|
تصريحات محمد شرفي بشأن الأمازيغ .
الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 7324 - 2022 / 7 / 29 - 15:05
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تصريحات محمد شرفي في الميزان .
محمد شرفي باعتباره رئيسا للمجلس الأعلى للإنتخابات صرح بأن [ كل الجزائريين أمازيغ ] هناك من يعلم منهم وهناك من يجهل ذلك متنكرا لأصوله . °°°قرأت بعض الردود الناقمة على هذا التصريح ، وبان لي الفارق بين الجهل والعلم ، بين الحقيقة والدعاية الإديولوجية المتمكنة منذ الثلاثينات من القرن الماضي التي صيرتنا عربا بالدعاية ، وعمق جرحها جماعة ابن باديس من الإبراهيمي والفضيل الورثلاني و ابن باديس نفسه الذي جاء بإفك عظيم الذي هو : )وإلى العروبة ننتسب !؟ (،وهو ما رسخته مدارسنا ومناهجنا التربوية والتعليمية منذ أزمة الهوية في 1949 المعروفة خطأ [بالأزمة البربرية] والتي زاد شرخها العروبي المتعاظم باستقدام الألاف من المدرسين المشارقة معقل التيار البعثي العربي ، كسوريا العربية ،و جمهورية مصر العربية ، فغرسوا في جيل الإستقلال خنجرين مسمومين ( الفكر البعثي العربي) (والفكر الإخواني ) أو ما يسمى بالمصطلح السياسي بالإسلاموية .
°°°ما من شك وجود العرب بيننا ، ووجود بقايا للرومان ،وعثمانيين، وأندلسيين ، وأفارقة كذلك، بحكم انفتاح بلادنا على فضاءات تطلب الهجرة ( السلمية) أو(الغزوية )، العرب هم طيف من أطياف مجتمعنا ، فالنهر الأمازيغي بأغلبيته الإثنية ابتلع كل الأجناس الوافدة إليه من إغريق وفينق ورومان ،وعرب سواء كانوا قحطانيين أو عدنانيين ، وهو ما حرص على ذكره مؤرخنا النزيه [ محمد مبارك الميلي ] في كتابه تاريخ الجزائر قديمه وحديثه ، وهو ما تذكره الحوليات الإسلامية بالمغرب الإسلامي ، وبلاد البربر .... الخ ، وما دونه ابن خلدون في كتابه العبر ،وهو ما أشار إليه أقدم المؤرخين اليونان هيرودوت الذي قال بأن شمال إفريقيا يسكنها [ شعبان أصليان] هما الليبيون الأمازيغ والأحباش الأفارقة ، و[شعبان أجنبيان] هما الفينيقيون والإغريق ـ ( أنظر كتاب أحاديث هيرودوت عن الليبيين الأمازيغ ص 106. °°° سكان شمال افريقيا معروفون في التاريخ قديمه ووسيطه وحديثه ، فكتب المسلمين تذكرهم [ بالبربر] وبلادهم [بلاد البربر ] أو[بلاد المغرب ]، فقد ذكرهم النافذون والمغيرون المتمكنون بأسماء مختلفة ، وتتعدد الأسماء والشيء واحد ، فقد ذكر مبارك الميلي بأنهم لبسوا لباس المحتلين لهم، وتكلموا لسانهم ، [ لكن أجسادهم وأعرافهم بقيت أصلية أمازيغية ]. °°°تقديري أن النخب الفكرية ودكاترة التاريخ النزهاء ،وعلم الإنتربولوجبا ، وعلم الجينات ، هي التي تفصح بجلا ء عن [ من هم سكان بلاد شمال افريقيا ؟] كلها من غرب النيل إلى جزر الغوانش في المحيط الأطلسي ، ولا يمكن سماع نباح الغوغاء الذين ابتلعتهم الإديولجية طيلة المد البعثي العربي الناصري بمدرسة [ميشيل عفلق[ و[الأخوة اليسوعية ]، وتنظيرات الأنجليز التي ترجمها في الميدان لورانس العرب المخبر الأنجليزي الذي ألّبَ العرب ضد الخلافة الإسلامية العثمانية فيما يعرف في التاريخ ب(الثورة العربية الكبرى ) التي فتحت شقا لنفوذ الغرب في بلاد الإسلام خاصة بعد عقد عصبة القوميين العرب مؤتمرهم الأول في باريس 1913 .
°°° يجب التفريق بين اللسان العربي والإسلام ، فالناطق بالعربية لا يعني بأنه عربي ، فكثير من الناطقين بالعربية والذين خدموها وطوروها ونشروها ليسوا عرب ، من سيبويه وصولا إلى ابن معطي الزواوي ، وابن اجروم صاحب الأجرومية ، الزواويان القبائليان ،وابن منظور التونسي الأمازيغي هو الذي وضع قاموسا لغويا سماه [لسان العرب] ولا شك بأن أشرس المدافعين عن اللغة العربية هم مولود قاسم البلعيالي من جهة اغيل على بأقبوا لم يتجرأ القول بأن الجزائر عربية وهو الذي أصدر جريدة العدد الأول من مجلة الأصالة مزدانة بالبطل الأمازيغي يوغرطة ( يوغرضن) وسمى ابنه بذات الإسم . كما أن جهوذ المسلمين عظيم في نقل الإسلام إلى الأندلس بفضل جهود القائد طارق ابن زياد ، ونقله ونشره في ربوع بلاد السودان المعروفة حاليا بالساحل الإفريقي ، ثم في غرب إفريقيا عبر نشاط الصنهاجيين الأمازيغ الملثمين الذين تمكنوا من تكوين دولة أمازيغية عظمى تسمى [ دولة المرابطين ] التي كان أميرها يوسف بن تاشفين من عظماء الإسلام .
°°°جهود المرابطين الأمازيغ كان عظيما في نشر الإسلام في كل مكان بفضل الإرساليات المنظمة للشيوخ نحو المناطق النائية ، فهم أستطاعوا تغطية كل البقاع ، هؤلاء الشيوخ الذين هم في الأصل أمازيغ لمتونة من صنهاجة استغلوا الفراغ الفكري والديني فانتحلوا الأنساب الشريفية لآل البيت وتقمصوا ثوب الأشراف أمام جهالة الناس وسذاجتهم وهو ما رسخه الحكم العثماني بتشجيع البيوتات الشريفية والإعتماد على سلطتها المعنوية في ضبط العامة ، فالأكثر الوسائل المنومة للشعوب هو إشغالها بالحياة الثانية حياة البرزخ والثعبان الأقرغ ، و نعيم الآخرة، التي هم فيها فاكهون ، .....ليتركوا للسلطة منافع الدنيا وبهرجها ....لا ينافسهم فيها أحد ....
°°° ما أكثر المشوهين للحقائق تغليبا لنهجهم الإديولوجي العروبي ، وهم بفعلهم المشوه للحقيقة المتبوع بالإساءة المعنوية للأمازيغية ب(تفسيقها ، وتكفيرها ، وتخوينها،) أيقظ أتون الدفاع عنها بأكثر شراسة من ذي قبل ، فالإبانة عن الحق طريق مشروع .
°°°عندما فشل [مشروع العروبة الوهمي ] وظف أهلها مشروع [الكنعنة والفينقة ] كملاذ لإثبات عروبة شمال افريقيا ، وهم واهمون وكأنهم لا يعلمون بأن[ لا علاقة بين الجنس الفينيقي والعربي] لا تاريخيا ولا علميا . مفصل القول هذا الجدل العقيم الذي طال ، سيفصل فيه العلم ، علم الأركولوجيا و علم الجينات و علم الأنتربولوجيا وعلم اللسانيات وليس ترهات و كتابات الفيسبوك الشوشانية و الإختتالية وابن كولة ، و من مهد لهم أمثال عثمان سعدي ، وأحمد بن نعمان اللذان رضعا ألبان الشرق وذاقا من زبدة القذافي ، فما صرح به محمد شرفي هو عين الحقيقة ، لكن أكثرهم جاهلون ولا يعلمون أوله ناكرون ، فقد أظهرت الحفريات أن الإنسان العاقل مهده شمال افريقيا و بالضبط في جبل (ارهود) المغربية ، فالإحتمال الأقرب أن بلادنا هي المهد الأول للبشرية على مدار 315 ألف سنة ، وهو ما تؤكدة حفريات ( عين بوشريط ) قرب سطيف بوجود بقايا إنسانية بعمر يزيد 2.4 مليون سنة ، وهؤلاء هم أسلافنا الأمازيغ .
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مزالق الفكر القومي.
-
الولاية السابعة .. أو .. فيدرالية فرنسا ... أي دور لها في ال
...
-
ميثولوجية [ أنزار] الأمازيغية .
-
الأنساب المرابطية و الشريفية (ج2)
-
الأنساب الشريفية والمرابطية حقيقة أم زيف ؟ ( ج1)
-
الخوفُ من الإنقسام !؟
-
عبد الرحمن أوميرة .... نمرُ الصومام [3/3]
-
عبد الرحمن أوميرة ... .... نمرُ الصُّومام [3/2]
-
عبد الرحمن أوميرة .... نمرُ الصومام .[3/1]
-
عميروش ....ومركز قيادته .
-
الكولونيل امحمد بوقرة .
-
الأمازيغية هي الأصل والفصل .
-
مابعد طوفان الكورونا .
-
الدرس المكيافيلي لنظام الجزائر .
-
اللغة الأمازيغية. في خطر .
-
رشيد بن عيسى ،غير الرشيد ؟
-
أسرى عميروش .... أو قانون العينُ بالعين .
-
سوكينغ soolking والحراك الشعبي الجزائري .
-
يريدُونها دولة عسكرية ؟؟؟ !.
-
الدولة السعودية الوهابية .
المزيد.....
-
إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل
...
-
ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
-
حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
-
عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا
...
-
ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
-
أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
-
تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
-
مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس
...
-
العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
-
ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|