|
نقض المنطق الأرسطوي والمنطق الهيجلي
هيبت بافي حلبجة
الحوار المتمدن-العدد: 7329 - 2022 / 8 / 3 - 08:11
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قبل البدء بالمقدمات ، من المهم والأساس أن نستعرض بعض تلك المحددات التي تقرب الأشياء والإطروحات إلى فهمنا ، ونبرز بعدها المقدمات الفعلية لمنطق أرسطو ، المنطق الشكلي الصوري ، وكذلك المقدمات الأصلية لمنطق هيجل ، المنطق الديالكتيكي ، لكي يتسنى حينها أن نتقدم بمآخذنا عليهما معاٌ ، ونفسح المجال أمام منطق آخر ، منطق خارج الفكر الإنساني من حيث طبيعته ، ومن حيث إنه ربما يستحكم في كوننا المرئي الحالي ، منطق هو يفرض خواصه علينا وعلى العالم ، وربما هو سبب وجودنا ، وسبب وجود هذا الكون . المحدد الأول : إن ظهور الإنسان في الوجود ، ظهوره على الأرض ، ليس مقصوداٌ في ذاته ، ليس متعمداٌ ، لم يرد أحد ظهوره ، بعكس الآية ، إني جاعل في الأرض خليفة : فمن زاوية : لايترتب أي أثر على ظهوره ، لاأثر منطقي ، لا أثر أستنتاجي ، لاأثرغائي ، لاضرورة ، لاجهنم لاجنة ، لاثواب لاعقاب ، لاإله لانبي لاديانة . ومن زاوية : إن ظهوره مؤقت على سطح الكرة الأرضية ، وكما ظهر سيزول ، ومصيره متعلق إما بمصير الأرض ، أو بما قد يستجد من أسباب داخلية خاصة به ، ومن الواضح أنه سيزول لأسباب داخلية قبل حدوث ماقد يحدث على المستوى الكوني . المحدد الثاني : إن مايسمى بالمنطق الإنساني هو ، في حده الأعظمي ، أي من حيث هو ماهو ، شرط إنساني لايقيد غيره ولايعقل غيره ، ، فهو لايقيد الكلاب ولا القطط ولا الفهود ولا الأشجار ولاالطيور ، وهذا ليس عيباٌ أو نقصاٌ ، لإننا لايمكننا إلا به أن نفهم القضايا وندرك موضوعاتها ، لكن تبدأ الإشكالية حينما نفرض خواص المنطق الإنساني على خواص تلك القواعد الكونية ، وهكذا يكون المنطق الأرسطوي ليس إلا سخافات فكرية على صعيد الكون ، ولن يكون المنطق الهيجيلي بأحسن حال منه ، ولا المنطق الديالكتيكي برمته . المحدد الثالث : وهاقد ظهر الإنسان إلى الوجود ، فماعلاقة هذا الظهور بقوانين الإحتمال ، في الأصل المتحقق لاعلاقة له لابقانون الإحتمال المعين مثل النرد ، ولا بقانون الإحتمال من حيث الإمكانية مثل نقطة في الفضاء . فالأجنة التي كانت السبب في هذا الظهور لم ترد ذلك من بين الإحتمالات في مسألة النرد ، ولم ترمي إلى ذلك بصورة متعمدة في مسألة تلك النقطة ، إنما هي مارست ذاتها وقوانينها الخاصة وإمكانياتها من حيث موضوع للتطور ، موضوع لتحقيق ذاتها ، فكان في النهاية ، وبعد زمن من الزمن ودون أن تقصد ودون أن تدري ، ظهور هذا الإنسان ، وهكذا ندرك تماماٌ ، وجود هذا العدد المأهول والهائل من الكائنات الدقيقة المجهرية ، والعدد اللامحدود من الكائنات الأخرى ، وندرك لماذا ظهرت الديناصورات وإنقرضت ، وندرك لماذا سينقرض هذا الإنسان . وهنا لابد من السؤال الجوهري الآخر : هل ظهر الإنسان بالصدفة ، في الواقع لو دققنا فيما ذهبنا إليه قبل قليل ، ندرك لنفس السبب إن هذا الظهور ليس وليداٌ للصدفة ، لا في الأسباب ولا في الزمن . والآن إلى المقدمات : المقدمة الأولى : نركز في هذه الحلقة على هيجل كهيجل ، على هيجل خارج محدوداته الفكرية ، خارج إطروحاته الجزئية ، بل خارج حدود مؤلفاته ، نركز على هيجل فيماواء هيجل ، نركز على تلك المسطحات الغائبة مابين الإنطولوجي ، ومابين الهيجلي ، ومابين التاريخ اللاتاريخي ، ومابين العقل اللاعقلي ، ومابين الإنساني الإلهي ، ومابين التناقض في حدود الوهم ، ومابين الديالكتيك الذي يفقد موضوعه ، ومابين الإغتراب والمطلق ، ومابين الإله المتأله واللاإلهي . في الأصل إن هيجل هو هيجل العقل الكلي ، هو هيجل الثالوث المسيحي ومفهوم الخطيئة الأولى ومن ثم الإغتراب ، العقل الذي يحكم التاريخ ، العقل الذي يعقل التاريخ ، العقل الذي هو التاريخ من زاوية إن التاريخ هو تاريخ هذا العقل ، العقل الذي هو هو من حيث إن غيره ليس إلا ليس ، العقل الذي كان وماكان سواه ، العقل الذي هو ليس الواحد الأحد ، هو هو من حيث لا مكان لغيره ، من حيث لا إمكانية إنطولوجية لسواه ، أي إن الوجود هو هذا العقل ، وكذلك العالم والكون ، وكذلك التاريخ ، وكذلك الإله والروح المطلقة والفكرة الكلية . ماذا يعني ذلك : في زمن لازمن له ولازمن فيه ، في زمن خارج الزمن ، لم يعد هذا العقل هو نفسه ، لم يعد ، إغترب عن ذاته ، إرتكب خطيئة ، حماقة إنطولوجية ، تلك الخطيئة التي بررت لهيجل أن يكون هيجلاٌ ، تلك الخطيئة التي تفسر هذا الإغتراب ، هذا التاريخ ، هذه الصيرورة ، موضوع الديالكتيك والتناقض ، مفهوم الآب والأبن وروح القدس ، مفهوم مسح الخطيئة ، موضوع دورة الكمال التاريخي ، الكمال التاريخي الذي يتكمل بكمال تحقق مسح الخطيئة ، أي الكمال التاريخي من العقل الذي كان ، ومروراٌ بالإغتراب حسب الديالكتيك والتناقض ، إلى ذلك العقل نفسه ، بعد إنهيار الديالكتيك والتناقض ، وإنهيار الصيرورة ، وفناء التاريخ ، وتحول التثليث المسيحي إلى ذلك العقل ، أي ذوبان الثالوث ، الآب والأبن وروح القدس ، في الآب ، في العقل . ماذا يعني ذلك : في المقدمة ، إن هذا التصور الهيجلي ، هذا المنطق الهيجلي ، يفضي إلى كارثة في موضوع التاريخ البشري حيث ينتفى منه أي معنى ، فلاقيمة موضوعية له ، بل لاتاريخ فيه ، إنه مجرد لاشيء في حدود قضية سخيفة ، ورغم ذلك يقسم هيجل التاريخ إلى ثلاثة أصناف أشرنا إليها سابقاٌ ، ويقسم الحضارات إلى ثلاثة ، الحضارة الشرقية ، كالصينية والهندية والفرعونية والفارسية ، ثم الحضارة الإغريقية الرومانية ، ثم الحضارة الجرمانية وكإن هذه الأخيرة هي التاريخ . وفي الوسط ، إن التاريخ هو تاريخ العقل ، تاريخ الفكرة ، تاريخ الإله ، تاريخ الروح ، تاريخ اللاشيء ، تاريخ حالة عدمية ، وهو يغترب بإغتراب العقل ، ويتحول التاريخ إلى تاريخ الإغتراب نفسه ، وهكذا يتحول المنطق الهيجلي إلى منطق الإغتراب ، إلى منطق الأحداث في التجربة البشرية ، إلى منطق الديالكتيك ، إلى منطق التناقض ، إلى منطق الصيرورة ، أي لامنطق قبل الإغتراب ولامنطق بعد إنتفائه ، أي آن أن يتحقق الكمال التاريخي . وفي النهاية ، لامناص من ذكر قوانين الديالكتيك في التناقض حسب الصيغة الأصلية ، الإطروحة أي التيز ، نفي الإطروحة أي آنتي تيز ، ثم التركيب أي سنتي تيز ، لنبين إن منطق هذه الصيغة تافه . فإذا ما تحققت الإطروحة ، فإن التناقض ينبغي أن يكون من الداخل ، من التطور الباطني كحالة ضرورية ، ولاشيء يأتي من الخارج ، وبما إن العقل هو موضوعنا ، فكيف تمكنت الصيرورة من الإنتقال من إطروحة إلى إطروحة جديدة ، من مقولة إلى مقولة أرقى ، طالما إن وجه الضرورة لاوزن له لدى هيجل ، وطالما إن الموضوع هو تصوري خيالي صرف ، وطالما إن هيجل نفسه يتفوه بهذه المفردات دون أن يدرك الجانب العملي ، الجانب الحقيقي لنفي الإطروحة أي لآنتي تيز . وفي المحصلة ، فإن المنطق الهيجلي ، سواء في الموضوعات التي ذكرناها أو في التي لم نذكرها ، لايمكن أن يفضي إلى إتجاه نستشف منه ، من قريب أو بعيد ، إننا من الممكن أن ندرك حقيقة وجودنا ، حقيقة هذا الكون ، سيما إن إفترضنا إن كل ما ذهب إليه هيجل صحيح وصائب ، فماذا بعد !! لاشيء لافهم ، لا إدراك ، وحتى لو إسترد العقل نفسه ، حتى لو إسترد الآب نفسه ، فماذا بعد !! مجرد مفردات تتعاقب ، إطروحات تترادف ، تصورات تتماسك ، لكن لاشيء فيمابعد ، وفي الفعل لاشيء فيما بعد هيجل سوى فراغ ، سوى إله عام جامد تافه يجثو على قارعة بلادة إنسانية هيجلية سخيفة ، إله بدون إنسان ، بدون صيرورة ، بدون ديالكتيك وتناقض . المقدمة الثانية : أما بخصوص موضوعات أرسطو ومنطقه ، ينبغي أن نذهب إلى ماوراء تفكيره الخاص ، نذهب إلى مابعد أرسطو وتصوراته ، نذهب إلى حيث يمكن لأرسطو أن يكتشف ذاته ، نذهب إلى تلك النقطتين التي على ضوئها سيتطابق أرسطو مع هيجل في اللامعنى ، في اللاشيء . النقطة الأولى : إن مفهوم القدم يشكل النواة الأصيلة لماورائية أرسطو ، فهو يعتقد إن العالم قديم ، إن المادة قديمة ، إن الحركة قديمة ، إن الزمن قديم ، إن الإله قديم . والقدم ليس إلا تصور بشري ، إطروحة أرسطوية سخيفة ، لتفادي إشكالية الحادث لإن الحادث يقتضي ضرورة حدوثه ولاضرورة لحادث ، وفي فرضية وجوب ضرورة الحادث لما بقي حادثاٌ ولصار قديماٌ ، وهذا هو السر الخفي لأرسطو حين زعمه إن كل تلك الإطروحات قديمة . وفي الأصل إن إشكالية القدم هي إشكالية بشرية ، إشكالية الفهم البشري ، إشكالية قصور العقل ، فالشيء لدينا إما أن يكون قديماٌ أو حادثاٌ ، إما أن يكون له أول أو ليس له أولاٌ ، إذ ليس لدينا تصور بديل ، تصور ثالث . والشيء قد يكون لاهذا ولاذاك ، قد يكون له وضع آخر ، لكن بما إننا مكانيون زمانيون ماديون بصريون ، فلايمكن أن نتخلص من إشكالية الإمتداد ، الإمتداد في المكان ، الإمتداد في الزمان ، الإمتداد في كل شيء ، وليس بمقدورنا ، من حيث الأصل ، أن نتصور ماهو ثالث . النقطة الثانية : إن هذه النقطة تحدد الهوية الماورائية لأرسطو في مبدأ الهوية أو مبدأ الذاتية ، والمبدأ المتطابق معه ، وهو مبدأ عدم التناقض ، ثم مبدأ الثالث المرفوع . ولكي ندرك حقيقة مبدأ الهوية لامحيض من إدراك مبدأ عدم التناقض من الزاوية الأصلية والحقيقية ، لإن كل الجامعات العربية والتركية والفارسية بإستثناء العلامة محمد باقر الصدر ، تفسر هذا المبدأ من الزاوية الخاطئة نتيجة الفهم الخاطىء لهذا المبدأ . فمبدأ عدم التناقض هو يتعلق بالوجوديا فقط ، فالشيء إما أن يكون موجوداٌ وإما لا ، فالوجود نقيضه اللاوجود ، والشيء لانقيض له إلا إذا إنعدم وجودياٌ ، فهو إما أن يكون موجوداٌ أم لا ، لذلك فإذا وجد الشيء فهو هو هو ، هو هو وجودياٌ ، وهذه هي حقيقة مبدأ الهوية ، ومن هنا لايلحق التغيير الأشياء ، فالشيء هو هو لإنه موجود ولايمكن أن تتغير حقيقة وجوده مهما طرأت عليه من الحركة ، لذا : من جانب لايمكن أن يكون الشيء موجوداٌ وغير موجود سواء في آن أو في آنات أخرى ، أي لايمكن أن يتحقق الوجود واللاوجود معاٌ في الشيء نفسه . ومن جانب لايمكن للشيء إلا أن يكون موجوداٌ أو غير موجود ، ولايوجد إمكانية أخرى ، لايوجد شكل آخر ، إما الوجود وإما اللاوجود ، وهذا هو مبدأ الثالث المرفوع . وهكذا فبعد أن يثبت قدم العالم والمادة والحركة والزمن والإله ، لايرى في الوجود سوى الأشياء ، سواء هذا الشيء كما هو ، وذاك الشيء كما هو ، أي الشيء الأول ، والثاني والثالث ، أي وحدات الوجود .. وفي الفعل هو لايرى في الوجود سوى هذا الشخص وذاك الشخص ، ولايدرك الطبيعة كما هي ، ولايدرك الفيزياء والكيمياء في أحضان الطبيعة . ولو أدرك حقيقة تلك المبادىء لأكد إن الوجود هو إما أن يكون موجوداٌ أو أن يكون ليس موجوداٌ ، وبما إن الوجود هو هذا الذي هو ، فالوجود كما هو ، هو قديم ، وإلا ماكان . المقدمة الثالثة : في هذا السياق ، كيف رأى كارل ماركس هذا الموضوع ، وكيف يمكن لنا أن نتخطى ماركس إلى ماورائه . يؤكد ماركس ، إلى جانب المادية الديالكتيكية ، إن التاريخ كمفهوم بنيوي تحتي يبدأ في المنذ ، حينما إنوجدت الملكية الخاصة التي بها بدأ الإغتراب والتشكيلات الإقتصادية التاريخية الأربعة الأخيرة ، والتي هي مرحلة الرق والعبودية ، المرحلة الإقطاعية ، المرحلة الرأسمالية ، ثم المرحلة الأخيرة المؤتلفة من طورين ، طور الإشتراكية وطور الشيوعية أي طور المشاعية الثانية، بعدما كانت البشرية في مرحلة المشاعية الأولى حيث لاملكية خاصة ، ولا إستغلال ولا إستعباد ولاقانون ولادولة . وهكذا فإن التاريخ البشري ، التاريخ الكوني ، التاريخ التاريخي ، ليس إلا تاريخ هذه المراحل الخمسة ، ففي الأولى لاتوجد ملكية خاصة ولا إستعباد ولا إستغلال ولاظلم ولا قانون ولادولة ولا إغتراب ، وفي المراحل الثلاثة الوسطى ، مع طور الإشتراكية ، يبدأ المأزق البشري في الإغتراب والظلم والإستعباد ، ضمن شرط بنيوي هو إن هذه المفاهيم تذوي رويداٌ رويداٌ في طور الإشتراكية نتيجة وعي الطبقة العاملة بمهامها التاريخية ، وأما في الطور الأخير ، طور الشيوعية ، فإن هذه المفاهيم تذوي بالمطلق وينتهي الإغتراب ، وهذه هي دورة الكمال التاريخي الماركسي . وعند التدقيق لاتبدو القضايا هكذا ميسرة كما يعتقد ماركس ، ويغدو ماركس لاماركسياٌ في النقاط الأربعة التالية : النقطة الأولى : في الإنتقال من طور الإشتراكية إلى طور الشيوعية ، لابد ، وحسب ماركس ، من أن تذوي الدولة والقانون والملكية الخاصة والإستغلال والإستعباد ، وهذا هو شرطها الوحيد في التحقق البنيوي التاريخي للإنتقال ، لكنها لاتذوي من تلقاء ذاتها ، لإنها لو فعلت لتحطمت الماركسية ، فهي تذوي طبقاٌ لشرط واحد ، ولاشرط غيره ، وهو شرط وعي الضرورة ، أي شرط وعي الطبقة العاملة بضرورة الحدوث ، وهذا لايمكن أن يحدث إلا إذا إستند إلى الإرادة في تحطيم هذه المفاهيم ، وهكذا فإن الوعي الذي رفضه ماركس في البداية يقبله بالضرورة في النهاية . النقطة الثانية : سواء في الإنتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية نتيجة حصول الملكية الخاصة ، سواء في الإنتقال من طور الإشتراكية إلى طور الشيوعية نتيجة ذوي تلك المفاهيم ، فإن الديالكتيك وقوانينه ليس هو سبب هذا الإنتقال بإعتراف ماركس نفسه ، ففي الإنتقال الأول كانت الملكية الخاصة هي السبب ، وفي الإنتقال الثاني كان وعي الضرورة هو السبب . النقطة الثالثة : سواء في المرحلة الأولى ، سواء في المرحلة النهائية ، أي قبل بدأ الإغتراب ، وبعد إنتهائه ، لايوجد ديالكتيك ولاقوانينه ، ولايمكن إعتماد الديالكتيك في هاتين المرحلتين بإعتراف ماركس نفسه ، فهو إذاٌ ، أي الديالكتيك ، ليس صيرورة كلية مطلقة ، كما إن قوانينه ليست كلية مطلقة ، بل مرهونة فقط ، وحسب ماركس ، بالمراحل الثلاثة الوسطى وطور الإشتراكية . النقطة الرابعة : وفي الأصل ، وفي الفعل ، وفي الإنتقال من المرحلة الإقطاعية إلى المرحلة الرأسمالية ، فإن الآلة العلمية ، بما لديها من أدوات الإنتاج ووسائل الإنتاج ، وبما تنسج حولها من علاقات الإنتاج وقوى منتجة ، هي سبب هذا الإنتقال ، أي إن الآلة العلمية هي التي حلت محل الملكية الخاصة للأرض وصاحبها ، وهذه هي الإشكالية الكبرى والأصلية للفكر الماركسي ، لإن علاقات الإنتاج هي واحدة في المرحلة الرأسمالية وفي المرحلة الإشتراكية بسبب وحدة الآلة العلمية ، وهذا هو السبب الآخر في عدم إمكانية الإنتقال من طور الإشتراكية إلى طور الشيوعية إلا إذا تحقق وعي الضرورة ، وهذا محال . المقدمة الرابعة : وفي نفس السياق ، كيف رأى المعتقد الإسلامي هذا الموضوع ، وكيف يمكن لنا أن نتخطى المعتفد الإسلامي إلى ماورائه . يؤكد النص الإلهي : وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون . سورة البقرة الآية 30 . وإذ قلنا للملائكة إسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ةأستكبر وكان من الكافرين . سورة البقرة الآية 34 . وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طيناٌ . سورة الإسراء الآية 61 . ومن هنا بدأ التاريخ ، فلاتاريخ قبل خلق الإله لآدم ولاتاريخ بعد يوم القيامة ، ومن هنا بدأ الصراع مابين هذا الإله ومابين الشيطان ، فهذا يغوي وسيغوي إلى يوم القيامة ، والإله يتوعد البشر بالنار والعذاب لمن يتبع خطوات الشيطان . وهذا يعد أسوء نسخة عن الديانة الزرادشتية المقدسة المباركة العظيمة في النقاط التالية : النقطة الأولى : في الديانة الزرادشتية ثمت إلهان حقيقيان ، أهورامزدا إله الخير ، إهريمن إله الشر ، أما في الإسلام فثمت إله واحد وإله مصطنع رمز الشر ويمثل كل الخطايا إلى يوم القيامة ، بعد أن كان رئيساٌ الملائكة يسبح بحمد الإله الأول ويقدس له . النقطة الثانية : في الديانة الزرادشتية الصراع حقيقي وأصيل مابين الإلهين ، والتاريخ هو تاريخ هذا الصراع منذ المنذ ، بينما في الإسلام فالصراع وهمي والتاريخ مصطنع ، لإن ، وحتى هذه اللحظة ، لم يكفر الشيطان بالإله الأول ، ولم يجحد ، ولم يلحد ، بل بالعكس إنه يؤمن بهذا الإله ، ويطلب منه أن يبقيه إلى يوم القيامة ، لإنه يؤمن بالقدرة الكلية له وإنه هو الآمر والناهي في هذا العالم . النقطة الثالثة : في الديانة الزرادشتية ، للإنسان دوران ، دور في إضفاء المعنى الأصيل والأصلي للتاريخ ، ودور في إنتصار هذا الإله على الآخر ، من خلال الفكر الطيب والقول الجيد والفعل الحسن ، أو من خلال الفكر الرديء والقول السيء والفعل القبيح . بينما في الإسلام ، فإن القضايا محسومة وسخيفة وتافهة ، لدرجة إن إله الكون يستطيع أن يقرر حسب مزاجية مطلقة : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاٌ . سورة الزمر الآية 53 . والجدير بالذكر إن معنى : الذين أسرفوا ، أي الذين قتلوا وزنوا وأجرموا وأرتكبوا كافة الموبقات والمعاصي والذنوب والآثام . وسبب نزول هذه الآية معروف : إن الوحشي قاتل حمزة أراد أن يدخل الجنة فنزلت آية فرفضها ، فنزلت آية فرفضها ، وآية فرفضها ، إلى إن نزلت هذه الآية : إن الله يغفر الذنوب جميعاٌ . فقال : الآن أدخل الإسلام . نكتفي بهذا القدر ونبدي رأينا في هذا الموضوع على النحو التالي : إن المنطق الإنساني لايرتقي ، ولايمكن أن يرتقي ، إلى مستوى الإحاطة بمحددات كوننا هذا ، وهذا لايمنع من أن نوجه وعينا نحو منطق الكون ، منطق الأشياء ، منطق الأحداث ، منطق الفيزياء ، منطق الكيمياء ، منطق الرياضيات ، منطق طبيعة الأشياء ، منطق طبيعة الفوتون ، هل هي موجية ، هل هي جسيمية ، هل هي موجية وجسيمية معاٌ ، هل هي موجية وجسيمية وشيء آخر معاٌ ، أي شكل ثالث ، أي هل يتصرف الفوتون كما لو كان له أشكال عديدة ، وماهو هذا الشيء الذي يسمح للفوتون أن يتصرف ضمن هذه الأشكال الثلاثة . فبما نملك ، نحن ، من قدرة المادة المدركة الواعية لدينا ، وبما إن الكون ، والطبيعة ، والأشياء ، لايمكن إلا أن تظهر تجلياتها الأصلية والأصيلة كما هي وبكل مصداقية وصدق ، يمكننا أن نخطوا خطوات ، ثم خطوات أرقى ، ثم أرقى في فهم وإدراك تلك المحددات ، وربما التحدي الكبير هو في معرفة طبيعة الفوتون ، ومعرفة الشكل الثالث له . النقطة الأولى : من المؤكد إننا ، نحن البشر ، لسنا مركز الكون ، لسنا مركز الأرض ، لسنا إلا ، ولسنا إلا كائنات تكونا على الأرض في فترة من عمرها وسنزول عنها ، وستأتي كائنات جديدة ، بأشكال جديدة . لذلك : من ناحية ، لايمكن لمنطقنا ، وهو منطق خاص ، هو منطق يتعلق بما نملك ، بما نتمتع به ، أن يذهب أبعد من ذاته ، أبعد من خواصه ، أبعد من أدوته . مع العلم إن المادة المدركة الواعية لديها مؤهلات خارقة ، بل خارقة جداٌ ، فهي تستطيع أن تذهب عمقاٌ في مجالات لايتصورها الفهم البشري نفسه . ومن ناحية ثانية ، لايمكن أن يكون لنا إله ، ولايمكن أن يوجد إله مهما كان نوعه ، ولايمكن أن يكون لنا أنبياء أو رسل ، فموضوعات الإله والآلهة والرسل والأنبياء والديانات والعقائد ، كلها ، إختراعات بشرية نتيجة الحاجات النفسية الشعورية المادية للمجتمعات القديمة ، وللتجمعات الأولية . ومن ناحية ثالثة ، إن كل الفلسفات ، ومن يكون صاحبها إفلاطون وأرسطو وهيجل وديكارت وماركس وسبينوزا وكانط والإمام الغزالي والفارابي وأخوان الصفا والمعتزلة ، التي ذهبت إلى التعميم ، سيما التعميم الكلي . هي فلسفات خاطئة بالضرورة ، هي فلسفات رائعة لكنها خاطئة . النقطة الثانية : لكل الطبيعة ، لكل علاقة مابين الأشياء ، لكل الأشياء في الشيء الواحد ، لكل شيء في الأشياء ، لكل شيء ، منطقه الخاص ، طبيعته الخاصة ، خواصه الخاصة ، ونحن لايمكن أن نحدد تلك القضايا وليس لنا دور فيها ، ومنطقنا عاجز عن الحركة في مضمارها ، إلا بشرط أن نتفهم تلك الحالات ، ونرتضي بها كما هي لا كما منطقنا ، فللفوتون منطقه ، وللماء منطقه ، ولجسمنا منطقه ، وللكبريت في جسمنا منطقه ، وللمنغنيزيوم في جسمنا منطقه ، وللفيزياء منطقها وكذلك الكيمياء ، وللضوء منطقه ، وللمسافة منطقها ، وللأرض منطقها ، وللفضاء منطقه ، وأقول جيداٌ منطقه وليس قوانينه : فمن ناحية ، لو دققنا في جسمنا لأدركنا معنى المنطق في الأشياء ، بعيداٌ عن فهمنا لقوانين تلك الأشياء ، فعنصر المنغنيزيوم لايمكن أن يمتص من قبل الجسم بصورة طبيعية حتى لو وجد بكمية كبيرة ، لولا وجود فيتامين دال ، ووجود فيتامين باء ستة . كما إن التوازن مابين المنغنيزيوم وكالسيوم من ضرورة الصحة ، وهو بنسبة وحدتين للكالسيوم مقابل وحدة للمنغنيزيوم ، وأي إختلال في هذا التوازن سيؤثر على صحة الجسم ويحدث حالة من الإعتلال في جهات عديدة . فهذا المنطق مابين المنغنيزيوم ومابين الكالسيوم ، ومن ثم فيتامين دال وفيتامين باء ستة ، هو منطقها وليس قانونها . وكذلك الأمر بالنسبة للبوتاسيوم والنحاس ، وكذلك الكبريت ، ولولا الكبريت لما إنتقلت البروتينات ، ولما غدا الماء هلامياٌ ، ولولا هذه الهلامية لما وجدت كهربة الخلايا . كل هذا وغيرها يحدث بناءاٌ على منطق المشاركة وليس قوانين المشاركة . ومن ناحية أخرى ، إن منطق الشيء ، ونحن نأخذ مفهوم الشيء لا حسب أرسطو إنما حسب الشيء في الأشياء والأشياء قي شيء ، فمنطق الشيء ليس وحيد الإتجاه كما نعتقد ، فقد يتصرف الشيء بطرق مختلفة ، بأشكال متباينة ، حسب الظرف المحاط به . فقد يبدو لنا ، إننا ندرك الخواص الأصلية للماء ، ولكن في الحقيقة إن الماء يتصرف كما لو كان كائناٌ حياٌ ، ويغير ترتيب التوازن مابين جزيئاته وبأشكال عديدة حسب حالته النفسية ، فإذا قلت لكأس من الماء : إني أحبك ، كم إنت جميل ، فهو يعيد ترتيب جزيئاته لتمنحك طاقة أكثر ، فللماء منطقه ، ومنطقه أبعد من قوانينه ، ويتصرف بأشكال مختلفة حسب الظرف المحيط به . النقطة الثالثة : وبناءاٌ على ماتقدم يمكننا أن نطرح موضوع الفوتون لما له من أهمية خارقة في موضوع فهمنا للكون : فقد دلت التجارب على إن الفوتون ، وهو كتلة صغيرة من الضوء ، يتصرف تارة كأنه جسيم ، وتارة كأنه موجة ، يتصرف كموجة حينما يكون خارج المراقبة وفي بعض الحالات ، ويصبح جسيماٌ حين المراقبة وفي بعض الحالات . وإستناداٌ إلى ذلك زعم العلماء المختصون إن للفوتون طبيعة مزدوجة ، أي يملك إزدواجية في طبيعته . وفي الأصل ليس للفوتون إلا منطقه الخاص ، إلا طبيعته الخاصة ، ولايملك طبيعة مزدوجة ، فطبيعته الخاصة تسمح له أن يتجلى ، بالنسبة للإنسان أقول جيداٌ بالنسبة للإنسان ، إما بصورة موجة أو بصورة جسيم ، وقد ، وأقول وقد ، يتجلى بصورة ثالثة . وفي حال إنه يظهر بهذه الصورة الثالثة ، يكون السؤال عندها : ماهو هذا الشيء الذي يسمح له أن يظهر بهذه الصورة الثالثة ، وربما أكثر . نحن نقترح مفهوم الفيزياء ، وليس قوانين الفيزياء التي قد تكون حالة من منطق الفيزياء ، وحينما نطرح مفهوم الفيزياء ، نطرح القضية التالية : هل هذا الفوتون يتصرف وفقاٌ لقوانين الفيزياء وهذه حالة جامدة للوعي البشري في إدراك هذه الحالة ، أم إن لهذا الفوتون فيزيائيته الموازية وهذه حالة قد تسمح لنا بفهم المادة والأجسام بشكل أدق ، أم إن الفوتون نفسه ظاهرة فيزيائية وهذه حالة قد تسمح بفهم الكون نفسه . النقطة الرابعة : إذا كانت الأمور هي على هذه الشاكلة ، ونحن نعتقد بصحتها ، فماهو وضع كوننا هذا ، أي هل تتحكم فيه قوانين فيزيائية ، أم له فيزيائيته الخاصة والموازية ، أو إنه هو نفسه ظاهرة فيزيائية ، والفراقات جسيمة وكبيرة مابين هذه الإطروحات الثلاثة ، سنعالج هذه الإطروحات الثلاثة في الحلقات النهائية : فمن ناحية : ينبغي أن نمايز مابين موضوع الكون ومفهوم الوجود ، وموضوع الكون هو هذا الكون الذي ننتمي إليه كحالة ، وأما مفهوم الوجود فهو أمر خارج تصور البشر . لذلك نحن نتحدث عن موضوع الكون ولانسمح لأنفسنا أن نتحدث عن مفهوم الوجود ، وكل من يتحدث عن مفهوم الوجود بالصيغة التي طرحناها في هذه الحلقة فهو إما أبله معتوه ، أو مجنون مأفون ، أو ساذج بسيط . ومن ناحية : إن فهم الكون ضمن الصيغة البشرية ، أي ضمن الصيغة الجامدة الميكانيكية والأبعاد ، أو حتى ضمن الصيغة الديناميكية وضمن إطروحات الرياضيات والفيزياء والكيمياء ، لهو فهم أولي بسيط لايرتقي ، ولايمكن أن يرتقي ، إلى مستوى إدراك موضوعات هذا الكون ، ولا حتى إدراك مقدماته ، ناهيكم عن فهم الكون نفسه سيما علاقته بالوجود . ومن ناحية : نحن نرجح الإطروحة الثالثة التي حسبها إن الكون نفسه هو ظاهرة فيزيائية ، ونستبعد الإطروحتين الأوليتين ، أي إن القوانين الفيزيائية هي التي تتحكم بالكون ، وإن الكون يملك فيزيائيته الموازية ، لإنها ، ومن حيث المبدأ ، لاتكفي لإدراك حقيقة هذا الكون ، ناهيكم عن العلاقة المحتملة مابين هذا الكون والوجود . في حين إن كان الكون نفسه ظاهرة فيزيائية فيمكننا أن نتكهن بطبيعة هذا الكون ومن ثم نتصور العلاقة الأولية مابين هذا الكون والوجود ، سيما إن إنجلت لنا طبيعة الفوتون ، حينها سنكون إزاء قضايا جديدة .. وإلى اللقاء في الحلقة الثلاثين بعد المائة .
#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقض برهان الحركة والزمن لدى أرسطو
-
نقض إرادة ومشيئة إله الكون
-
نقض قصة الإسراء والمعراج في النص الإلهي
-
النص الإلهي يبيح الزنا
-
نقض مفهوم الإله لدى إسبينوزا
-
نقض قصة آدم في النص الإلهي
-
نقض ماهية الشر في الإسلام
-
نقض مفهوم الشر لدى غوتفريد لايبنتز
-
نقض إشكالية الشر لدى ماري بيكر إيدي
-
نقض المرحلة الدينية لدى كيركجارد
-
نقض النسق الفكري لدى شوبنهاور
-
نقض الأحكام القبلية لدى كانط
-
نقض الروح الكلية لدى هيجل
-
نقض مفهوم الخلق الإلهي
-
نقض مفهوم التأويل في النص الإلهي
-
نقض محتوى العقل لدى أبو بكر الرازي
-
نقض مفهوم النص لدى نصر حامد أبو زيد
-
نقض مفهوم السببية لدى الغزالي
-
نقض وحدة الوجود الشخصية لدى كمال الحيدري
-
النص الإلهي لايحرم الخمر
المزيد.....
-
حراك طلابي في صربيا يُطيح برئيس الوزراء وموسكو وبروكسل تراقب
...
-
الولايات المتحدة تفرض رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين
...
-
قصة أسيرين التقيا توأميهما اللذين أنجبا بنطف مهربة
-
رئيس الوزراء الفرنسي يعتزم إقرار الميزانية في التفاف على الب
...
-
إعلان حالة التأهب الجوي في خمس مقاطعات أوكرانية
-
زيلينسكي: سيتعين علينا الانتقال إلى المفاوضات مع روسيا بعد ل
...
-
الجيش الأمريكي يكشف هوية الجندية في المروحية التي اصطدمت بطا
...
-
إسبانيا.. إقالة السفير الإسباني في بروكسل لسبب غريب
-
سفير روسيا في الدنمارك: موسكو لن تسمح بتحويل البلطيق إلى بحر
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. ترامب يفرض رسومًا جمركية على المكسي
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|