أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - في العراق. . الشارع على فوهة بركان














المزيد.....


في العراق. . الشارع على فوهة بركان


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7318 - 2022 / 7 / 23 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العراق . . الشارع على فوهة بركان


يمر العراق بأزمة سياسية
خطيرة ، بعد ثمانية أشهر من الانتخابات التشريعية ، والازمة ليست عابرة وانما ازمة بنيوية للنظام القائم على الطائفية والمحاصصة والفساد ، وما زالت البلاد واقعة تحت مأزق لانهاية له .

وقد برز السيد مقتدى الصدر كعنصر فاعل في محاولة تصحيح النظام الحالي لما يملكه من قاعدة شعبية عريضة لايمكن الاستهانة بها او التقليل من شأنها .

في صلاة الجمعة الموحدة في بغداد التي جاءت تلبيةً لدعوة أطلقها السيد الصدر، وجّه خلالها رسائل سياسية خطيرة إلى خصومه في الاطار ، وقدم مايشبه برنامج عمل متكامل للمرحلة القادمة المرجوة .

ففي خطبة ألقاها بالنيابة عنه الشيخ محمود الجياشي، قال الصدر "إننا أمام مفترق طريق صعب ووعر إبان تشكيل الحكومة من قبل بعض من لا نحسن الظن بهم والذين جربناهم سابقاً ولم يفلحوا"، في إشارة إلى خصومه السياسيين من الإطار التنسيقي .
ودعا الصدر خصومه، "إذا ما أرادوا تشكيل الحكومة" الالتزام بعشر نقاط، أبرزها اعادة تنظيم الحشد والقضاء على الفصائل المسلحة الموالية لإيران .

وبعد حشد انصار السيد الصدر في الصلاة الجماعية والتي يقدر عدد الحضور بمئات الالاف ،
تسربت تصريحات منسوبة لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي المقرب من ايران ، والتي هاجم فيها بعنف السيد مقتدى الصدر .
وقد رد الصدر على ذلك ، داعيا خصمه المالكي إلى "الانسحاب من العمل السياسي". وتسليم نفسه الى القضاء ، كما دعا حلفاء السيد المالكي وشخصيات عشيرته إلى نشر "إدانة مشتركة لوضع حد للخلافات".
واضاف أيضا أن نوري المالكي "لا يحق له بأفكاره الهدامة أن يقود العراق".

ان هذه التوترات بين الطرفين قد فاقمت الازمة المستعصية اساسا واحدثت شرخا لايمكن تداركه في النظام السياسي القائم في العراق .

وهكذا اصبح العراق على وشك نظام سياسي جديد يتمحور حول الصراع بين القوى الشيعية الصاعدة (الصدريين) والقوى الشيعية التقليدية (إلاطار التنسيقي) .
 وبذلك فان الانتخابات المبكرة في تشرين اول/ أكتوبر 2021 قد تكون آخر انتخابات تجري في ظل النظام السياسي الحالي ، حيث أن النظام القائم على المحاصصة والفساد لم يعد قادرًا على حل أزماته السياسية داخليًا . علاوة على ذلك فان القوى السياسية اصبحت عاجزة عن استمرار العمل لانكشاف اوراقها بعد تعريتها بانتفاضة تشرين المجيدة . وكل المعطيات تشير إلى درجة كبيرة من التخبط للاحزاب والكتل المشاركة في العملية السياسية .

     لقد ظهر الانقسام واضحا في الاطار التنسيقي بين الاستمرار بنفس النهج القديم القائم على المحاصصة تحت شعارات كاذبة . او
تمديد حكومة السيد مصطفى الكاظمي لسنة او اكثر . وخلال هذه الفترة ، يعمل الإطار على تعديل قانون الانتخابات والمفوضية المشرفة عليها بما يخدم مصالحها . بعد ذلك يمكن حل البرلمان ووضع جدول زمني لإجراء انتخابات مبكرة . 
وبهذه الطريقة يتصور الإطار أنه سيحرم الصدر من عنصر المفاجأة ويضعفه بشكل يمنعه من تهديد خيارات الإطار . 
ولكن يبدو ان قرارات السيد الصدر وحدها هي التي ستحدد في النهاية الاتجاه الذي قد يسلكه إلاطار التنسيقي مستقبلا وليس العكس .

ان الاطار التنسيقي سوف لن يفلح في تشكيل حكومة بمعزل عن التيار الصدري الذي سيقلب الطاولة وينهي العملية السياسية برمتها .

كما ان نجاح الإطار التنسيقي في تشكيل حكومة جديدة في العراق  ربما سيصبح عقبة أمام الجهود الأمريكية لاحتواء النشاط الإيراني في المنطقة ، خاصة فيما يتعلق بدول الخليج واسرائيل .

ويبدو إن ايران اصبحت عاجزة عن اعطاء الاوامر في العراق ، واجبرت  على تقبل واقع جديد . رغم محاولتها تصحيح الخلل الذي تواجهه في العراق من خلال تعيين سفير جديد ، إلا أنها لا تزال غير قادرة على تغيير قواعد اللعبة بشكل شامل .

ان المراقبين للوضع القائم في العراق يدركون خطورة الانقسام الحاد بين حلفاء الامس ، والذي قد يؤدي إلى الاقتتال الداخلي ، حيث لكل حزب سياسي ميليشيا عسكرية ، وأنهم ليسوا فقط لاعبين سياسيين يعملون على تسوية النزاعات والخلافات بالوسائل السلمية ، ولكن أيضًا بالوسائل العسكرية .
ان مقترح تشكيل حكومة انتقالية برئاسة السيد مصطفى الكاظمي او من احد المقربين من التيار الصدري
يتم خلالها اعداد انتخابات جديدة يمكن ان ينهي الانسداد السياسي هذا . وبعكسه فان الشارع على فوهة بركان ولانعلم في اي لحظة سوف ينفجر ليطيح بكل رموز العملية السياسية والى الابد .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد من حاضرة الدنيا الى مدينة مهملة
- الانسداد السياسي في العراق. . أسبابه وآفاقه
- لماذا نحتاج إلى ثورة فكرية؟
- الحرب في اوكرانيا. . مولد نظام عالمي جديد
- النفوذ الايراني في العراق واثره على العملية السياسية
- أضواء على اعادة انتخاب ايمانويل ماكرون
- الدوافع الحقيقية للصراع السني الشيعي في المنطقة
- انسداد الافق السياسي في العراق
- إنهم يسرقون انتباهنا
- اشكالية التدين والأخلاق في مجتمعنا
- الحرب الروسية الاوكرانية. الاصطفاف مع من؟
- ازمة اوكرانيا وحافة الهاوية
- الفصائل المسلحة والاغتيالات والسلاح المنفلت
- صناعة الدكتاتور وتقديس الفرد
- الأسباب الكامنة وراء عدم ابداع العرب في اوطانهم
- الهوس بالمال
- انهم اعداء الحياة والفرح
- اسباب فشل الديموقراطية في العراق
- التجهيل الممنهج في الفضائيات العربية
- شبح الطرف الثالث


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - في العراق. . الشارع على فوهة بركان