|
أمريكا- جرائم بلا عقاب
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 16:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ذكرى جريمة بدون عقاب بدأ العُلماء الأمريكيون تطوير البحث النووي بهدف الإستخدام العسكري، خلال الحرب العالمية الثانية واختطفت الإستخبارات العسكرية الأمريكية العُلَماء والباحثين من ألمانيا، من 1943 إلى 1945 ليتم إرسالهم إلى القواعد العسكرية الجوية بالولايات المتحدة ومُستعمراتها، للمُساعدة في تطوير برامج الفضاء والأسلحة النّوَوِيّة والصّواريخ طويلة المَدَى، وبذلك تم اختبار القنبلة الذّرّية باستخدام البلوتنيوم (منتصف تموز/يوليو 1945) وفي السادس من آب/أغسطس 1945، بعد إعلان انتهاء الحرب في أوروبا، ألْقَت الطائرات الحربية الأمريكية قنبلة ذرية (باستخدام اليورانيوم) على مدينة "هيروشيما" اليابانية ( حوالي 345 ألف نسمة) وفاقت قُوّة الإنفجار 15 ألف طن من مادّة "تي إن تي"، ما أدّى إلى قَتْل أكثر من مائة ألف من السُّكّان وتدمير قرابة 70% من المباني والنباتات، على امتداد مساحة 11,4 كيلومتر مُربّع، وأعاد الجيش الأمريكي الكَرّة بإلقاء قُنبلة نووية ثانية، يوم التاسع من آب/أغسطس 1945 على مدينة "ناغاساكي" وأهلها ومبانيها، بقوة تُعادل 21 ألف طن من مادّة "تي إن تي"، ما اضطر الجيش والسلطات اليابانية إلى إعلان الإستسلام... تمتلك الولايات المتحدة العديد من الأرقام القياسية في مجالات الرياضة والإقتصاد، وهي أيضًا الدّولة الوحيدة التي استخدمت السّلاح النّوَوِي لحد الآن (سنة 2022) وتُحاول مَنْع البلدان الأخرى، مثل كوريا الشمالية وإيران، من مُجَرّد تطوير البُحوث النّوَوِية، سواء كان الهدف سِلْمِيًّا (استخدام الطّاقة النّوَوِية) أو عسكَرِيًّا، فيما ساعدت سُلُطات الدّول الإمبريالية، كالولايات المتحدة وفرنسا، الكيان الصهيوني، منذ منتصف القرن العشرين، على تطوير تقنيات تصنيع السّلاح النّوَوِي... تتميز الولايات المتحدة بامتلاك الرقم القياسي في عدد الإغتيالات والجرائم التي بقيت بدون عقاب، وقد يُنافسها الكيان الصهيوني في هذا السِّباق...
استفزاز متعمّد هل من مصلحة الولايات المتحدة فتح جبهة حربية ثانية؟ بالغت الولايات المتحدة في تضخيم "خطر التهديد السوفييتي والشيوعي"، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحتى انهيار الإتحاد السّوفييتي، سنة 1991، لتبرير القمع الدّاخلي (فترة "الماكارثية") والحُروب العدوانية الخارجية والإنقلابات المُدَبَّرَة ضد الأنظمة الوطنية التّقدّمية من حكومة محمد مُصَدّق بإيران (1953) إلى "تشيلي" (1973) واحتلال العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان، وغيرها، كما بالغت، بعد تفجيرات نيويورك، في أيلول 2001، في تضخيم خطر "الإرهاب" باسم الإسلام الذي طورته المجموعات التي أنشأتها الولايات المتحدة (بداية من 1985 في أفغانستان) بتمويل خليجي، وهاهي تُبالغ اليوم في تضخيم "التّهديد العسكري الصيني"، وتقديمه بمثابة "التّهديد الوُجودي" للولايات المتحدة، وذلك لتبرير الإنتشار العسكري الأمريكي (850 قاعدة عسكرية أمريكية في العالم، مقابل قاعدة صينية لوجِستية واحدة في جيبوتي)، ولتبرير تكثيف المناورات العسكرية الضّخمة قرب المياه الحدودية الصينية، ولتبرير تعزيز حلف شمال الأطلسي بدَلَ حلِّهِ، وتوسيعه إلى كافة مناطق العالم، وتغيير قانونه الأساسي من حلف "دِفاعي" (وهو تزوير للواقع) إلى حلف هُجُومي، أعلن الحرب على يوغسلافيا ثم أفغانستان وليبيا وأوكرانيا، وقد يتورّط في حُرُوب أخرى... تتنزّل زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي (من صُقُور الحزب الديمقراطي) في هذا الإطار، واعتادت "بيلوسي" على استفزاز روسيا والصّين بشكل علني ومُتطرّف وفَجّ، وأظْهَرت عداءها للصّين في عدّة مناسبات، منها معارضتها انتماء الصين لمنظمة التجارة العالمية، وتعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصّين، بل فاقت في تطرُّفها "صُقُور" الحزب الجمهوري خلال أحداث ساحة "تيان آن مين" سنة 1989، ولما سمحت لها الصين بدخول أراضيها سنة 1991، حملت لافتة تُدين السياسة الدّاخلية للصين، باسم "الدّفاع عن حقوق الإنسان"، وتأكّد الطّابع الإستفزازي لزيارتها لجزيرة تايوان (غير المُعترف بها من معظم دول العالم)، على رأس وَفْدٍ يشمل أعضاء من الحِزْبَيْن الحاكِمَيْن للولايات المتحدة، وهي عملية استفزازية غير مُعتادَة منذ 1997، تأكَّدَ طابعها العدواني بتزامنها مع استنفار عسكري استثنائي، قريبًا من الصّين، شمل حاملة طائرات نووية وسفينتين حربيَّتَيْن وأسراب من الطّائرات الحربية المقاتلة المتواجدة بالقواعد العسكرية الأميركية في اليابان وكوريا الجنوبية، لخَلْقِ توتُّرٍ وإطلاق حُرُوب مُباشرة أو بالوكالة، من أجل استمرار الهيمنة الأمريكية واستدامة نظام "القُطْب الأحادي" على العالم، وتأجيل صُعُود قُوى مُنافسة، لكن يتم تغليفُها بالدّفاع عن حقوق الإنسان، أو الإستقرار العالمي وحُرّية الملاحة والتّجارة وما إلى ذلك من تِعِلاّت... تلقّت الولايات المتحدة هزيمة معنوية أولى، لمّا رفض مُمثّلو العديد من الدّول الواقعة تحت الهيمنة الأمريكية (لأسباب مَصْلَحِيّة، براغماتية بَحْتَة)، إدانة رُوسيا في الأمم المتحدة، وقد يُشكّل هذا الحدث الصّغير شكلاً من أشكال "التّأثيرات الجانبية" التي قد تَنْخَرُ جَوْهَرَ السياسات العدوانية الأمريكية...
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلاقة بين ارتفاع الأسعار وأرباح الأثرياء
-
من تُراثنا - أساتا شاكور، كاتبة ومناضلة أُمَمِيّة
-
رحيل -بيل راسل-، البطل الرياضي والمناضل سياسي
-
أزمة الغذاء سابقة لحرب أوكرانيا
-
عرض كتاب أجنبي
-
ما القواسم المشتركة بين سريلانكا وتونس ومصر؟ على هامش الدّست
...
-
من أهداف زيارة بايدن للخليج
-
تونس السابقة وسريلانكا اللاّحقة
-
السياحة، انعكاس العلاقات غير المتكافئة
-
كوبا - رغم الحصار
-
الجزائر - على هامش الذّكرى الستين للإستقلال
-
خمسة عُقود على اغتيال غسّان كنفاني
-
في ذكرى السّتّين لاستقلال الجزائر
-
قَطَر، مُنْتِجَة الرّوائح الكريهة
-
السّعودية- مُبرّرات مُقاطعة الحج والعُمرة
-
من أزمة إلى أخرى 2008 - 2022
-
المغرب - الهجرة غير النّظامية والقُنْب مَوَارِد ربْح
-
كولومبيا، ما وراء الإنتخابات
-
بغداد بين احتلال المَغُول والإحتلال الأمريكي
-
الدّور الوظيفي للنظام المغربي
المزيد.....
-
إسرائيل تجري مشاورة أمنية لاستئناف الحرب على غزة وترامب واثق
...
-
هجوم أوكراني بـ49 مسيرة على روسيا يشعل النار في مصفاة نفط فو
...
-
-نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك-.. ترامب أكيد من قبول عما
...
-
إتمام ثالث عملية تبادل بين حماس وإسرائيل في إطار الهدنة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على أهداف لـ-حزب الله- في الب
...
-
بعد تهديد ترامب.. الصين تؤكد تمسكها بشراكة -بريكس-
-
وزير الخارجية المصري يتوجه إلى لبنان
-
الرئيس اللبناني يوجه قائد الجيش بتفقد الجنوب
-
ترامب يهاجم صحفية بعد -سؤال غير ذكي- عن تحطم طائرة واشنطن (ف
...
-
زاخاروفا: 90% من وسائل الإعلام الأوكرانية تعيش على المنح الأ
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|