|
أفول إسرائيل - مقابلة مع نهلة شهال
نهلة شهال
الحوار المتمدن-العدد: 1681 - 2006 / 9 / 22 - 10:36
المحور:
مقابلات و حوارات
نهلة شهال منسقة الحملات المدنية الدولية لحماية الشعب الفلسطيني، و باحثة بباريس. كانت سنوات 1970 من قادة منظمة العمل الشيوعي بلبنان. عادت من لبنان حيث قضت أكثر من شهر إبان هجوم إسرائيل . فيما يلي تحكي نهلة وتحلل تلك الأحداث.
ما أثر الحرب على شعب لبنان؟
عاش الناس في لبنان لحظة بالغة الكثافة. لماذا؟ أنا فتحت عيني. كان لي وعي سياسي بعد هزيمة 1967. رأيت بعيني أبي، المناضل الشيوعي اللبناني، وأمي ، المناضلة الشيوعية العراقية ينهاران في العام 1967. لا بل إن أبي أصيب بُسداد بسبب الهزيمة. حاولت الأنظمة العربية آنذاك الاستهانة باعتبارها هزيمة صغيرة. لكن ذلك كان بنظرنا نهاية حقبة حيث كانت منطقة بكاملها تحقق ذاتها. كانت إسرائيل، في وعينا بصفتنا قوميين عرب أو شيوعيين، قائمة لمنع العالم العربي من تحقيق ذاته بما هو كيان وقوة إقليمية و مجتمع. ثم كان ثمة أفول للمنطقة العربية . كان يُقال:" تتعذر مقاومة إسرائيل، هذا مستحيل". وقد دام هذا منذ أربعين سنة. أنا اعتبر انه كان لي حظ كبير في رؤية الحجة على أن إسرائيل وهيمنتها وتفوقها ليست قدرا لا محيد عنه. لقد دخلت إسرائيل الآن منطق " إما نحن أو هم". أنا واعية أن ما عشناه ليس إلا بصيصا لكنه أعطى الدليل على أن بمستطاعنا، بقوة ميليشيا صغيرة، مليشيا حزب الله، بحجم فأر، أن نواجه فيلا. ساد في الأيام العشرة الأولى هلع. لكن فجأة، عندما عجز الإسرائيليون عن التقدم، قبل الناس دفع الثمن. وهذا أمر تاريخي.
كان هدف إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تقسيم السكان. لماذا فشلت في مسعاها ذاك؟
نهلة شهال: سكان لبنان منقسمون أصلا. قسم كبير يريد المقاومة، لكنه غير مستعد لدفع الثمن. واختارت الانضمام إلى المعسكر الذي اسميه المعسكر النيوليبرالي. كانت خطة إسرائيل والولايات المتحدة تروم تحريك قسم من سكان لبنان ضد حزب الله. أمكن حصول ذلك لو أن حزب الله ومن معه، فهو لم وحيدا في المقاومة، عجزوا عن المقاومة.
كيف تقيمين مقاومة حزب الله العسكرية؟
نهلة شهال: ثمر أمر لم ُيشاهد منذ أمد طويل بهذه المنطقة. حارب مقاتلو حزب الله باقتناع. لم تسبق مشاهدة 34 ميركافا [ دبابة إسرائيلية] مدمرة في يوم واحد. لا أبدا. لم يسبق لأي جيش عربي أن حقق هكذا انجاز. الحقيقة أن حزب الله منظم جيدا. لكن الأهم هو الاصطفاف السريع للسكان، قاعدة حزب الله الاجتماعية، إلى جانب مقاتليهم. احتضنوا المقاتلين. ثم جاءت خطب حسن نصر الله. تكلم أربع مرات واعتقد أن خطبه نصوص أساسية للباحثين في علم السياسة.
ما هي المضاعفات الأعم على المنطقة؟
نهلة شهال: كان العرب ينتظرون بقلق منقبضي القلوب. استقبلنا وفودا كثيرة بلبنان، وفودا عربية. حكوا لنا كيف كانت قلوب العرب منقبضة في الأيام الأربعة الأولى، لأنهم توقعوا الهزيمة. وبعد اليوم العاشر لم يصدق العرب ما يرون. وبدأ ذلك بالانتشار. كان ثمة استياء كبير في مصر وفي الجيش المصري. وكذا بالجيش السوري. يقول الناس:" كيف أمكن لحزب الله أن يفعل ذلك؟ ونحن؟ ماذا نفعل؟" لقد مثلت معركة حزب الله تاريخيا بداية أفول إسرائيل، نهاية إسرائيل التي ترهب المنطقة برمتها. اعتقد أن إسرائيليين كثيرين يعون ذلك، لا سيما أصدقاءنا الإسرائيليين المعادين للاستيطان.
ما تقييمك السياسي لحزب الله؟
نهلة شهال: انطلق من موقف الحزب الشيوعي اللبناني الذي يتعاون يدا بيد مع حزب الله. انه تحالف نقدي مع حزب الله. يقول الحزب الشيوعي اللبناني لحزب الله صراحة :" هنا أخطأت". يرى الحزب الشيوعي أن حزب الله ضيع النصر بعد العام 2000 لأنه تحالف في السياسة الداخلية اللبنانية مع خصومه، أي من كانوا ضد التحرير، البرجوازية النيوليبرالية. أرى فرقا بين الحركات الإسلامية. ليس ثمة أي قرابة بين حزب الله وبن لادن، أي قرابة إطلاقا. الأمر شبيه بالقائم داخل حركات اليسار. هل ثمة علاقة تجمعنا بالخمير الحمر؟ إنهم بنظري فاشيون. ثمة فاشيون لدى الإسلاميين كما عند اليسار، لكن ثمة أيضا أناس متحررون، تقدميون. أنا لا امتدح حزب الله. أنا عارفة بمكامن ضعفه. حزب الله لم يع بعد انه حركة لاهوت تحرير. انه الحركة الإسلامية الوحيدة التي تشارك بالمنتديات الاجتماعية العالمية والأوربية. فمنذ 2003 وهو يرسل بانتظام أناسا للمشاركة بها. إن ثمة تحالفا عمليا وسياسيا بين حزب الله والحزب الشيوعي اللبناني وحزب الشعب، وهو حزب قومي يساري. إنهم يلتقون بانتظام ولا يخفون خلافاتهم. فالحزب الشيوعي اللبناني يؤاخذ حزب الله بعدم المشاركة أبدا في مظاهرات المطالب الاجتماعية، بينما قاعدته مشكلة من فقراء، فلاحين وعمال ومن الطبقة البرجوازية الصغيرة المتضررة بلبنان. وأحيانا يقول حزب الله:" انتم على حق، لم نكن نعي ذلك جيدا". يجب النظر إلى حزب الله بما هو ظاهرة جديدة تتطور كثيرا. هذا أمر بالغ الأهمية. انه أيضا حركة متحررة من الدوغما الموروثة. إن قدرته على العمل مع الحزب الشيوعي دالة بنظري.
جريدة Rouge – العدد 2172
تعريب المناضل-ة
#نهلة_شهال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|