أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عذري مازغ - كرة القدم النسوية















المزيد.....

كرة القدم النسوية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7316 - 2022 / 7 / 21 - 22:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عادة كان الجمهور لا تثيره كرة القدم النسوية حتى في البلدان المتقدمة، والدليل أن الإهتمام اكثر للجمهور هي المقابلات الذكورية، وحتى صرد عام في قناة إعلامية، رياضية حتى، لا تهتم باخبار الأندية النسوية ماعدا في مناسبات خاصة كالنهائيات الدولية والوطنية او العالمية، في ما يسمى بالوطن العربي، لا اعتقد ان الجمهور تثيره المباراة النسوية، اسأل مثلا شخص عادي مهتم بالكرة عن اسم نجمة عالمية في كرة القدم، قليلون من ستجدهم يعرفونها، ليس كما يعرفون عن الذكور، يعرفون كل شيء عن النجوم الذكورية وحتى عن حياتهم الخاصة في الاكل والشرب والنوم وهذه قاعدة فارقة أولى وذلك لأن الإعلام الرياضي هو أيضا إعلام ذكوري ولا فرق هنا بين إعلام الغرب وإعلام مجتمعاتنا المحافظة والاحتكام هنا يمكن وضعه على أساس فرضية وإن لم تحصل بالصدفة : لنتصور مقابلتان في نفس الوقت بشكل متوازي بين فريق برسلونا الذكور وريال مدريد الذكور موازاة معه فريقيهما النسوي، أجزم أن الجمهور سيتوجه إلى مقابلة الذكور، زيادة على ذلك هناك تمييز أيضا على مستوى القيم الربحية: جوائز الذكور أعتقد انها اكثر قيمة من جوائز الإناث، وإن لم تكن لدي معلومات كافية بل هو استنتاج افتراضي يمكن قياسه على قاعدة التمييز في الأجور بشكل عام بين العمال والعاملات ومهما توضأ الوعي في الغرب بماء المساواة بين الرجل والمرأة، فالمساواة واقعيا تتم على مستوى الواجهة الحكومية من قبيل أن أجور وزيرة ما متساوية لأجر وزيرما، عملية التصبيغ الحكومية: سبع وزيرات مقابل سبع وزراء على سبيل المثل، هو مظهر من مظاهر المساواة لكنه في الحقيقة هو مظهر يغطي ظاهرة التمييز بين اجور الذكور واجور النساء في المجتمعت الغربية، أما في حقول العمل الأخرى ومنها الرياضة فلا اعتقد (مع الجزم بأنه ليست لدي معطيات في حقل الرياضة النسوية) وعموما الحقل الرياضي ليس سليما على مستوى توزيع اجور أقنان الرياضة بشكل عام: يمكن لنادي أن يشتري قنا رائعا بمبلغ خيالي في الوقت الذي هناك قن مبتدئ أحسن من الاول اداء بمبلغ أقل، وعموما الحديث في سوسيولوجيا الرياضة أمر لم تتناوله حتى الجمعيات الحقوقية من زاوية انسنة الرياضة وعدم إخضاعها لمنطق الرقيق: أقنان الفخامة (esclavos de lujo) وهي ظاهرة تزكي اللامساواة بين الذكور انفسهم: إن توزيع الجوائز على فريق فائز بنفس الميدالية أمر جذاب لكن على مستوى الأجور هناك فوارق شاسعة بين اللاعبين لأن النجومية تفترض فردا خارق غالبا هو من قسم الهجوم في كرة القدم بينما اللاعبون في قسم الدفاعأقل نجومية وأقل أجرا رغم أن كرة القدم هي لعبة جماعية بنائية، سأعطيكم نموذج: مدافع ما يرد الكرة غلى الحارس حين يرى ان كل تمريراته إلى لاعب آخر لن تنجح (لن انقش هنا الخطط الكروية) عادة يكون الخصم ملأ وسط الملعب بشكل يمارس الضغط على الخصم بشكل يخضع الدفاع إلى التمرير الخلفي وإلى الحارس، في كثير من المقابلات نجد مدافع اخترق وسط الملعب بمراوغاته تاركا الكثير من لاعبي الخصم وراءه بشكل يحدث تفوقا عدديا لفريقه في الهجوم، هذه العملية لا تقل نجومية من فردانية المهاجم ومع ذلك فالمدافع اقل اجرا بشكل دائم من المهاجم ، هذه فقط واحدة من الملاحظات. ولنعد الآن إلى الكرة النسوية.
بكل صدق لم أشاهد كثيرا الكرة النسوية، وعادة لم يعد لدي اهتمام بالكرة من زمن بعيد (منذ عقدي الثالث حين لم اعد العبها شخصيا، ليس لموقف ما بل قلة اهتمام فقط) اما الكرة النسوية فلم أشاهد مباراة كاملة إلا نادرا وبالصدفة، لكن بإلحاح، حرصت ان اشاهد مقابلة المتخب النسوي المغربي مع المنتخب النسوي النيجيري برسم نهائيات كأس إفريقيا الذي دخلها المنتخب النسوي المغربي بعقدة نقص: 11 مرة يفوز فيها المنتخب النيجيري بكأس إفريقيا، عادة لم يكن الكثير منا يعرف هذا إلا حين صار لنا اهتمام بالكرة النسوية، لكن مع ذلك ليس الأمر مفزعا ليدخل المنتخب المغربي بعقدة نقص كما شاهدنا ذلك لسبب بسيط، هو ان الكرة تخضع لتبدل الأجيال فالرصيد المميز للنيجريات صادف عقدا من الزمن لم تكن الكرة النسوية في أغلب الدول الإفريقية قد تأسست أصلا ولم توجد فرق شرسة منافسة وحتى الآن ليست كل الدول الإفريقية بنت مؤسسات كروية نسوية، كان المنطق هكذا في البداية: هناك بطولة إفريقية للنساء شرعتها الكاف، أمر جميل، كل دولة رقعت فريقا من النساء سمته منتخبا قصد المشاركة، في البداية هذا كل شيء وهذا أيضا كان مبتدأ الكرة الذكورية، بمعنى كان الاهتمام بها تفاوتيا، هناك دول اسست اومأسست الكرة وهناك دول بدأت تمأسسها وفي التحصيل الدول التي ماسستها سابقا حصلت على رصيد تاريخي عكس التي بدأت تمأسسها والرصيد التاريخي ليس حاسما في الأمر بسبب من تغير الأجيال، نحن هنا لا نواجه الجيل الاول ولا الثاني ولا الثالث... في كرة القدم النيجيرية، نحن هنا نؤسس جيلا على مستوى الممارسة والإحتراف يواجه جيلا جديدا من نيجيريا وليس جيل الإنتصارات، اختصر لقجع رئيس الجماعة المغربية لكرة القدم حين تحدث إلى عناصر المنتخب النسوي هذا في كلمة مقتضبة: "كانت نيجيريا تفوز لأنه لم يكن ضدها فرق قوية سابقا"، لكن لست هنا للحديث عن إنجاز الكرة النسوية المغربية بل للحديث عن شيء آخر له قيمة معنوية اكثر من فرجة كرة القدم النسوية والذي اعتقد انه أكثر قيمة من فوز المنتخب النسوي، ظواهر جميلة إذا تكرست مع مرور الوقت ستكون الفائدة المعنوية اكثر من الفائدة في الفوز، مبارة أمس خلقت لنا جمهور متميز: جمهور فيمينيسمي، في المدرجات حضرت الأسر عوض الجمهور الهولوكوسي الطائش، حضرت النساء والرجال والأطفال، حضرت الأسر برجالها ونسائها واطفالها، حضرها المجتمع المغربي بكل فئاته، في هذه التظاهرة انتصر الفيمينيسم على الفكر الذكوري، انتصر عمق الهوية المغربية على عمق الفكر الأفغاني الوهابي الراديكالي المتأسلم، انتصرت فيه القيم الإنسانية المغربية على التطرف وإليكم بعض المظاهر التي لم يثرها الإعلام: رفعت إحدى اللاعبات قميصها حتى ظهر جزء من جسدها فرحا كما يفعل ذكور الكرة (لم يثر ذلك غضب الله المتجلي في العقل الذكوري)،لاعبة عانقت بصدر رحب رئيس الجامعة ولم تصدر حتى الآن فتوى تحرم العناق في الفرح،حين تسجل لاعبة هدفا لا تجري وتسجد على الارض شكرا لله كما يمذهب الذكور في لعبهم بل ترقص رشيقة كالريشة تلعن التعويذة، اللاعبات ببنية جسمية مفتولة بالعضلات وليس ما رغبه الجمهور الذكوري في بداية الكان: نهود بارزة تهرب إلى الوراء حين تجري اللاعبة إلى الأمام: لاعبات باجسام مفتولة، لاعبات قويات يتقنن الرقص الكروي كما الذكور، أتذكر هنا اختراقات اللاعبة التكناوتي بمراوغاتها الرائعة رغم انها لم تعطي اهدافا بسبب عدم التركيز، في اللقطة الاخيرة: غيبت اللاعبة المغربية صاحبة هدف الترجيح الأخيرة، لم يحضر لديها أن مصير التأهيل بقذيفتها بل تعاملت مع الأمر من قبيل ان دورها حل في الترجيح، يعني لم يكن الضغط النفسي عليها في أن تسجل، تعاملت مع الامر ببساطة ولم تعلم انها الضربة الأخيرة إلا حين شاهدت اللاعبات يجرين إليها لمعانقتها .
هي أمور بسيطة لكن بقيمة معنوية كبيرة تظهر تفوق المرأة وتفوق الفيمينيسم في التعاطي مع قضايا معقدة، نعم الكثير من النساء تسخر فتنتها وهذا ليس ضعف منها بل هي قوتها في إخضاع الذكور (وهذا له علاقة بعلم الإجتماع والحقل الاقتصادي والسياسي من حيث أن المرأة تمارس الثورة الناعمة: مثلا رئيسة نيوزيلاندا ترضع رضيعها في البرلمان، تعبير مستفز (للبعض فقط) ينتصر لطبيعتنا الحيوانية: ثذي المرأة مهمته إرضاع الصبي وليس عملية إرضاع الكبير، الجنسانية وانا شخصيا اعتقد ان لحس الثذي في العملية الجنسية هي عملية شذوذ وليس كما يؤسس لها من مثقفي الثقافة الجنسية في سياق المثاقفة الجنسية بدليل أن كل الحيوانات في الأرض، في تناسلها لا تهتم بالثذي).
ختاما اهنيء لبؤات الأطلس وسواء فزتن في النهاية أم لم تفزن فانتن فزتن في شيء رائع جدا، فزتن في ان العناق في الفرح يقضي على فتوة الافتتان، فزتن في ان تظهرن ان العناق فرح إنساني وليس جنس وافتتان .



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقام الفرس
- على هامش احداث مليلية الأخيرة
- الخير والشر وموقع الفاروق المعظم منها
- الرحلة إلى وليلي، تتمة لموضوع الحمار والكلب والقطط
- هزلت!
- البورغواطيون وقياس الزمن
- أنا وكلاب القرية وقططها وحمارنا الذهبي
- مؤشرات تحلل الولايات المتحدة
- نقض هيكلية الحزب السياسي
- نيرون القرن الواحد والعشرون
- الماركسية وعلاقة التحديد
- حين تسبق العين الشهية
- رؤوس بدون ذاكرة تاريخية
- في تناقض الفكر القومي
- حول ماذا يتصارع هؤلاء؟
- العالم بقرون ذكورية
- عيدكم سعيد! وداعا شيطان رمضان!
- لماذا نقد الإسلام وليس الاديان الأخرى؟
- الرأسمالية تبدع، لكن العمال لا
- جدل -الشيخ- و-الشيخة- بالمغرب


المزيد.....




- شبكة “أريج” تكشف عن آليات الاستهداف الممنهج للصحافة في غزة
- شاهد/كلب اسرائيلي ينهش امرأة فلسطينية اثناء نومها بوحشية
- المغرب.. شاب -يقتحم منزل- امرأة سبعينية ويغتصبها
- بايدن يعلق على محاولة امرأة -إغراق طفلة فلسطينية أميركية- في ...
- حضور المرأة في الطب
- بالفيديو.. قائدة طائرة هولندية تهبط بنجاح بعد أن انفتح الحجا ...
- تعاني منه النساء أكثر.. ماذا نعرف عن الألم العضلي الليفي؟
- بدون فوائد وبدون كفيل.. إيداع 12000 ريال في حسابك تمويل مركز ...
- -كأنهن في غرف النوم-..مصور يوثق جانبًا حميمًا داخل سجن للنسا ...
- أغنى امرأة في روسيا تتفق مع بوتين لبناء نظام بديل لسويفت


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عذري مازغ - كرة القدم النسوية