أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى كامل خليل - ما الذي تضيفه المرأة السورية إلى حياتهم؟















المزيد.....


ما الذي تضيفه المرأة السورية إلى حياتهم؟


شذى كامل خليل
كاتبة

(Shaza Kamel Khalil)


الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 22:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هل من الجيد اعتبار ما قاله أدينوس عن المرأة صحيحا بقوله :( المرأة هي العملُ الوحيد غير الكامل الذي تركَ اللهُ عملية إتمامهِ للرجل) ؟
أو ما أكدّ عليه توما الأكويني بحديثهِ؛ أن المرأة كائنٌ ناقصُ التكوين، وعرضيّ! أي أنه جاءَ عن طريقِ الخطأ!
منذُ عام 2011م وحتى اللحظة، بدا أنهُ من المتعذرِ على شاهدي الحربِ السّورية أن يلغوا دور المرأةِ في تجاوز خرابٍ تعجزُ الفلسفة القديمة على وضعِ أسس الشفاء منه، كلُّ الخارجين من الحربِ الدائرة وجدوا ملاذهم في النساء، الشعراء منهم والمصابين الذين لا يمكن للواحد منهم حملَ ساقهِ اليتيمة إلى منزلٍ حيث يجلسُ فيه بمنتهى الفخر والدٌ يريدُ أن يحمل وسام ابنه على صدره ووالدة تحملُ عوضاً عن فخرها، هماً قاسياً كصخرة.
في المجتمع السوري قبلَ الحرب وبعدها، لا يمكن أن تسندَ تربية عائلة إلى رجلٍ، فالعملية التربوية لا تعني التعليم والتثقيف فحسب! هي عملية إطعام وتهيئة لتحمل المسؤولية مستقبلاً، هي عملية حوار تقيمهُ الأمُّ السورية بينها وبين أطفالها بطرقٍ يعجزُ فيها علم النفس عن فك طلاسمه الكبيرة، الأمر يشبه جلسة الحكواتيّ في القهوة القريبة حيث بإمكانه أن يطلقَ أكثر قصصهِ سوريالية في وجه السامعين، أن يعبرَ بهم من الطرف الجاف إلى الطرف الأكثر عمقاً من الحياةِ المائية بالغة الدهشة.
تحملُ النساءُ السّورياتُ على وجهِ العموم، جهلاً في حقوقهن، يرددن نشيدَ آبائهن وأمهاتهن، لا يمكن لهن أن يرفعنَ من طموحاتهن إلى أبعد من زوج ومنزل وأطفال، وإن تمكنَّ بطريقةٍ أو بأخرى من الحصولِ على حلمِ إتمام دراستهن ـ هذا الحلم الذي أيدّه المجتمع الأبويّ كي يحملّهنّ أعباءً أخرى تفوق طاقتهن حين يساهمنّ جنباً إلى جنب بتلبية متطلبات الأسرة الماديةـ فإنهن ( غالباً ) يفشلن في ترميمِ مساراتٍ شديدةِ الخطورة تطيرُ بهن نحو الاختلاف والتّميز.
قد تبدو المرأة بشكلٍ عام كائناً ناقصاً باعتبارهِ ينجب ويلد ويمنحُ جزءاً من تكوينه العاطفي لجنينٍ يتغذى على جسده بالمعنى الحقيقي للطفيليّ، امرأة تنجبُ هي امرأةٌ لا يمكن أن تعودَ إلى ما كانت عليه سابقاً، ثمة مخزون عاطفي ونفسي يسلُبه الجنين منها عن طيبِ خاطر، يسلُبها قدرتها على تعويضِ الفاقد الغذائيِّ في كثيرٍ من الأحيان، خاصةً في الأماكنِ المنكوبة، الأماكن التي لم تنته الحرب فيها، الأماكن الفقيرة حيث تبدو عملية الجنس أو التكاثر ممتعةٌ للرجل ولا ينتجُ عنها ما يعرض حياتهُ للخطرِ بقدر ما يعرض حياة المرأة له.
ثمة من يطرح سؤالاً غير مناسبٍ حول ( ما أهمية مقتل النساء مقارنةً بمقتلِ الرجال في الحرب السورية ؟)
عوضاً عن سؤال آخر مغاير تماماً وينحصرُ بمصيرِ النساءِ السّوريات عبرَ رحلة حربٍ مدمرةٍ لم تضع رحالها حتى اللحظة أو هي انتهت في الخارجِ المكاني فيما آثارها ما تزالُ تعيثُ فساداً في الداخل الإنساني لأيّ كائن سواءَ كان امرأة أم رجل
وإن جازَ التعبير فإننا لا بد أن نكتشف خلال خرابِ بلد بكاملهِ ما الذي قدمتهُ المرأة أو ما الذي أُخذ منها عنوةً دون أن ينتقصَ من قيمتها أو يقلل من تأثيرها على عالمٍ متهاوٍ وما يزال يتهاوى تباعاً في بوتقة المجتمع الأبويّ الصارم.
فمن التاريخِ القديم للفلسفة وحتى تاريخنا الحديث فيه، لا أهمية للمرأة سوى ضمن عملية الجنس والإنجاب، رغم أن الواقع الحياتيّ يقول ما يخالف هذه الحقيقة.
النساءُ تعملُ جنباً إلى جنب مع الرجل، تتولى مناصب قيادية، تقدم مخزوناً ثقافياً أكثر نضجاً من الرَجلِ بحكمِ العاطفة التي تتحكم فيها وهي غالباً عاطفة تشفُّ عن قلقٍ وجوديٍ ينبعُ بطريقة مباشرة من رغبتها باكتشافِ المدهشِ والمختلف.
وإن كنتُ شخصياً أحملُ رأياً خاصاً يتعلقُ بطرفٍ واحدٍ من النزاعات البشريّة وهو الأدب حيثُ أعتبر فيه أن الكتّاب السوريون يمتلكون مساراً واحداً مشابهاً بما يخصُّ البنية السّردية حيث الحوارات القصيرة، الشّخصيات المُختلقة بطريقة مملة. أرى أن الكاتبات السُّوريات مفعمات بالتغيير سواء في البنية السرّدية أو بطريقة إلقاء الضوء على ناحية حيّاتية معينة. غير أن هذا الرأيّ يبقى قاصراً ما لم تتم قراءة كتب الجميع والاطلاع على الواقع الكتابيّ والإبداعي لكل من الكتّاب والكاتبات السّوريات. ثم ربط كل ذلك بأطراف النزاعات الأخرى مثل القوانين المدنية أو العادات والتقاليد القاسية على النساء دون الرّجال، مروراً بالأذى المادي الذي يطالُ المرأة أكثر مما قد يطال الرّجل لأسبابٍ قد أعللّها ـ بطريقة قد تبدو غير صحيحة ـ بالهرمونات الأنثوية!
في نهاية الأمر لا يمكن تلخيص معاناة المرأة بشكلٍ جيد من خلال مقالِ واحدٍ، سيرة حياة بكاملها لن تكون كافية أيضاً، فالمرأة من أيّ جنسية كانت تحتملُ الكثير من القصص حولها؛ تبعاً لطبيعتها الأنثوية المتغيرة، ونضجها الذي تختبره على مدار سنوات عُمرها بالكامل، نضجٌ متفاوتٌ في التركيبِ بين سنٍ وآخر. بين نقطةٍ تحول في جسدها ونقطة تحول أخرى في عالمها المحيط، أو العالم المُتخيل بطبيعة الحال.
من هنا أعتقدُ أن إطلاق أيّ حركةٍ نسويّة هو عملٌ يحتاج إلى الكثير من القوة للاعتراض عما يجب الاعتراض عليه، فمهمة النّسوية لا تقتصر على تلقف عيوب المجتمع الأبويّ بقدر التسليط على حقوقنا كنساء، خاصة تلك التي تتعلق بالقوانين سواء بالتوريث أو حضانة الأطفال أو الطّلاق وحتى منح الجنسية للطفل.
على النّسوية ترك التفاصيل الحياتيّة الهامشية والتركيزُ على الأسسِ التي تدعمُ مسيرة المرأة بحيث يتم فرض هذه الأسس على المجتمع الأبويّ دون تذمر، أمرُ مُلاحقةِ الّتفاصيل الفارغة من مَضامين تغيير حقيقية هي مُلاحقة تنم عن جهلٍ بأحقية المرأة في بلوغ ذات مكانة الرجل، أو هي محاولة فاشلة يراد لها التّملص من توجيه دفةِ مركب النساء نحو البرّ، وإغراقه بدافعٍ غير معروفٍ أو مبهم



#شذى_كامل_خليل (هاشتاغ)       Shaza_Kamel_Khalil#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل شخصيةُ الرّجل الآدميّ مناسبة لزواج تقليدي آخر؟
- كيفَ بإمكان المجاز في الرّوايات السّريالية أن يعالج مشاكلَ ا ...
- في مواجهة تداعيات الحرب السورية، توصيات ومقترحات
- القبضُ على المُتهمِ الخامس، مُتلبساً
- ما الذي تعرفهُ المرأةُ العربية عن الأورجازم؟
- هل تعيّ المرأةُ قيمتها ؟
- عدا الثرثرة، هل تستخدمُ النساءُ قدراتهن الصوتية جيداً؟
- هل يجدرُ بجائزةِ نوبل للآداب أن تترشحَ للفوزِ بقلبِ هاروكي م ...
- متى تخرجُ المرأةُ السوريةُ من مخاضها العسير؟


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر anem.dz شروط التقديم وخط ...
- السجنة 15 عاما لامرأة متهمة بالخيانة في القرم
- العثور على رفات 100 امرأة وطفل كردي في مقبرة جماعية بالعراق ...
- شبح النظام الأبوي يلاحق النساء إلى -أروقة العدالة-.. لبناني ...
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 والشروط m ...
- التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2025..إليكم التفاصي ...
- مبارك عليكن.. الوكالة الوطنية للتشغيل توضح كيفية التسجيل في ...
- الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz: حقيقة زيادة منحة المرأة الم ...
- عندي بسكليتة ما بعرف سوقا ركبنا عليها.. حدث تردد قناة وناسه ...
- الرفيقة سومية منصف حجي عضوة المكتب السياسي للحزب في قراءة في ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى كامل خليل - ما الذي تضيفه المرأة السورية إلى حياتهم؟