أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - صمت وسقوط وموت














المزيد.....

صمت وسقوط وموت


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1683 - 2006 / 9 / 24 - 11:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


صَمتُ وصَمتُ حتى بدأت مشاعرنا تهرب من عشقها لثري الوطن ، ولد الصمتُ عشقاً لهجرة سماء الوطن والهروب مع أشعة الشمس لبقعة تشعر بها بالدفء والأمان ، تستوحي منها إنسانيتك وكرامتك التي إمتهنت برائحة البارود ،وصوت الرصاص ، ورائحة الدماء المنبعثة يوميا لتروي الوطن الذبيح .. دماءٌ تنزف بحراب العدو تارة ، وهي نزفُ مبارك يروي الوطن بحب وعشق ، ودماءُ تنزف ببنادق ابناء جلدتنا ، وما اقسي هذا النزف ... صَمتنا معتقدين أن المرحلة تتطلب منا الصمت والتروي حفاظاً علي التماسك الوطني الداخلي ،وإلتزام الحياد والكلمة الطيبة التي تبعث الأمل والتفاؤل في حياة كريمة ،وشعباً اضحي لا يملك سوي الآنين تحت وطيس ضربات الأسواط ، فسوط الأخ قاسي ومهين ، وجراحه لا تشفي سوي بالموت .
يصول الاحتلال في قرانا ومدننا ومخيماتنا بلا رادع أو اصوات تفضح ممارساته الصهيونية ، تركنا كل شيء وتفرغنا للتناحر ، نقتل ونغتال بدوافع سياسية وأمنية وعشائرية ومصالح شخصية ، دوافع لإشباع رغبات إنسانية ،وإتهامات جاهزة لا نجد صعوبة بتوزيعها حسب الجريمة .
أقتحمت قوة صهيونية بلدة النصر بمحافظة رفح وتركت خلفها عدد من الشهداء ودمار لا يتصوره عقل بأن هذا تم بأيدي بشريه ، وإذا بالشطر الغربي من المحافظة يدون عملية قتل لسائق علي شارع البحر ، بدم بارد قتل شاب ،سمعت عنه العديد من القصص بعد قتله منها إنه متعاون وعميل ومنها إنه ساقط أخلاقيا .... الخ وهذه الحادثة أعادت عقارب ذاكرتي لانتفاضة عام 1987م عندما كان يتم تصفية العملاء وتجار المخدرات من قبل فصائلنا الوطنية ، هذه المرحلة التي شهدت فصلاً مأساوياً من فصول الثورة ، من حيث كم الظلم والأخطاء التي رافقت هذه الحقبة ، ورغم إنني احد الذين عاشوا وشاركوا بهذه المرحلة إلا أن ما مورس بها هو نتاج غياب المؤسسات الأمنية والرسمية ، وعدم قدرة القوي والفصائل من السيطرة علي مقاتليها ولجم جنوحهم في تلك الحقبة ، فأنتجت لنا مرحلة اتسمت بالمآساة ، ورغم قفزنا عنها تحت تبرير كل من يعمل يخطأ ، وما أكثر الأخطاء ألماً ، اما اليوم فنحن نمتلك مؤسسات أمنية وقضائية وقانونية يمكن لها تطبيق القانون وتطبيق أليات قانونية مع هؤلاء الخارجين عن الصف الوطني ، أما القتل بهذه العبثية وهذا الشكل فقد حول الوطن لغابة أفتقدت الأمن والأمان ، وجعلت القتل شريعه في منهجنا وحياتنا ، فلم نعد نأمن علي أنفسنا وابنائنا وأهلنا ، فأي كان يتمكن من ممارسة عملية قتل بحق أي كان وهو يدرك أن المقاومة كفيلة بستر جريمته ،وتضليل الحقيقة وتدوينها بسجلات المجهول ... واي مجهول وهو معلوم كبزوغ قرص الشمس كل صباح والقمر كل مساء .
لكل جريمة مجرم وأداة وسبب، ولكل جريمة دليل يدينها ،وهذا ما دلل عليه مؤتمر اللواء توفيق الطيراوي الذي أوضح العديد من الدلائل والمعطيات والمؤشرات ، ووضعها بين ايدي الأجهزة الامنية ،كخطوة ربما تشكل رحمة لنا من هذا الاختناق الذي نعيش فيه ، وتنبث بعض الألم الذي استنزف حياتنا وأرواحنا ، فلماذا لا يتم مع كل أبناء الوطن الشرفاء ، ووضع حد لهذه الجرائم التي حولت غزة لمسرح مرعب مميت ؟!!! لماذا لا تتحد المساعي والمجهودات لتصب بصالح الوطن ؟!!!
حجم الردود التي وردت تعقيبا علي مؤتمر اللواء توفيق الطيراوي وخاصة من السيد وزير الداخليه اشعرتنا إنها ردة فعل غاضبة وليست ردا منطقياً ، فالمتوقع كان يصب بإتجاه عكسي ، أم أن ما يدور في فعلا هو نتاج عمل مبرمج؟ ويأتي ضمن خطة معدة سلفاً؟ ومن يقف خلفها ؟ ولماذا ؟
فهل تحول الوطن لمقعد في المجلس التشريعي ،ووزارة ولقب وزير ، أم إننا حققنا كل أهدافنا الوطنية وجاء موعد تقسيم هذه المنجزات ؟ آلاف الأسئلة تعصف بدواخلنا دون أي منطق يحور إجابات مشروعة مقنعة .
في خضم هذه الأحداث التي تعصف بالوطن ،وتمنح الشرعية لممارسات الاحتلال الصهيوني بممارسة نازيته ،ولأولئك العابثين لمواصلة جرائمهم ، جاء خطاب الرئيس ابو مازن في الجمعية العمومية للامم المتحدة ليردد ما ردده الشهيد ياسر عرفات " لا تسقطوا غُصن الزيتون من يدي " كلمات مقتضبة جداً رسمت معالم وتوجهات مرحلة سياسية سابقة وقادمة .
لقد سقط غُصن الزيتون منذ أمدُ بعيد ، بل أُسقط منذ قتل وأُغتيل قادتنا وتمت تصفيتهم أمام مرآي ومسمع العالم ، أُسقط أمام هدم المنازل علي رؤوس قاطنيها بالمخيمات والمدن والقري ،أُسقط بالمذابح والمجازر التي تمارس بكل يوم ولحظة ،أُسقط عندما لم يسقط الشهيد ياسر عرفات في منتجع كامب ديفيد وقال كلمته الشهيرة (لا) التي دفع ثمنها حصاراً طويلا إنتهي بإستشهادة مسموما ،أُسقط غُصن الزيتون تحت جنازير دباباتهم وصواريخ طائراتهم التي فتكت بالبشر والحجر والشجر ... فأي غُصنٌ هذا الذي لم يسقط ؟!!!!
سقط غُصن الزيتون الذي حلقت به حمامة السلام البيضاء لأنهم قتلوها بنصاعتها وطهارتها ، قتلوها وهي تفرد جناحيها دفءً بالعيش بسلام وآمن... قتلوها لأنهم يعشقوا نعيق الغربان السوداء.
لم تعد أغصان الزيتون الخضراء مشرعه ، ولم تعد شجيرات الزيتون التي داسوها تحمل أغصان خضراء يمكن أن نشرعها سلاما لهم.
ومع سقوط غُصن الزيتون وقتل حمامة السلام ، سقطت البندقية في بحر النزوات ، وغسل بحر غزة الشاكي ألمه والباكي من قذارة المياة الضحلة هذه البندقية المقاتلة المشرعه بوجه الاحتلال ، غسل طهارتها بيد المقاتل فتحولت لبندقية نجسة إرتوت من دماء هذا الشعب ومن ابنائه ، بندقية لا ينفكأ الصدأ عنها سوي بدما الأهل ، والاستعراض بحفلات الزفاف .
فماذا سنرفع إذن بعد هذا السقوط المزدوج؟!!!!
لم يتبقي سوي أن نسقط امواتاً علي صفحات التاريخ ، وندون بقواميس الشعوب سقوط كل الخيارات ... وكل المفاهيم التي تعتنقها الشعوب بمسيرات التحرر.
وبعد هذا السقوط ما يحمله الأفق من مصطلحات ومفاهيم أكثر وضوحاً ؟ عسي ان أكون أنا من يسقط برؤيته وأجد متسعا لأن أعتذر ، وأتمني أن يخذلني الشرفاء ويدحضوا هذه الرؤية ، فلن أتواني عن الاعتذار وتقبيل الأيدي والرؤوس .



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تبكي قدرها
- رحلة بغرفة العناية القلبية المكثفة
- لينا ورمل البحر
- ديمقراطيه بطعم الهزيمة والعلقم
- إضراب الموظفين والحكومة وحماس
- غزة بدولتين وسلطيتين
- الفتاة العربية في غرف المحادثة
- الامم المتحدة تهزم المقاومة في لبنان
- كثير من الجنس قليل من العمل
- هوليود ومسلسلات العنف بعراق العرب
- صامدون كغصن الزيتون
- أمة لا تتفاهم سوي بلغة المؤتمرات
- أكسروا قيودي واحملوا ىمالي
- الصحافة الفلسطينية وعصر التحديات
- فلنلقي بغزة بالبحر
- سأغادر
- ولاية غزة المتحدة وعاصمتها جحر الديك
- شاطئ غزة ... ملكية خاصة
- لماذا الآن أشعلتم فتيل الحزبية ؟
- حق بزمن اللاحق .. شعب وحكومة


المزيد.....




- -حزب الله- يصدر بيانا عن حصيلة لقتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي ...
- انفجارات ضخمة في بيروت بعد صدور أمر إخلاء من قبل الجيش الإسر ...
- طائرة عسكرية تعيد 97 شخصًا من لبنان إلى كوريا الجنوبية
- أوكرانيا تُسقط طائرة حربية وروسيا تدعي سيطرتها على قرية في م ...
- مواجهات عنيفة في وسط الهند: مقتل 31 مسلحا ماويا في اشتباكات ...
- فرنسا تنظر في طلب إفراج مشروط عن أقدم سجين عربي في العالم (ص ...
- ترامب يعود إلى بنسلفانيا حيث تعرض لأول محاولة اغتيال
- غارات إسرائيلية على منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية ...
- عشرات القتلى والجرحى وقصف غير مسبوق.. تحديث الوضع الميداني ف ...
- كاميرا RT ترصد معاناة ذوي الإعاقة داخل خيام النزوح والمستشفي ...


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - صمت وسقوط وموت