أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - دور حركة فتح في استنهاض الحالة الوطنية مجددا















المزيد.....

دور حركة فتح في استنهاض الحالة الوطنية مجددا


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7321 - 2022 / 7 / 26 - 20:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


حتى لا تتمدد حالة التيه والانقسام وتتعاظم مصالح طبقة سياسية غير معنية بالتغيير واستنهاض المشروع الوطني التحرري وإلى أن تصبح الظروف مواتية لإجراء الانتخابات وحتى تستمر حركة فتح متواجدة في المشهد السياسي الوطني كعنوان للوطية الفلسطينية، يمكن لحركة فتح الفكرة الوطنية الجامعة العمل على تحريك عملية التغيير أو أن يبدأ التغيير فيها ومنها، لأن حركة فتح ليست مجرد حزب، فلها دورها في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز صمود الشعب على أرض فلسطين والحفاظ على استقلالية القرار الوطني، وواقع الحال أن رصيد حركة فتح النضالي يؤهلها للقيام بهذا الدور، و غالبية أبناء حركة فتح وبعض القيادات فيها تريد الانتخابات كمدخل للتغيير الشامل.
عندما نتحدث عن حركة فتح لا نقصد واقع التنظيم راهناً أو هذا القائد أو المسؤول في تنظيم فتح أو هذا السلوك أو ذاك مما لا يحظى برضا الشعب، المقصود بحركة فتح الفكرة الوطنية الجامعة كما كانت عند انطلاق الحركة منتصف الستينيات، آنذاك كانت حركة فتح حركة تحرر وطني تستوعب كل الأيديولوجيات والانتماءات الاجتماعية والسياسية والطبقية وعابرة حتى للجنسيات، وعلى هذا الأساس كان كل من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية ويرفض الاحتلال ويعادي الصهيونية، سواء كان فلسطينياً أو عربياً أو أجنبياً، ينتمي لحركة فتح حتى دون أن يكون منتمياً لتنظيم فتح.
بالرغم من، تغير الظروف والأوضاع وما شاب حركة فتح من عثرات ومنزلقات تنظيمية والانتقادات لواقع تنظيم حركة فتح وتوجيه اتهامات له بالفساد ومهادنة العدو الخ، وبالرغم مما تبذله أطراف خارجية من جهود لإيجاد بديل عن منظمة التحرير وحركة فتح لقيادة الشعب...، إلا أن حركة فتح الفكرة الوطنية الجامعة ما زالت إلى اليوم هي الأكثر تعبيراً عن الوطنية الفلسطينية ونسبة لا بأس بها من الشعب ما زالت تراهن عليها في تصويب المسار الوطني وتمثيل الوطنية الفلسطينية.
نعم، إن سر حركة فتح لا يكمن في النهج السياسي أو لقوة وتماسك تنظيم الحركة، فالنهج السياسي متعثر كما يعترف كثير من قادة الحركة كما أن تنظيم فتح يعاني من تصدعات ومشاكل بل وصراعات داخلية وكثير من قيادات التنظيم ليسوا محل قبول شعبي أو فتحاوي وهو ما تظهره استطلاعات الرأي العام.، كما لا يكمن سر استمرارية حركة فتح في كونها حزب سلطة يتحكم بالشعب ويوظف المال السياسي لرشوة البعض، فحركة حماس مثلاً حزب سلطة شمولية في قطاع غزة ومن ورائها تقف دول تُغدق من المال السياسي أكثر ما تنفقه حركة فتح، ومال حماس لحماس كما قال أحد قادة حماس بينما مال سلطة فتح يذهب للشعب غالبا.
ما ميز تاريخيا حركة فتح العمود الفقري لمنظمة التحرير عن غيرها فكرتها الوطنية الجامعة المتجاوزة لكل الأيديولوجيات والانتماءات الطبقية والجهوية، والوطنية الفلسطينية هي النقيض للحركة الصهيونية ومشروعها الاستيطاني وليس أية أيديولوجية أو مشاريع أحرى إسلامية كانت أو قومية أو أممية وقد رأينا ما آلت إيه هذه الأيديولوجيات والمشاريع وأصحابها.
أيضا يكمن سر حركة فتح وتميزها في أنها ربطت نفسها بداية بالشعب وقدراته وإمكانياته حتى وإن كانت متواضعة، ورفضت أن تكون جزءاً من أي محور أو جبهة خارجية وحافظت قدر الإمكان على استقلالية القرار الوطني حتى في ظل توقيع اتفاقية أوسلو وضغوط الجهات المانحة.
صحيح، إن (تنظيم فتح) في السنوات الأخيرة لا يمثل تمثيلاً صحيحاً فكر حركة فتح وطارداً لكثير من كفاءات الحركة ومستقطباً لشخصيات انتهازية ولمنافقين، ولكن حركة فتح الفكرة الوطنية الجامعة استطاعت في الفترة الأخيرة استقطاب كثيرين من الجيل الجديد و ممن يعارضون الأحزاب العقائدية بكل الوانها الايديولوجية ووجدوا في حركة فتح ملاذاً وطنياً يستطيعون من خلاله التعبير عن هويتهم الوطنية، وصحيح أيضا أن استقلالية القرار الوطني والقدرة على التعبير عن الهوية والثقافة الوطنية ما بعد توقيع اتفاق أوسلو ليست كما كانت سابقاً، ولكنها موجودة نسبياً مقارنة بالقوى السياسية الأخرى.
القوى الأخرى غير حركة فتح لم تستفد من تجارب الماضي عندما ظهرت محاور عربية وأممية وربطت بعض الأحزاب الفلسطينية نفسها بهذه المحاور، ومع نهاية أو تراجع هذه المحاور والايديولوجيات تلاشت أو استمرت القوى الفلسطينية التابعة بتأثير وحضور ضعيف, أيضاً حالات الانشقاق العديدة عن حركة فتح كحالة الانشقاق بقيادة أبو صبري وأبو خالد العملة في 1983 التي لم تشكل حالة وطنية مؤثرة ليس بسبب مواقفها السياسية من نهج منظمة التحرير بل لأنها ربطت نفسها بالنظام السوري، وهو ما جرى لاحقاً مع كل الجماعات التي انشقت أو تجنحت عن حركة فتح ومنظمة التحرير وربطت نفسها بدول ومحاور وأجندة خارجية.
أما بالنسبة لحركة حماس التي تنافس حركة فتح ومنظمة التحرير على قيادة وتمثيل الشعب وبالرغم من دورها في استمرار حالة الاشتباك مع العدو وعدم اعترافها به إ لا أنها حتى الآن لم تستطع أن تنزع من حركة فتح القدرة على التعبير عن الوطنية الفلسطينية بهويتها وثقافتها وخطابها السياسي، وما يعيق حركة حماس في هذا السياق تحالفاتها وارتباطاتها الخارجية واستمرار ولائها لجماعة الإخوان المسلمين ودورها في الانقسام عندما انقلبت على السلطة وساعدت على فصل غزة عن الضفة، كما أن ما آل إليه الوضع في قطاع غزة تحت حكم حماس أفقد الشعب الأمل بالتغيير من خلال حماس، أما الأحزاب الأخرى وبعضها ظهر في نفس توقيت ظهور حركة فتح فلم تستطع تشكيل حالة بديلة أو منافسة لحركة فتح بالرغم من تاريخها النضالي المشهود.
ومع ذلك نعيد ونكرر ما سبق أن تحدثنا عنه أكثر من مرة، إن الوطنية الفلسطينية ليست حكراً على أحد وإن لم يسارع الفتحاويون الأصلاء في حركة فتح، الذين ما زالوا في التنظيم أو خرجوا منه طواعية أو تم إخراجهم منه، ومعهم الفتحاويون الجدد الذين انتموا للفكرة الوطنية الجامعة وليس للتنظيم، إن لم يسارع هؤلاء بتصويب الأوضاع الداخلية للحركة ونهجها السياسي فإن الشعب الفلسطيني سيمنح ثقته وتأييده للحزب أو الحركة التي تتفوق على حركة فتح في التعبير عن الوطنية الفلسطينية التي عنوانها الرئيس في هذه المرحلة: الاشتباك مع العدو وتعزيز صمود الشعب على أرضه والتحرر من التبعية للمحاور الخارجية، أو يأخذ الشعب زمام الأمر بنفسه بعيداً عن كل الأحزاب والحركات السياسية، وهناك محاولات حثيثة وجادة لتشكيل قيادة وطنية جديدة تتجاوز القيادة الراهنة لمنظمة التحرير و حركة فتح وهي محاولات تشارك فيها فصائل فلسطينية ودول عربية وإقليمية وتجد دعما ًواسناداً حتى من أحزاب وحركات شعبية عربية كانت إلى وقت قريب مساندة لحركة فتح، وعلى حركة فتح استيعاب الرسالة الجزائرية من الدعوة الرسمية لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لحضور احتفالات عيد الاستقلال وقبلها الزيارة الرسمية لوفد من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية للمغرب.
الخطر على حركة فتح ليس من إسرائيل والأحزاب المنافسة فقط بل أيضاً ما يشهده تنظيم الحركة من تصدعات وصراعات بين بعض قياداته على المناصب والمصالح، وما زال يحدونا الأمل بأن يتحلى الأصلاء من قادة الحركة بروح المسؤولية والنقد الذاتي و يتوقفوا عن تحميل أطراف خارجية المسؤولية عما آلت إليه حركة فتح، حتى تحميل بعض قيادات تنظيم فتح السلطة الوطنية المسؤولية عن إضعاف فتح قول فيه مبالغة وقد يتم تفسيره بأنه محاولة للتهرب من المسؤولية ومن الاعتراف بالخلل الداخلي في التنظيم، فكيف نفرق أو نفصل بين السلطة و حركة فتح عندما يكون رئيس السلطة من فتح ورئيس الوزراء وأغلب الوزراء من فتح وقادة الأجهزة الأمنية من فتح وأغلب السفارات من فتح ومن هم على رأس الأجهزة القضائية من فتح، ومن ليسوا من فتح فإن هذه الأخيرة هي التي جلبتهم للسلطة...!!! وكيف يتم تحميل السلطة الوطنية المسؤولية عن تردي حال حركة فتح وهناك في فتح والقيادة نفسها من يتغنى بالسلطة ويعتبرها إنجازاً وطنياً؟ ونتساءل بصراحة: خل السلطة تفسد حركة فتح أم تنظيم فتح هو الذي يفسد السلطة الوطنية؟
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلتان الأمني مخطط لتفكيك وحدة المجتمع
- لماذا حل الدولتين بعيد المنال؟ ومن المسؤول؟
- نتائج زيارة بايدن بين المعلن والخفي
- هل يستحق جو بايدن الشكر؟
- على هامش احتفالات الجزائر ومصافحة عباس وهنية
- هل أصبح الشرق الأوسط الجديد أمرا واقعا؟
- المساومة على الحقيقة والحق
- الرئيس أبو مازن: ما له وما عليه
- حركة فتج والسلطة: أية علاقة؟
- زيارة بايدن المثيرة للقلق
- رحيل الكاتب غريب عسقلاني
- الرواية وحدها لا تكفي
- حركة حماس والمكابرة على الخطأ
- هل سينفذ الرئيس تهديداته؟ ومتى؟!
- الصديق وقت الضيق
- لماذا فقد المؤتمر العام لحركة فتح أهميته، ومن المسؤول ؟
- هدف إسرائيل من مسيرة الأعلام , وكيف ستؤول الأمور ؟
- حوار مع الصحافة المغربية
- الشعب الفلسطيني قادر على التغيير
- انتصارات الأحزاب وانتصار الوطن


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - دور حركة فتح في استنهاض الحالة الوطنية مجددا