|
المراة ومنطق الاحتواء
عذري مازغ
الحوار المتمدن-العدد: 7335 - 2022 / 8 / 9 - 22:33
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
في فيديو لتونسية تستجوب الشباب الجزائري حول المرأة المفضلة عندهم التونسية ام الجزائرية؟ اغلب من استجوبوا يفضلون الجزائرية، لكن التبريرات المقترحة تفيد بأن التونسية غير مرغوب فيها لتفتحها (باختصار بالغ)، الكثير من هؤلاء الشباب عبروا على شكل المراة التي يريدون وباختصار يريدون امرأة يتحكمون فيها (يمكن مشاهدة هذه الفيديوهات في يوتوب بوضع جملة ماذا تفضل؟ الجزائرية ام التونسية) المسألة أعقد من كونها لها علاقة بدولة لأسباب فتح العبور تلقفت تلك القناة لتلك التونسية انطباع سواح جزائريون عبروا إلى تونس لكن تحضرني ذكرى قديمة في إسبانيا. في سنة 2003، كنت بمحطة مينديس ألفارو انتظر ساعة السفر في مقهاه، حينها لم يكن التدخين ممنوعا في المقاهي، اقترب مني مغربي كان مصحوبا بفتاة اعتقدت في البداية انها ابنته، كان بتلك الهيأة المعروفة: "كوستيم" وربطة عنق، طلب مني سيجارة فمنحتها إياه، ابتسم قليلا فنبهني إلى فتاته بالدارجة المغربية: "هادي صاحبتي" (هذه حبيبتي !)، قالها وهو يضحك كأنه يفتخر، استفزني بتعليقه: طلب سيجارة منحتها له ولم اساله عن نفسه ولا عن تلك الفتاة وليس له الحق أن يخبرني بعلاقته بها، نظرت إليه مليا فقلت له: ــ أنا أصغر منك سنا ولا يشرفني ان تكون لي حبيبة بسنها، هي ليست حبيبتك بل انت تستغلها والإسبان هنا سينظرون إليك بهذه الخلفية غذا علموا انها ليست ابنتك! لم يتلقف الصدمة بعد حتى نزلت عليه تعليقات من مغاربة من الريف شمال المغرب كانوا بجانبي: ــ أنت متخلف، قالها احدهم ــ انت تستغل الصبية بمالك! حاول أن يشرح الأمر بتلك العقلية الرومنسية: "الحب لا يقدر الأعمار" ثم قاطعته: ماذا تناقش مع هذه الطفلة بمستواك الثقافي كما أعتقد وبتجربة سنوات عمرك غير دغدغة المناطق الجنسية؟ ليس هناك حب يتجاوز حساب العمر إلا في قطيع الغنم لسبب بسيط: الكبش القوي يكبح الاكباش الضعيفة وينال من الصغيرة والمسنة معا وهو في هذا طبيعي في غريزة الحيوانات غير الإنسان. سمي الإنسان بالإنسان لأنه تجاوز الغرائز الوحشية في ذاته: الإنسان كائن عقلاني مثقف، يمكن تفهم غرام امراة في المراهقة برجل يكبرها سنا وهي عملية معقدة في التحليل، يمكن تفهم تعلق بنت في 15 سنة بشاب في العشرينات وهي امور نفسية وسوسيولوجية ولها علاقة بضعف النضج ايضا ، أي ان المراهقة تفضل الشاب الناضج لسبب غريزي في الحيوان مثل الذي نراه في القطيع، كقطيع الغنم مثلا، وكثيرا ما تصيبنا الإحصائيات بالصدمة من قبيل أن أول ممارسة جنسية حقيقية لفتاة في العشرينات كانت مع رجل فوق الأربعينات (دراسات إحصائية فرنسية ترصد المتعة الجنسية، هذه الدراسات لا ترصد العملية الجنسية غير الناضجة، أي تلك العلاقات الجنسية الطفولية كالتي رصدها بحث للأستاذ الداليمي في المغرب والصادمة بالفعل للعقل الجمعي المغربي من قبيل ان اول ممارسة جنسية للطفل في المدينة كانت مع اخته زكانت في البادية مع الحيوان (وهي علاقات غير ناضجة بالفعل وتتحكم فيها بيئة معينة هي في الأخير واقع سوسيولوجي معقد تبدأ من اساس تمثل الطفل للأبوين إلى استغلال الفضاء المديني المتاح مرورا بالوسط الاجتماعي والسكن ومعدل افراد الأسرة وغير ذلك بما له علاقة بالضوء والظلام). استطلاع القناة الخاصة للتونسية التي ذكرتها اعلاه وإن كانت تتوقف عند الشاب الجزائري المستجوب فإنها تتجاوزه، هنا في هذا المقال طرحت المفاخرة بالجنس عند المغربي في مدريد: جنس الصغيرات: تفكيك عقليته يعبر عن ضعف الذكور ويبرز عقدة الاحتواء عكس تونس او حتى في الدول الغربية: تفتح ثقافة المرأة وتطور ثقافتها خلق فجوة مع الذكور: في الغيرة مثلا:عندما يحب الرجل امرأة ويبالغ في الحب دون مبادلة من المرأة يصبح وضع الرجل مأساة: "أنا احبك ولا استطيع التخلي عنك" ــ "تلك هي مشكلتك وليست مشكلتي انا"، "ذاتي ملك لي انا وحدي وليست ملكك" تصبح العلاقة مجكومة بالتجاوب الطبيعي او ما يسميه الرومنسيون بالتناغم الكيميائي، حين لا يحصل هذا التناغم، فالعلاقة من جانب واحد ليست جيدة. في الدراسات ومن خلال الإحصائيات تتفوق النساء ثقافيا وعلميا على الرجال ومعنى هذا ببساطة ان عملية الاحتواء الحيوانية بالجسد لم تعد مهمة، وهذا ما يفسر عملية الاحتواء في ميل الذكور في مجتمعاتنا المحافظة إلى الإناث الصغيرات السن: إنهم يستهدفون فيهن عملية الاحتواء عند الرجال وغياب النضج عند الصغيرات من الإناث. يستهدفون الجانب الحيواني في المراة عند البلوغ وليس الجانب الثقافي والمعرفي . أذكر حكاية رفيقة تزوجت برفيق في المغرب : ذات يوم عندما اخذت منحتها الشهرية فكرت أن تمتع زوجها جنسيا، اشترت بعض الامور التي تظهر فتنتها لتفتن زوجها في المنزل، لكن هو فهم الامر بشكل ضدي، قال لها بأنها محترفة، وانه لم يكن يعرف انها تعرف هذه الأمور، يقصد محترفة جنس، نعتها بالبغاء وبأشكال حتى من احترافية البغاء على الرغم من انها لم تبع جسدها يوما واحدا ، فقط لم يعجبه منظر الافتتان الذي هي فكرت بشكل ما انها ستفتنه في ليلة منحة الشهر في التعليم المغربي (هي استاذة وهو أيضا)، كان يعتقد انه هو وحده من يعرف كيف يتموضعان في العملية الجنسية.. وبسبب هذا الافتتان الذي لم يعجب الرجل تطلقا. هي تلومه على انه برغم تقدميته في الحياة الجنسية متخلف وهو يقول: لانها تعرف تلك الامور من الافتتان هي باغية وهي عملية احتواء يقصد منها ان لا تعبر المراة عن مشاعرها: يجب ان تكون ذات بدون متعة وفقط مختبر للولادة ولعملياته الجنسية . لا يحق لها ان تعبر في الوضع الجنسي عما يغريها ويمتعها، هذا التعبير منها يضعها في موقف قحبة! أغلب الرجال في مجتمعنا ليس لديهم فهم خاص للبغاء وهذه معضلة تجعلنا نسمع من الاب ينعت الام بالقحبة، وعلى هذا الأساس تنعت الخائنة بالزوجية قحبة أيضا على الرغم من ان المسالة ليست بغاء. إن ظاهرة تقدم الرجل في الشارع على زوجته هي ظاهرة تعبر عن منطق الإحتواء وظاهرة الحلي في مجتمعاتنا المحافظة خير دليل على نمط الاحتواء: إنها امرأة بيعت بالدينار كما قيل في الشعر العربي، بينما في الغرب تمشي المراة كتفا بكتف جنب الرجل، الذكوريون في مجتمعاتنا لا يسمون هذه الظاهرة كونها تعبر عن المساوات أو عن مجتمع فيمينسمي بل كونها ظاهرة تسيطر فيها المرأة وكثير ما سمعت من المهاجرين من بلدي هذه العبارة: إسبانيا تحكم فيها المراة والكلب (وقصة الكلب هنا أمر مختلف ).
#عذري_مازغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما يجوز ولا يجوز في التعايش (تتمة للموضوع السابق )
-
حول التعايش والإندماج
-
غورباتشوف بالدار البيضاء
-
كرة القدم النسوية
-
مقام الفرس
-
على هامش احداث مليلية الأخيرة
-
الخير والشر وموقع الفاروق المعظم منها
-
الرحلة إلى وليلي، تتمة لموضوع الحمار والكلب والقطط
-
هزلت!
-
البورغواطيون وقياس الزمن
-
أنا وكلاب القرية وقططها وحمارنا الذهبي
-
مؤشرات تحلل الولايات المتحدة
-
نقض هيكلية الحزب السياسي
-
نيرون القرن الواحد والعشرون
-
الماركسية وعلاقة التحديد
-
حين تسبق العين الشهية
-
رؤوس بدون ذاكرة تاريخية
-
في تناقض الفكر القومي
-
حول ماذا يتصارع هؤلاء؟
-
العالم بقرون ذكورية
المزيد.....
-
البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال
...
-
ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري
...
-
الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
-
غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال
...
-
-المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير
...
-
حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام
...
-
أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
-
سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|