|
أنتِ // أنت
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7333 - 2022 / 8 / 7 - 10:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنتِ //////////// أنتِ كانت خواطر . كانت رسالة موجهة . لكنها أخطأت العنوان ، لأنها من دون تحجج ولا حجة . كانت خواطر سايرت السرب ، وذهبت مع الموجة الملوثة وليست الصافية . انها مؤامرة مدبرة ساهم وشارك فيها العديد من الجهات ، كل من موقعه ، وكل من مكانه . وقبل ان ترم بالخواطر على عوانها ، كان يجدر طرح الأسئلة المحرجة . لماذا الحصار ؟ لماذا الاقبار ؟ لماذا الدفن حياً ؟ عندما يطرح كاتب نصا ، فليس لأجله ، بل للناس اجمعين ، وليسوا متفرقين متباعدين . فالكتابة فعل ورد فعل . انها شرايين رئتينا . انها متنفسنا . انها القلب النابض ، بها نحيى ونعيش ، والاّ لكانوا قد طمرونا منذ زمان وليس فقط الآن . فعندما تقرأ الناس نحس نحن بالفخر وبالفرحة ، لأننا اوصلنا الفكرة لكل متلقي باحث عن الحقيقة غير الحقيقة . فالكتابة نعمة لا يعطيها الله لمن كان ، بل يهبها لمن يحبهم ويرضى عليهم ، لأنها سمو وتعالي وفخر ومفخرة . لذا فربط الكتابة بالماضي وبالكاتب من دون ربطها بالواقع السوسيوثقافي ، وبالتناقضات الأساسية والثانوية ، فيه حكم ظالم ، وفهم ونظرة غير متبصرة . لقد فهمت الخواطر ، وعرفت وجهة الرسالة . لكن الحكم لم يكن بالدليل ، بل سار سير الاشاعة الرائجة ، ونحن في عالمنا خاصة في دولنا المتخلفة حيث التخلف سطا على العقول ، تبقى الاشاعة اخطر سلاح يواجه به البوليس السياسي الشخص ، و يتكلف طابوره المبتوت في مختلف الأماكن اكمال المهمة الأساسية التي هي القتل . قتل الشخص ثقافيا وسياسيا حتى تتم المحاصرة الشاملة . للبوليس السياسي خاصة في الدول المتخلفة البوليسية ، عدة تكتيكات للإجهاز على الناس ، واقبارهم ، ودفنهم احياء ، سواء كانوا مزعجين ، او كانوا معارضين ، وحتى لو لم يكونوا مزعجين ولا معارضين ، فيعتدي عليهم لخلق معارضة من لا شيء . أي صناعة مجال للاشتغال .. فقد يعتدي البوليس السياسي على شخص فقط بسبب الحسد ، بسبب ما ينشره ، ويدونه ، ويكتبه ، حتى ولو كانت كتابات ثقافية عادية ولا علاقة بها بالسياسة . لان الجهاز البوليسي غرضه الدفن والاقبار لكل كتابة او خط متميزة وجميلة .. لذا فمقاومة هذا الاعتداء البوليسي ، يبقى اخطر سلاح يهدد مراكز النفوذ المختلفة ، ويطيح كراسي حكم وعروش .. هو الريشة والدواة / المداد والقلم الجريء .. فمنذ متى كان للكتاب و المثقفين من مكانة متميزة في الدول المتخلفة .. ابدا الحكم يكرههم .. اذن من التكتيكات التي يستعملها البوليس السياسي في ردم واقبار الكتاب والمثقفين ، هناك عدة تكتيكات تختلف باختلاف الشخص الذي يكون في فوهة البوليس السياسي . ان اول التكتيكات ، هي التشنيع والاشاعة لقتل الشخص سياسيا وثقافيا . وعندما تنجح هذه المهمة الخسيسة التي يساهم فيها طابور البوليس الذي يرقص عبر وسائل الاعلام ، ووسط الأحزاب والتنظيمات ، ينتقل الى المرحلة الثانية في حربه ضد الشخص ، وهي مرحلة العزل في الساحة الثقافية والسياسية ، للانتقال الى المرحلة الثالثة التي هي الاستفراد بالشخص بعد ان ينجحوا في قص جناحيه ، وحرمانه من اية تغطية سياسية او ثقافية ، داخل المجمعات التي تتراقص على انغام سمفونية البوليس .. الاستفراد بالشخص ، يعطي للبوليس سلطات وامكانيات أوسع في التحرك وفي المعالجة . وقد يكون الهدف عند الاستفراد دفع الشخص الى الانتحار ، وقد يكون الهدف التسبب في ارساله الى مستشفيات الامراض العقلية ، وقد يكون الهدف تعكير صفو عيشه بحيث لا يرتاح له بال طالما هو يواصل النشر والكتابة ، وقد يكون الهدف دفع مجرم للدخول معه في معركة تنتهي بقتله ، ويقال ان المجرم القاتل مريض نفسيا وعقليا ، وقد يكون الهدف توريط الشخص في ملف بوليسي مزور لإرساله الى السجن سنوات للراحة من كتاباته ، وقد يكون الهدف وببرمجة مخدومة ، الاغتيال بطرق شتى ومتنوعة كحادثة سير ، او تسميم ، او اغتيال بالرمي من قطار كما حصل لعبد العزيز النعماني بين باريس و Valence .. وقد وقد . المهم هو اقبار ودفن الشخص . لقد تعرضت لكل هذه المؤامرات الخبيثة ، انتهت بأربع محاولات اغتيال في فترات متعاقبة .. محاولتين في عهد الحسن الثاني على يد المجرم غير المأسوف عن ذهابه العامل عبدالسلام الزيادي الذي سلط الله عليه مرض L’emphysème ، والمحاولة الثانية كانت على يد المجرم الأمي مدير مديرية مراقبة التراب الوطني ، الذي اصبح عاملا مديرا لمديرية الشؤون العامة بوزارة الداخلية . فعندما اتخذ قرار قتلي او ارسالي الى مستشفيات الامراض العقلية ، والقرار اتخذه عبدالعزيز علابوش ، وبموافقة الوالي مدير ديوان ادريس البصري حسين بنحربيط ، وادريس البصري ، توفي الحسن الثاني ، وانقلب كل شيء رأسا على عقب .. لذا فالذهاب مع القطيع في تلويك اشاعات ، مجرد اشاعات ، والمساهمة في الردم والدفن والاقبار ، ويقف البوليس السياسي من وراءها ، وطابوره الخامس ، هو حكم لا يرتكز على حجج ولا على اذلة ثابتة ومقنعة .. ويكون الشك من اجل معالجة ظاهرة او قضية ، لا يفي بالغرض المقصود ، بقدر ما يخدم مخططات البوليس السياسي الخبيثة . واسألي لماذا الحصار إعلاميا ، وثقافيا ، وسياسيا ... ولماذا المؤامرة المفضوحة ، وهي مفضوحة فشلت في تركيعي ، وفشلت في النيل مع كبريائي ، ومن معنويتي .. بل ان بتضاعف المؤامرة البوليسية أزداد قوة ومناعة وصلابة ، واثبت نجاحي وانتصاري عليهم في هذه الحرب وليس المعركة الغير متكافئة . فهم يستعملون ويوظفون أجهزة الدولة في اعتداءاتهم الظالمة ، وأنا استعمل سلاحي الخطير الذي هو الريشة والمداد / الدواة ، والقلم السيال .. ولأحيط علمك انني بدأت الكتابة السياسية وانا اطارا بوزارة الداخلية في سنة 1994 . وكنت اول من كشف إعلاميا ، ومن داخل الوطن المعتقلات السرية ك PF1 ، و PF2 ، و PF3 ، ونشر أسماء معتقلي السجن الرهيب تزمامارت ... فان تكون تشتغل كاطار بوزارة الداخلية ، وتتجرأ وتملك الشجاعة في نشر هذا المعتقلات السرية ، وتنشر أسماء مختطفي تزمامارت يجب ان تكون سعيد الوجاني .. ويمكن استفسار اطر مرت بالوزارة لتحكي عن الصراع المرير الذي كنت اخوضه ضد المجرم عبدالعزيز علابوش ، والوالي مدير ديوان وزير الداخلية ادريس البصري المدعو حسين بنحربيط ، والمجرم عبدالسلام الزيادي .. لخ . كما يمكن استفسار تلك الأطر التي لا تزال على قيد الحياة ، كيف كنت امرغ انف المدعو الشرقي ضريس في ممرات الوزارة ، وامام حفيظ بنهاشم الذي كان عاملا مكلفا بالكتابة الخاصة .. ان من بين هذه الأطر الشاهدة على هذه الحرب نذكر عامل طاطا عبدالكبير طاحون ، عامل إقليم بنسليمان احمد المجاهدي ، الكاتب العام للعمالة احمد اليزال ، والكاتب العام للعمالة مدير الحي الجامعي السويسي 2 علال ارميش ... الخ .. وقد استمرت في الكتابة والنشر منذ سنة 1994 ، وانا كنت اطارا بالوزارة الى الآن ، ولم اتوقف لحظة ، لان الكتابة أصبحت بالنسبة لي بمثابة الروح التي اجد فيها ذاتي . فقبل الهرولة وراء القطيع الذي تمكنت منه الخطط البوليسية الخسيسة والمصنوعة ، يتعين الحذر والتزام الحيطة والاستقصاء بعد اصدار الاحكام الغير مبنية على أساس . ان التحري ، يبقى المعيار الوحيد لطمس الاشاعة والتشنيع ، لان السؤال الذي يجب طرحه اليوم : لماذا البوليس السياسي ، والجهاز السلطوي القروسطوي يعتديان عليّ ؟ فاذا ظهر السبب بطل العجب .. يريدون دفن واقبار الأقلام والاصوات الحرة . وهذا لن يتأتى لهم ، ولن يكون ابدا . لان الحياة صراع وكفاح بين الحق والباطل ، وبين الخير والشر ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيد عبدالرزاق مقري زعيم - حركة مجتمع السلم - الجزائرية ، ي
...
-
آليات السيطرة الامبريالية على الدولة السلطانية المخزنولوجية
...
-
حظروا كفنكم لرفع الظلم ونيل حريتكم . ان غدا لناظره قريب .. ا
...
-
خطاب السلطان محمد السادس بمناسبة عيد العرش
-
الدولة الرعوية - البطريركية
-
هشتاگ - أخنوش - إرحل .
-
هل تم تأجيل أم إلغاء حفل الولاء / البيعة
-
في الديمقراطية .
-
أستراتيجيات الدولة السلطانية
-
التبضّع - البزْنسْ - المِرْكنتيلية حتى في السياسة .
-
حقوق الانسان والاستثمار السياسوي المفضوح .
-
الساسة الكبار ، ومرتزقة السياسة السياسوية الصغار . ذئاب السي
...
-
الإستبداد السياسي .
-
الهزيمة التاريخية
-
موسم الهجرة من بلاد قابلة للنسيان ...
-
محكوم على زيارة ستيفان دوميستورا بالفشل .
-
صناعة القرار السياسي في الدولة السلطانية .
-
ماذا نقصد بالبطريركية والرعوية السياسية ، في الامبراطورية ال
...
-
نزاع الصحراء الغربية بين الحكم الذاتي ، وتقرير المصير ..
-
هل تم استبدال منتدى - كرانس مونتانا - الفاشل بمدينة الداخلة
...
المزيد.....
-
الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
-
بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح
...
-
الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس
...
-
من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
-
هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
-
سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر
...
-
مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في
...
-
-كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش
...
-
أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول
...
-
دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|