|
سيول بشرية هادرة صوب اسقاط الانقلاب
تاج السر عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 7326 - 2022 / 7 / 31 - 19:34
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
1 خرجت السيول البشرية الهادرة في مليونية 31 يوليو صوب اسقاط الانقلاب وضد العنصرية والقبلية ، ومن أجل التعايش السلمي ، تزامن مع المليونية الهجوم المكثف والتهديد والوعيد علي الحزب الشيوعي ولجان المقاومة وقوى الثورة الماضية قدما لاسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي ، بهدف التسوية التي تم طبخها بضغط اقليمي ودولي والتي بدأت باجتماع (قحت) مع عسكر اللجنة الأمنية بمنزل السفير السعودي بالخرطوم ، واعلان البرهان وحميدتي انسحاب الجيش مقابل استمرار قبضة مجلس الأمن والدفاع عمليا علي مفاصل السلطة العسكرية والاقتصادية والاعلامية ، والتي كشفها فولكر بأنها وصلت الي 80% . فقد صرح أحمد الفكي سلمان بأن :" قوي الحرية والتغيير ستعلن خلال اسبوعين ترتيبات دستورية جديدة ورئيس وزراء مدني جديد يضع العسكر أمام الأمر الواقع، ومنح صلاحيات واسعة لتشكيل حكومة دون أن يفرض عليه أي شخص شريطة أن يتم الأمر بالتشاور مع قوي الثورة ، كما حدد القوى التي يعنيها هي : الحرية والتغيير ، الحركات المسلحة الموقعة علي اتفاق السلام ، لجان المقاومة وكيانات مدنية أخرى تقاوم الانقلاب ، وأنها تنظر الآن في عدة ترشيحات لاختيار أحدهم رئيسا للوزراء".( سودان تربيون، 30 يوليو 2022) ، أما مناوي فقد صرح : مناخ ايجابي يشجع لاحداث إعلان سياسي وأخر دستوري وتشكيل حكومة كفاءات قريبا . هذا اضافة لمخطط البرهان مع "الكيزان" باعلان أن القوي السياسية منقسمة ومتصارعة ، و اعلان قيام الانتخابات المبكرة خلال 6 شهور، وهي بالطبع انتخابات في ظل تمكين "الفلول" واستعادة الأموال المنهوبة لهم قطعا ستكون " مخجوجة" ومزورة كمثل الانتخابات التي عهدناها خلال الثلاثين عاما من حكمهم الذي كان وبالا علي السودان. 2 التسوية تأتي بعد مؤتر جدة الأخير برعاية أمريكية سعودية بهدف استمرار الشراكة مع العسكر ، ومواصلة السياسات القمعية والاقتصادية والتفريط في السيادة الوطنية ونهب ثروات البلاد، وقيام قاعدة أمريكية علي البحر الأحمر بعد استبعاد روسيا ، ووقف نهبها للذهب في السودان، وفي اطار صراع الضواري الرأسمالية لنهب ثروات افريقيا والسودان بين امريكا وروسيا الصين والاتحاد الاوربي وتوابعهم من دول الخليج ، كما في تهريب الذهب الذي اوضحه تقرير( سي.أن.ان) في تحقيقه االأخير الذي اجرته الإعلامية تعمة الباقر الذي أشار الي أن قيمة الذهب الذي يتم تهريبه الي روسيا من السودان تعادل 13.4 مليار دولار، والواقع أن التهريب يجري لدول أخري كما أشارت النقارير الدولية مثل : فرنسا منذ عملها في شركة ارياب،و الامارات ، الهند ، مصر، تشاد . الخ. لم يضف تقرير الإعلامية نعمة الباقر جديدا سوى تسليط الضوء بكثافة علي الصراع الأمريكي الروسي علي الموارد ، فمنذ هيمنة نظام المؤتمر الوطني كانت حصيلة صادرات الذهب لا تدخل خزينة الدولة ، بل تودع في حسابات بنكية خارج البلاد، وصادر الذهب مقابل الغذاء والسلع الضرورية، والدولة لا تشرف علي صرف الشركات قبل الإنتاج التجاري التي تضخم الفواتير، اضافة الي أن العقود بها خلل، 70% لشركات الامتياز ، وهي نسبة عالية لمورد ناضب علي مدي 25 عاما ، والدولة غير موجودة الا في 73 موقع فقط من 713 موقعا (موسي كرامة ، من يسرق الذهب في السودان، تحقيق الجزيرة: 9 / 10 / 2019) يواصل موسي كرامة وزير المعادن السابق : كما ارتفعت العائدات الفعلية للذهب في العام نفسه الي 8 مليار دولار ، إذا اعُتمد الحد الأدني 200 طنا، وهو عائد كبير لو ذهب الي خزينة بنك السودان لحدث فائض في ميزان المدفوعات السوداني، ولكن النسبة الأكبر من الذهب تُهرب عبر مظار الخرطوم وتُقدر بنحو 200 طن، اضافة لدور تجار الذهب الذين يعرضون مبلغا يزيد عن سعر البنك بنحو الفي دولار للكيلو الواحد، اضافة الي أن أغلب شركات التعدين لا تنقب عن الذهب ، بل تشتري من المعدنين التقليديين (موسي كرامة وزير المعادن السابق). ايضا : كشف تقرير أعده فريق من الاتحاد الإفريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، عن تهريب 267 طنا من الذهب السوداني خلال 7 سنوات، وافاد التقرير الذي تحدث عن الوضع الراهن لمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة بأنه جرى تهريب هذه الكمية خلال الفترة بين 2013 و 2018 ، واوضح رئيس الآلية الوطنية لمحاربة التدفقات المالية غير المشروعة، عمر حسن العمرابي أن تهريب الذهب خلال 7 سنوات بلغ 267 طن، بواقع 80 كيلو يوميا، مشيرا إلى وجود فرق 13.5 مليار دولار، بين معلومات الحكومة السودانية والدول التي استوردت الذهب والنفط ، أما التقارير الرسمية لوزارة المعادن تقول : أن الفاقد يقدر بين" 2 – 4 " مليار دولار سنويا بنسبة 37% من اجمالي صادرات البلاد، وأكثر من 70% من إنتاج الذهب يتم تهريبه بطرق غير رسمية ( الشرق الأوسط : 11/ 1/ 2020 3 تجري التسوية في ظل المزيد من تفاقم أزمة الانقلاب ، حيث تتسع المقاومة الجماهيرية له كما السيول البشرية التي خرجت في مليونية 31 يوليو، والمتوجهة الي القصر الجمهوري، رغم إغلاق كبري المك نمر ، والشوارع المؤدية للقصر الجمهوري بالسلك الشائك لمنع المتظاهرين من الوصول للقصر، ورغم القمع الوحشي بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي والدهس بالمدرعات ، ووقوع اصابات واعتقالات جاري حصرها ، والتي ما زالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور ، و التي دعت لها تنسيقية لجان المقاومة بالخرطوم تحت شعار: اسقاط الانقلاب وحلفائه ،و "التعايش السلمي" احتجاجا على خلق الفتنة القبلية في جنوب النيل الأزرق ، وتورط الانقلاب في الصراعات القبلية التي خلفت المئات من القتلي والجرحى والآف النازحين ،الخ. اضافة لاستمرار القمع الوحشي للمواكب السلمية بكل أنواع الأسلحة والذخيرة الحية مما أدي لاستشهاد (116) شهيد، واصابة أكثر من 5 الف ، اضافة لحملة الاعتقالات وحالات الاغتصاب والتعذيب الوحشي للمعتقلين ، وضحايا العنف في دارفور الذي خلف مئات الضحايا والجرحي ونزوح الالاف من قراهم ، منذ بداية الانقلاب العسكري، وفشل اتفاق جوبا في تحقيق السلام ، والاستقرار. فضلا عن تدهور الأوضاع الأمنية الذي تتحمل مسؤوليته سلطة الانقلاب ، كما في تصريح حميدتي الأخير الذي حمّل الأجهزة الأمنية والعسكرية مسؤولية تفاقم الأوضاع الأمنية في ولاية غرب دارفور لعدم فاعليتها وعدم سرعتها في التحرك لحسم النزاعات، وحمل حركة تمازج بالتورط في نزاعات دارفور، ودعا للتحقيق في مصادر تسليحها، علما بأنها مسؤولية السلطة الحاكمة بما فيها حميدتي نفسه ، فقد كان من مبررات انقلاب اللجنة الأمنية الحفاظ علي الأمن الذي فشلت في تحقيقة والذي ازداد تدهورا بعد اتفاق جوبا، كما رفضت جماهير الجنينة الانقلاب كما في هتافاتها ضد حميدتي في مباراة المريخ والهلال المقامة برعاية حميدتي . اضافة لتورط الحركات المسلحة في الفساد وتهريب المخدرات كما في الشحنة التي تم قبضها تحمل مخدرات تخص حركة مسلحة بحجة أنها لأغراض تدريبية، هذا اضافة لتشظي الحركات المسلحة الي(87) حركة منها (84) حركة في دارفور (الراكوبة: 28 /7/ 2022)، اضافة للاضراب الشامل للعاملين بالخدمة المدنية شمال دارفور بسبب نردي الاوضاع المعيشية والأجور، كما أشارت الأمم المتحدة الي نزوح (31) الف شخص في اعقاب أعمال العنف بجنوب النيل الأزرق. كل ذلك يشير الي أن وجود حميدتي في دارفور ما زاد الاوضاع الا تدهورا وخرابا ، فكيف يصنع السلام من فجر الحرب ونهب موارد الاقليم ، كما اشارت التقارير الدولية؟!! 4 هذا اضافة لتدهور الاوضاع المعيشية والاقتصادية بعد الانقلاب والزيادات المستمرة في أسعار المحروقات والكهرباء والتي أدت للمزيد من الزيادات في الأسعار والركود والتضخم وتدهور الإنتاج الزراعي والتهديد بفشل الموسم الزراعي ، وشبح المجاعة الذي اشارت الأمم المتحدة انه يهدد حوالي 18 مليون شخص في السودان ، وشرارء حميدتي للعمارة التي بها مكتبة مروي الثقافية التاريخية مما أدي لاغلاقها ، وعجز الحكومة عن مواجهة آثار الفيضانات ، كما حدث في اجتياح القاش لمدينة كسلا صباح الجمعة 29 يوليو مخلفا خسائر فادحة في الممتلكات وتضررت الاف الأسر، فضلا عن تدهور صحة البيئة وخاصة بعد الخريف كما في انتشار الذباب والبعوض ، وتدهور أداء الميناء ، وتلوث مياه الشر في السودان ، ومقاومة الجماهير في مناطق التعدين لتلوث البيئة والتعدين الضار بالصحة جراء استخدام السيانيد والزئبق، كما في تدهور الاوضاع في ابوحمد الخ. كل ذلك يوضح ضرورة مواصلة المقاومة بمختلف الاشكال واستمرارتراكمها والتحضير الجيد للاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي.
#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما الهدف من الهجوم علي الحزب الشيوعي (٢)..والاخيرة
-
ما الهدف من الهجوم علي الحزب الشيوعي؟
-
الإعلان الختامي لورشة قوي الحرية والتغيير
-
زيادة اسعار المحروقات مزيد من الافقار
-
خطاب حميدتي واتفاق جوبا
-
التغيير الجذري لمفارقة غياهب التخلف
-
حتى لا يكون التقييم تبريرا للأخطاء
-
حول طبيعة ما حدث في 19 يوليو 1971م
-
دورة لجنة مركزية في عاصفة لإرهاب
-
اوسع مقاومة للعنصرية والانفلات الأمني
-
حول مفهوم الرأسمالية الوطنية ودورها في التنمية
-
شروط الصندوق وثورتا سيرلانكا والصين
-
تجربة فشل الفترات الانتقالية.. ثورة اكتوبر نموذجا
-
مقدمة للطبعة الثانية لكتاب تاريخ النوبة الاقتصادي الاجتماعي
-
ولد انقلاب البرهان الجديد ميتا
-
مواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها
-
نقطة تحول مهمة لهزيمة الانقلاب
-
٣٠ يونيو للسلام وإسقاط الانقلاب
-
٣٠ يونيو لتحقيق السلام الشامل
-
اوسع رفض للحلف الدفاعي الاقليمي الجديد
المزيد.....
-
-حل العمال الكردستاني مقابل حرية أوجلان-.. محادثات سلام مرتق
...
-
عفو «رئاسي» عن 54 «من متظاهري حق العودة» بسيناء
-
تجديد حبس المهندس المعارض «يحيى حسين» 45 يومًا
-
«نريد حقوق المسيحيين» تظاهرات في سوريا بعد إحراق «شجرة كريسم
...
-
متضامنون مع المناضل محمد عادل
-
«الصيادون الممنوعون» في انتظار قرار مجلس الوزراء.. بشأن مخرج
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// في خدمة الرجعية يفصل التضامن م
...
-
جريدة النهج الديمقراطي العدد 585
-
أحكام ظالمة ضد مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني والجبهة تند
...
-
السيد الحوثي: العدو اعتدى على متظاهرين بسوريا واطلق عليهم ال
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|