أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى حقي - مفهوم المقاومة مابين الحداثة ومابعد الحداثة ...؟














المزيد.....

مفهوم المقاومة مابين الحداثة ومابعد الحداثة ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ وجِد الإنسان على الأرض فهو يقاوم ، الوحوش الكاسرة ،عوامل الطبيعة ، بني جلدته الذين يطمعون لسلب مايملكه من منقولات او ليزيحه من أرضه ، فمقاومة الوحوش وعوامل الطبيعة محدودة ولكن العداء البشري للبشري مستمر حتى يومنا هذا ، والمقاومة كانت على نمط واحد ردّ الاعتداء بقوة السلاح ابتداء من القذف بالحجارة والضرب بالعصا والطعن بأداة حادة ولايفوتنا استخدام عقله ( مثل نصب الشراك لأعدائه من الحيوانات والإنسان ، أو التظاهر بالسلم والتفنن باساليب التخفي والمناورة ..
ومع تقدم المدنية وتجمع الناس في مدنٍ كبيرة نشأت عوامل الحضارة والتي تعني بالأساس هجر القرى حيث التخلف الفكري والاجتماعي والصناعي والثقافي إلى مجمع المدينة منفتحاً على تعاون فكري خلاق في كافة مجالات الحياة ..
ومع نشوء هذه المجمعات المدنية الكبيرة وبتحالف عدة مدن في تجمع جغرافي نشأت الدول ، ونشأت بدورها الصراعات بشكل أكبر ومحاولة شعوب الهيمنة على شعوب أخرى بدافع الطمع إلى الثروات أو ألأرض أو الاسترقاق وكانت الحروب التاريخية المدمرة والتي جلبت الهول والدمار على الخاسر والمنتصر أيضاً وعلى البشرية ، وتبعاً لتلك الكوارث وللحد منها تكونت التجمعات الدولية مثل هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لوضع ضوابط قانونية دولية لمنع أية دولة من دول المنظمة الاعتداء على الأخرى والتحقيق في أي اعتداء يقع بين الدول الأعضاء ، وقد خلص هذا التجمع الدولي إلى شرعية المقاومة ، أي مقاومة الدولة المعتدى عليها للدولة المعتدية عندما تحتل أرضها أو جزء من هذه الأرض
أشكال المقاومة
كما بينا سابقاً ان المقاومة الأولى التي عرفها الإنسان كانت استعمال القوة والسلاح برد المعتدين ، وان المقاومة المسلحة أجدى وأنفع ولا يفل الحديد إلا الحديد .. ولكن وبتقدم المدنية ظهرت أشكالاً عدة للمقاومة تفرضها ظروفاً آنية ومحلية وجغرافية ، فإلى جانب المقاومة المسلحة ظهرت المقاومة السلمية وأثبتت أنها أحياناً أقوى من المقاومة المسلحة وأكبر مثال ، مقاومة الزعيم الهندي غاندي الذي جابه استعمار الامبراطوريةالبريطانية الذي كان يستعمر شبه القارة الهندية وبسكانها الذين كانوا يزيدون بعشرات المرّات على سكان الدولة المستعمرة ، هذا الزعيم والذي كان قد تخرج من كلية الحقوق في بريطانيا وبعقله النير وجد أن المقاومة المسلحة طريق طويل ومكلف مادياً وبشرياً ، فاختار المقاومة السلمية وبإدراك رجل متعلم ومثقف ولم ينجر إلى العاطفة والمغامرة ولم يستغل الدين بل طلب من الشعب الهندي وبكل فئاته ودياناته وألوانه بمقاومة بريطانيا التي لاتغيب الشمس عن مستعمراتها .. سلمياً ..! ؟ وذلك عن طريق مقاطعة البضائع الأجنبية
وكان قد اتخذ من نفسه قدوة المقاومة ونزل إلى الميدان بعنزة يحلبها ويتغذى من حليبها ويغزل من شعرها ثوباً يرتديه ، ولم يسكن قصوراً أو بيوتاً فارهة والخدم يقدمون له الطعام الفاخر ويطلب من شعبه أن يقاوم بل كان غاندي المقاوم الأول ..
وليصعق الرأسمالي الانكليزي بتكدس بضائعه في المستودعات الهندية ولـاكلها الجرذان بعد أن دفع قيمتها سلفاً وهو يمني نفسه بأرباح طائلة تزيد من رفاه أبناء الامبراطوري وبعد أن كان قد استخف بهذا الإضراب السلمي ، وأصيب الاقتصاد البريطاني بالصميم واهتزت مفاصله أي اهتزاز وعصّب وجرّب فرض القوة لثني الشعب الهندي عن اضرابه ولكنه ازداد اصراراً وانتصر غاندي وانتصر الشعب الهندي بمقاومة تاريخية سلمية
ومن أمثلة المقاومات السلمية الذي وقع في هذا العام في فرنسا عندما أجبر الشعب الفرنسي وبمظاهراته السلمية بإجبار الحكومة الفرنسية عن الرجوع عن قانون للعمل يضر بالطبقة العاملة
ومن أمثلة المقاومة السلمية ولو ان فيها بعض الخشونة ( ثورة أطفال الحجارة ) ولو أن شاعراً فلسيطنياً كبيراً قال بما معنى ان أطفال فلسطين لم يخلقوا لرمي الحجارة ، مع أن هذه الثورة قد أزعجت كثيراً العدو الصهيوني وأجبرته على عقد اتفاقات وتنازلات للسلطة الفلسطينية
أرضية المقاومة
الدولة ذات السيادة ، من حق ابنائها مقاومة المحتل الذي يحتل أرضها وتبقى بلا حكومة ، وتكون المقاومة في هذه الحالة خارج أمكنة سكن المدنيين وأن افضل المقاومات الحديثة في القرن الماضي حدثت في الجبال والغابات – المقاومة لجزائرية للاستعمار الفرنسي ، المقاومة المغربية بقيادة عبد الكريم الخطابي ، المقاومة الليبية بقيادة عمر المختار ، وفي مصر مقاومة أحمد عرابي وسعد زغلول .. ومقاومة كل من سلطان الأطرش والشيخ صالح العلي وابراهيم هنانو ورمضان باشا الشلاش في سوريا ضد الاستعمار الفرنسي ..
ولكن في ظل قيام حكومة وطنية شرعية فالمقاومة بيد الحكومة وهي التي ترسم حدود وأبعاد هذه المقاومة وبالطريق التي تشائها طالما أن هذه الحكومة منتخبة من الشعب وتمثل أماله وتطلعاته ..
في كل الأحوال لكل مقاومة لها ظروفها الخاصة اما أن تكون مقاومة عن طريق العلم والعقل وهي الحداثة أو مابعد الحداثة حيث القوة والغطرسة أو مابينهما ...



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم المقاومة مابين الحداثة ومابعد الحداثة ..؟
- .. الإسلام السياسي .. والشارع العربي الثائر .. والبابا ..؟
- هل الديكتاتورية وسيلة لتطبيق الديمقراطية ....!
- .. المرأة وسلامة بنية المجتمع ؟
- لنقف حداداً على أرواح بريئة .. ولا للإرهاب ..؟
- العلمانية ... والدين ..؟
- .. امرأة الليل /قصة قصيرة
- .. انها شجاعة ... ولو بعد فوات الأوان ...؟
- .. انتبهوا ... نحن من يفلسف الهزائم ....؟
- .. العوالم الجديدة .. والحضارة ...؟
- .. حقوق المرأة العربية ، بين الواقع والممكن ..؟
- .. انه الأدب .. انه الحوار المتمدن ...؟
- .. مابعد بعد نطحة زيدان ..؟ ..
- العلمانية والدولة .....؟
- شعائر فرح شرقي ...!؟
- عذراً .. انه حوار متمدن ...؟
- العلمانية والمجتمعوالكمبيوتر .. ومنبر الحوار المتمدن ..؟
- ألعلمانية.. وأين مجتمعنا منها ...؟
- البرجوازية والعلمانية...؟
- ...مِثِل نطحة زيدان ...!؟


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى حقي - مفهوم المقاومة مابين الحداثة ومابعد الحداثة ...؟