|
الرقص فوق ظهر أسد بابل
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7320 - 2022 / 7 / 25 - 14:29
المحور:
كتابات ساخرة
من بين الشخصيات العراقية التي تتفاخر بها صفحات منصة التيك توك هذه الأيام : عمار الزنجي - قاسم بهية - ابن حلومة - ارزوقي كوبرا - احمد الهندي - حسين اعور - حسون الوصخ- جبار حديدة. نماذج من الأشقياء (الشقاوات) وأرباب السوابق، اشتركت بعض الفضائيات العراقية في التحاور معهم للاستزادة من فنونهم في ارتكاب المخالفات، وربما لنشر ثقافة التفاهة، فالطيور على أشكالها تقع، وشبيه الشيء منجذبٌ اليه. . وقد استفزتني صورة لهؤلاء تجمعهم فوق ظهر أسد بابل في الموقع الاثري القديم لحضارتنا البابلية العريقة، التي أرست ركائز الفنون والعلوم والآداب لكل السلالات البشرية في عموم كوكب الأرض. . والانكى من ذلك شاهدت صورا لبعض المتعلمين الذين اختاروا الرقص على إيقاعات الچوبي فوق ظهر أسد بابل، في انتهاك صارخ لعاصمة الحضارة والأساطير، المدينة التي ادرجتها اليونسكو في سجلات التراث العالمي. لكن مصيبتنا في العراق تكمن في سلوك الاغبياء الذين تعمدوا الاساءة لرموز حضارتنا الضاربة في اعماق التاريخ، ففي الوقت الذي كانت تتفاخر فيه مدينة لندن باستعراض تمثال الثور المجنح (لاماسو) وسط ساحة الطرف الأغر، كانت معاول تنظيم داعش في العراق منشغلة بتحطيم اجنحة الثور الآشوري في الموصل، وكانت إدارة مطار بغداد بقيادة مديرها (علي خليل) تزيح تماثيل الثور المجنح التي كانت تزين بوابة صالة نينوى. . تفتخر الشعوب الواعية بتاريخها وأبطالها. وما زالت كتب التاريخ تتباهى بحضارة وادي الرافدين، وتعتز بها، ولا توجد أمة أو دولة مهما كان حجمها، إلا ولها تاريخ تفتخر به وتدرّسه لأبنائها، بحيث أصبح التاريخ مادة أساسية في أيّ دولة، إذ يطّلع فيها الدارس علي أحداث الماضي وشواهده التي تقوي ارتباطه بالقيم التاريخية، وتعزّز انتماءه للتراب والوطن. اما اذا كانت الامة منشغلة بتمجيد الاشقياء والسرسرية وشذاذ الآفاق ومن لف لفيفهم، فتلك علامة من علامات انهيارها وضياعها وتقهقرها. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رموز سومرية في وكالة ناسا للفضاء
-
دراسات: عن فلوّرة زيت الزيتون
-
هل ستختفي اوكرانيا ؟
-
لماذا احترقت معاملنا في يوم واحد ؟
-
تساؤلات عراقية في عالم السياسية
-
بوادر الانفراج لأزمة الغذاء
-
كوكب البصرة يقترب من قرص الشمس
-
بلد في طريقه الى الضياع
-
الإمعات وتلونهم الاجتماعي
-
تقنيات لخداع الأذن البشرية
-
تزييف تصريحات السياسيين والتلاعب بها
-
كتاب: التاريخ يبدأ من سومر
-
ملامح انهيار الاتحاد الاوروبي
-
شطحات في سوق الوقاحة السياسية
-
هكذا تحدث بايدن قبل قليل
-
لقطات كونية أذهلت العقول
-
أهوارنا في خطر - تحذيرات دولية
-
ثرثرة حربية في دهاليز الشرق
-
صناعتنا - بوابتنا للقضاء على البطالة
-
اعمق نقطة في الفضاء ونظرية الثور الأملس
المزيد.....
-
الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج
...
-
-شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
-
مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا
...
-
هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
-
الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي
...
-
رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع
...
-
فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي
...
-
من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي
...
-
اصدارات مركز مندلي لعام 2025م
-
مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|