عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7321 - 2022 / 7 / 26 - 22:36
المحور:
الادب والفن
لقد وعدني كثيرونَ بأشياء كثيرة..
من وعدٍ بالجنّةِ
إلى وعدٍ بقُبلةِ في السِرّ.
وقد عِشتُ طويلاً
على وعودٍ كهذه.
لا أُخفي عليكم
أنّ بعضَ القُبلات
قد تحقّقت فعلاً
وأنّ بعضَ الأيّامِ كانت سعيدةً
وأنّ نساءً جميلات
قد أبتسَمْنَ لي
بضعةَ دقائقَ فقط
في سبعينَ عاماً.
لم أكُنّ أُريدُ جنّةً بعد مماتي.
كنتُ أريدُ أن أعيشَ بسلامٍ
ولو لبضعةِ أيّامٍ فقط
في بلادٍ لا يتناسلُ فيها الأسى
ويصبحُ حُزناً وخُبزا.
لذا..
تركتُ تروتسكي
ومشيتُ قريباً من حائطِ الرِضا
لا أهِشُّ.. ولا أنِشُّ
ولا أتحرَّشُ بجنكيز خان.
وهكذا..
ضاعت جنّةُ السماواتِ
ولم أعِش بسلامٍ
لأستبدلها ببُستانٍ يابسٍ
في "العطيفيّةِ الثانيّة".
وها أنذا..
لا شيخُ الجامعِ يُبادِلُني تحيّةَ المؤمنينَ
ويقولُ.. وعليكَ السلام..
ولا بائعُ الخَمرِ
يُريدُ أن يُصدِّق أنّ النبيذَ
يُثيرُ اهتمامي
في مساءٍ ساكتٍ
يشبهُ شارعَ السعدونَ هذا
بعد موتِ بغدادَ تلك
بقرونٍ عديدة.
خُذوا الجنّة
وتوِسّلوا إليها
أن تمنحني قُبلةً واحدة
لكي ينتهى الوقتُ أخيراً
وأُغمِضُ عيني على وجهها الحُلوِ
بسلامٍ عجيب.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟