محمد مرزوق
الحوار المتمدن-العدد: 7318 - 2022 / 7 / 23 - 12:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
بعد إعلان القوات المسلحة انسحابها من العملية السياسية في السودان،
تاركة المجال للقوى السياسية، لتشكيل حكومة مدنية تقود البلد لما تبقي من
الفترة الإنتقالية، وجدت الأحزاب السياسية نفسها أمام مهمة صعبة للغاية
ومأزق كبير، ما جعلها تتناحر فيما بينها وتسارع لتكوين تحالفات سياسية
لبناء قاعدة تجعل الشعب السوداني يسير خلفها. ومن بين التحالفات التي
بدأت في الظهور مؤخرا هو ما دعت إليه قوى الحرية والتغيير باقي الأحزاب
لتوحيد الصفوف تحت تحالف واحد أطلقت عليه اسم "تجميع قوى الثورة"، والذي
لاقى انتقادا ورفضا كبيرين من طرف أغلب الأحزاب الفاعلة في المشهد
السياسي السوداني علي غرار لجان المقاومة وتجمع المهنيين والحزب الشيوعي.
حيث اعتبرت لجان المقاومة أن دعوة قحت لها للتحالف هو مناورة ماكرة منها
لإستعمال لجان المقاومة كوسيلة للوصول لغايتها في تصدر الساحة السياسية
وتسلق سلم الحكم في سبيل تحقيق أهداف أجنبية في البلاد، هذا بعدما تبينت
حقيقة خيانتها للثورة السودانية وتورطها في العمل لصالح الولايات المتحدة
الأمريكية وبعض الدول الأوروبية علي غرار فرنسا وبريطانيا، كما اتضح في
الكثير من المرات تورط قادتها في عقد لقاءات سرية مع رئيس بعثة الأمم
المتحدة في السودان في سفارات لدول أجنبية ما يجعل فعلا نواياها غير
صادقة مع الشعب السوداني.
ويجدر بالذكر ان لجان المقاومة تحظي بدعم شعبي كبير، حيث تعتبر الواجهة
الحقيقية للثورة السودانية التي أطاحت بنظام البشير، وتمتلك تأثيرا كبيرا
في الشارع السوداني، وذلك لما تحمله من مبادئ شفافة وصادقة تجاه الشعب
السوداني، فأهداف لجان المقاومة هي تحقيق العدالة الإجتماعية في السودان
وبناء دولة ديمقراطية نزيهة ومدنية، فضلا عن تحسين ظروف الشعب السوداني
والسعي للوصول به إلي بر الأمان، علي عكس ما تهدف إليه قحت، التي تنوي
الوصول إلي الحكم لتطبيق تعليمات أمريكا وأوروبا في السودان، غير آبهة
بمرارة العيش والحرمان التي يتعرض لها الشعب السوداني الأبي.
#محمد_مرزوق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟