رجال الأعمال .. وأرباب السياسة

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1682 - 2006 / 9 / 23 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

طبيعى أن تكون هناك علاقة بين رجال الأعمال والحكومة .. فنشاط رجال الأعمال لا يجرى فى فراغ أو فى جزيرة معزولة .. والاقتصاد عموما لا يجرى بمعزل عن السياسة .. وانما توجد وشائج تربط الاثنين .
ولذلك فان السؤال ليس عن وجود علاقة من عدمه بين رجال الأعمال ورجال الحكم، وإنما السؤال هو عن طبيعة هذه العلاقة وشروطها.
ففى ظل غياب الشفافية يمكن ان يكون نوم بعض رجال الأعمال فى سرير الحكومة مصدراً للفساد والإفساد. ويكون زواج المال بالسياسة فى غياب حدود فاصلة بين المال العام والمال الخاص مصدراً للقلق سياسياً واقتصادياً واجتماعياً .
وهناك روايات وحكايات كثيرة عن بعض رجال الأعمال -قبل ثورة 23 يوليو 1952 وبعدها، وفى ظل الاتحاد الاشتراكي كما فى ظل الحزب الوطنى الديمقراطي على حد سواء – جنوا ثروات فلكية وتربحوا من خلال علاقاتهم "الخاصة" مع بعض كبار أقطاب البيروقراطية .
وهناك بالمقابل كثير من رجال الأعمال المحترمين نأوا بأنفسهم عن مواضع الشبهات .
وينطبق نفس الشيء على كثير من أرباب السياسة الذين حرصوا على تكريس ممارسة عملية مناقضة لتلك الممارسات السخيفة لكثير من الوزراء الذين لم يتورعوا –مثلاً- عن الترويج لمشروعات وهمية لشركات توظيف الأموال إياها، والظهور فى الصورة وعلى شاشات التليفزيون مع أصحاب هذه الشركات تسبقهم لحاهم الهائلة التى خدعوا بها بسطاء المصريين الغلابة ونصبوا عليهم واستولوا على تحويشة عمر الأرامل واليتامى .
كان هذا فى الماضى البعيد نسبياً .. وفى الماضى القريب نسبياً ترددت حكايات كثيرة منها على سبيل المثال وزير كانت تأشيرته كفيلة بتحويل اى محظوظ من رجال الأعمال على " قد الحال " الى مليونير .
وليست هذه العلاقة المعقدة مقتصرة على العلاقات " الفردية " وانما تمتد أيضا إلى جمعيات وروابط رجال الأعمال، فبعضها تصرفت كما لو كانت مجرد فروع أهلية تابعة لهذه الوزارة او تلك .. بينما تحافظ جمعيات أخرى على استقلالها النسبى .
ومن هذه النوعية الأخيرة يلفت النظر مجلس الأعمال المصرى الكندى برئاسة معتز رسلان . فمن تقاليد هذا المجلس ان يدعو بين الحين والآخر احد كبار المسئولين، لا ليحرق له البخور وانما ليجرى معه حواراً يتم من خلاله طرح شكاوى مجتمع رجال الأعمال . وفى أحيان كثيرة يكون هذه الحوار ساخناً جداً وصريحاً لدرجة غير مألوفة فى مثل هذه المحافل التى غالبا ما تسودها اللغة الدبلوماسية الملساء .
وقد حضرت عدداً من هذه اللقاءات، اذكر منها لقاء مع الفريق احمد شفيق وأنس الفقى، ومفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة، وزهير جرانة، وأخيراً وليس آخراً رشيد محمد رشيد الذى أجرى معه مجلس الأعمال الكندى المصرى حواراً راقياً ومتحضراً لا تنقصه الصراحة .
وفى تقديرى ان مثل هذه الحوارات العلنية والصريحة، مفيدة للاقتصاد والسياسة اكثر من أحاديث الغرف المغلقة .

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات