الآن بين روسيا وأوكرانيا، ستكرر في بحر الصين عما قريب، وستكون تايوان هي الفريسة التي سيبتلعها التنين الصيني، الذي سار على نهج الدب الروسي. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟