|
البنيالوجيا فلسفة البنية العلمية
حسن عجمي
الحوار المتمدن-العدد: 7323 - 2022 / 7 / 28 - 07:33
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
البنيالوجيا عِلم البنية الذي يدرس البنية فلسفياً و علمياً في آن و ذلك من خلال تحليلها على أنها معادلة رياضية قابلة للاختبار. تتكوّن كل الحقائق والظواهر من بُنى فتختلف باختلاف بنيتها. لكن البنية ليست سوى معادلة رياضية فلسفية وعلمية على ضوئها تتشكّل أية ظاهرة أو حقيقة. تختلف البنيالوجيا عن البنيوية الكلاسيكية لأنَّ البنيالوجيا تؤكِّد على أنَّ البنية معادلة رياضية بينما تصرّ البنيوية التقليدية على أنَّ البنية مُكوَّنة من عناصر و علاقات بين تلك العناصر بلا أن ترتبط بمعادلات رياضية. و بفضل تأكيد البنيالوجيا على أنَّ البُنى معادلات رياضية تصبح عِلماً حقيقياً للبنية من جراء إمكانية اختبار المعادلات الرياضية ما يميِّز البنيالوجيا عن البنيوية الكلاسيكية.
مثلٌ على تطبيق البنيالوجيا هو أنَّ الكون يتكوّن من بُنى منها البنية الأساسية التالية: الكون = كل الاحتمالات الممكنة + كل الاحتمالات المستحيلة. بذلك الكون = المحتمل الممكن + المحتمل المستحيل. مثل ذلك أنَّ الكون مجموع كل الاحتمالات الممكنة كاحتمال أن يكون مادياً (كما في الفيزياء الكلاسيكية) واحتمال أن يكون معلومات (كما يقول الفيزيائي جون ويلر) واحتمال أن يكون معادلات رياضية (كما يؤكِّد الفيزيائي ماكس تغمارك) واحتمال أن يكون أوهاماً بمعنى أن يكون صُوَراً هولوغرافية (كما يصرّ الفيزيائي ليونارد سسكيند). لذا تنجح كل النظريات العلمية السابقة في وصف الكون وتفسيره فتصدق جمعاء رغم اختلافها. فإن لم يكن الكون مجموع كل الاحتمالات كاحتمال أن يكون مادياً أو معلوماتياً أو معادلات رياضية أو أوهاماً فحينئذٍ لن تنجح النظريات العلمية السابقة في وصف الكون وتفسيره لكونها تصف الكون وتفسِّره على أنه إما مادي و إما معلوماتي و إما معادلات رياضية و إما أوهام.
مثلٌ آخر هو أنَّ الكون تجلّي كل الاحتمالات كاحتمال أن يكون الجُسيم (كالإلكترون) جُسيماً واحتمال أن يكون الجُسيم ذاته موجة بدلاً من جُسيم كما تقول نظرية ميكانيكا الكمّ العلمية. ولكن بالإضافة إلى أنَّ الكون هو كل الاحتمالات الممكنة كالاحتمالات السابقة هو أيضاً كل الاحتمالات المستحيلة كاحتمال أن تكون قطة شرودنغر حية وميتة في الوقت عينه ما يعبِّر عن غرابة الكون تماماً كما وَرَدَ ذلك في ميكانيكا الكمّ. فأية قطة إما حية و إما ميتة. لكن، بالنسبة إلى ميكانيكا الكمّ، الكون يتصرّف بغرابة حيث قطة شرودنغر حية وميتة في آن من جراء أنَّ احتمال أنها حية يساوي احتمال أنها ميتة. وهذا تعبير علمي عن غرابة الكون واستحالته لأنَّ جُسيماته (كالإلكترونات) تتصرّف على أنها جُسيمات وموجات في آن رغم أنَّ الجُسيم نقيض الموجة. على ضوء هذه الاعتبارات، لا بدّ من تحليل الكون من خلال الاحتمالات الممكنة والاحتمالات المستحيلة معاً تماماً كما تؤكِّد على ذلك بنية الكون القائلة بأنَّ الكون = كل الاحتمالات الممكنة + كل الاحتمالات المستحيلة ما يدلّ على صدق هذه البنية المعادلاتية.
الآن، إذا نظرنا إلى بنية الكون المعادلاتية الكامنة في المعادلة الرياضية الكون = كل الاحتمالات الممكنة + كل الاحتمالات المستحيلة، فسوف نجد أنَّ الكون يتضمن كل الأكوان المتوازية الممكنة والمختلفة و كل الأكوان المستحيلة أيضاً. و ذلك لأنَّ الاحتمالات الممكنة تتجسّد في الأكوان المتوازية الممكنة لكونها أكواناً ممكنة بينما الاحتمالات المستحيلة تولد في الأكوان المستحيلة لكونها أكواناً مستحيلة. هكذا تتضمن بنية الكون المعادلاتية وجود الأكوان المتوازية الممكنة والمتنوّعة كما تتضمن وجود الأكوان المستحيلة. وبذلك كوننا الواقعي يحتوي على كل الأكوان المتوازية الممكنة والمستحيلة. وبهذا توجد الأكوان المتوازية المختلفة الممكنة والمستحيلة ضمن عالَمنا الواقعي نفسه بدلاً من أن توجد خارج عالَمنا أي أنَّ الأكوان الممكنة والمستحيلة موجودة بالقوة أي ضمنياً في عالَمنا ما يسمح لعالَمنا بأن يتحوّل إلى أيّ كون متواز ٍ مغاير ومختلف في حقائقه وقوانينه الطبيعية عن عالَمنا الواقعي الحالي تماماً كما تقول الكونلوجيا التحوّلاتية كفرضية علمية ضمن علوم الفضاء. على هذا الأساس، إن صدقت هذه الفرضية العلمية القائلة بوجود الأكوان المتوازية ضمن عالَمنا الواقعي، تصدق حينئذٍ بنية الكون المعادلاتية القائلة بأنَّ الكون = كل الاحتمالات الممكنة + كل الاحتمالات المستحيلة. وبذلك من الممكن اختبار بنية الكون المعادلاتية ما يبرهن على أنها علمية.
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن بنية الكون المعادلاتية نتيجة منطقية ألا و هي التالية: بما أنَّ الكون = كل الاحتمالات الممكنة + كل الاحتمالات المستحيلة، إذن كل الاحتمالات الممكنة = الكون ناقص كل الاحتمالات المستحيلة كما كل الاحتمالات المستحيلة = الكون ناقص كل الاحتمالات الممكنة. وبذلك الممكن نقيض المستحيل فإن تحققت الاحتمالات الممكنة زالت الاحتمالات المستحيلة و إن تحقق المستحيل كالمتناقض زال الممكن المنسجم ذاتياً. و هذه نتيجة منطقية. من هنا، تصدق بنية الكون المعادلاتية بصدق نتيجتها المنطقية.
#حسن_عجمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العقيدالوجيا دراسة العقائد علمياً
-
الفحوالوجيا عِلم المعاني والدلالات
-
اللغالوجيا عِلم المعلومات المتوارثة والمُبتكَرة
-
العدالة المتعالية
-
سيادة السوبر تخلف
-
الكونلوجيا التحوّلاتية : عِلم الأكوان المتحوِّلة
-
الأنسنالوجيا فن إنتاج الحقوق و المعارف
-
الكينونالوجيا فن بناء الهوية و الماهية
-
الحريالوجيا فن إنتاج المعتقدات و السلوكيات الإنسانوية
-
الحداثالوجيا و ما بعد الحداثالوجيا
-
الهويالوجيا فن القرارات الإنسانوية و الشخصية
-
الحقيقالوجيا فن الاحتمالات الممكنة
-
الحكمالوجيا و المعرفالوجيا
-
الفلسفالوجيا و الماهيالوجيا
-
المعادلاتية و الحقل المعرفي
-
المعادلاتية و تحليل الفلسفة
-
العقل الأنترنتي في مواجهة العقل المنطقي
-
الفلسفة المعادلاتية والثقافة والهوية
-
الفلسفة المعادلاتية و تحليل العلاقة السببية
-
الفلسفة المعادلاتية والقوانين الطبيعية
المزيد.....
-
ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية.. كيف يؤثر ذلك على المستهلك؟
-
تيم حسن بمسلسل -تحت سابع أرض- في رمضان
-
السيسي يهنئ أحمد الشرع على توليه رئاسة سوريا.. ماذا قال؟
-
-الثوب والغترة أو الشماغ-.. إلزام طلاب المدارس الثانوية السع
...
-
تظاهرات شعبية قبالة معبر رفح المصري
-
اختراق خطير تكشفه -واتساب-: برنامج قرصنة إسرائيلي استهدف هوا
...
-
البرلمان الألماني يرفض قانون الهجرة وسط جدلٍ سياسيٍ حاد
-
الرئيس المصري: نهنئ أحمد الشرع لتوليه رئاسة سوريا خلال الم
...
-
إسرائيل.. تخلي حماس عن السلاح أو الحرب
-
زكريا الزبيدي يتحدث لـRT عن ظروف اعتقاله
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|